هو الأمرُ بالمعروف
شعر: عبد الرحمن بن صالح العشماوي
شعر: عبد الرحمن بن صالح العشماوي
مواكب خيرٍ، موكب إثر موكب=ومشرق حق لم يدنّس بمغرب
ودوحة حب ظللت كلَّ راحلٍ=من الشمس في قيظ الأسى المتلهّب
مواكبُ، سارت من حراءٍ، مجالها=مع البدءِ مكي، وفي الختم يثربي
تألَّقت البطحاء لمّا تنسمت=شذاها وأَلقَت نظرة المتوثّب
مواكب، آياتُ الكتابِ دليلُها=ومُؤنِسها في دربها سنّة النّبي
سَرَت في عروق الكون منها بشائر=وهزَّت لها الآفاق أشرف منكب
ترقَّى بها في المجد كلّ مصدّقٍ= وخابت مساعي كلُّ غاوٍ مكذّب
مواكب لم تحمل سوى كلّ عاقلٍ=رشيد خبير بالأمور مجرّب
تخلّف عنها كل مستهزئ بها=وقصر عنها سعي كلِّ مذبذب
لها في رحاب البيت دعوة ساجد=ودمعة مشتاق، وصوت مُرحّب
وفي طيبة الهادي البشير لها يد=تُمدُّ بريحانٍ إلى المتطيِّب
وتنبتُ في نجدٍ بواسق نخلها=ويُخصبُ في صحرائها كلُّ مجدب
وتسري إلى الآفاق منها نسائم=تقرِّب أرباب الصلاح وتجتبي
على الأمر بالمعروف شادت حصونها=حصوناً على أسوارها الغَيمُ يَحتبي
وتلقى ذُراها الأنجم الزُّهرُ في الدُّجى=ويلقي إليها البَدرُ نظرة معجب
وترسم عين الشمس منها شعاعها=فيهرب من أضوائها كل غَيهبِ
كأني أرى الأمجاد من شُرفاتها=تطلُّ، تنادينا نداء تحبُّب:
خذوا من لساني اليوم حكمة ناصحٍ=بغير معاني الحقِّ لم يتشرّب
من الأمر بالمعروف والخير أشرقت=على الناس شمس وجهها لم يغيب
نعم يا نداء المجد في أذن المدى=نفضت غبار الوهم عن ذهن مُتعبِ
هو الأمر بالمعروف يُرشدُ لاهياً=وينقذه من طبعه المتقلِّبِ
رسالةُ كلِّ الأنبياء، فما الذي=دها القوم حتى أبرزوا وجه مُغضب؟!
لماذا نراهم صوبوا الأسهم التي=على غير نبراس الهُدَى لم تصوّب؟
وما الأمر بالمعروف إلا شعيرة=لها مطلبٌ يسمو على كلِّ مطلب
وقد سرّنا في مهبط الوحي أنّها=تميزنا في الواقع والمتغرِّبِ
لنا دولة التوحيد عزَّ مقامها=بمنهجها، لا بالهوى والتّمَذهُبِ
حماها كتابُ الله من سوء منطقٍ=ومن فكر إلحاد وسوء تعصبِ
صحيفة الجزيرة
الجمعة 29 جمادى الأول 1428 العدد 12678
12678
الجمعة 29 جمادى الأول 1428 العدد 12678
تعليق