بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن علي مخطئا عندما ربط في إجابته بين الحنفية والحنيفية عندما كان طالبا في الابتدائية ..!
يسأله المدرس الفلس طيني : ماهي الحنيفية ؟ يجيب علي في خوف وهلع :" والله ما أعرفها يا أستاذ ، ولا شريناها بعد " !
لم يكن علي يعلم آنذاك أنّ الحنفية سميّت كذلك، لأن العلماء الأحناف هم الذين أجازوا استخدامها لإيصال المياه إلى المساجد عندما حرّمها أكثر أهل مصر آنذاك. ولكنه استنتاج فطري أسعفته به طيبته وسذاجته.
تستمر معاناة علي مع الأستاذ الفلس طيني والدروس، فمع أنه لم يكن يستسيغه في بنطلونه الأسود الذي يلفّ به أسفله ، فيظهر في مناظر لا يطيقها علي ورفاقه، فإن اقبل أتضح منه السوء، وإن أدبر اتضحت منه السيئات ! إلا أن كل ذلك يهون مع دروس الإملاء والخط وغموض الكلمات المترادفة ..!
يأتي درس الإملاء :
( .......) نقطة ومن أول السطر .
يسقط الجبن من فم الغراب . يتوقف علي عن الكتابة ! ويسرح به الخيال، فلا يتمكن من مجاراة الأستاذ في الإملاء، فيسقط فيه ! ويسقط القلم من يده ! بأمر من الفلس طيني " انتهى الوقت؛ ضع القلم " !
لم يسعف علي فهمه البسيط على استيعاب المفردة ! فبالأمس كان الأستاذ ، نفسه ، يكتب البيت الأشهر على اللوح ليكتبه علي أكثر من عشر مرات :
"
يرى الجبناء أن " الجبن" حزم = وتلك خديعة الطبع اللئيم "
مالفرق بين " الجبن " الذي أسقط علي في درس الخط ، و "الجبن " الذي أسقطه الغراب في درس الإملاء ؟!
مالفرق بين " الحنفية "التي في بيت عم علي ، و"الحنيفية " التي ضربه الأستاذ لعدم معرفته بها ؟
دائما يأتي التهديد من الفلس طيني لعلي: إذا لم تفهم يا ولد؛ سأكّلك تبن!
تزداد حيرته ويزيد عليه الغموض ! فهو لم يكد يصدق أنه نسي " الجبن " وما لاقاه في سبيل فهمه وتعلمه ، فتأتيه مفردة أخرى على وزنها ومن فئتها ، فيقرر ترك المدرسة بما فيها من جبْن وتبنٍ وغموض ، ويختار المهنة التي تمكنه من العيش في كرامة وهدوء.
قابلت علي هذا الربيع ، ووجدته طاعنا في الصمت كعادته ، حاولت أن أكسر صمته ببعض الأسئلة ، فتذكرت أن لا يحبّ الأسئلة الصغيرة ولا يجيب عليها ، نظرت إليه بتمعن ، فإذا بالضحك يملأ عينيه ، والسخرية تشع من جبهته ، ولسان حاله يقول : مسكين يا أبا أحمد ، لم تعرف بعد أن الجبن والتبن والابتسامة ؛ تشترك كلها في شيء واحد ! حاولت أن أعرف ماهو هذا الشيء ؟! لكنه وكعادته أيضا بقي صامتاً !
لم يكن علي مخطئا عندما ربط في إجابته بين الحنفية والحنيفية عندما كان طالبا في الابتدائية ..!
يسأله المدرس الفلس طيني : ماهي الحنيفية ؟ يجيب علي في خوف وهلع :" والله ما أعرفها يا أستاذ ، ولا شريناها بعد " !
لم يكن علي يعلم آنذاك أنّ الحنفية سميّت كذلك، لأن العلماء الأحناف هم الذين أجازوا استخدامها لإيصال المياه إلى المساجد عندما حرّمها أكثر أهل مصر آنذاك. ولكنه استنتاج فطري أسعفته به طيبته وسذاجته.
تستمر معاناة علي مع الأستاذ الفلس طيني والدروس، فمع أنه لم يكن يستسيغه في بنطلونه الأسود الذي يلفّ به أسفله ، فيظهر في مناظر لا يطيقها علي ورفاقه، فإن اقبل أتضح منه السوء، وإن أدبر اتضحت منه السيئات ! إلا أن كل ذلك يهون مع دروس الإملاء والخط وغموض الكلمات المترادفة ..!
يأتي درس الإملاء :
( .......) نقطة ومن أول السطر .
يسقط الجبن من فم الغراب . يتوقف علي عن الكتابة ! ويسرح به الخيال، فلا يتمكن من مجاراة الأستاذ في الإملاء، فيسقط فيه ! ويسقط القلم من يده ! بأمر من الفلس طيني " انتهى الوقت؛ ضع القلم " !
لم يسعف علي فهمه البسيط على استيعاب المفردة ! فبالأمس كان الأستاذ ، نفسه ، يكتب البيت الأشهر على اللوح ليكتبه علي أكثر من عشر مرات :
"
يرى الجبناء أن " الجبن" حزم = وتلك خديعة الطبع اللئيم "
مالفرق بين " الجبن " الذي أسقط علي في درس الخط ، و "الجبن " الذي أسقطه الغراب في درس الإملاء ؟!
مالفرق بين " الحنفية "التي في بيت عم علي ، و"الحنيفية " التي ضربه الأستاذ لعدم معرفته بها ؟
دائما يأتي التهديد من الفلس طيني لعلي: إذا لم تفهم يا ولد؛ سأكّلك تبن!
تزداد حيرته ويزيد عليه الغموض ! فهو لم يكد يصدق أنه نسي " الجبن " وما لاقاه في سبيل فهمه وتعلمه ، فتأتيه مفردة أخرى على وزنها ومن فئتها ، فيقرر ترك المدرسة بما فيها من جبْن وتبنٍ وغموض ، ويختار المهنة التي تمكنه من العيش في كرامة وهدوء.
قابلت علي هذا الربيع ، ووجدته طاعنا في الصمت كعادته ، حاولت أن أكسر صمته ببعض الأسئلة ، فتذكرت أن لا يحبّ الأسئلة الصغيرة ولا يجيب عليها ، نظرت إليه بتمعن ، فإذا بالضحك يملأ عينيه ، والسخرية تشع من جبهته ، ولسان حاله يقول : مسكين يا أبا أحمد ، لم تعرف بعد أن الجبن والتبن والابتسامة ؛ تشترك كلها في شيء واحد ! حاولت أن أعرف ماهو هذا الشيء ؟! لكنه وكعادته أيضا بقي صامتاً !
تعليق