المندق الخضراء : أين هيئة السياحة ؟
انت في مدينة المندق تعانق الضباب وتمسك بالسحاب خاصة اذا كنت على قمة جبل الخلب او على سفوح الجبال والمنتزهات الغربية.
مدينة المندق تلتحف الغيوم وتغتسل بالندى، تتسلل النسائم العليلة عبر شوارع وطرقات المندق فتضفي على الاشجار والازهار جمالا على جمال.
مدينة المندق طرزتها يد موهوب مبدع في تصاميمه الهندسية ومجسماته الجمالية وشلالاته الهادرة، لقد استطاع رئيس بلدية المندق -والذي والله لا اعرفه ولم التق به- ان يجعل من مدينته جوهرة خضراء ان صح التعبير فهي بالنهار تزهو باشجارها الخضراء التي تكسو الجبال والاودية وتنتظم في الشوارع وبالليل صاغت يد ذلك المبدع أكاليل المصابيح الخضراء فتراها على جنبات المنتزهات وكأنها ياقوتة تشع بنورها الأخاذ ما حولها من اماكن فكانت المندق خضراء ليل نهار الا ان الجانب الاكثر جمالا مما ذكرت والذي جعل هذه المدينة تحظى بالجائزة العالمية للمدن الصحية والذي حقق لها ذلك الجمال الباهر هو روح التعاون بين مهندس مدينة المندق واهاليها وشفافية التعامل والطرح، لقد تبرع اغلب اهالي المندق باجزاء من مزارعهم واملاكهم حتى تفتح الشوارع وتنظم الساحات وامتنعوا على الاعتداء على الغابات او العبث بها.
ان سر النجاح في اي مجتمع هو التعاون بين افراد ذلك المجتمع سواء بينهم البين او بينهم وبين المؤسسات الحكومية وهذا ما هو حاصل في مدينة المندق.
يتساءل الانسان عن هيئة السياحة لماذا لم يكن لها ذلك الحضور الايجابي الفعال في هذه المدينة المتلألئة؟ لماذا لا تنشأ فنادق او قرى سياحية؟ لماذا لا يربط جيل الخلب بالجبال الشرقية والجنوبية بالتفلريك؟ اتمنى ان تحظى هذه المدينة باهتمام وسائل الاعلام وخاصة التلفزيون حتى يرى المشاهدون جمال الطبيعة وابداع المخلصين.. والله المستعان.
جمعان بن عايض الزهراني - المندق
جريدة المدينة الأربعاء 28 رمضان 1428هـ (منبر القراء)
تعليق