يستقر بعرار المطاف مؤقتا - كغيره من أهل زمانه – في أحد الأودية التي تعبرها السيول . يترقب الرحمة برجاء وخوف ، الخوف من السيل الذي قد يأتيه على حين غرة ، والرجاء في بركاته التي ستأتي من بعده .
يبدأ الجرذ مع بزوغ الفجر في نقل عائلته الصغيرة على مرأى من عرار ، فيبادر عرار إلى أيقاظ عائلته من نومهم ، لينقلهم سريعا خارج مجرى السيل ، اقتداء بالجرذ الذي يعرف عرار أنه لم ينقل صغاره إلى لإحساسه - الذي لا يخطئ - بالخطر القادم !
السيل كان أسرع من عرار وعائلته ، ففي لمح البصر أخذ في طريقه جميع أفراد العائلة بمن فيهم والدته العجوز ، ولم يبقى إلا زوجته التي تعلّقت بخطام الفرس !
عرار أيضا كان قويا كالسيل ، قدّر الموقف سريعا وأتخذ قرارا حاسماً ؛ قطع الخطام الذي تتعلق به زوجته ، وتركها للسيل الذي أخذها لتلحق ببقية أفراد العائلة !
سئل عن سبب فعلته تلك ! فأجاب بأنه ما كان ليترك زوجته تنجو بينما قد هلكت والدته و بقية أفراد العائلة !
عزيزي العضو: لو كنت مكانه ! ماذا ستفعل ؟
تعليق