ولا يزال السوادي (ضحيةً ) يتلقى عقابَ جرمِ غيره بالنيابة ، لم تكن قصة (القوطة) الوحيدة وما كانت الأخيرة ، لكنها مما رسخ في الذهن وأبت الانفكاك عنه مع شقيقتها قصة (العقرب ) ..!
المدرسة (طارق بن زياد) ، والمعلم (محمد صويص) ، والمادة (رياضيات) ، والدرس (المكعب) ..!
يستخرج معلمنا من درج مكتبه (الكتاب ) ليفتح على الدرس ، فتتغير ملامحه ، فقد ازداد احمرارًا على احمراره الشامي ، أغلق الكتاب ومن باب فصلنا (انفلت) وعلى مكتب المدير يلقي الكتاب بما اختبأ بين دفتيه ..!
إن هي إلاّ لحظاتٌ وإذا صوت المنادي يصلنا : يا معشر الصف السادس عليكم المثول بين يدي حضرته ..!
انطلقنا منا من يسعى ومنا من يهرول ومنا من يمشي الهوينى غير عابئٍ ، وكان السوادي من السابقين السابقين إلى المثول ..!
يقف المدير ويشير بعصاه إلى تلك (المسجاة) على مكتبه ، ويسأل :
مَنْ قتل هذه ؟
نظرت إليها ولظني أن بعض زملائي لم يروا ، ولم يسمعوا ، أمسكت العقرب من ذيلها وبدأت أمر بها عليهم واحدًا واحدًا مرددًا سؤال المدير على مسمع كل واحدٍ منهم : من قتل هذه ؟
لو كنت أعلم أن فعلتي هذه سيعتبرها مديرنا الخيط الأول للوصول إلى المجرم ؛ لاصطنعت الرجفة وتقمصت الخوف والذعر ، لكنها سذاجة (الصغار ) ..!
أنكر الجميع صلتهم بـ ( دمها) لا قتلاً ولا تحريضـًا ولا تسترًا ..!
وقبل أن يغلق ملف التحقيق وإذا بأستاذي (صويص ) يدخل وعن يمينه (الحسيلة ) وعن يساره ( أبو بكية) ، طالبان كنا نعرفهما بهذين الاسمين ، الأول لشدة ( تعلّصه) وزيادة حركته والآخر لكثرة ( بكائه) ..!
شاهدا زورٍ يعرفان من قتل ومن وضع ، يحدقان في الوجوه فيشير (الحسيلة) إلى السوادي ، و( يهتذر) أبو بكية وإلى السوادي يشير ..!
هنا رُفعت الأقلام وجفت الصحف ، خيطٌ أول وشاهدان ، وسؤالٌ جديدٌ موجهٌ إلى طالبٍ محددٍ :
لماذا وضعتها في كتاب المعلم..؟!
أنكرت بشدة في البداية ، وأبى (خبط) الخيزرانة المتوالي على قدمي إلا أن ينتزع الاعتراف الكاذب ..!
إذًا ، ضع كتبك هنا ، وخذ (ملفك) ومع السلامة ..
فصلٌ ، وطردٌ لطالبٍ مظلوم ويشهد الله ..!
ثلاث ساعاتٍ وأنا خارج سور المدرسة أنتظرُ صافرةَ الانصراف ، فالعودة إلى البيت مبكرًا ووحيدًا تحمل في ثناياها (الموت) ..!
وفي طريقنا يسألني شقيقي (ناصر) : لماذا أقدمتَ على هكذا فعلة ؟!
حاولت أن أقنعه بظلمهم لي ، وأكدته بإيماني الغلاظ ، وإذا ما استقر في نفسي أنه اقتنع وصدّق ، فاجأني بالسؤال ذاته ، فأبدأ من جديد في عملية الإقناع ..
أقنع ناصر وعيني على حامد فـ ( يوم القوطة) لا تزال حرارته تستعر بداخلي ..!
يئست ، وضاقت بي الدنيا ، وأظلمت الأرض- في عيني - ظهرًا ..!
