من الصحابة والعلماء ومن كان قبلهم في الجاهلية
نحن إذا بحثنا في مصادر أنساب الصحابة وذكر تراجم العلماء الذين جاءوا من بعدهم ومن برز في علوم الدنيا والدين وجدنا أن الصحابة من بني حجر قليل جدا وكذلك العلماء مع كثرة رجال الحجر في القرن النبوي وبعده ولعل هذه القلة ترجع إلى
´سباب ثلاثة هى :
1- أن الرسالة المحمدية لم تبلغ بلاد بني حجر بلاغا عاما إلا في أخر سنة عشر من الهجرة وهي سنة الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ضمن وفود القبائل وفد سلامان وقبائل سلامان نصف بني حجر قديما وحديثأ ويحتمل أن الإسلام أشرق نوره على البلاد قبل سنة الوفود وسوف يأتي لذلك مزيد إن شاء الله عند ذكر الجانب الديني في بلاد رجال الحجر متى وكيف .
2- بعد وطن رجال الحجر عن مهبط الوحي ومهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عصر النبوة إضافة إلى كلفة السفر وبعد الشقة وضعف الحال وتأصل براثين الجاهلية في الناس أن ذالك الأمر الذي جعل اهتمامهم بالدين في باكرة ظهوراً ضئيلا .
3- لا يخفى على ذي لب أن نسب رجال الحجر أزدي فيقال لأحدهم الأزدي وأحيان يقال الحجري وقد يجمع بينهما فيقال الأزدي الحجري بيد أن نسبة الأزدي يقاسمهم فيها سائر الأزديين كاأزد عمان وازد غامد وزهران أما قبيلة الأوس والخزرج رضي الله عنهم فقد غلبت علي نسبتهم إلى الأزد نسبتهم إلى الأنصار فيقال لأحدهم أنصاري لأنهم أول القبائل دخولا في الإسلام وأول القبائل استجابة للدعوة المحمدية التي أوحاها الله إليه ونصروا الله ورسوله فكانوا لله أنصارا وان كان أصلهم فرع من فروع الأزد كما سبق في نسبتهم حيث قال شاعرهم في الجاهلية والإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه :
ام سالت فانا معشر نجب ***** الأزد نسبتنا والماء غسان
لهذا كله فقد جانبت ذكر من كانت نسبته ازد يابل اقتصرت على ذكر من كان في نسبه حجري أو من تاكد لدى أنه حجري وان لم ينسب إلى بني حجر بل إلى الأزد فقط وهذا ذكر من وصلت إلى اسمه أنه صحابي من بني حجر.
1- حبيب بن عمرو السلاماني كان في وفد قومه وهو المتحدث عنهم حيث قال يا رسول الله ما أفضل الأعمال قال الصلاة في وقتها وذكر حديثأ طويلأ ثم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جدب بلادهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أي رفعها اللهم اسقهم الغيث في دارهم فقال حبيب المذكور أرفع يدك فإنه أكثر وأطيب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه وذكر أنهم أقاموا ثلاثة أيام في ضيافة رسول الله ثم ودعهم وأمر لهم بجوائر : قلت إنهم سلامان بني حجر لأن وفد القبائل الأخرى قد ذكر ولأنه لايوجد سلامان من الأزد بالكثرة المعلومة قديما وحديثا غير سلامان بني الحجر .
2- حسان بن أسعد الحجري شهد فتح مصر وله صحبة ولم يذكرعلماء الحديث له رواية لكنه من جند الله المجاهدين وأذكر أن قبيلة من بني شهر ينسبون أل يسعد لعلهم من نسل ابي حسان المذكور .
3- علقمة بن جناده ذكر ابن حجر بأنه صحابي وأنه شهد فتح مصر ومذكر أنه كان واليأ لمعاومة إبان خلافته على البحر ولم ينقل لنا أن له رواية قلت لعله من جند الله الذين شاركوا المسلمين في فتح مصر وكفى وقبيلة بني جناده قبيلة أسمريه تعرف باسمها حالياً ومنهم أمير بللسمر سابقأ جرمان رحمه الله ولعلهم ينتسبون إلى أبي علقمة جناده المذكور والعلم عند الله .
