عطوان والمصداقية المفقودة
عجبا لمن يؤمن بأن بريطانيا هي التي احتلت فلسطين أولا ثم سلمتها لإسرائيل ويؤمن بأن بريطانيا اليوم تحتل جنوب العراق ويصدق بأن عبد الباري عطوان القابع في لندن ويدعي أنه رئيس تحرير (مجلة القدس العربي) مخلص لدينه ووطنه ومهنته!..لو أن هذا الشخص يخوض معركة الشرف والاستشهاد على أرض بلده فلسطين المباركة كأبطال فلسطين الاحورار أمثال احمد ياسين أو مروان البرغوثي لاستحق أن تسمع كلمته ويؤخذ رأيه .. لكنه اختار دو التنظير من بعيد ..هذا الإعلامي لا ينفك بتعرض للملكة العربية السعودية وقادتها في مناسبة وغير مناسبة متناسيا إنها قامت بواجبها نحو أخواننا في فلسطين بلا فخر أو منه منذ حرب 1948م حتى اليوم وكان أخر تلك الجهود اتفاقية مكة بين الفلسطينيين البعض من المستمعين يحلو لهم هذا الصراخ وهذا الهراء وهذا الاتهام في حين أن أولئك البعض
بيوتهم بالأجهزة المنزلية والمكتبية ويركبون أفخر السيارات الأمريكية والبريطانية فلماذا لا يمتنعون عن ذلك ؟
هؤلاء وغيرهم من المرجفين ينا قضون أنفسهم بأنفسهم ولا يجدون متنفسا لما تخفيه صدورهم إلا استجرار أقوال عبد الباري عطوان وأمثاله . هل انتقد وكشف عبد الباري عطوان مواقف بريطانيا وما تفعله بإعراض ودماء وممتلكات المسلمين في العراق؟! لماذا لا يغطي عبد الباري عطوان جرائم أمريكا وبريطانيا في أفغانستان والعراق وفلسطين؟. لماذا لا يتحدث عبد الباري عطوان عن دور المخابرات البريطانية والأمريكية والصهيونية في اغتيال إبطال فلسطين والعراق وعلمائها؟!! يعتقد خطأ عبد الباري عطوان أن الناس لا يفقهون شيئا فيما يدور حولهم وانه هو المنقذ المنتظر والمرشد الأكبر في حين أن عبد الباري عطوان نفسه لا يعلم ماذا تحيك له المخابرات البريطانية في المراحل التالية فقد تلصق به أي تهمة ثم يلقى به في أي سجن حتى لا يفشي الأسرار التي أطلع عليها أثناء عمله في لندن. بلفور. هل يستطيع أي قائد عربي أو إنسان عربي سوي يملك قواه العقلية أن يزاود أو يشكك في مواقف وشهامة ومصداقية الملك عبد الله بن عبد العزيز وخاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين. ألم يعلنها الملك عبد الله في مؤتمر القمة بالرياض عن الاحتلال الأمريكي ولم يخف ولم يلون كلماته!!!..
أن نصدق أن عبد الباري عطوان إعلامي نزيه وعربي شريف وهو يسكن فلل وقصور الدولة التي سلمت أرضه وأرض أبائه وأجداده لليهود ثم يهاجم ويشكك في الرجال الذين يعيشون على تراب بلدانهم ويواجهون الأعلام والمخططات الصهيونية بما يكشف كذبها ويعريها أمام العالم فهذا مستحيل يا عبد الباري عطوان لسنا سذجا بلهاء !!
أخيرا أوجه سؤالا للعقلاء فقط أقول لهم فيه لو أن عبد الباري عطوان وأمثاله يعملون لخدمة الإسلام والمسلمين ويعملون على تحرير أرضهم والأوطان العربية والإسلامية الأخرى المحتلة هل يا ترى ستبقيهم لندن على أرضها وتمنحهم من الإمكانيات المادية والإعلامية ما لا يملكه غيرهم إلى متى سنبقى رهينة الخطاب الإعلامي التافه العميل ؟!! أنتهي زمن أحمد سعيد وعبد الباري عطوان أرجو أن نكون صادقين مع ضمائرنا
والله المستعان
جمعان عايض الزهراني -جدة جريدة المدينة السبت 23/5/1428هـ ص16
تعليق