من يخلص الأرنب من فم الأسد رؤيا في اقتصاديات أسهم الأفراد
عبد السلام محمود القرعاني
معظمنا يتذكر ملك الغابة عندما هم بالبطش بحيواناتها دون تمييز ويعيث فيها دمارا وتخريبا، فاجتمعت حيوانات الغابة ووصلوا معه إلى اتفاق على أن يظل في مكانه ويقدمون له يوميا وجبته واحدا منهم ويلتهمه هنيئا مريئا وهو معزز مكرم في عرينه. ولما انتهى الدور إلى الأرنب ليكون هو وجبة الغداء لملك الغابة (الأسد)، حزن الأرنب على نفسه كثيرا وبخطى مثقلة سار إلى الأسد لكي يقدم له نفسه على انه وجبة غدائه لهذا اليوم، وبدأت تخطر في بال الأرنب خواطر عديدة، لماذا لا يكون هذا اليوم هو آخر يوم من أيام الأسد ليخلص حيوانات الغابة من شره. وبينما هو في الطريق مر ببئر ونظر فيها فإذا بداخلها أرنب آخر، وعندما تحقق من ذلك لم يكن هذا الأرنب إلا انعكاس صورته في الماء التي في قاع البئر. وواصل الأرنب الصغير سيره حتى بلغ عرين الأسد وكان الأخير في غاية الجوع والغضب، وبصوت عال سأله لما تأخرت عن موعد غدائي. فأجابه الأرنب المنهك بقوله : وأنا في طريقي إليك أوقفني أسد آخر وهم بأكلي لولا أن أقنعته بأني وجبتك لهذا اليوم فخلى سبيلي، وأخشى أن يصادر عليك وجباتك في الأيام القادمة. فقال الأسد لا اعلم أن هناك أسدا غيري ومع ذلك ارني هذا الأسد، فسارا حتى وصلا إلى البئر فقال الأرنب انظر في قاع البئر لتراه، وعندما نظر الأسد في القاع وجد أن هناك أسدا ينظر إليه، فأشار الأرنب إلى أنه من المستحسن أن يقضي على منافسه في عقر داره وليس أمامه خيار إلا أن يقفز إليه في البئر ويقضي عليه، فقفز الأسد إلى قاع البئر وخلصت حيوانات الغابة من شر هذا الأسد .
كتب مارتن مير في الانترناشنال اكونمي في صيف 2003بعنوان إصلاح الوول ستريت وإعادة ثقة المتعاملين مع سوق الأسهم إليهم بما يرويه من أن السيد فريد شود الذي قال قبل نصف قرن مضى وهو من عاصر النهضة وعاصر الانكسار يقول الأخير لبعض سياح نبراسكا الذين قدموا لمدينة نيويورك هل ترون هذا اليخت الخاص بكبار سمساري بورصة نيويورك، وعندما نظروا حولهم قالوا له أين هذا اليخت. وببراءة الطفولة قال صبي إن هذا اليخت خاص بأحد زبائن بورصة نيويورك. فابتسم وقال سوف يؤول إلى السمسار(صاحب الصالة). ويضيف الكاتب انه ليس من المستغرب أن يكسب صاحب الكازينو، ولكن المستغرب أن يكسب الزبون. فمهما كسب من هم في دائرة الصالة فسوف يعيدونها إلى الكازينو وينتهي بهم الأمر ليصبحوا مكسبا له مرة أخرى. ومن هذا نستنتج أن صاحب الحلبة أو الصالة أو الملعب دائما هو الكاسب ولا يشكل جزءا من اللاعبين والخاسرين، فمن يكسب (وقليل ما هم) فهو كاسب لزميله ومن خسر فهو مكسب لصاحب القاعة. وقد يسأل سائل كيف يمكنني أن أتعرف على صاحب القاعة ؟ وهذا سؤال في مكانه. ولكن من يعرف شروط اللعب فيستطيع أن يتعرف على صاحب القاعة، حيث إن من يضع قوانين اللعبة دائما هو المنظم لميدان اللعب وهو غالبا المالك لها. وقد تمتد هذه الملكية لتكون من نصيب المؤثرين على قوانين اللعب فيصبح المالك الحقيقي هو من يستطيع أن يؤثر على قرار اللعبة وتنظيماتها. وهو بالتالي يستطيع أن يحدد سعر التذاكر فيجعلها متدرجة من أولى وثانية وثالثة ويجعلها في سعر موحد وقد يرفع هذا السعر ويخفضه. فما الذي يمنع أن يحدد سعر أدنى لشيء محدد، ومن يتذكر حرب الألبان عندما وصل سعر اللتر من الحليب واللبن إلى ريالين أو اقل، اتفق جميع أصحاب القاعات الخاصة بهذا المنتج على تثبيت السعر وتفضيل رمي الفائض في براميل الزبالة على أن يخفض السعر، وأصبح وكأن السعر تشريع في حد ذاته .