4- سويد بن الحارث وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومه الأزد وسوف نأتي بقصة هذا الوفد في ذكر الجانب الديني لبني حجر إن شاء الله ولا يقال إنهم أزد عمان لأن وفد أزد عمان يسمون أهل دبا ولزعيمهم قصة عند قدومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقال وفد غامد لأنهم مذكورون أيضأ ووفد زهران معروف أنهم دوس وفدوا قبل سنة الوفود فتاكد إن سويد المذكور حجري .
5- عياض بن سعيد بن جبير الأزدي ثم الحجري شهد فتح مصر وقال بن حجري لايعرف له روايه.
6- عياض بن سفيان الأزدي الحجري شهد فتح مصر أيضا ولم يذكر علماء الحديث له رواية .
7- صرد بن عبدالله الأزدي وصرد بفتح الراء معناه القوي الشديد وهو من أزد بني الحجر وفد ضمن وفد قومه إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأسلم وحسن إسلامه وأمره رسول الله عليه الصلاة والسلام على من أسلم من قومه وأمره أن يجاهد بهم من كان يليه من أهل الشرك وأنه سار بقومه إلى جرش وجرش هذا حالياً خراب قريب من مدينة أبها فحاصرهم ثم احتال عليهم حيث خرج إلى جبل يسمى في الجاهلية كشر وفي الإسلام سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم شكر ثم عاد صرد بن عبدالله وجيشه إلى المشركين في جرش فقتلهم شر قتله وفي الساعة كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان من أهل جرش يرتادان وينظران وكان الجرشيان عند رسول الله عشية بعد العصر إذ قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بلاد الله شكر فقالا يا رسول الله بلادنا جبل كشر فقال إنه شكر ثم قال صلى الله عليه وسلم إن بدن الله لتنحر عنده الأن وذكرت الأخبار القصة وأن البدن التي تنحر قوم الرجلين يقتلهم صرد بن عبدالله وقومه فطلب الرجلان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعوا لهم فقال صلى الله عليه وسلم اللهم أرفع عنهم ثم رجع الرجلان إلى قومهما فوجدا أن قومهما قد أصيبوا في الساعة التي قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال قلت ومثل ذلك أن وفد سلامان المذكورين أنفاً أنهم رجعوا إلى قومهم وأن الله قد أغاث بلادهم في الساعة التي دعى لهم الرسول بالغيث فيها وهذا وحي من الله وأية واضحة على نبوته صلى الله عليه وسلم وقلت أن صرد حجري لأنه لا يوجد أحد من الأزد يلي بلاد عسير إلا بنى حجر فيكون حجريا بلا ريب وقومه الذين قاتلوا معه حجريون وبالله التوفيق .
8- ابو الاوزر الأحمري يعرف بكنيته ونسبه وله حديث رواه لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمرة في رمضان تعدل حجة هكذا ذكره لنا ابن حجرا العسقلاني رحمه الله في كتابه الاصابه وبللحمر قبيلة حجرية مضى ذكرها.
9- أبو ظلال هلال بن أبي مالك الأحمري ذكر ذلك ابن الجزري وقال إنه نسبة إلى الأحمر بطن من الأزد وأنه سكن البصرة قلت إنه من قبيلة بللحمر بلا ريب والذي يظهر إنه ممن شارك في الفتوحات الإسلامية جهة العراق والله أعلم والصواب إنه تابعي صحب أنس بن مالك .
