Unconfigured Ad Widget

Collapse

قصة الرجل الذي قال عنه الرسول...للجميع

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو وليد
    عضو نشيط
    • Dec 2001
    • 689

    قصة الرجل الذي قال عنه الرسول...للجميع

    ايها الاخوه هذه من القصص الفريده والغريبه في طيات التاريخ ...والقليل من المؤرخين انفرد بذكرها.....انها قصه تحكي معاناة العشاق التي تلهب العقول وتسطو على القلوب ... وتجسد لنا قمة الالتزام بالدين والخوف من الجليل.....
    فاليكم احداث هذه القصه..وان كانت طويله ولكن انصح بها

    قصة الرجل الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
    "الحمد لله الذي جعل في أمتي نظير يوسف الصدّيق"

    هذه قصة من قصص الشعراء العرب الذين قضوا نحبهم عشقاً وما أغرب قصة صاحبنا هذه المرة وما أمتعها.

    فأما هو: فهو بشر الأسيدي من بنى عبد العزى..
    شاعر إسلامي متوسط في طبقته وأحد المتخلفين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وأما هي: فهي هند، فتاة من قومه وإحدى فاضلات نساء عصرها حسناً وجمالاً
    وأما حالتها الاجتماعية فمتزوجة من رجل يقال له سعد بن سعيد،
    وأما حالتها العاطفية فعاشقة حتى الثمالة لبشر..

    نظرت إليه مرة يوم كان يجتاز بمنزلها قاصداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم تعد تملك إلاّ أن تنظر إليه دوماً، حتى أدمنت المكوث كل غداة على دربه تنتظر اجتيازه فإذا ما مر اضطرب كل شيء فيها إلا النظرة الثابتة إلى وجهه إلى أن تطويه المسافة بعيداً عنها، دون أن يكلف نفسه عناء رمي نظرة أو إلقاء تحية أو القيام بأي حركة تحسسها بشغل حيز في حياته..

    فتناجي نفسها وتقول:
    أهواكَ يا بشرُ دون الناس كلهم وغيركَ يهواني فيمنَعُهُ صــــدّي
    تمرُّ ببابي لست تعرفُ ما الذي أكابدُ من شوقي إليكَ ومن بُعدي
    فيا ليتني أرضٌ وأنتَ أمامهــــا تدوسُ بنعليك الكرامِ على خــدّي
    ويا ليتني نعلاً أقيكَ من الحَفـــَا ويا ليتني ثوباً أقيكَ من البَــــــرْدِ
    تباتُ خليَّ البالِ من ألمِ الجـَوَى وقلبي كواهُ الحبُّ من شدّةِ الوجدِ
    وإنك إن قصَّرت عني ولم تزر فلابُدَّ بعدَ الصدِّ أدفن في لحــدي

    ولما تجاوز الحب حدّه، دمّر حدوده وتحول إلى شعر يدوَّن ورسالة توجه إليه فكتبت ما يعتمر في داخلها، ثم أخذت الجارية الكتاب وسارت به إلى بشر ولما وصلت إليه سلمت عليه فرد عليها السلام وسألها عن حاجتها.
    فقالت الجارية: إني جارية السيدة هند وقد أرسلتني إليك بكتاب هذا هو فأخذه وقرأه وفهم معناه ثم التفت نحو الجارية
    وسألها: هل سيدتك عذراء أم ذات بعل.
    فقالت الجارية: بل متزوجة وزوجها موجود في المدينة.

    فرد بشر القول بالقول وواجه حبّها بالواجب المفروض عليها تجاه زوجها ودعاها إلى الاعتصام بكلام الله وقال:
    عليكِ بتقوى الله والصَّبر إنّه نهى عن فجور بالنساءِ مُوَحّـــدُ
    وصبراً لأمرِ الله لا تقربي الـــذي نهَى اللهُ عنه والنبيّ محمـدُ
    فلا تطمعي في أن أزوركِ طائعاً وأنت لغيري بالخناءِ معوّدُ

    وأخذت الجارية الكتاب وسلمته إلى سيدتها التي عزّت عليها نفسها كثيراً فبكت بكاء مراً وكتبت إليه تقول:
    أما تخش يا بشر الإله فإنني لفـــي حسرةٍ من لوعتي وتسهـــــــدي
    فإن زرتني يا بشر أحييتَ مهجتي وربي غفورٌ بالعطاء باسطُ اليدِ