وللعودة إلى موضوعنا الذي يهم القارئ وهو صالة لعبة الأسهم والمضاربة. كتب السيد كين ليتل عن الأسباب المؤدية إلى انخفاض قيمة الأسهم السوقية بقوله "ان بعض هذه الأسباب يمكن التحقق منها وبعضها غير مرئي، إلا أن عموم الأسباب "التي قد تكون ايجابية وقد تكون سلبيه وفقا للموجه" تتمثل في التالية: التضخم، معدلات الفائدة، عوائد الشركات، أسعار الوقود والبترول، الحروب والكوارث، الغش والجرائم، وعدم الاستقرار السياسي. ويقول انه من الواضح أن بعض هذه الظواهر ذات تأثير وقتي وبعضها له التأثير طويل الأمد على تدمير البنية الاقتصادية. ويضيف متسائلا هل هناك احتمال لانهيار آخر شبيه بعام 1929ويجيب بالقول: إن الماليين والمشرفين على أسواق المال في الولايات المتحدة تعلموا من تجربة 1929وعملت مجموعة من الضوابط التي لم تكن ذات فاعلية كبيرة ففي العهد القريب وفي أكتوبر من عام 1987عندما انخفض مؤشر دو بخمسمائة نقطة مسببا إرباكاً كبيراً للمشترين انتهت باختفاء بليون دولار من السوق، عندها وضعت مجموعة من الإجراءات تمنع السوق من الهرب و تضمن هذه الإجراءات انه في كل مرة يحدث نوع من فقدان التوازن للسوق يكون هناك نقطة توقف يربط فيها السوق جأشه ويلتقط أنفاسه ليبدأ بشكل صحيح. وتتمثل في وضع نقاط توقف متناسقة مع حجم السوق مثل وقف التداول لمدة ساعة إذا انخفض مؤشر دو بنسبة 10% قبل الساعة الثانية. ووقفه لمدة ساعتين إذا انخفض بنسبة 20% ووقفه لمدة يوم كامل إذا انخفض بنسبة 30%. وعدم فتح السوق أصلا إذا كانت هناك مؤشرات انخفاض تؤدي إلى إرباكه".
لا شك أن المال ليس له جنسية وان الأصول والخصوم ليس لها انتماءات عرقية، وعلى هذا الأساس فإن النظريات الاقتصادية والإجراءات المالية والأسس المحاسبية هي شبه موحدة ومتعارف عليها في جميع أنحاء العالم، وتأسيسا على ذلك فإن تجربة الآخرين يمكن لنا أن نستفيد منها، وما يفرقنا عن غيرنا هو حجم الأعمال. فسوق كبيرة جدا جدا مثل سوق نيويورك مقارنة بأسواق ناشئة ومبتدئة مثل أسواق الخليج للأوراق المالية تجعلنا نقرر الإجراءات التي عادت بتصحيحات جيدة للآخرين مع تعديلات متعلقة بالنسب وما شابه ذلك وفقا للحجم. فمن يملك مليون ريال لن تتهدد حياته بفقدان نصف هذا المبلغ ولكن من يملك ريالا واحدا فإن حياته مهددة بفقد 5% منه. ذلك أن الاقتصاد مبني على قاعدة المنفعة الحدية، وطالما أن الاقتصاديات المبتدئة هي أصلا تعاني من ضعف رأسمالي موروث فإن المنفعة الحدية للريال تظل شبه ثابتة في ما يساوي 99% من المستثمرين في أسواق المال. وعلى ذلك فإن وجهة نظري في هذا الخصوص تتمثل في أن إغراق السوق بعدد كبير من الأسهم يقلص من المنفعة الحدية لتلك الأسهم وبالتالي يؤدي إلى انخفاض الطلب عليها خصوصا إذا كانت القدرة الاستيعابية أصلا للسوق لا تتناسب وحجم السيولة المتوفرة لدى السواد الأعظم من الناس. وان توفر السيولة