قدوة حسنة لرجال الأعمال
((يكفى ماسطر هنا عن التعليق مني))
لفتت نظري صورة طريفة نشرتها جريدة “الحياة” للمهندس محمد عبداللطيف جميل، وهو يقف إلى جوار راعي أغنام في جازان اسمه سالم عبده، تلقى قرضاً قدره عشرة آلاف ريال، من صندوق عبداللطيف جميل لدعم المشاريع الصغيرة، واشترى عدداً من رؤوس الأغنام للمتاجرة فيها، ويقول تقرير للجريدة إن عدد المشاريع التي موّلها بالقروض صندوق عبداللطيف جميل خلال العام الفائت 2006، قد بلغ 604 مشاريع، توزعت ما بين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجازان، والدمام.
وفي مدينة جازان أيضاً، وضمن جولته على المشاريع المموّلة من الصندوق، تفقّد المهندس محمد عبداللطيف جميل عدة مشاريع أخرى تمثّل أنموذجاً لقصص نجاح متميز، فزار مشروع محل الحلاقة لصاحبه علي سلطان حلوي، الذي تم تقديم قرض له بقيمة 67 ألف ريال، وفي مدينة الدمام تم الالتقاء بالشاب سلطان البيشي الذي استفاد من قرض بقيمة 48 ألف ريال في الحصول على امتياز تجاري للآيس كريم، وكذلك الشاب عبدالله القرني الذي قام بافتتاح مغسلة ملابس مميزة يقوم بالعمل فيها والإشراف عليها، وهو كذلك طالب بكالوريوس في جامعة الملك عبدالعزيز بالانتساب، وفي المدينة المنورة التقى المهندس محمد عبداللطيف جميل عدداً من السيدات صاحبات المشاريع الصغيرة، واطّلع على تجاربهن المميزة والمنتجات التي تم تسويقها.
***
إن برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع، والذي يمثل صندوق إقراض المشاريع الصغيرة أحد نشاطاتها، تنوي مضاعفة عدد المشاريع المموّلة بقروض الصندوق لتصبح 1200 مشروع لهذا العام 2007، كما يتطلّع المسؤولون عن البرامج لأن يصل عدد هذه المشاريع الصغيرة في المستقبل إلى 10 آلاف مشروع، وذلك من خلال تيسير سبل الدعم، والتخفيف من الإجراءات والضمانات المطلوبة.
على صعيد آخر، حققت برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع خلال عام 2006م، 12.292 فرصة عمل، منها 4424 في جدة، 2324 في الرياض، 992 في الدمام، 1179 في مكة المكرمة، 1066 في المدينة المنورة، 1191 في حائل، 1116 في جازان. وتشمل أنشطة هذه البرامج التدريب المهني المنتهي بالتوظيف، وبرنامج تمليك سيارات الأجرة، وتمليك سيارات النقل، وبرنامج الأسر المنتجة، والخدمات الصحية، وغير ذلك من مجالات العمل.
وطبقاً لخطط برامج عبداللطيف جميل لهذا العام 2007، فسيتم تشجيع الشباب للعمل في مجال الامتياز التجاري، وتشجيع رجال الأعمال الراغبين في توسيع أعمالهم، على تقديم عروض للشباب بضمان من صندوق عبداللطيف جميل، وكلها قنوات جديدة لايجاد فرص عمل للشباب في كل هذه المجالات.
***
لقد أحببت في واقع الأمر أن أضع تفاصيل هذه البرامج بين يدي القارئ الكريم، لأنها تمثل جهداً عملياً مباركاً لخدمة المجتمع، وأنموذجاً واقعياً لعلاج البطالة، وتحويل الشباب السعودي فتياناً وفتيات إلى قوة عمل وإنتاج، فتصون بذلك كرامتهم وتعينهم على بناء حياتهم، وهي في نهاية المطاف قدوة حسنة، لأي رجل أعمال يصمم على خدمة مجتمعه ونفع أهله.
ولو أدرك كل رجال الأعمال، وأثرياء التجار، وملاك العقار، عظم المسؤولية الاجتماعية في رقابهم، ولو أدّوا الزكاة الواجبة في أموالهم وعقاراتهم، ولو سخّروا ما أفاء الله عليهم من خبرات وإمكانيات لخدمة مجتمعهم واستنفاذ شبابه، لأمكنهم أن يقدموا كما فعل آل جميل الكثير الكثير لبلادهم ولأنفسهم.
محمد صلاح الدين
جريدة المدينة 23/1/1428هـ
تعليق