    ومرة أخرى عادت إليه الجارية برقعة من سيدتها وصعب على بشر ما هي فيه فكتب لها هذه الأبيات:
    أيا هند هذا لا يليقُ بمســــلمٍ ومسلمةٌ في عصَمة الزوج فابعـــدي
    أما تعلمي أن السَفاح محرّمٌ فحولي عن الفحشاءِ والعيبِ وارتدي
    بهذا نهى دين النبيِّ محمــــدٍ فتوبي إلى مولاكِ يا هندُ ترشــــــدي

    لكن الكلمات كلها لم تكن لتكفيها في وصف ما تكابده من حبه، وكل العادات والقوانين ما كانت لتثنيها.
    ولكنه لم ييئس بل دأب على مراسلتها ليهديها فكتب:
    إن الذي منع الزيارة فاعلمــــــــي خوف الفساد عليك أن لا تعتدي
    وأخافُ أن يهواكِ قلبي في الهوى فأكون قد خالفتُ دينَ محمـــــــد
    ِ
    فلما وصلها هذا الكتاب إنكمدت نفسها ومرضت فكتبت إليه تقول:
    أيا بشر ما أقسى فؤادَك في الهوى ما هكذا الحبُ في مذهبِ الإسلامِ
    إني بُليت وقد تجافاني الصفـــــــــا فارحم خضوعي ثم زد بســـــلامِ
    ضاقت قراطيسُ التراسل بيننـــــــا جفّ المدادُ وحفيت الأقــــــــــلامُ

    فلما وقف بشر على هذه الأبيات أجابها بقوله:
    لا والذي رفعَ السماءَ بأمــــــره ودحى بساط الأرض باستحكامِ
    وهو الذي بعثَ النبي محمـــــداً بشريعة الإيمان والإســـــــــلامِ
    لم أعصِ ربي في هواك وإنني لمطهر من سائر الآثـــــــــــــام



    وحلف أن لا يمر بباب هند ولا يقرأ لها كتاباً، فلما إمتنع كتبت له:
    سألت ربي فقد أصبحتَ لي شجناً أن تُبتلى بهوى من لا يُباليــــكَ
    حتى تذوقَ الذي ذقتُ من نَصــَبٍ وتطلب الوصل ممن لا يواتيكَ
    وتشتكي محنة في الحب نازلــــــة وتطلب الماء ممن ليس يسقيـكَ
    بلاك ربي بأمراض مسلسلـــــــــةٍ وبامتناع طبيب لا يداويــــــــكَ
    ولا سروراً ولا يوماً ترى فرحـــاً وكل ضرٍ من الرحمن يبليــــكَ

    فلما لج بشر وترك الممر ببابها أرسلت إليه بوصيفة لها فأنشدته هذه الأبيات فقال للوصيفة: "لأمر ما لا أمر". فلما جاءت الوصيفة أخبرتها بقول بشر فكتبت وهي تقول:
    كفّر يمينك أن الذنبَ مغفـــــــــــورُ وأعلم بأنك أن كفّرت مأجــورُ
    لا تطردنّ رسولي وارثينّ لـــــــــه إن الرسولَ قليلُ الذنبِ مأمـورُ
    واعلم بأني أبيتُ الليلَ ساهــــــــرةً ودمع عيني على خديَّ محدورُ
    أدعوه باسمِكَ في كربٍ وفي تعبٍ وانت لاهٍ قريرُ العين مســرورُ

    وأما هندٌ فقد أصبحت بعدها موجة بشر بحرها وزهرة بشر عطرها، تقطف من محياه كلما مرّ بعضاً من الحياة فكيف تعيش إن حجب عنها؟؟
    وأما بشر فقد خاف على نفسه من الفضيحة فارتحل إلى بطحاء تراب ليلاً.
    ووقفت جارية هند على أمره فأعلمت سيدتها، فاشتد عليها ذلك ومرضت مرضاً شديداً فبعث زوجها إلى الأطباء
    فقالت له: لا تبعث إليّ طبيباً فإني عرفت دائي، قهرني جني في مغتسلي
    فقال لي: تحولي عن هذه الدار فليس لك في جوارنا خير.
    فأجابها الزوج: ما أهون هذا
    فقالت: إني رأيت في منامي أن أسكن بطحاء تراب
    فقال: اسكني بنا حيث شئت.

