الـــواسـطــــــة ... خــدمــة أم خـيـانــة ؟
في هذه الأيام قبل أن تفكر في الذهاب إلى أي مصلحة حكومية تبحث مليا عن ما يسمى واسطة , شخص يعرف شخص ما في تلك المصلحة ولا فانك تعرف سلفا أن أمورك ستكون غاية في التعقيد وأخيرا تجد ذاك المغوار , الذي يعرف فيها ذلك الشخص.
تلمم أوراقك وملفك العلاقي , وأكيد كتبت معروض , والمعروض بذاته قصة , وسيلة ورابط استجداء كأنك تطلب حقا ليس لك أو تنتظر أن يتفضل عليك احد بمكرمة ما , لأنك تزينه بألفاظ
سعاتكم , حفظكم الله , ارجوا , التفضل , حيث أنني , وتسرد قصة حياتك ...... وحياة اهلك.
وفي النهاية مجرد ورقة لتبدأ المعاملة
هذا من ارث الإخوان المصريين الذين انشئوا نظام الروتين عندنا وتجاوزوه هم وبقينا نحن نتوه في دهاليزه
نرجع للموضوع
سالت وسالت حتى وصلت إلى ذاك الشخص , لكن كالعادة أحببت أن تجرب حظك وتمرر المعاملة بدون أن يتفضل عليك احد أو بدون أن تحسب جمالة عليك .
وصلت إلى رئيس القسم بدون أن تعرف بنفسك ,
الوجه كئيب , الله الحافظ , يعطيك شعور بالنفور المتبادل , يعطيك انطباع أن بينكما ثار , الله يستر.
سعادتك , تجمعت ريقك - شجاعتك - وتبدأ بشرح موضوعك
لكنك تصعق بزخات من الردود التالية
ما يصير , لازم , جيب , العمدة , تعريف , تفويض , تعهد , آسفين , مرنا بعد أسبوع
وقبل الكل أكيد ستحصل على " أش عندك " حتى قبل أن يسمح لك بالجلوس لا بل قبل أن تسترد أنفاسك.
وهذه الكلمات لها ارتباط بعقلك الباطن , وتقول لك بمعنى أخر غني ياليل ما أطولك
طبعا تصدم وتحبط
وتقرر مرغما أن ........ ترمي الجوكر
تسأله بشيء من الاستعباط .... الأخ فلان ؟
طبعا تزوغ عيناه وتصول وتجول في جحورها مستعربا سؤالك ومجاوبا في نفس الوقت : نعم أش عندك
أنت بكل بثقة : أنا من طرف أبو فلان
فجأة , تنفرج أساريره .....وتصبح بسمته متر في متر , يقوم , يفز من على كرسيه , ويسلم عليك بحرارة , يرحب بك , يبدي خجله
ويبادرك : استرح , تفضل اجلس , أش فيك واقف .........
ينادي ...... ميمون - بالصوت + جرس طويل
يأتي ميمون يهز رأسه .... يس سير ......
هات القهوة
ويبدأ يحادثك بكل ود يا حي الله من جا .... آمر ... أنت غالي من عند غالي ... أش نخدمك فيه أنت وأبو فلان
أنت : ما تقصر بس زي ما تفضلت أنت , يبدو أن الموضوع معقد
هو .... من قال ... أبدا .... هات أشوف المعاملة
تمدها له , يقلب في أوراقك , ويسترسل .... هذا الإجراء غير ضروري , وهذه الورقة ممكن نستغني عنها , والقسم الثاني نمون عليهم ... ما عندك مشكلة
ما تخلص قهوتك إلا وهي خالصة
يبدأ ينادي فلان وفلنتان , ويعطيهم بعض التوجيهات السريعة
دقائق , وإذا به يعطيك إياها
تصافحه شاكرا , ويحملك توصية السلام على أبو فلان
تخرج وهي في يدك , اوقد ختزلت في دقائق جهد أسابيع
والبركة في ابو فلان
تسال نفسك هو نفس الشخص , ما الذي غيره؟ , مجرد عبارة أنا من طرف أبو فلان
بالتأكيد , هذه القصة لا تخلو من المبالغة لكنها رغم ذلك قريبة من الواقع اليومي المؤلم
جالت في خاطري عدة تساؤلات , حاولت من خلالها أن أجد تفسيرا لهذه الظاهرة , لماذا هي منتشرة بيننا انتشار النار في الهشيم , بل إنها أصبحت شيا أساسيا , تعقدت كل أمورك إن لم توفق بها.
