بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم وبعد :
[يدور الحديث في الآونة الأخيرة في مجالسنا ووسائل إعلامنا
حول ظاهرة غلاء وارتفاع الأسعار حيث عمت جميع السلع
ووصلت الزيادة في بعضها إلى أكثر من 30% بل وصل
بعضها إلى أكثر من 50% كما هو الحال في مواد البناء
وغيرها وأذكر أن أناس حذروا من هذه الزيادة عقب مكرمة
خادم الحرمين حفظه الله لزيادة الرواتب وقالوا : أن ضعاف
النفوس من التجار سيستغلون الزيادة لرفع الأسعار ما لم
تكن عليهم رقابة صارمة من قبل وزارة التجارة وهذا ما حدث
بالفعل فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية
والحيوانات والسيارات ومواد البناء والعقارات وغيرها بنسب
تتفاوت من 20% إلى 50% ولاشك أن هذه الزيادات في
الأسعار سيتضرر منها المواطن لا سيما صاحب الدخل المحدود
وهم نسبةكبيرة جداً في المجتمع حيث أنهكتهم متطلبات الحياة
وأثقلت كواهلهم حتى أن الكثير أصبح ينتظر آخر الشهر بفارغ
الصبر ليسدد ما تراكم عليه من ديون ومستلزمات الفواتير
والمصروفات الأخرى وهذا المواطن المسكين الذي ما زال
يترنح ولم يقف على قدميه بعد ضربة الأسهم القاصمة تفاجأ
بضربة أخرى وهي ارتفاع الأسعارفاجتمعت مصيبتان في
آن واحد ولا يدري ما المخرج منهما .
وما أسباب هذه الزيادة في الأسعار ومن المسئول عن ذلك ؟
في نظري أن الأسباب تنقسم إلى قسمين:
أسباب خاصة وهي متعددة كجشع التجار وقلة الرقابة
الصارمة عليهم وأسباب خارجية ليس الحديث هنا عن هذه
الأسباب التي جديرة بأن تناقش
2)الأسباب العامة يشترك فيها الجميع ونتج عنها
الأسباب الخاصة وفيما يلي بعض هذه
الأسباب العامة يتفاوت وجودها بيننا بين مستقل ومستكثر .
السبب الأول :
=======
قد يعاقب الله تعالى الأفراد والمجتمعات بنزع البركة
وحرمان الرزق وضنك العيش وزيادة الأسعار بسبب
ما اقترفوه من المعاصي لاسيما إذا تفشت وظهرت
وقل الإنكاروما أكثر الذنوب التي تفشت في المجتمع خذوا
على سبيل المثال لا الحصر
الربا
الرشوة
وتعري المسلمات وتبرجهن
اتشار المخدرات والخمور
عقوق الوالدين
وهجر المساجد وترك الصلوات
سماع الأغاني المحرمة
ومشاهدة النساء عبر الشاشات والمجلات
أكل أموال العمال وأموال اليتامى ظلماً وعدوناً
وظلم الزوجات والأبناء
خيانة الأمانة
السحر والشعوذة
والكذب والغش والتدليس
عدم الوفاء بالوعد
ونقض العهد
والغيبة والنميمة
وغيرها كثير ولاشك أن ظهور مثل هذه الذنوب من أكبر
أسباب ما ينزل بالناس من بلاء وتأملوا معي هذه النصوص
القاطعة الدالة على ذلك
1- قال تعالى :
( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) .
وقال تعالى :
( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)
وقوله عز وجل:
"ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه "
وفي سنن ابن ماجة عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لم ينقص قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤن "
. و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
" ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة"
فهل نعي اً خطر المعاصي على الفرد والمجتمع ونتدبر كتاب
ربنا ونعتبر مما حدث للأمم السابقة من العذاب بسبب الذنوب
والمعاصي والإعراض عن الطريق المستقيم .