    فاتخذت هناك داراً على طريق بشر وجعلت تمضي الأيام في النظر إليه كل غداة إذا غدا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى برئت من مرضها وعادت إلى حسنها،
    فقال لها زوجها: إني لأرجو أن يكون لك عند الله خير لما رأيت في منامك أن أسكني بطحاء تراب فاكثري من الدعاء.
    وكانت مع هند في الدار عجوز فأفشت إليها أمرها وشكت إليها ما أبتليت به وأخبرتها أنها خائفة أن يعلم بشر بمكانها فيترك الممر ويأخذ طريقاً آخر
    فقالت لها العجوز: لا تخافي فإني أعلم لك أمر الفتى كله وإن شئت أقعدتك معه ولا يشعر بمكانك

    فقالت: ليت ذاك قد كان. ولما همّت العجوز بالإنصراف قالت لها هند:
    ساعديني واكشفي عني الكروب ثم نوحي عند نوحي ياجنــوبْ
    واندبي حظي ونوحي علنـــــــــاً إن حاليَ بَعْده شيءٌ غريـــــبْ
    ما رأت مثلي زليخا يوســـــــفٍ لا ولا يعقوب بالحزنِ العجيبْ

    فقعدت العجوز على باب الدار حتى أقبل بشر فسألته أن يكتب لها رسالة إلى إبنها في العراق فقعد وراحت تملي عليه وهند تسمع كلامهما. فلما فرغ.
    قالت العجوز لبشر: يا فتى، إني أراك مسحوراً
    فقال لها: ما أعلمك بذلك؟
    فأجابته: ما قلت لك إلا وأنا متيقنة فانصرف عني اليوم حتى أنظر في أمرك.
    ثم دخلت إلى هند وبشّرتها قائلة: إني أراه فتى حدثاً ولا عهد له بالنساء ومتى ما أتى وزيّنتك وطيّبتك وأدخلتك عليه غلبت شهوته وهواه دينه.

    وفي مرة كانت قد إتفقت فيها مع هند، دعته لتنظر له نجمه فأدخلته إليها وأغلقت الباب عليهما فلم يشعر إلاّ والباب أقفل ووقفت أمامه حسناء كأنها البدر وقد إرتمت عليه وأخذته إليها وهي تقول:
    يا بشر واصلني وكنْ بي لطيفـــاً إني رأيتك بالكمالِ ظريفــــا
    وانظر إلى جسمي وما قد حلّ بي فتراه صار من الغرام نحيفا

    فلما رأها راعه جمالها وعلم ببراعته أنها هند التي هجر مقره من أجلها فتباعد عنها متعطفاً وأنشد متلطفاً:
    ليس المليحُ بكاملٍ في حسنهِ حتى يكونُ عن الحرامِ عفيفَا
    فإذا تجنب عن معاصي ربه فهنالك يدعى عاشقا وظريفا

    فجاء زوج هند في غير عادته في كل يوم فوجد مع إمرأته رجلاً في البيت فطلقها ولبب الفتى أي طوقه وجره وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فكبى بشر أمام الرسول وحلف بأنه ما كذبه منذ صدقه وما كفر بالله منذ آمن به وقص على النبي صلى الله عليه وسلم قصته.
    فبعث النبي إلى العجوز وهند فأقرتا بين يديه
    فقال: " الحمد لله الذي جعل من أمتي نظير يوسف الصديق ".
    فأدب العجوز وأعاد هند إلى منزلها.




    بعد هذه الحادثة هاج بشر بحب هند وانتظر انتهاء عدتها ليخطبها، لكن هند رفضت أن تتزوجه بعد أن فضحها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءها رسول من أهله يعلمها بأنه طريح الفراش وقد يموت إن هي لم ترض به.
    فقالت: أماته الله فطالما أمرضني.
    فكتب إليها يقول:
    أرى القلب بعد الصبر أضحى مضيّعا وأبقيت مالي في هواك مضيّعــا
    فلا تبخلي يا هندُ بالوصل وارحمــــي أسير هوى بالحبِ صارَ مَضْيّعَا

    فلما وصلتها الأبيات كتبت تحتها تقول:
    أتطلب يا غدَّار وصلي بعدما أسأت ووصلي منك أضحى مضيّعــــــَا
    ولما رجوتُ الوصلَ منك قطعتــــه وأسقيتني كأساً من الحزن مُتْرَعا
    واخجلتني عند النبي محمــــــــــــــد فكادت عيوني أن تسيل وتطلعـــا

