في قرية الدعبة .. يشرق الإبداع
قرية الدعبة بزهران كرّمت الأسبوع الفائت أحد أبنائها العلماء سعادة الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد الزهراني أستاذ الهندسة الكيميائية بجامعة الملك سعود بالرياض والحاصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى لعام 1425هـ ومن الدرجة الممتازة لعام 1427هـ لبراءة اختراعه ـكما نشرت جريدة المدينة يوم 4 /4/1428هـ وهذا التكريم والذي أشتهر به أبناء هذه القرية له دلالة- في نظري- معنوية تثبت من خلاله هذه القرية أن شيم الوفاء والثناء والكرم لازالت حية في مشاعر وأحاسيس هذا كما كان في أسلاف أهل القرية والقبائل الأخرى . وهذا أبلغ رد لمن يريد التقليل من شأن هذا الجيل الصاعد. هذه القرية المتواضعة المتربعة على قمة من قمم جبال السراة شهدت البدايات الأولى لموهبة هذا العالم الفذ الذي اعترف العالم كله بنبوغه وتفوقه وعلمه. فقد درج سعيد وتفتحت عيناه على دنيا العلم وآفاق المعرفة على أرضها وتحت سمائها تعلم منها حب البلاد والجبال والأودية كعادة أبناء القرية . ونما ذلك الحب وترعرع وكبر فكان حبه لبلاده العظيمة فرفع اسمها ووضعه على هامة المجد العلمي العالمي. وعندما تكرم قرية الدعبة ابنها المخترع العالمي فهي تكرم العلم والعلماء وكأنها تحث بقية أبنائها على أن يحذو حذو هذا العملاق الذي كان يوما من الأيام طفلا يلعب ويله9و بين بيوت هذه القرية كما هم اليوم, أبناؤها الذين يدرجون ويلعبون ويتعلمون في مدرستها كأنها تقول لهم كونوا مثل العالم سعيد . وفي هذا التكريم ـ في نظري لفتة اجتماعية تربوية مباركة حيث يمثل هذا التكريم الدور المشرف الذي يجب أن يقوم به المجتمع نحو أبنائه المتفوقين ليحافظوا على تفوقهم وهذا من اكبر بل وأهم دوافع الحرص على التعلم والصبر عليه والتفوق به من قبل الناشئة فإذا أحس التلميذ أن أهل القرية أو أهل الحي يقدرونه ويثنون عليه تشجع وتألق وأبدع وهذه فعالية تربوية يشهدها ويعرفها المعلمون والتربويون أجمع . على عكس ما إذا كان الجو الاجتماعي سلبيا وخاصة مع النوابغ فإن الموهبة تموت والإبداع يذبل.يستحق هذا التكريم كل من فكر وقام به وناله فأهل الفضل وأهل القيم الرفيعة يستحقون الثناء والمجد الشامخ , أقول هذا وأنا لست من أبناء قرية الدعبة فأتهم بالتملق والنفاق ولا أعرف للأسف هذه القمة العلمية الشامخة البروفيسور سعيد.ولكنها كلمة حق يمليها علي إحساسي وشعوري بكل قيمة رفيعة وسلوك مشرف يستحق أن يكتب وينوه عنه والله المستعان
جمعان عايض الزهراني
جريدة المدينة 8/4/1428هـ
تعليق