لم التقِ علي منذ أن تفارقنا قبل سنوات عديدة ، جمعنا صديقنا حسن في مناسبة خاصة في الأسبوع الماضي ، لم أكن أصدق أن هذا علي الذي كنت أعرفه ،عمل به الزمن ماعمل ، تجاذبنا أطراف الحديث ، كان مدهشا عندما يتحدث ، للدرجة التي يفجّر فيّ أكثر من موضوع للحديث حتى لا ادري بأيها أبدأ .
كنت أحس في بعض الأحيان أنه يتكلم ويقول لي أشياء حتى وهو صامت. خرجنا من وقار العمر ! وذهبنا إلى حيث كنا شباباً نتبادل الأدوار ، ألمني كثيرا ، وكأنه وجّه رصاصة إلى صدري ، عندما ألّحيّت عليه بالسؤال؛ كيف كان يراني؟!
أخبرني بما لم أكن أتوقعه ! قال أنه كان يشمّ رائحة عنجهيتي وكبريائي وأنا في شعب وهو في شعب ، وأضاف أنني كنت مندفعا ومغرورا ! وأستغْرَبَ أن أكون قد أصبحت بهذه الدرجة من الواقعية والاستسلام !
عاتبته كثيرا ، وسألته لماذا لم يخبرني آنذاك بشيء من هذا ؟ حتى ولو تلميحا؟! بل لماذا كان يدفعني لكي أكون أمامه في أكثر من مكان !
تلعثم وسحب طرف " شماغه " ليضعها على فمه ، الذي قد زالت منه أسنانه القوية التي كثيرا ماعضّ بها الناس والأشياء ، حتى ثيابه لم تكن تسلم منه إذا غضب !
أزال " الشماغ " بعد أن أنتهي من الضحك ، وقال:" يا أبا أحمد ؛ عفا الله عني وعنك ، كانت أيام ، ذكرتني بها ، سامحك الله يا أخي ... "!
مضت الساعات وكأنها دقائق ، بل أقل من ذلك ، لم أكن أود أن أسمع إلا علي ، وتمنيت لو لم يقاطعنا أحد ، حتى بعد أن دعينا إلى تناول الطعام ، كنا نفضّل أن نبقى نتحدث ، آخر ما سجّلته على علي ، هو سؤالي له ، عن تلك الكرة التي كان يخيطها من القماش المملوء بالتبن ، ويأتي بها إلى " المدوّرة " ( الركيبة التي كان أهلها متسامحين للدرجة التي يتركوننا نلعب فيها الكرة بعد الانتهاء من الحصاد ) يأتي بها في كل عصرية ، ويشترط على من يريد أن يلعب بها أن " يترنقش " بأذن الثاني ، أي يحرك أذنه كناية عن شجاعة الأول وضعف الآخر!
سألته عن السر وراء ذلك ؟! مع أنه لم يكن يشاركنا اللعب . فأسرع إلى طرف الشماغ أيضا ، ووضعها على فمه كالعادة ، وتمتم :" الله يجازيك يا أبا أحمد ! كنت أحب إثارة الفتنة ، الله يتجاوز عني، أدع لي يا أخي...!"
كنت أحس في بعض الأحيان أنه يتكلم ويقول لي أشياء حتى وهو صامت. خرجنا من وقار العمر ! وذهبنا إلى حيث كنا شباباً نتبادل الأدوار ، ألمني كثيرا ، وكأنه وجّه رصاصة إلى صدري ، عندما ألّحيّت عليه بالسؤال؛ كيف كان يراني؟!
أخبرني بما لم أكن أتوقعه ! قال أنه كان يشمّ رائحة عنجهيتي وكبريائي وأنا في شعب وهو في شعب ، وأضاف أنني كنت مندفعا ومغرورا ! وأستغْرَبَ أن أكون قد أصبحت بهذه الدرجة من الواقعية والاستسلام !
عاتبته كثيرا ، وسألته لماذا لم يخبرني آنذاك بشيء من هذا ؟ حتى ولو تلميحا؟! بل لماذا كان يدفعني لكي أكون أمامه في أكثر من مكان !
تلعثم وسحب طرف " شماغه " ليضعها على فمه ، الذي قد زالت منه أسنانه القوية التي كثيرا ماعضّ بها الناس والأشياء ، حتى ثيابه لم تكن تسلم منه إذا غضب !
أزال " الشماغ " بعد أن أنتهي من الضحك ، وقال:" يا أبا أحمد ؛ عفا الله عني وعنك ، كانت أيام ، ذكرتني بها ، سامحك الله يا أخي ... "!
مضت الساعات وكأنها دقائق ، بل أقل من ذلك ، لم أكن أود أن أسمع إلا علي ، وتمنيت لو لم يقاطعنا أحد ، حتى بعد أن دعينا إلى تناول الطعام ، كنا نفضّل أن نبقى نتحدث ، آخر ما سجّلته على علي ، هو سؤالي له ، عن تلك الكرة التي كان يخيطها من القماش المملوء بالتبن ، ويأتي بها إلى " المدوّرة " ( الركيبة التي كان أهلها متسامحين للدرجة التي يتركوننا نلعب فيها الكرة بعد الانتهاء من الحصاد ) يأتي بها في كل عصرية ، ويشترط على من يريد أن يلعب بها أن " يترنقش " بأذن الثاني ، أي يحرك أذنه كناية عن شجاعة الأول وضعف الآخر!
سألته عن السر وراء ذلك ؟! مع أنه لم يكن يشاركنا اللعب . فأسرع إلى طرف الشماغ أيضا ، ووضعها على فمه كالعادة ، وتمتم :" الله يجازيك يا أبا أحمد ! كنت أحب إثارة الفتنة ، الله يتجاوز عني، أدع لي يا أخي...!"
تعليق