ومن علما، قبائل بني حجر البارزين في علوم الدين الإمام الطحاوى وهذا نسبه هو أبو جعفر احمد بن محمد بن سلامه بن سلمه بن عبدالملك بن سلمه بن سليم بن سليمان بن جواب الحجري ثم الأزدي الإمام المحدث الفقيه الحافظ ونسبته إلى طحى قرية في مصر لأنه كان من سكانها وهو من أحفاد الصحابة الحجريين الذين فتحوا مصر ولم ينقل إلينا اسم جده الصحابي أو التابعي لكنه لازال أثناء حياته ينتسب إلى بني الحجر ولم يهمل نسبه . ولد رحمه الله في سنة تسع وثلاثين ومائتين هجرية أي في أول القرن الثالث وكان في أول حياته شافعي المذهب حيث تفقه على خاله إسماعيل بن يحيى المزني أبرز علماء الشافعية ثم عرج علي مذهب أبي حنيفة وبرز فيه وسمي حامل لواء المذهب الحنفي ولم يكن مقلدا للمذهب الحنفي بل قد يخالفه في بعض المسائل بالدليل لما ذهب إليه وكان يقول وهل يقلد إلا عصبي أو غبي قلت إن هذا يدل على بروز شخصية عالمنا هذا رحمه الله .لهذا فقد أثنى عليه علماء الإسلام بما له من اليد الطولى في علوم الشريعة قال ابن يونس كان الطحاوي ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلق مثله وقال فيه الذهبي هو الفقيه المحدث الحافظ أحد الأعلام وكان ثبتا فقيها عاقلا .وقال عنه ابن كثير هو أحد الثقات الإثبات والحفاظ الجهابذ وقال عنه أهل العلم إن له من المؤلفات هي في غاية التحقيق وكثرة الفوائد وحسن العرض ومن مؤلفاته معاني الآثار في الفقه ظهرت فيه الشخصية المستقلة لعلمنا الطحاوي الحجري .ومن مصنفاته مشكل الآثار في سبعة مجلدات طبع بعضها ومنها أحكام القران والمختصر وشرح الجامع الصغير والكبير وله النوادر الفقهية . ومن مؤلفاته المفيدة مع صغر حجمها العقيدة الطحاوية وهي عقيدة السلف الصالحين والعلماء العاملين غزيرة النفع سلفية المنهج لهذا قد شرحها جم غفير من علماء الإسلام وهذه العقيدة تدرس حالياً في كثير من الجامعات في المملكة مع شرحها أولها يقول الإمام الطحاوي فيها نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله و احد لا شريك له ولا شئ مثلة ولا شئ يعجزه ولا إله غيره قديم بلا بابتداء دائم بلا إنتهاء ذكرت نموذجأ من هذه العقيدة فقط توفي رحمه الله في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فكان عمره مائة سنة وسنتين قضاها في العلم والتعليم ومن العلماء الذين ينسبون إلى قبائل بني حجر أبومحمد عبدالغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان بن عبدالعزيز الأزدي الحجري وكان هو وأبوه وجده من سكان مصر ولعل أحد أجداده سكن مصر إبان الفتوحات واستقر به المقام هناك ولكن علمنا عبدالغني الحجري لم يهمل نسبه إلى أصله وكان يعرف بذلك أي الحجري قال أهل العلم عنه إنه حافظ مصر في عصره وله مؤلفات نافعة منها مشتبه النسبة والمؤلف والمختلف في علم الحديث ومن أجل تاليفاته كتاب سماه أوهام الحاكم وهو كتيب مطبوع ومن المعلوم أن الحاكم له مستدرك على صحيح البخاري ومسلم لم يصب في بعض ما استدركه لهذا فقد وقف الحاكم علي كتاب علمنا الحجري فاعترف لعبدالغني الحجري بالفضل وشكره عليه ويرجع الحاكم إلى ما أصاب فيه من الرد عليه قال المحدث الدار قطني عن عبدالغني الحجري ما رأيت بمصر مثل شاب يقال له عبدالغني كأنه شعلة نار ولما خرج الدار قطني من مصر جاءه المودعون وحزونا على فراقه وبكوا فقال لقد تركت عندكم خلفا يعني عبدالغني المذكور وكانت ولادة علمنا عبدالغني بن سعيد الحجري في ذي القعدة سنة أثنين وثلاثين وثلاثمائة هجرية ومات في شهر صفر سنة تسع وأربعمائة هجرية في مصر وكان عمره عند وفاته سبعا وسبعين سنة رحمه الله تعالى.
