Unconfigured Ad Widget

Collapse

بعد التقاعد...!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    بعد التقاعد...!

    لم التقِ علي منذ أن تفارقنا قبل سنوات عديدة ، جمعنا صديقنا حسن في مناسبة خاصة في الأسبوع الماضي ، لم أكن أصدق أن هذا علي الذي كنت أعرفه ،عمل به الزمن ماعمل ، تجاذبنا أطراف الحديث ، كان مدهشا عندما يتحدث ، للدرجة التي يفجّر فيّ أكثر من موضوع للحديث حتى لا ادري بأيها أبدأ .

    كنت أحس في بعض الأحيان أنه يتكلم ويقول لي أشياء حتى وهو صامت. خرجنا من وقار العمر ! وذهبنا إلى حيث كنا شباباً نتبادل الأدوار ، ألمني كثيرا ، وكأنه وجّه رصاصة إلى صدري ، عندما ألّحيّت عليه بالسؤال؛ كيف كان يراني؟!

    أخبرني بما لم أكن أتوقعه ! قال أنه كان يشمّ رائحة عنجهيتي وكبريائي وأنا في شعب وهو في شعب ، وأضاف أنني كنت مندفعا ومغرورا ! وأستغْرَبَ أن أكون قد أصبحت بهذه الدرجة من الواقعية والاستسلام !

    عاتبته كثيرا ، وسألته لماذا لم يخبرني آنذاك بشيء من هذا ؟ حتى ولو تلميحا؟! بل لماذا كان يدفعني لكي أكون أمامه في أكثر من مكان !

    تلعثم وسحب طرف " شماغه " ليضعها على فمه ، الذي قد زالت منه أسنانه القوية التي كثيرا ماعضّ بها الناس والأشياء ، حتى ثيابه لم تكن تسلم منه إذا غضب !
    أزال " الشماغ " بعد أن أنتهي من الضحك ، وقال:" يا أبا أحمد ؛ عفا الله عني وعنك ، كانت أيام ، ذكرتني بها ، سامحك الله يا أخي ... "!

    مضت الساعات وكأنها دقائق ، بل أقل من ذلك ، لم أكن أود أن أسمع إلا علي ، وتمنيت لو لم يقاطعنا أحد ، حتى بعد أن دعينا إلى تناول الطعام ، كنا نفضّل أن نبقى نتحدث ، آخر ما سجّلته على علي ، هو سؤالي له ، عن تلك الكرة التي كان يخيطها من القماش المملوء بالتبن ، ويأتي بها إلى " المدوّرة " ( الركيبة التي كان أهلها متسامحين للدرجة التي يتركوننا نلعب فيها الكرة بعد الانتهاء من الحصاد ) يأتي بها في كل عصرية ، ويشترط على من يريد أن يلعب بها أن " يترنقش " بأذن الثاني ، أي يحرك أذنه كناية عن شجاعة الأول وضعف الآخر!
    سألته عن السر وراء ذلك ؟! مع أنه لم يكن يشاركنا اللعب . فأسرع إلى طرف الشماغ أيضا ، ووضعها على فمه كالعادة ، وتمتم :" الله يجازيك يا أبا أحمد ! كنت أحب إثارة الفتنة ، الله يتجاوز عني، أدع لي يا أخي...!"
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • عبدالرحيم بن قسقس
    مشرف المنتدى العام
    • Nov 2004
    • 2600

    #2
    .

    *****

    اخي العزيز ابن مرضي

    بعد التقاعد يحب الشخص ان يتذكر ايام طفولته وشبابه ويتمنى الاجتماع بشركاء طفولته كل ذلك من باب الذكريات فقط

    وبطبيعة الحال ان الانسان لا يرى في تصرفاته اي خلل خاصة اذا كان اقران طفولته يجاملونه للاستفادة من امكانياته

    ومع بداية العمل الوظيفي تتغير الاحوال وتبدأ مرحلة صداقات جديدة ويتغير معها مكان الاقامة

    ويصبح غير مهتم كثيرا باصحاب الطفولة والشباب وسرعان ما تتبدل الاحوال لفترة قصيرة مع بداية الاحالة على التقاعد

    بعدها ترى الشخص يحس باهمال المجتمع له خاصة اذا لم تكن له علاقات اجتماعية جيدة وهنا تبدا مرحلة الانكماش

    على العموم نحن لم نخطط جيدا لما قبل أو بعد التقاعد واتمنى من الله عز وجل ان يمتعنا بالصحة والسعادة قبل وبعد التقاعد
    ولك خالص تحياتي

    *****

    تعليق

    • ابن مرضي
      إداري
      • Dec 2002
      • 6171

      #3
      الأخ العزيز عبد الرحيم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أولا ؛ شكر الله لك هذا المنطق المتعقل السليم ، ليس هنا فقط ، بل في جميع مواضيعك .
      ثانيا : أتفق معك تماما في أننا لا نخطط لا لما قبل التقاعد ولا لما بعده ، ولكنني هنا أشير على الزملاء بأن يبدأوا في ذلك ويستعدوا له ، فكما هو معلوم ، مالا يدرك جلّه لايترك كلّه . ولك شكري وتقديري .
      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