اجتماعٌ مصغر يعقده (حامد) على قارعة الطريق يتمخض عنه :
-أن يعطيني ناصر من كتبه (ثلاثة) وحامد مثلها حتى لا يلاحظ أبي (فراغ) حقيبتي ويكتشف الأمر ..
- يؤخر خبر الفصل إلى أن يذهب حامد إلى أبيه ويخبره بالقصة ، فيأتي لإقناع والدي ومن ثم حمايتي من العقاب .
تجلى حامد في ذلك اليوم كتجلي البدر في كبد السماء ، ووقف يوم أن خذلني الجميع وأولهم أخي ناصر ..!
افترقنا ، أنا وناصر إلى منزلنا وحامد إلى منزله ليبدأ مهمة ( الإنقاذ ) مع أبيه لصديقه السوادي ..!
رحم الله أبي ، فقد كان (محتبيـًا) - داخل (العشة) التي بناها على ولج دارتنا - بجانب (الصحفة ) ينتظر عودتنا لنشاركه (الغداء) ..!
دخلنا ، ولم يكن ناصر إلاّ عربيـًا (قح) لا يعترف بمؤتمرٍ ولا يؤمن بتوصياتٍ ، فقد كان سلامه على من داخل (العشة) :
( فصلوا محمد )..!
إيه يا ناصر ، ليتك أخرتَ ، ليتك ..!
(تغدّى) السوادي الغداء المتوقع ، لم يكن من (الصحفة) ، لا ، بل كان غداؤه من ( مُصلحة) ، ومُصلحة لقبُ (خيزرانة) أبي رحمه الله ..!
أقبل حامد خلف أبيه ، وما علم أن الأمر أنهاه ناصر مبكرًا ، وقدومهما ما عاد يؤخر في القضية ولا يقدِّم ..!
ألم أقل أن حامد كان بدرًا في ذلك اليوم ؟!
لا تستعجلوا ..!
فـ (حامد) أكل (القوطة) ..!
و( حامد ) هو مَنْ أرهب بالعقرب أستاذي (صويص ) ، حتى وإن تجلى كالبدر في كبد السماء..!
السوادي
المدرسة (طارق بن زياد) ، والمعلم (محمد صويص) ، والمادة (رياضيات) ، والدرس (المكعب) ..!
يستخرج معلمنا من درج مكتبه (الكتاب ) ليفتح على الدرس ، فتتغير ملامحه ، فقد ازداد احمرارًا على احمراره الشامي ، أغلق الكتاب ومن باب فصلنا (انفلت) وعلى مكتب المدير يلقي الكتاب بما اختبأ بين دفتيه ..!
إن هي إلاّ لحظاتٌ وإذا صوت المنادي يصلنا : يا معشر الصف السادس عليكم المثول بين يدي حضرته ..!
انطلقنا منا من يسعى ومنا من يهرول ومنا من يمشي الهوينى غير عابئٍ ، وكان السوادي من السابقين السابقين إلى المثول ..!
يقف المدير ويشير بعصاه إلى تلك (المسجاة) على مكتبه ، ويسأل :
مَنْ قتل هذه ؟
نظرت إليها ولظني أن بعض زملائي لم يروا ، ولم يسمعوا ، أمسكت العقرب من ذيلها وبدأت أمر بها عليهم واحدًا واحدًا مرددًا سؤال المدير على مسمع كل واحدٍ منهم : من قتل هذه ؟
لو كنت أعلم أن فعلتي هذه سيعتبرها مديرنا الخيط الأول للوصول إلى المجرم ؛ لاصطنعت الرجفة وتقمصت الخوف والذعر ، لكنها سذاجة (الصغار ) ..!
أنكر الجميع صلتهم بـ ( دمها) لا قتلاً ولا تحريضـًا ولا تسترًا ..!
وقبل أن يغلق ملف التحقيق وإذا بأستاذي (صويص ) يدخل وعن يمينه (الحسيلة ) وعن يساره ( أبو بكية) ، طالبان كنا نعرفهما بهذين الاسمين ، الأول لشدة ( تعلّصه) وزيادة حركته والآخر لكثرة ( بكائه) ..!