نحن إذا بحثنا في مصادر أنساب الصحابة وذكر تراجم العلماء الذين جاءوا من بعدهم ومن برز في علوم الدنيا والدين وجدنا أن الصحابة من بني حجر قليل جدا وكذلك العلماء مع كثرة رجال الحجر في القرن النبوي وبعده ولعل هذه القلة ترجع إلى
´سباب ثلاثة هى :
1- أن الرسالة المحمدية لم تبلغ بلاد بني حجر بلاغا عاما إلا في أخر سنة عشر من الهجرة وهي سنة الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ضمن وفود القبائل وفد سلامان وقبائل سلامان نصف بني حجر قديما وحديثأ ويحتمل أن الإسلام أشرق نوره على البلاد قبل سنة الوفود وسوف يأتي لذلك مزيد إن شاء الله عند ذكر الجانب الديني في بلاد رجال الحجر متى وكيف .
2- بعد وطن رجال الحجر عن مهبط الوحي ومهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عصر النبوة إضافة إلى كلفة السفر وبعد الشقة وضعف الحال وتأصل براثين الجاهلية في الناس أن ذالك الأمر الذي جعل اهتمامهم بالدين في باكرة ظهوراً ضئيلا .
3- لا يخفى على ذي لب أن نسب رجال الحجر أزدي فيقال لأحدهم الأزدي وأحيان يقال الحجري وقد يجمع بينهما فيقال الأزدي الحجري بيد أن نسبة الأزدي يقاسمهم فيها سائر الأزديين كاأزد عمان وازد غامد وزهران أما قبيلة الأوس والخزرج رضي الله عنهم فقد غلبت علي نسبتهم إلى الأزد نسبتهم إلى الأنصار فيقال لأحدهم أنصاري لأنهم أول القبائل دخولا في الإسلام وأول القبائل استجابة للدعوة المحمدية التي أوحاها الله إليه ونصروا الله ورسوله فكانوا لله أنصارا وان كان أصلهم فرع من فروع الأزد كما سبق في نسبتهم حيث قال شاعرهم في الجاهلية والإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه :
ام سالت فانا معشر نجب ***** الأزد نسبتنا والماء غسان
لهذا كله فقد جانبت ذكر من كانت نسبته ازد يابل اقتصرت على ذكر من كان في نسبه حجري أو من تاكد لدى أنه حجري وان لم ينسب إلى بني حجر بل إلى الأزد فقط وهذا ذكر من وصلت إلى اسمه أنه صحابي من بني حجر.
1- حبيب بن عمرو السلاماني كان في وفد قومه وهو المتحدث عنهم حيث قال يا رسول الله ما أفضل الأعمال قال الصلاة في وقتها وذكر حديثأ طويلأ ثم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جدب بلادهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أي رفعها اللهم اسقهم الغيث في دارهم فقال حبيب المذكور أرفع يدك فإنه أكثر وأطيب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه وذكر أنهم أقاموا ثلاثة أيام في ضيافة رسول الله ثم ودعهم وأمر لهم بجوائر : قلت إنهم سلامان بني حجر لأن وفد القبائل الأخرى قد ذكر ولأنه لايوجد سلامان من الأزد بالكثرة المعلومة قديما وحديثا غير سلامان بني الحجر .
2- حسان بن أسعد الحجري شهد فتح مصر وله صحبة ولم يذكرعلماء الحديث له رواية لكنه من جند الله المجاهدين وأذكر أن قبيلة من بني شهر ينسبون أل يسعد لعلهم من نسل ابي حسان المذكور .
3- علقمة بن جناده ذكر ابن حجر بأنه صحابي وأنه شهد فتح مصر ومذكر أنه كان واليأ لمعاومة إبان خلافته على البحر ولم ينقل لنا أن له رواية قلت لعله من جند الله الذين شاركوا المسلمين في فتح مصر وكفى وقبيلة بني جناده قبيلة أسمريه تعرف باسمها حالياً ومنهم أمير بللسمر سابقأ جرمان رحمه الله ولعلهم ينتسبون إلى أبي علقمة جناده المذكور والعلم عند الله .