في نسبة لا تتجاوز 6في الألف مؤشر يؤكد على أن السيطرة ستكون لمن لديه المنفعة الحدية للنقد شبه معدومة، وهذا يؤثر سلبا على نشاط سوق المال وبالتالي أسعار الأسهم السوقية في أسواق بورصة الخليج. وللعلم فإن هذه النسبة هي استنتاج لما نشر مؤخرا من تقارير ونشرت في صحيفة الشرق الأوسط تشير إلى تركز المال في منطقة الخليج في حوالي 200ألف نسمة وهم لا يشكلون أكثر من 0.6% من سكان منطقة الخليج. أضف إلى ذلك أن عدم وجود أي ضوابط مشاهدة في قاعات اللعب تجعل من أن المكاسب التي يجنيها صاحب الصالة مؤكدة فيتحول بدلا من أن يكون منظما للعبة إلى أن يكون جزء منها. وبالعودة إلى ما كتبة السيد كين ليتل فإنه يقول إن هذه الإجراءات التي اتخذت وبعمل جاد ومتواصل من المشرفين سوف تمنع وقوع كوارث مثل ما حدث في عام 1929أو عام 1987رغم أن أحدا لا يستطيع أن يجزم بذلك. واني إذ أتابع على شاشات التلفاز مثلي مثل غيري في الأسابيع الأخيرة لم نرى إلى افتتاحات للأسواق بالاتجاه الهابط في نفس الوقت الذي يعلن عنه بين حين وآخر لطرح اكتتابات جديدة. وأكثر المستثمرين أو صغار المضاربين عالقين في ملكياتهم القديمة وينظرون إلى أرنبهم يهم الأسد ببلعه كاملا دون أن يكون لديهم الحيلة لتخليصه من فمه.
عبد السلام محمود القرعاني
معظمنا يتذكر ملك الغابة عندما هم بالبطش بحيواناتها دون تمييز ويعيث فيها دمارا وتخريبا، فاجتمعت حيوانات الغابة ووصلوا معه إلى اتفاق على أن يظل في مكانه ويقدمون له يوميا وجبته واحدا منهم ويلتهمه هنيئا مريئا وهو معزز مكرم في عرينه. ولما انتهى الدور إلى الأرنب ليكون هو وجبة الغداء لملك الغابة (الأسد)، حزن الأرنب على نفسه كثيرا وبخطى مثقلة سار إلى الأسد لكي يقدم له نفسه على انه وجبة غدائه لهذا اليوم، وبدأت تخطر في بال الأرنب خواطر عديدة، لماذا لا يكون هذا اليوم هو آخر يوم من أيام الأسد ليخلص حيوانات الغابة من شره. وبينما هو في الطريق مر ببئر ونظر فيها فإذا بداخلها أرنب آخر، وعندما تحقق من ذلك لم يكن هذا الأرنب إلا انعكاس صورته في الماء التي في قاع البئر. وواصل الأرنب الصغير سيره حتى بلغ عرين الأسد وكان الأخير في غاية الجوع والغضب، وبصوت عال سأله لما تأخرت عن موعد غدائي. فأجابه الأرنب المنهك بقوله : وأنا في طريقي إليك أوقفني أسد آخر وهم بأكلي لولا أن أقنعته بأني وجبتك لهذا اليوم فخلى سبيلي، وأخشى أن يصادر عليك وجباتك في الأيام القادمة. فقال الأسد لا اعلم أن هناك أسدا غيري ومع ذلك ارني هذا الأسد، فسارا حتى وصلا إلى البئر فقال الأرنب انظر في قاع البئر لتراه، وعندما نظر الأسد في القاع وجد أن هناك أسدا ينظر إليه، فأشار الأرنب إلى أنه من المستحسن أن يقضي على منافسه في عقر داره وليس أمامه خيار إلا أن يقفز إليه في البئر ويقضي عليه، فقفز الأسد إلى قاع البئر وخلصت حيوانات الغابة من شر هذا الأسد .
