السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
يعجب الإنسان من حال بعض الموظفين وطريقة تعاملهم مع الناس
فبعضهم يتعالى ويتكبر بل لا يرفع رأسه لمخاطبة المراجعين وإن
تنازل أشار بيده ولوح بها كأنه يقول: < فارقني ماني فاضي >
والغريب أن بعضهم مشغول بقرأة الجريدة أو السواليف مع زميله
وهذا المراجع المسكين في وضع ذليل كأنه يطلبهم صدقة وقد يكون
من عظماء الرجال ومن أهل النخوة والعزة والكرم والبذل وتجده
يتألم لحالة هؤلاء الموظفين أصحاب العقد الاجتماعية والنفسية
هذه المشكلة جديرة بالمناقشة والاهتمام لعل لها رجعة إن شاء الله
لكن في المقابل نجد نماذج وصور مشرقة من حسن التعامل ورحابة
الصدر والابتسامة العريضة من أناس تفانوا في خدمة الآخرين ووجدوا
فيها سعادتهم وراحتهم النفسية دون أن ينتظروا الشكر ورد المعروف
ومن هؤلاء شاب يعمل في أحد المستشفيات التقيت به قبل شهر تقريباً
عندما اتصل بي صديق وأخبرني أنه في المستشفى حيث أن قريبة له
أصيبت في حادث مروري ويرغب نقلها إلى مدينة أخري فذهبت إليه
ووجدت معه هذا الشاب وتعرفنا عليه وتفانى في خدمة صاحبي مع أنه
لأول مرة يقابله وكان يتنقل من قسم إلى آخر لإنهاء إجراءات النقل بل
بلغ الآمر أن خرج بنفسه معنا وأخذنا بسيارته إلى مستشفى آخر لعمل
بعض الإشاعات قبل نقلها فتعجبنا من فعل هذا الشاب وتفانيه رغم عدم
معرفتنا به وشكرناه على طيب خلقه وصنيع معروفه ودعونا الله أن يكثر
من أمثاله وأن يرفع قدره ويفرج من كربه وهمومه في الدنيا والآخرة
جزاء ما صنع لنا
ثم قلت لصاحبي بعد ذلك : كيف تعرفت على هذا الشاب
فقال لي : والله لا اعرفه وجدته في الاستقبال
وشرحت له وضعي فقام معي لمساعدتي
فقلت له مازحاً : لابد في الأمر سر أو أن ولدتك اليوم دعت لك ؟
فقال: ليس هناك سر كل ما في الآمر أنني عندما كنت في عملي
قبل التقاعد ما رأيت مراجعا يحتاج إلى خدمة ومساعدة وأنا أستطيع
إلا خدمته وساعدته وكنت أسعد بذلك وأفرح به فلعل هذا جزاء
ما كنت أعمل والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا
قلت له : نعم هذا هو السر وكما تدين تدان
وقدم لنفسك ما تحتاجة في الغد
وصدق من قال :
من يفعل الخير لايعدم جوازيه
لايذهب العرف بين الله والناس
فنقول لكل موظف استرعاه الله أمانة خدمة الناس لا تفوت عليك الأجر
ولو بالدلالة والإرشاد لكل من يراجع مكتبك
قم في خدمته حسب الاستطاعة
ابتسم في وجهه
تواضع عند محادثته
اختر أجمل الكلمات وأعذبها حتى ولو لم تستطع مساعدته
عندها أبشر بالأجر من الله وإن لم يكن في الدنيا فسيكون
في الآخرة وتأمل معي جيداً هذا الحديث النبوي الشريف
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الناس إلى الله
أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم
أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعا
ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في
هذا المسجد شهراً - في مسجد المدينة –
ومن كفّ غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ولو شاء
أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى
مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام "
حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب و السلسلة الصحيحة
فتأمل مجرد قيامك مع أخيك في حاجته أفضل من الاعتكاف في مسجده
عليه الصلاة والسلام شهراً .
هذا إذا قمت معه ووقفت إلى جانبه سواء قُضيت أو لم تُقض
أما إذا قُضيت فـمن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له
ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام.
