نظرت الى أمي التسعينية فرأيت ظهرها وقد احدودب وعلى جبينها ترتسم علامتا بؤس وشقاء من آثار الماضي العتيق . رموش عينيها ذبلت وسقط حاجباها وتجعد جبينها وأرى تلك العروق الخضراء الغائرة في كفيها فبكيت وأنا ارى نفسي أمام هذه التقنيات العالية وهذه الرفاهية وتذكرت أيام أمي .ثم بكيت على ذلك الجسم وكأنه عصفور .أم رؤوم أرى على تجاعيد وجهها ألام الصبا المريرة .بيضاء الجبين وبيضاء القلب . عاشت في حقبة الصراع من أجل البقاء . لم تكن تعرف مأفرزته لنا النظريات الحديثة من مراهقها وغيرها ولم تكن تعرف عطور باريس ولا أحمر الشفاة ولا ( المني جب) بل كانت يداها المتشققتان لا تعرفان الا المناجل وربط الأزرة .
نظرت اليها وتمتمت بهذه الأبيات:-
يارعاك الله ياأماه .....يامن تحت رجليك رياض وجنان
آه...ياأماه ....أين الصمت والليل الموشى بالنجوم؟
أين وجه القمر الوضاء في الليل يحوم ؟
آه....ياأماه.....أين الفرح المبهم أين الذكريات ؟
بل وأين الحزن يا أماه أين العبرات ؟
بعضها أصبح في دومة الوهم ...بعضها صار رفات.
( المقالة) من مجموعتي القصصية عندما تئن السعادة.
( الأبيات) للشاعر / الدكتور/ عبدالرحمن العشماوي
نظرت اليها وتمتمت بهذه الأبيات:-
يارعاك الله ياأماه .....يامن تحت رجليك رياض وجنان
آه...ياأماه ....أين الصمت والليل الموشى بالنجوم؟
أين وجه القمر الوضاء في الليل يحوم ؟
آه....ياأماه.....أين الفرح المبهم أين الذكريات ؟
بل وأين الحزن يا أماه أين العبرات ؟
بعضها أصبح في دومة الوهم ...بعضها صار رفات.
( المقالة) من مجموعتي القصصية عندما تئن السعادة.
( الأبيات) للشاعر / الدكتور/ عبدالرحمن العشماوي
تعليق