يقول البعض ان الرجال معادن
والمعادن تختلف قيمها حسب نوعيتها وقوة مقاومتها لعوامل
الطبيعة التي تجعل بعض انواع المعادن تتآكل حتى وان كانت
مقاومة للصدأ او لأشياء كيميائية اخرى لست بصدد ذكرها هنا
لأن الموضوع يتكلم عن نوعية الرجال بمختلف طبائعهم وعاداتهم
التي تعودوا عليها في مجمل التعاملات الحياتية والمواقف التي
تحدد هذا الانسان من اخيه الانسان الآخر وتحدد معدنه .
وهنا اشيد بقوة الذهب لأنه المعدن الوحيد في العالم والذي
استطاع ان يقاوم كل تكوين كيميائي ينخر المعادن ويبيدها
وينهي بريقها ولمعانها المؤقت .
نعم يا احبتي هناك رجال ونساء كالذهب لا يصدؤون ولا يختفي
بريقهم ولمعانهم الجميل مهما حصل من مواقف مختلفة .
ويفال في بعض الامثلة الشعبية الدارجة بين الناس : اذا
اردت ان تعرف رفيقك وتعرف معدنه فخاوه في السفر ثم احكم عليه .
وبالفعل جربت العديد من الاشخاص في السفر ووجدت البعض
يضعف عند المواقف المادية والبعض يضعف عند المواقف الصعبة
والبعض يضعف عند تحديد المشورة , اما البعض فوجدتهم كالجبال
الراسية وكالذهب البراق لاهم لهم الا التجمل بحلل البهاء تلمع وجوههم
كلمع الذهب البراق عبر الحرص الشديد على رفقائهم في السفر
فكما يقال بالمثل الدارج : رب اخ لم تلده امك . فكانوا كالمطر عطاءا
بالمال وبالرأي والمشورة لا يكاد الشخص يخطو خطوة واحدة الا
بعد استشارة رفيقه ومعاونته على همه فكرهم واحد وحبهم واحد واخلاقهم
راسخة لا تهزها رياح المواقف الصعيبه وهم كالثياب التي يتستر بها
الانسان لا يعرفون الغدر ولا الخيانة وهم والله متعة السفر وحلاوته .
هنيئا لنا بمثل هؤلاء من اصحاب المعدن الذهبي ونقول لهم كثر الله من
امثالكم واعاننا على رد جمائلهم ونتمنى ان نكون عند حسن ظنهم بنا
دائما وابدا .
يقول الشاعر :
كسوتني حلة تبلى محاسنها
فسوف اكسوك من حسن الثنا حللا
ان نلت حسن الثنا قد نلت مكرمة
وليس تبغي بما قدمته بدلا
ان الثناء ليحيي ذكر صاحبه
كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به
كل امرئ سوف يجزى بالذي فعلا .
تعليق