فالمحروم من حرم هذا الفضل الكبير من الموظفين وغير الموظفين
ممن جعل الله تحت أيدهم الاستطاعة في خدمة الآخرين
وفقني الله وإياكم لعمل الخير وخدمة الناس ونفعهم
دمتم في حفظ الله ورعايته
الشعفي
2/ 7 / 1428هـ
يعجب الإنسان من حال بعض الموظفين وطريقة تعاملهم مع الناس
فبعضهم يتعالى ويتكبر بل لا يرفع رأسه لمخاطبة المراجعين وإن
تنازل أشار بيده ولوح بها كأنه يقول: < فارقني ماني فاضي >
والغريب أن بعضهم مشغول بقرأة الجريدة أو السواليف مع زميله
وهذا المراجع المسكين في وضع ذليل كأنه يطلبهم صدقة وقد يكون
من عظماء الرجال ومن أهل النخوة والعزة والكرم والبذل وتجده
يتألم لحالة هؤلاء الموظفين أصحاب العقد الاجتماعية والنفسية
هذه المشكلة جديرة بالمناقشة والاهتمام لعل لها رجعة إن شاء الله
لكن في المقابل نجد نماذج وصور مشرقة من حسن التعامل ورحابة
الصدر والابتسامة العريضة من أناس تفانوا في خدمة الآخرين ووجدوا
فيها سعادتهم وراحتهم النفسية دون أن ينتظروا الشكر ورد المعروف
ومن هؤلاء شاب يعمل في أحد المستشفيات التقيت به قبل شهر تقريباً
عندما اتصل بي صديق وأخبرني أنه في المستشفى حيث أن قريبة له
أصيبت في حادث مروري ويرغب نقلها إلى مدينة أخري فذهبت إليه
ووجدت معه هذا الشاب وتعرفنا عليه وتفانى في خدمة صاحبي مع أنه
لأول مرة يقابله وكان يتنقل من قسم إلى آخر لإنهاء إجراءات النقل بل
بلغ الآمر أن خرج بنفسه معنا وأخذنا بسيارته إلى مستشفى آخر لعمل
بعض الإشاعات قبل نقلها فتعجبنا من فعل هذا الشاب وتفانيه رغم عدم
معرفتنا به وشكرناه على طيب خلقه وصنيع معروفه ودعونا الله أن يكثر
من أمثاله وأن يرفع قدره ويفرج من كربه وهمومه في الدنيا والآخرة
جزاء ما صنع لنا
ثم قلت لصاحبي بعد ذلك : كيف تعرفت على هذا الشاب
فقال لي : والله لا اعرفه وجدته في الاستقبال
وشرحت له وضعي فقام معي لمساعدتي
فقلت له مازحاً : لابد في الأمر سر أو أن ولدتك اليوم دعت لك ؟
فقال: ليس هناك سر كل ما في الآمر أنني عندما كنت في عملي
قبل التقاعد ما رأيت مراجعا يحتاج إلى خدمة ومساعدة وأنا أستطيع
إلا خدمته وساعدته وكنت أسعد بذلك وأفرح به فلعل هذا جزاء
ما كنت أعمل والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا
قلت له : نعم هذا هو السر وكما تدين تدان
وقدم لنفسك ما تحتاجة في الغد
وصدق من قال :
من يفعل الخير لايعدم جوازيه
لايذهب العرف بين الله والناس
فنقول لكل موظف استرعاه الله أمانة خدمة الناس لا تفوت عليك الأجر
ولو بالدلالة والإرشاد لكل من يراجع مكتبك
قم في خدمته حسب الاستطاعة
ابتسم في وجهه
تواضع عند محادثته
اختر أجمل الكلمات وأعذبها حتى ولو لم تستطع مساعدته
عندها أبشر بالأجر من الله وإن لم يكن في الدنيا فسيكون
في الآخرة وتأمل معي جيداً هذا الحديث النبوي الشريف
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الناس إلى الله
أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم
أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعا
ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في
هذا المسجد شهراً - في مسجد المدينة –
ومن كفّ غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ولو شاء
أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى
مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام "
حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب و السلسلة الصحيحة
فتأمل مجرد قيامك مع أخيك في حاجته أفضل من الاعتكاف في مسجده
عليه الصلاة والسلام شهراً .
هذا إذا قمت معه ووقفت إلى جانبه سواء قُضيت أو لم تُقض
أما إذا قُضيت فـمن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له
ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام.
فالمحروم من حرم هذا الفضل الكبير من الموظفين وغير الموظفين
ممن جعل الله تحت أيدهم الاستطاعة في خدمة الآخرين
وفقني الله وإياكم لعمل الخير وخدمة الناس ونفعهم
دمتم في حفظ الله ورعايته
الشعفي
2/ 7 / 1428هـ
تعليق