4- سويد بن الحارث وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومه الأزد وسوف نأتي بقصة هذا الوفد في ذكر الجانب الديني لبني حجر إن شاء الله ولا يقال إنهم أزد عمان لأن وفد أزد عمان يسمون أهل دبا ولزعيمهم قصة عند قدومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقال وفد غامد لأنهم مذكورون أيضأ ووفد زهران معروف أنهم دوس وفدوا قبل سنة الوفود فتاكد إن سويد المذكور حجري .
5- عياض بن سعيد بن جبير الأزدي ثم الحجري شهد فتح مصر وقال بن حجري لايعرف له روايه.
6- عياض بن سفيان الأزدي الحجري شهد فتح مصر أيضا ولم يذكر علماء الحديث له رواية .
7- صرد بن عبدالله الأزدي وصرد بفتح الراء معناه القوي الشديد وهو من أزد بني الحجر وفد ضمن وفد قومه إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأسلم وحسن إسلامه وأمره رسول الله عليه الصلاة والسلام على من أسلم من قومه وأمره أن يجاهد بهم من كان يليه من أهل الشرك وأنه سار بقومه إلى جرش وجرش هذا حالياً خراب قريب من مدينة أبها فحاصرهم ثم احتال عليهم حيث خرج إلى جبل يسمى في الجاهلية كشر وفي الإسلام سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم شكر ثم عاد صرد بن عبدالله وجيشه إلى المشركين في جرش فقتلهم شر قتله وفي الساعة كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان من أهل جرش يرتادان وينظران وكان الجرشيان عند رسول الله عشية بعد العصر إذ قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بلاد الله شكر فقالا يا رسول الله بلادنا جبل كشر فقال إنه شكر ثم قال صلى الله عليه وسلم إن بدن الله لتنحر عنده الأن وذكرت الأخبار القصة وأن البدن التي تنحر قوم الرجلين يقتلهم صرد بن عبدالله وقومه فطلب الرجلان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعوا لهم فقال صلى الله عليه وسلم اللهم أرفع عنهم ثم رجع الرجلان إلى قومهما فوجدا أن قومهما قد أصيبوا في الساعة التي قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال قلت ومثل ذلك أن وفد سلامان المذكورين أنفاً أنهم رجعوا إلى قومهم وأن الله قد أغاث بلادهم في الساعة التي دعى لهم الرسول بالغيث فيها وهذا وحي من الله وأية واضحة على نبوته صلى الله عليه وسلم وقلت أن صرد حجري لأنه لا يوجد أحد من الأزد يلي بلاد عسير إلا بنى حجر فيكون حجريا بلا ريب وقومه الذين قاتلوا معه حجريون وبالله التوفيق .
8- ابو الاوزر الأحمري يعرف بكنيته ونسبه وله حديث رواه لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمرة في رمضان تعدل حجة هكذا ذكره لنا ابن حجرا العسقلاني رحمه الله في كتابه الاصابه وبللحمر قبيلة حجرية مضى ذكرها.
9- أبو ظلال هلال بن أبي مالك الأحمري ذكر ذلك ابن الجزري وقال إنه نسبة إلى الأحمر بطن من الأزد وأنه سكن البصرة قلت إنه من قبيلة بللحمر بلا ريب والذي يظهر إنه ممن شارك في الفتوحات الإسلامية جهة العراق والله أعلم والصواب إنه تابعي صحب أنس بن مالك .
