Unconfigured Ad Widget

Collapse

الطب والسياسة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الدكتور
    مشرف المنتدى العام
    • Jan 2007
    • 268

    الطب والسياسة

    حقيقة مرض شارون... بين الطب والسياسة


    بقلم : د.علاء الدين الفرارجي

    ارتبط اسم شارون بالكثير من المآسي بتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي, وتلطخت يداه بدماء العشرات بل المئات من الضحايا, في سيناء, وفي غزة, وفي لبنان, وفي غيرها من مواقع العمليات العسكرية التي شارك بها شارون, وعلى الناحية الاخرى, يتربع شارون على مقعد القيادة بالخريطة العسكرية والسياسية الاسرائيلية كقائد وكزعيم ببلده, مهما كانت العواصف السياسية من حوله, ومهما كانت خطايا ابنه وفضائحه.

    وحينما تعرض شارون لازمة صحية ودخل المستشفى ـ مثل اي مريض من ملايين المرضى الذين تزدحم بهم المستشفيات بمختلف بلدان العالم ـ أصبح خبر مرض شارون وحالته الصحية خبرا سياسيا وليس مجرد حالة مرضية او رقم بتعداد المرضى.

    وكأي شخصية سياسية فان صحتها ليست شأنا شخصيا بل انه شأن وطني واقليمي وقد يكون شأنا دوليا, ومن هنا يصبح الحديث عن مرض السياسي شأنا سياسيا خارج دائرة الطب, وهو ما يضع الاطباء في مأزق محاولة المواءمة بين الطب والسياسة ومحاولة حل معادلات صعبة وشديدة التعقيد يتعرض لها اي طبيب بارع تسوقه اقداره ليصبح الطبيب المعالج لاحد الساسة او الزعماء او النجوم, وقد يصبح بذلك اداة سياسية وليس اداة مهنية.

    وهذا الطبيب غير سعيد الحظ الذي يتصدى لعلاج اي رئيس او زعيم او شخصية غير عادية عليه مسؤوليات مضاعفة للحفاظ على اسرار المريض, وما حوله من ظروف وملابسات مختلفة... ومعقدة وعليه ان يؤدي مسؤولياته الفنية والطبية تحت ضغوط سياسية ونفسية وامنية, تتعلق بأمن الزعيم والامن القومي والاقتصادي والتركيبة السياسية والاجتماعية والظروف المعقدة التي تحيط بمرض اي رئيس او زعيم, او هكذا كما يقولون.

    ويصبح هذا الطبيب المعالج للشخصية السياسية هدفا لوسائل الاعلام, وجهات اخرى متعددة, ولسنوات ولعقود طويلة, لان الملفات الطبية للزعماء والقادة والشخصيات العامة تحتوي على الكثير من الاسرار التي قد تفسر عددا من القرارات المصيرية في احوال كثيرة, وقد ترسم ملامح المستقبل القريب والبعيد.

    وسواء تماثل الزعيم او الرئيس للشفاء او استقرت حالته او تدهورت حالته فان الطبيب المعالج يصبح هدفا لوسائل الاعلام ولغيرها من الجهات المتعددة والتي يهمها ان تستفيد من الطب كأداة لتحقيق الاهداف السياسية.

    ومازال موت زعماء كثيرين لم تحسم اسبابه بعد بسبب صمت الاطباء المعالجين, او محاولاتهم للتحصن بأخلاقيات المهنة وحقوق المريض, والامثلة القريبة والبعيدة كثيرة وقد تكشف الملفات الطبية عن عدد من الخفايا والاسرار غير الطبية وراء موت الزعماء.

    ومازال التعاطي الاعلامي مع صحة وحياة الزعماء والساسة يمثل عوامل ضغط للاطباء المعالجين والبعض يستطيع مقاومة الضغوط, والبعض الآخر مناعته ضعيفة للضغوط.

    اما مرض الساسة والزعماء فانه وان كان يبدو مثل مرض غيرهم من البشر الا ان وراءه الكثير من العوامل والاسرار التي تضع الطبيب المعالج في مواقف لا يحسد عليها مهنيا واخلاقيا فقد يضطر الطبيب المعالج لامراض الساسة والزعماء ان يفسر الازمات القلبية على انها نزلة برد او وعكة صحية طارئة وستمر بسلام, وقد يضطر الطبيب المتصدي لعلاج احد الساسة او الزعماء لتفسير الورم الخبيث على انه مجرد ورم حميد تم استئصاله بنجاح.

    وقد يجد الطبيب المعالج ان يكون ضمن منظومة سياسية معقدة وليس ضمن منظومة طبية فنية ومهنية, وهو الجو غير الصحي للعمل.

    اما ما يحتاج الطبيب الممارس بدهاليز السياسة من معلومات واسرار وخبايا بحكم موقعه وممارسته لمهنة علاج السياسي او الزعيم فهو امر آخر, لان دهاليز السياسة فيها الكثير الذي يظهر بوضوح غير مسبوق بأوقات امراض ووعكات الكبار.

    وان كان الطبيب المعالج لشارون قد وضعته الظروف في مأزق شارون وخطة العلاج, فان هذا الخلط المفضوح بين الطب والسياسة, او محاولة استخدام الطب لاغراض واهداف سياسية ليس هو الحالة الاولى, ولن يكون الحالة الاخيرة, فان الطب مازال اداة سياسية فعالة, تستخدم بدهاء الساسة, ومهارات الاعلام, وبعوامل اخرى تجعل الاطباء المعالجين للساسة وللزعماء وللنجوم, لهم مواصفات ومهارات خاصة, تختلف عن المهارات والمواصفات التقليدية لجموع الاطباء, وقد يكون التصدي لعلاج الساسة والزعماء والنجوم استثناءات للكثير من قواعد ومواثيق الاخلاقيات الطبية code of ethics فان امراض الساسة والزعماء ليست سوى استثناءات فقد تعودت الشعوب والرعايا على زعماء اقوياء او هكذا تقول تقاريرهم الطبية بأنهم اقوياء, واصحاء.

    والحقيقة فان السياسة تختلف بالطبع عن الحقائق الطبية ولكن مازال بين الاطباء من لم يقرأ العلاقة المعقدة والحرجة بين الطب والسياسة والتي تنتهي بانتصار الالاعيب السياسية على المهارات الطبية, ومسكين اي طبيب بارع تضعه اقداره امام مسؤولية علاج الساسة والزعماء وتحت اقدامهم, ولخدمة اهدافهم واهداف من حولهم.

    المصدر : السياسة الكويتية 03/01/2006، 16:00
    sigpic
    الدكتــــور
  • زهرة اللوتس
    عضو
    • Jul 2007
    • 99

    #2
    تسلممممممممممممممممم الدكتور على الموضوع

    تحياااااااااااااتي لك ...

    تعليق

    • الدكتور
      مشرف المنتدى العام
      • Jan 2007
      • 268

      #3
      مشكوووووووووووووووووووووووووورة
      على مرورك
      يازهرة اللوتس الجميلة
      sigpic
      الدكتــــور

      تعليق

      Working...