كتب مارتن مير في الانترناشنال اكونمي في صيف 2003بعنوان إصلاح الوول ستريت وإعادة ثقة المتعاملين مع سوق الأسهم إليهم بما يرويه من أن السيد فريد شود الذي قال قبل نصف قرن مضى وهو من عاصر النهضة وعاصر الانكسار يقول الأخير لبعض سياح نبراسكا الذين قدموا لمدينة نيويورك هل ترون هذا اليخت الخاص بكبار سمساري بورصة نيويورك، وعندما نظروا حولهم قالوا له أين هذا اليخت. وببراءة الطفولة قال صبي إن هذا اليخت خاص بأحد زبائن بورصة نيويورك. فابتسم وقال سوف يؤول إلى السمسار(صاحب الصالة). ويضيف الكاتب انه ليس من المستغرب أن يكسب صاحب الكازينو، ولكن المستغرب أن يكسب الزبون. فمهما كسب من هم في دائرة الصالة فسوف يعيدونها إلى الكازينو وينتهي بهم الأمر ليصبحوا مكسبا له مرة أخرى. ومن هذا نستنتج أن صاحب الحلبة أو الصالة أو الملعب دائما هو الكاسب ولا يشكل جزءا من اللاعبين والخاسرين، فمن يكسب (وقليل ما هم) فهو كاسب لزميله ومن خسر فهو مكسب لصاحب القاعة. وقد يسأل سائل كيف يمكنني أن أتعرف على صاحب القاعة ؟ وهذا سؤال في مكانه. ولكن من يعرف شروط اللعب فيستطيع أن يتعرف على صاحب القاعة، حيث إن من يضع قوانين اللعبة دائما هو المنظم لميدان اللعب وهو غالبا المالك لها. وقد تمتد هذه الملكية لتكون من نصيب المؤثرين على قوانين اللعب فيصبح المالك الحقيقي هو من يستطيع أن يؤثر على قرار اللعبة وتنظيماتها. وهو بالتالي يستطيع أن يحدد سعر التذاكر فيجعلها متدرجة من أولى وثانية وثالثة ويجعلها في سعر موحد وقد يرفع هذا السعر ويخفضه. فما الذي يمنع أن يحدد سعر أدنى لشيء محدد، ومن يتذكر حرب الألبان عندما وصل سعر اللتر من الحليب واللبن إلى ريالين أو اقل، اتفق جميع أصحاب القاعات الخاصة بهذا المنتج على تثبيت السعر وتفضيل رمي الفائض في براميل الزبالة على أن يخفض السعر، وأصبح وكأن السعر تشريع في حد ذاته .
وللعودة إلى موضوعنا الذي يهم القارئ وهو صالة لعبة الأسهم والمضاربة. كتب السيد كين ليتل عن الأسباب المؤدية إلى انخفاض قيمة الأسهم السوقية بقوله "ان بعض هذه الأسباب يمكن التحقق منها وبعضها غير مرئي، إلا أن عموم الأسباب "التي قد تكون ايجابية وقد تكون سلبيه وفقا للموجه" تتمثل في التالية: التضخم، معدلات الفائدة، عوائد الشركات، أسعار الوقود والبترول، الحروب والكوارث، الغش والجرائم، وعدم الاستقرار السياسي. ويقول انه من الواضح أن بعض هذه الظواهر ذات تأثير وقتي وبعضها له التأثير طويل الأمد على تدمير البنية الاقتصادية. ويضيف متسائلا هل هناك احتمال لانهيار آخر شبيه بعام 1929ويجيب بالقول: إن الماليين والمشرفين على أسواق المال في الولايات المتحدة تعلموا من تجربة 1929وعملت مجموعة من الضوابط التي لم تكن ذات فاعلية كبيرة ففي العهد القريب وفي أكتوبر من عام 1987عندما انخفض مؤشر دو بخمسمائة نقطة مسببا إرباكاً كبيراً للمشترين انتهت باختفاء بليون دولار من السوق، عندها وضعت مجموعة من الإجراءات تمنع السوق من الهرب و تضمن هذه الإجراءات انه في كل مرة يحدث نوع من فقدان التوازن للسوق يكون هناك نقطة توقف يربط فيها السوق جأشه ويلتقط أنفاسه ليبدأ بشكل صحيح. وتتمثل في وضع نقاط توقف متناسقة مع حجم السوق مثل وقف التداول لمدة ساعة إذا انخفض مؤشر دو بنسبة 10% قبل الساعة الثانية. ووقفه لمدة ساعتين إذا انخفض بنسبة 20% ووقفه لمدة يوم كامل إذا انخفض بنسبة 30%. وعدم فتح السوق أصلا إذا كانت هناك مؤشرات انخفاض تؤدي إلى إرباكه".