      تعليق

      • السوادي
        إداري
        • Feb 2003
        • 2219

        #4
        أربع حالات مررت بها وأنا أقرأ هذا النص : ( سعادة ، وانبهارٌ ، وأسفٌ ، وحزن يصل حد الصدمة ) ..!
        فقد سعدتُ بلقائك بـ (رفيق ) الصبا ..
        وانبهرتُ من تسامح وسعةِ صدور أصحاب (المدورة) ، وتركهم لـ (المترنقشين) يلعبون فيها تحت راقبة (أبي فتنة ) ..
        وأسفتُ على ما ضيّعتَهُ معهُ من وقتٍ ..
        وحزنتُ على حالك وأنت ترى ( أبا شماغ ) يدلي باعترافه الذي يسوِّد الوجه ..!
        أبا أحمد ، أديبنا :
        سأرمي الشماخ لامتدح - وأنا مكشوف الرأس - هذا النص وصاحبة حتى يرى الجميع مخارج حروف مدحي ، وليعرفوا أن السوادي لا يعجبه كل من كتب أو ادعى ، فذائقته ما عادت تقبل بأقل مما قرأ هنا ..!
        أنت رائع ، مبدع ، ممتع ، أنت مدرسة تستقل بذاتها وتتفرد في فن (الرمز ) المحكم ..!
        شكرًا ، شكرًا أبا أحمد على هذا (النص ) الذي حركتَ به كل فكرٍ راكد ..!
        السوادي
        آخر تعديل تم من قبل السوادي; 20-02-2007, 01:18 PM.

        تعليق

        • الشعفي
          مشرف المنتدى العام
          • Dec 2004
          • 3148

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          أستاذنا الفضل وأديبنا / ابن مرضي أسعدك الله بطاعته كما اسعدتنا بهذه

          المقطوعة السحرية مع صاحبك الطيب وذكريات المدورة وتحريك الأذن

          أحببت المرور للسلام والثناء

          محبكم / الشعفي
          من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

          تعليق

          • ابن مرضي
            إداري
            • Dec 2002
            • 6171

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة السوادي
            أربع حالات مررت بها وأنا أقرأ هذا النص : ( سعادة ، وانبهارٌ ، وأسفٌ ، وحزن يصل حد الصدمة ) ..!
            فقد سعدتُ بلقائك بـ (رفيق ) الصبا ..
            وانبهرتُ من تسامح وسعةِ صدور أصحاب (المدورة) ، وتركهم لـ (المترنقشين) يلعبون فيها تحت راقبة (أبي فتنة ) ..
            وأسفتُ على ما ضيّعتَهُ معهُ من وقتٍ ..
            وحزنتُ على حالك وأنت ترى ( أبا شماغ ) يدلي باعترافه الذي يسوِّد الوجه ..!
            أبا أحمد ، أديبنا :
            سأرمي الشماخ لامتدح - وأنا مكشوف الرأس - هذا النص وصاحبة حتى يرى الجميع مخارج حروف مدحي ، وليعرفوا أن السوادي لا يعجبه كل من كتب أو ادعى ، فذائقته ما عادت تقبل بأقل مما قرأ هنا ..!
            أنت رائع ، مبدع ، ممتع ، أنت مدرسة تستقل بذاتها وتتفرد في فن (الرمز ) المحكم ..!
            شكرًا ، شكرًا أبا أحمد على هذا (النص ) الذي حركتَ به كل فكرٍ راكد ..!
            السوادي
            عزيزي أبا هاني

            سعدت لسعادتك وحزنت لحزنك ، لكن عزائي هو وجودك هنا ، فما من مرة كتبت خاطرة إلا وتنظر إليها بعين الرضى فتضيف إليها ما يسد خللها ويجيز مرورها . فالشكر لك ايها الصديق الذي أعتبره شخصيا من أكبر الدوافع لتواجدي ومن أكبر المكاسب في حياتي .
            كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

            تعليق

            • ابن مرضي
              إداري
              • Dec 2002
              • 6171

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الشعفي
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              أستاذنا الفضل وأديبنا / ابن مرضي أسعدك الله بطاعته كما اسعدتنا بهذه

              المقطوعة السحرية مع صاحبك الطيب وذكريات المدورة وتحريك الأذن

              أحببت المرور للسلام والثناء

              محبكم / الشعفي


              عزيزي الشعفي

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              ولك بالمثل أيها العزيز ، والشكر لك دوما على ماتبذله من جهود .

              لك التحية والدعاء .
              كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

              تعليق

              • سنبقى
                عضو نشيط
                • Feb 2007
                • 400

                #8
                روائع ولكل زمان دولة ورجال

                تعليق

                Working...