قال الله تعالي ( لو انفقت مافي الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم]))

الحب ومايمتاز به من احساس مرهف وذوق رفيع وأدب سام وشعر عذب جميل.
فالحب شعور انساني يتأثر بنوازع النفس ويتولد في الطبيعة ويتعايش مع العرف الاجتماعي وكذلك يتداخل مع الموروث والتقاليد فهو شعور متأصل يختصر الفوارق في الجنس والشكل واللون ويذيب الحواجز والطبقات.
وقد حلل هربرت سنسر عاطفة الحب فردها الى الشعور بالجمال ؛الانجذاب؛ الدافع الغريزي؛ الاعجاب والاستحسان؛والصفاء والمودة.
وبمأ ان حديثنا عن الحب فقد أكدت الدراسات ان العرب هم اكثر الامم اهتماما بظاهرة الحب بشتى انواعه الواقعي؛ العذري والمثالي..
فقد اسهمو في تقديم تنظيرات مهمه وأفردو كتباً خاصة عالجوا فيها فكرة الحب واتجاهاته وعلاماته ودرجاته وامراضه!!
فقد عالج الجاحظ مسألة الحب من منظور نفسي اجتماعي فيما عالجه ابن سينا من منظور طبي وكذلك عالجه الفقهاء من منظور تشريعي وفقهي كما فعل ابن داود وابن حزم وابن الجوزي وغيرهم . ودار حوله الفلاسفة وأبدع فيه الشعراء

هنـا امرىء القيس يقول :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط الللوى بين الدخول فحومل

فظللت من فرط الصبابة والهوى *** طرفا فؤادك مثل فعل الايــــهم

هذا الغزل ومجراهـ العفيف الذي كان يدور حول بث الشوق وتذكر الأيام الماضية والرغبه في لقاء الحبيب.

وهنـا الشعر يجري المجرى الصريح الحسي كقول عنتـرهـ لحبيبته:

ولقد ذرتك والرماح نواهل *** مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لانها *** لمعت كبارق ثغرك المــــــبتسم

هنا لابد من وقفـه مع طغيانـ الحب لدى عنتـرهـ الذي يأبي إلا ان يكون حاضرا معه وهو يعايش أشد اللحظات..

ولقد ذكرتك!!
متى؟
والرماح نواهل!!
وماذا بعد؟؟
وبيض الهند تقطر من دمي!
وبعد هذا التذكر في اللحظه الحاسمه مازالت حبيبته(عبله) ماثله امامه في الذهن وفي هذه اللحظه بالذات
ماذا تتمنى ياعنتـرهـ؟؟
...يقول
فوددت تقبيل السيوف؟؟؟
لمــاذا؟؟
لانها لمعت كثغر حبيبته(عبله) المبتـسم....؛؛
فما أجملها من ذكرى في هذا الموقف وهذا العشق الذي يتقطر من الصورهـ الشعرية التي التقت فيها جدلية الموت بالحياه!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكأنه مضى الحب مع تلك الأيام ومضت معه روعته وجمالة فأصبح الحب تجريح وتحطيم وتباهي ومصلحة معدوم الوفاء في هذا الزمن واصبح ثوب بلا جسـد..!!؟؟


قلبي المكسور