لا شك أن المال ليس له جنسية وان الأصول والخصوم ليس لها انتماءات عرقية، وعلى هذا الأساس فإن النظريات الاقتصادية والإجراءات المالية والأسس المحاسبية هي شبه موحدة ومتعارف عليها في جميع أنحاء العالم، وتأسيسا على ذلك فإن تجربة الآخرين يمكن لنا أن نستفيد منها، وما يفرقنا عن غيرنا هو حجم الأعمال. فسوق كبيرة جدا جدا مثل سوق نيويورك مقارنة بأسواق ناشئة ومبتدئة مثل أسواق الخليج للأوراق المالية تجعلنا نقرر الإجراءات التي عادت بتصحيحات جيدة للآخرين مع تعديلات متعلقة بالنسب وما شابه ذلك وفقا للحجم. فمن يملك مليون ريال لن تتهدد حياته بفقدان نصف هذا المبلغ ولكن من يملك ريالا واحدا فإن حياته مهددة بفقد 5% منه. ذلك أن الاقتصاد مبني على قاعدة المنفعة الحدية، وطالما أن الاقتصاديات المبتدئة هي أصلا تعاني من ضعف رأسمالي موروث فإن المنفعة الحدية للريال تظل شبه ثابتة في ما يساوي 99% من المستثمرين في أسواق المال. وعلى ذلك فإن وجهة نظري في هذا الخصوص تتمثل في أن إغراق السوق بعدد كبير من الأسهم يقلص من المنفعة الحدية لتلك الأسهم وبالتالي يؤدي إلى انخفاض الطلب عليها خصوصا إذا كانت القدرة الاستيعابية أصلا للسوق لا تتناسب وحجم السيولة المتوفرة لدى السواد الأعظم من الناس. وان توفر السيولة في نسبة لا تتجاوز 6في الألف مؤشر يؤكد على أن السيطرة ستكون لمن لديه المنفعة الحدية للنقد شبه معدومة، وهذا يؤثر سلبا على نشاط سوق المال وبالتالي أسعار الأسهم السوقية في أسواق بورصة الخليج. وللعلم فإن هذه النسبة هي استنتاج لما نشر مؤخرا من تقارير ونشرت في صحيفة الشرق الأوسط تشير إلى تركز المال في منطقة الخليج في حوالي 200ألف نسمة وهم لا يشكلون أكثر من 0.6% من سكان منطقة الخليج. أضف إلى ذلك أن عدم وجود أي ضوابط مشاهدة في قاعات اللعب تجعل من أن المكاسب التي يجنيها صاحب الصالة مؤكدة فيتحول بدلا من أن يكون منظما للعبة إلى أن يكون جزء منها. وبالعودة إلى ما كتبة السيد كين ليتل فإنه يقول إن هذه الإجراءات التي اتخذت وبعمل جاد ومتواصل من المشرفين سوف تمنع وقوع كوارث مثل ما حدث في عام 1929أو عام 1987رغم أن أحدا لا يستطيع أن يجزم بذلك. واني إذ أتابع على شاشات التلفاز مثلي مثل غيري في الأسابيع الأخيرة لم نرى إلى افتتاحات للأسواق بالاتجاه الهابط في نفس الوقت الذي يعلن عنه بين حين وآخر لطرح اكتتابات جديدة. وأكثر المستثمرين أو صغار المضاربين عالقين في ملكياتهم القديمة وينظرون إلى أرنبهم يهم الأسد ببلعه كاملا دون أن يكون لديهم الحيلة لتخليصه من فمه.