    وزادت هذه الأبيات من لوعته وأضرمت نيران الحب في قلبه فكتب إليها:
    سلام الله من بعد البعـــــــــاد على الشمس المنيرةِ في البلادِ
    سلام الله يا هندُ علـــــــــــــيك ورحمته إلى يومِ التنـــــــــادي
    وحقِّ الله لا ينساك قلبـــــــــي إلى يوم القيامةِ يا مــــــــرادي
    فرقّي وارحمي مضنى كَئيبــاً فبشر صار ملقى في الوســـادِ
    فداوي سقمه بالقرب يومــــــاً فقلبي ذابَ من ألم البعــــــــــاد
    ِ
    لكن جرحها كان أكبر من أن تبلسمه الكلمات وفضيحتها كانت أوسع من أن تحصرها الزفرات فردت عليه تقول:
    سلامُ الله من شمسِ البـــــلادِ على الصبَّ الموسد في المهادِ
    فإن ترجُ الوصال وتشتهيــه فأنت من الوصالِ على بعــــادِ
    فلست بنائلٍ منّي وصــــــالاً ولا يدنو بياضك من ســــوادي
    ولا تبلغ مرادك من وصالي إلى يوم القيامةِ والتنـــــــــــادي

    فلما وصل إليه الكتاب إمتنع عن الطعام والشراب حتى إشتدت علّته وكانت له أخت تواسيه فطلب منها أن تأتيه بهند.
    فلما علمت هند بأنه على آخر رمق من الحياة سارت معها إليه فوجدته يقول:






    إلهي إني قد بُليت من الهـوى وأصبحتُ ياذا العرش في أشغل الشغلِ
    أكابد نفساً قد تولّى بها الهـوى وقد ملّ إخواني وقد ملّني أهلـــــــــــــي
    وقد أيقنتْ نفسي بأني هالـــكٌ بهندٍ وأني قد وهبتُ لها قتلـــــــــــــــــي
    وأني وإن كانت إلي مُسيئــــة يشقُّ عليَّ أن تعذّب من أجلــــــــــــــــي

    فبكت هند وبكى معها كل من كان حاضراً وأنشدت:

    أيا بشر حالك قد فني جســــــــدي وألهب النار في جسمي وفي كبــدي
    وفاض دمعي على الخدين منسكباً وخانني الدهر فيكم وانقضى رشدي
    ما كان قصدي بهذا الحال أنظركم لا والذي خلقَ الإنسانَ من كمــــــــدِ

    فما سمع كلامها أوما إليها وأنشد:

    أيا هند إذا مرّت عليك جنازتـــي فنوحي بحزنٍ ثم في النوح رنّمي
    وقولي إذا مرّت عليك جنازتـــي وشيري بعينيك عليَّ وسلّمــــــــي
    وقولي رعاكَ اللهُ يا ميَّّتَ الهوى وأسكنكَ الفردوسَ إن كنتَ مسلم

    ثم شهق شهقة وفارقت روحه الدنيا فلما رأته ارتمت عليه وأنشدت:

    أيا عينُ نوحي على بشر بتغريـر ألا ترويه من دمعي بتقديـــــرِ
    يا عينُ أبكي من بعد الدموعِ دمـاً لأنه كان في الطاعات محبورِ
    لفقدِ بشرٍ بكيتُ اليومَ من كمـــــــدٍ لا خير في عيشةٍ تأتي بتكديـرِ
    ألقاك ربك في الجناتِ في غُرَفٍ تلقى النعيم بها بالخير موفــورِ

    ثم ألقت بنفسها عليه وحركوها فإذا هي ميتة فغسلوهما ودفنوهما معا.ً
    [poet font="Simplified Arabic,4,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    ملكنا هذه الدنيا قرونا = وأخضعها جدود خالدونا
    وسطرنا صحائف من ضياء = فما نسي الزمان و لا نسينا
    ومافتئ الزمان يدور حتى = مضى بالمجد قوم آخرونا
    و آلمني وآلم كل حر = سؤال الدهر أين المسلمونا؟
    ترى هل يرجع الماضي فإني = أذوب لذلك الماضي حنينا
    [/poet]

    http://www.mwhoob.net/images/omy_fleateen_mw.swf
  • الكناني
    مشرف سابق
    • Oct 2001
    • 1204

    #2
    قصة غريبه ...

    مشكور يا ابو وليد ...
    العمر ساعه .. فاجعلها طاعه
    والنفس طماعه .. فعلمها القناعه

    تعليق

    Working...