Unconfigured Ad Widget

Collapse

رسالة إلى كل مربٍ ... الأدب النبوي

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • سكون الليل
    عضوة مميزة
    • Apr 2006
    • 1315

    رسالة إلى كل مربٍ ... الأدب النبوي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ( مشـروع الأدب النبوي سلوكـ راق ومنهاج حياة )

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

    إليك أخي المربي : لأهمية مكانتك وعظيم أثرك الفاعل في العملية التربوية والتعليمية تكتب هذه الأسطر ، فعن طريقك وعلى

    يديك ستصل هذه الرسالة وسيبلغ محتواها لأبنائنا الطلاب ، ولن يكون أثرها فاعلاً ومؤثراً مالم تعطها من وقتك وجهـــــــدك

    واهتمامك الكثير ، فأنت بإذن الله _ القــــدوة الحسنـــة للطلاب _ وعلى يديك سينتشر الخير ويعم ، هذا وسيعتمد الحديث في

    الرسالة على ثلاثة محاور هي :

    1ــ المحور الأول ::ــ

    مكانة الأخلاق في الإسلام /
    =-=-=-=-=-=-=-=-=

    لقد اهتم الإسلام بالأخلاق الفاضلة اهتماماً كبيراً ، وحث على التمسك بها ، ووعد على ذلك الكثير من الأجر والثواب ، كما

    حث على تزكية الأنفس وتطهيرها وجعل ذلك غاية من غايات بعثة الرسل ، قال تعالى ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً

    منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) .

    فالتزكية تعني التطهير ، وهي تشمل تطهير النفوس ونقلها من دون عقائد الشرك إلى صفاء ونقاء عقيدة التوحيد ، ومن رجـس

    الفوضى والسلوك المشين إلى سمو الأخلاق الفاضلة والسلوك القويم ، والأدب الرفيع .

    لقد تعددت مناحي هذه الآداب والأخلاق والمُثل ، فمن ذلك الأدب مع الله عز وجل والأدب مع رسوله صلى الله عليه وســـلم

    والأدب مع النفس والأدب مع الأهل والمجتمع ، وبإذن الله سيكون نتاج مجموع هذه الآداب ، عالماً متميزاً أخلاقياً ، متمسكـاً

    بمحاسن الأخلاق ، بعيداً عن سيئها ، وبالتالي سيكون رقيبه في ذلك الله عز وجل ثم نفسه التي بين جنبيه ، ووقتها يكون العبد

    قد بلغ بنفسه درجة النفس اللوامة التي أقسم الله بها ، قال تعالى : ( لا أقسم بيوم القيامة ، ولا أقسم بالنفس اللوامة ) .

    وحينئذ لا يزهد العبد في العمل الصالح ولو قلّ ، قال تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شـراً

    يره ) .

    ويكون العبد مهتمــــــاً بتزكية نفسه وإصلاحها ، ويصدق عليه القسم الوارد في قوله سبحانه : ( ونفسٍ وما سوّاها ، فألهمها

    فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها ) .

    ومن الأحاديث النبوية الدالة على حصول الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن حسّن خلقه قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن

    الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار ) .

    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفاسفها ) .

    أخي المربي :

    إن العبد المسلم إذا تمسك بالأخلاق والآداب الإسلامية سيدرك أموراً عظيمة وجليلة ، منها على سبيل المثال لا الحصر :

    * رضاء الله عز وجل وإلتزام أمره .

    * احترام الانسان لذاته وشخصيته .

    * تهذيب الغرائز وتنمية العواطف .

    * إيجاد الإرادة الصالحة القوية .

    * اكتساب العادات النافعة الطيبة .

    * نبذ روح الشر لدى الانسان واستبدالها بروح الخير والفضيلة .

    2ــ المحور الثاني ::ــ

    التأكيد على الالتزام بهذه الأخلاق والآداب قولاً وعملاً /
    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

    حري بكل مسلم عامة وكل مربٍ خاصة أن يسعى جاهداً لاكتساب الأخلاق والآداب الإسلامية ، ولنا في رسول الله صلى الله

    عليه وسلم _ وهو معلمنا وقدوتنا _ بالخلق الحسن ، حيث قال تعالى : ( وإنكـ لعلى خلق عظيم ) .

    فيجب علينا ونحن نسير في ركب التربية والتعليم أن تقتدي به صلى الله عليه وسلم في تعاملنا مع بعضنا البعض ومع غيرنـــا

    من الأهل والأقارب والأبناء ومن هم تحت ولايتنا من طلاب وغيرهم ، وأن نسعى جاهدين في نشر الخير والخلق الحســــن

    في المجتمع ، وهذه من أهم مسؤلياتنا وأولى أولوياتنا نحن المعلمين والمربين ، كما يتعين علينا أن نتصف بنقاء السريـــــرة

    وحسن المعشر وحسن الظن والصبر والرحمة والعفو والاعتــــدال ، وأن نتـــــأمل أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم ونحاول

    التمسك بها ظاهراً وباطناً وأن نكون في ذلك قدوة لغيرنا محتسبين الأجر والثواب من الله عز وجل .

    3 ــ المحور الثالث ::ــ

    إقرار الوزارة لمشروع الأدب النبوي سلوكـ راق ومنهاج حياة /
    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

    لقد خطت وزارة التربية والتعليم خطوات مباركة وموفقة بإقرار مشروع ( الأدب النبوي سلوكـ راق ومنهاج حياة ) فــــــهي

    تهدف من هذا المشروع المبارك إلى بث وغرس الأخلاق الإسلامية الفاضلة التي كان عليها نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام

    في المجتمع بصفة عامة وإلى أبنائنا الطلاب بصفة خاصة ، وذلك من خلال القدوة الحسنة للمربين ، وأن تكون هذها الأخلاق

    الحسنة سمو ثابتة في تعامل المشرفين والإداريين والمعلمين مع بعضهم البعض ، وأن يصل نتاج ذلك إلى أبنائنا الطلاب فـــي

    جميع مراحلهم الدراسية ، كل مرحلة حسب خصائص نموها وطرق تفكيرها ، وسيتضح للجميع ما لهذا المشروع من خير كبير

    وأثر واضح إذا نُفّذ بالصورة الحسنة الناجحة ، وابتغى به الجميع الأجر والثواب من الله عز وجل ، وبإذن الله سيكون حــــال

    المجتمع على أفضل حال ، حيث يتمثل شخصبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله وتصرفاته وسلوكــــه ،

    كما يجب أن نذكر أنفسنا بالمسؤلية والأمانة الملقاة على عاتقنا تجاه هذا المشروع ، فكل راعٍ مسؤل ومحاسب عن رعيته وفي

    الحديث ( كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) .

    فهذا مجال الخير قد فُتح ، فلنساهم فيه بقدر استطاعتنا متمثلين في ذلك قوله تعالى ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )

    فيا أخي المربي ، ليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لك في سلوككـ وحياتك ، وكن خير من ينقل هذه الأخلاق النبوية

    الفاضــلة إلى أبنائنا الطلاب ، ليكونوا بنا بــــارّين ، ولأنفسهم ومجتمعهم نافعين ، وبإذن الله سيعم النفع وطنهم وأمتهم ، ويكثر

    الخير ، وتم الفضيلة ، ويقل الشر ، وتمحى الرذيلة ، وتكون بذلك قد حققت أسمى معاني التربية الحسنة وأعددت جيـــلاً طيب

    الأعراق .

    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
    أختكم / ســكون الليــــــل
Working...