شاهدا زورٍ يعرفان من قتل ومن وضع ، يحدقان في الوجوه فيشير (الحسيلة) إلى السوادي ، و( يهتذر) أبو بكية وإلى السوادي يشير ..!
هنا رُفعت الأقلام وجفت الصحف ، خيطٌ أول وشاهدان ، وسؤالٌ جديدٌ موجهٌ إلى طالبٍ محددٍ :
لماذا وضعتها في كتاب المعلم..؟!
أنكرت بشدة في البداية ، وأبى (خبط) الخيزرانة المتوالي على قدمي إلا أن ينتزع الاعتراف الكاذب ..!
إذًا ، ضع كتبك هنا ، وخذ (ملفك) ومع السلامة ..
فصلٌ ، وطردٌ لطالبٍ مظلوم ويشهد الله ..!
ثلاث ساعاتٍ وأنا خارج سور المدرسة أنتظرُ صافرةَ الانصراف ، فالعودة إلى البيت مبكرًا ووحيدًا تحمل في ثناياها (الموت) ..!
وفي طريقنا يسألني شقيقي (ناصر) : لماذا أقدمتَ على هكذا فعلة ؟!
حاولت أن أقنعه بظلمهم لي ، وأكدته بإيماني الغلاظ ، وإذا ما استقر في نفسي أنه اقتنع وصدّق ، فاجأني بالسؤال ذاته ، فأبدأ من جديد في عملية الإقناع ..
أقنع ناصر وعيني على حامد فـ ( يوم القوطة) لا تزال حرارته تستعر بداخلي ..!
يئست ، وضاقت بي الدنيا ، وأظلمت الأرض- في عيني - ظهرًا ..!
اجتماعٌ مصغر يعقده (حامد) على قارعة الطريق يتمخض عنه :
-أن يعطيني ناصر من كتبه (ثلاثة) وحامد مثلها حتى لا يلاحظ أبي (فراغ) حقيبتي ويكتشف الأمر ..
- يؤخر خبر الفصل إلى أن يذهب حامد إلى أبيه ويخبره بالقصة ، فيأتي لإقناع والدي ومن ثم حمايتي من العقاب .
تجلى حامد في ذلك اليوم كتجلي البدر في كبد السماء ، ووقف يوم أن خذلني الجميع وأولهم أخي ناصر ..!
افترقنا ، أنا وناصر إلى منزلنا وحامد إلى منزله ليبدأ مهمة ( الإنقاذ ) مع أبيه لصديقه السوادي ..!
رحم الله أبي ، فقد كان (محتبيـًا) - داخل (العشة) التي بناها على ولج دارتنا - بجانب (الصحفة ) ينتظر عودتنا لنشاركه (الغداء) ..!
دخلنا ، ولم يكن ناصر إلاّ عربيـًا (قح) لا يعترف بمؤتمرٍ ولا يؤمن بتوصياتٍ ، فقد كان سلامه على من داخل (العشة) :
( فصلوا محمد )..!
إيه يا ناصر ، ليتك أخرتَ ، ليتك ..!
(تغدّى) السوادي الغداء المتوقع ، لم يكن من (الصحفة) ، لا ، بل كان غداؤه من ( مُصلحة) ، ومُصلحة لقبُ (خيزرانة) أبي رحمه الله ..!
أقبل حامد خلف أبيه ، وما علم أن الأمر أنهاه ناصر مبكرًا ، وقدومهما ما عاد يؤخر في القضية ولا يقدِّم ..!
ألم أقل أن حامد كان بدرًا في ذلك اليوم ؟!
لا تستعجلوا ..!
فـ (حامد) أكل (القوطة) ..!
و( حامد ) هو مَنْ أرهب بالعقرب أستاذي (صويص ) ، حتى وإن تجلى كالبدر في كبد السماء..!
السوادي
تعليق