السبب الثاني :
=======
كل ما نعيشه من رغداً وسعة رزق من الله يجعل له سبب
وأن نسبة النعم إلى غير الله تعالى كفر بها ، يقول تعالى :
"وما بكم من نعمة فمن الله "
ويقول
" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
فنجد كثير منا ينسب نعم الله إلى جهده وماله وعمله
ووظيفته أو إلى المخلوقين وينسى المنعم وهو الله عز وجل
وهذا خلل في الاعتقاد وضعف في الإيمان والعقل والخلق سبب
فمن سوء الأدب مع الله تعالى أن نضيف إنعامه علينا إلى غيره
وقد ذم الله من يصنع ذلك فقال تعالى :
" يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون "
ومن أسباب دوام النعم شكرها ومن شكرها الإقرار بالقلب أنها من
عند الله تعالى .فما أحوجنا للاعتراف بالقلب واللسان بنعم الله
السبب الثالث :
========
إذا تحقق لنا أن النعم كلها من الله فيتوجب علينا شكر المنعم
والثناء عليه وشكر المنعم لا يتحقق إلا يثلاث خصال:
الأولى : اعتقاد بالقلب أن النعم من الله وحده .
الثانية : أن يلهج اللسان بالثناء والشكر لله تعالى
" واشكروني ولا تكفرون .."
وقال تعالى :
" ولئن شكرتم لأزيدنكم "
فالشكرسببًا للمزيدِ من النعن وحافظًا لها وبالشكر تدوم النعم
فهل حققنا شكر لله تعالى على نعمه وسعة رزقه
القليل من حقق ذلك فقد قال الله عز وجل
" وقليل من عبادي الشكور "
الثالثة :
العمل بهذه النعمة في طاعة الله فليس من الشكر أن ينعم
الله عليك بالمال وسعة الرزق وتجعلها في معصيته وهذا حال
أكثرنا اليوم إلا ما رحم الله .
السبب الرابع :
========
يقع المجتمع اليوم في صفة ذميمة وهي الإسراف والتبذير
وتظهر في جوانب حياتنا وهذه مخالفة لتعاليم ديننا
يقول الله تعالى
( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم
( كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا مالم يخالطه إسراف أو مخيلة )
تفقدوا أحوالنا في كماليتنا ومناسبات الولائم وفي مأكلنا وملابسنا
ومراكبنا يظهر التبذير واضحاً بل ترمى كثير من تلك النعم في
أماكن جمع القمائم وفي بلاد آخرى يموت الكثير جوعاً
وإذا تفشى بيننا ابتلينا بالشدة وضيق العيش وزيادة الأسعار
لان ذلك من كفر النعمة
مالمخرج والعلاج
يتبع إنشاء الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم وبعد :
[يدور الحديث في الآونة الأخيرة في مجالسنا ووسائل إعلامنا
حول ظاهرة غلاء وارتفاع الأسعار حيث عمت جميع السلع
ووصلت الزيادة في بعضها إلى أكثر من 30% بل وصل
بعضها إلى أكثر من 50% كما هو الحال في مواد البناء
وغيرها وأذكر أن أناس حذروا من هذه الزيادة عقب مكرمة
خادم الحرمين حفظه الله لزيادة الرواتب وقالوا : أن ضعاف
النفوس من التجار سيستغلون الزيادة لرفع الأسعار ما لم
تكن عليهم رقابة صارمة من قبل وزارة التجارة وهذا ما حدث
بالفعل فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية
والحيوانات والسيارات ومواد البناء والعقارات وغيرها بنسب
تتفاوت من 20% إلى 50% ولاشك أن هذه الزيادات في
الأسعار سيتضرر منها المواطن لا سيما صاحب الدخل المحدود
وهم نسبةكبيرة جداً في المجتمع حيث أنهكتهم متطلبات الحياة
وأثقلت كواهلهم حتى أن الكثير أصبح ينتظر آخر الشهر بفارغ
الصبر ليسدد ما تراكم عليه من ديون ومستلزمات الفواتير
والمصروفات الأخرى وهذا المواطن المسكين الذي ما زال
يترنح ولم يقف على قدميه بعد ضربة الأسهم القاصمة تفاجأ
بضربة أخرى وهي ارتفاع الأسعارفاجتمعت مصيبتان في
آن واحد ولا يدري ما المخرج منهما .
وما أسباب هذه الزيادة في الأسعار ومن المسئول عن ذلك ؟
في نظري أن الأسباب تنقسم إلى قسمين:
أسباب خاصة وهي متعددة كجشع التجار وقلة الرقابة
الصارمة عليهم وأسباب خارجية ليس الحديث هنا عن هذه
الأسباب التي جديرة بأن تناقش
2)الأسباب العامة يشترك فيها الجميع ونتج عنها
الأسباب الخاصة وفيما يلي بعض هذه
الأسباب العامة يتفاوت وجودها بيننا بين مستقل ومستكثر .