ومن علما، قبائل بني حجر البارزين في علوم الدين الإمام الطحاوى وهذا نسبه هو أبو جعفر احمد بن محمد بن سلامه بن سلمه بن عبدالملك بن سلمه بن سليم بن سليمان بن جواب الحجري ثم الأزدي الإمام المحدث الفقيه الحافظ ونسبته إلى طحى قرية في مصر لأنه كان من سكانها وهو من أحفاد الصحابة الحجريين الذين فتحوا مصر ولم ينقل إلينا اسم جده الصحابي أو التابعي لكنه لازال أثناء حياته ينتسب إلى بني الحجر ولم يهمل نسبه . ولد رحمه الله في سنة تسع وثلاثين ومائتين هجرية أي في أول القرن الثالث وكان في أول حياته شافعي المذهب حيث تفقه على خاله إسماعيل بن يحيى المزني أبرز علماء الشافعية ثم عرج علي مذهب أبي حنيفة وبرز فيه وسمي حامل لواء المذهب الحنفي ولم يكن مقلدا للمذهب الحنفي بل قد يخالفه في بعض المسائل بالدليل لما ذهب إليه وكان يقول وهل يقلد إلا عصبي أو غبي قلت إن هذا يدل على بروز شخصية عالمنا هذا رحمه الله .لهذا فقد أثنى عليه علماء الإسلام بما له من اليد الطولى في علوم الشريعة قال ابن يونس كان الطحاوي ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلق مثله وقال فيه الذهبي هو الفقيه المحدث الحافظ أحد الأعلام وكان ثبتا فقيها عاقلا .وقال عنه ابن كثير هو أحد الثقات الإثبات والحفاظ الجهابذ وقال عنه أهل العلم إن له من المؤلفات هي في غاية التحقيق وكثرة الفوائد وحسن العرض ومن مؤلفاته معاني الآثار في الفقه ظهرت فيه الشخصية المستقلة لعلمنا الطحاوي الحجري .ومن مصنفاته مشكل الآثار في سبعة مجلدات طبع بعضها ومنها أحكام القران والمختصر وشرح الجامع الصغير والكبير وله النوادر الفقهية . ومن مؤلفاته المفيدة مع صغر حجمها العقيدة الطحاوية وهي عقيدة السلف الصالحين والعلماء العاملين غزيرة النفع سلفية المنهج لهذا قد شرحها جم غفير من علماء الإسلام وهذه العقيدة تدرس حالياً في كثير من الجامعات في المملكة مع شرحها أولها يقول الإمام الطحاوي فيها نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله و احد لا شريك له ولا شئ مثلة ولا شئ يعجزه ولا إله غيره قديم بلا بابتداء دائم بلا إنتهاء ذكرت نموذجأ من هذه العقيدة فقط توفي رحمه الله في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فكان عمره مائة سنة وسنتين قضاها في العلم والتعليم ومن العلماء الذين ينسبون إلى قبائل بني حجر أبومحمد عبدالغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان بن عبدالعزيز الأزدي الحجري وكان هو وأبوه وجده من سكان مصر ولعل أحد أجداده سكن مصر إبان الفتوحات واستقر به المقام هناك ولكن علمنا عبدالغني الحجري لم يهمل نسبه إلى أصله وكان يعرف بذلك أي الحجري قال أهل العلم عنه إنه حافظ مصر في عصره وله مؤلفات نافعة منها مشتبه النسبة والمؤلف والمختلف في علم الحديث ومن أجل تاليفاته كتاب سماه أوهام الحاكم وهو كتيب مطبوع ومن المعلوم أن الحاكم له مستدرك على صحيح البخاري ومسلم لم يصب في بعض ما استدركه لهذا فقد وقف الحاكم علي كتاب علمنا الحجري فاعترف لعبدالغني الحجري بالفضل وشكره عليه ويرجع الحاكم إلى ما أصاب فيه من الرد عليه قال المحدث الدار قطني عن عبدالغني الحجري ما رأيت بمصر مثل شاب يقال له عبدالغني كأنه شعلة نار ولما خرج الدار قطني من مصر جاءه المودعون وحزونا على فراقه وبكوا فقال لقد تركت عندكم خلفا يعني عبدالغني المذكور وكانت ولادة علمنا عبدالغني بن سعيد الحجري في ذي القعدة سنة أثنين وثلاثين وثلاثمائة هجرية ومات في شهر صفر سنة تسع وأربعمائة هجرية في مصر وكان عمره عند وفاته سبعا وسبعين سنة رحمه الله تعالى.
تعليق