السبب الأول :
=======
قد يعاقب الله تعالى الأفراد والمجتمعات بنزع البركة
وحرمان الرزق وضنك العيش وزيادة الأسعار بسبب
ما اقترفوه من المعاصي لاسيما إذا تفشت وظهرت
وقل الإنكاروما أكثر الذنوب التي تفشت في المجتمع خذوا
على سبيل المثال لا الحصر
الربا
الرشوة
وتعري المسلمات وتبرجهن
اتشار المخدرات والخمور
عقوق الوالدين
وهجر المساجد وترك الصلوات
سماع الأغاني المحرمة
ومشاهدة النساء عبر الشاشات والمجلات
أكل أموال العمال وأموال اليتامى ظلماً وعدوناً
وظلم الزوجات والأبناء
خيانة الأمانة
السحر والشعوذة
والكذب والغش والتدليس
عدم الوفاء بالوعد
ونقض العهد
والغيبة والنميمة
وغيرها كثير ولاشك أن ظهور مثل هذه الذنوب من أكبر
أسباب ما ينزل بالناس من بلاء وتأملوا معي هذه النصوص
القاطعة الدالة على ذلك
1- قال تعالى :
( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) .
وقال تعالى :
( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)
وقوله عز وجل:
"ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه "
وفي سنن ابن ماجة عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لم ينقص قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤن "
. و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
" ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة"
فهل نعي اً خطر المعاصي على الفرد والمجتمع ونتدبر كتاب
ربنا ونعتبر مما حدث للأمم السابقة من العذاب بسبب الذنوب
والمعاصي والإعراض عن الطريق المستقيم .
السبب الثاني :
=======
كل ما نعيشه من رغداً وسعة رزق من الله يجعل له سبب
وأن نسبة النعم إلى غير الله تعالى كفر بها ، يقول تعالى :
"وما بكم من نعمة فمن الله "
ويقول
" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
فنجد كثير منا ينسب نعم الله إلى جهده وماله وعمله
ووظيفته أو إلى المخلوقين وينسى المنعم وهو الله عز وجل
وهذا خلل في الاعتقاد وضعف في الإيمان والعقل والخلق سبب
فمن سوء الأدب مع الله تعالى أن نضيف إنعامه علينا إلى غيره
وقد ذم الله من يصنع ذلك فقال تعالى :
" يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون "
ومن أسباب دوام النعم شكرها ومن شكرها الإقرار بالقلب أنها من
عند الله تعالى .فما أحوجنا للاعتراف بالقلب واللسان بنعم الله
السبب الثالث :
========
إذا تحقق لنا أن النعم كلها من الله فيتوجب علينا شكر المنعم
والثناء عليه وشكر المنعم لا يتحقق إلا يثلاث خصال:
الأولى : اعتقاد بالقلب أن النعم من الله وحده .
الثانية : أن يلهج اللسان بالثناء والشكر لله تعالى
" واشكروني ولا تكفرون .."
وقال تعالى :
" ولئن شكرتم لأزيدنكم "
فالشكرسببًا للمزيدِ من النعن وحافظًا لها وبالشكر تدوم النعم
فهل حققنا شكر لله تعالى على نعمه وسعة رزقه
القليل من حقق ذلك فقد قال الله عز وجل
" وقليل من عبادي الشكور "
الثالثة :
العمل بهذه النعمة في طاعة الله فليس من الشكر أن ينعم
الله عليك بالمال وسعة الرزق وتجعلها في معصيته وهذا حال
أكثرنا اليوم إلا ما رحم الله .
السبب الرابع :
========
يقع المجتمع اليوم في صفة ذميمة وهي الإسراف والتبذير
وتظهر في جوانب حياتنا وهذه مخالفة لتعاليم ديننا
يقول الله تعالى
( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم
( كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا مالم يخالطه إسراف أو مخيلة )
تفقدوا أحوالنا في كماليتنا ومناسبات الولائم وفي مأكلنا وملابسنا
ومراكبنا يظهر التبذير واضحاً بل ترمى كثير من تلك النعم في
أماكن جمع القمائم وفي بلاد آخرى يموت الكثير جوعاً
وإذا تفشى بيننا ابتلينا بالشدة وضيق العيش وزيادة الأسعار
لان ذلك من كفر النعمة
مالمخرج والعلاج
يتبع إنشاء الله
تعليق