هل هذا الموظف , يتجاوز الروتين والنظام العقيم على مسئوليته الخاصة خدمة لك؟
هل هو يقوم بعمل المفروض أن يقوم به , الذي يهمله دائما ويتكاسل عنه كلما أتاه مراجع , لكنك من طرف أبو فلان فلا مانع من أن يتعب قليلا لعيونه؟
هل يتخذ قيمته من مركزه , لذلك يجب أن تبدو الأمور عسيرة , كي يظهر ان ما يقوم به هو خدمة لك ؟
هذا الأسلوب مشهور لدى إخوتنا المصريين وربما ورثناه عنهم , أي أن أهمية العمل تعتمد على تعقيده ومدته , وان العمل الذي ينجز في وقت بسيط يعتبر عمل تافه.
هل هذا الموظف يتخذ من الوظيفة , غاية لمصلحته الخاصة , فهو يخدمك لتخدمه أنت في مصلحة أخرى أو لتكون سابقة خدمة على من أرسلك ليه؟
لذلك نجد أن من يملك الواسطة لا يتوسط لكل من هب ودب , فهو يجعلها محصورة على قدر ما أمكن , إضافة إلى ذلك فبعض مدراء الإدارات الحكومية خاصة , يجعلوا من الواسطة , امسك لي واقطع لك , حتى أن احدهم إذا أراد أن يتوسط عند مدير مصلحة أخرى أرسل له التوصية على ظهر ورقه قديمة كان قد أرسلها ذاك يوما ما طالبا خدمة , أي بمعنى تذكر.
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ل
في هذه الأيام قبل أن تفكر في الذهاب إلى أي مصلحة حكومية تبحث مليا عن ما يسمى واسطة , شخص يعرف شخص ما في تلك المصلحة ولا فانك تعرف سلفا أن أمورك ستكون غاية في التعقيد وأخيرا تجد ذاك المغوار , الذي يعرف فيها ذلك الشخص.
تلمم أوراقك وملفك العلاقي , وأكيد كتبت معروض , والمعروض بذاته قصة , وسيلة ورابط استجداء كأنك تطلب حقا ليس لك أو تنتظر أن يتفضل عليك احد بمكرمة ما , لأنك تزينه بألفاظ
سعاتكم , حفظكم الله , ارجوا , التفضل , حيث أنني , وتسرد قصة حياتك ...... وحياة اهلك.
وفي النهاية مجرد ورقة لتبدأ المعاملة
هذا من ارث الإخوان المصريين الذين انشئوا نظام الروتين عندنا وتجاوزوه هم وبقينا نحن نتوه في دهاليزه
نرجع للموضوع
سالت وسالت حتى وصلت إلى ذاك الشخص , لكن كالعادة أحببت أن تجرب حظك وتمرر المعاملة بدون أن يتفضل عليك احد أو بدون أن تحسب جمالة عليك .
وصلت إلى رئيس القسم بدون أن تعرف بنفسك ,
الوجه كئيب , الله الحافظ , يعطيك شعور بالنفور المتبادل , يعطيك انطباع أن بينكما ثار , الله يستر.
سعادتك , تجمعت ريقك - شجاعتك - وتبدأ بشرح موضوعك
لكنك تصعق بزخات من الردود التالية
ما يصير , لازم , جيب , العمدة , تعريف , تفويض , تعهد , آسفين , مرنا بعد أسبوع
وقبل الكل أكيد ستحصل على " أش عندك " حتى قبل أن يسمح لك بالجلوس لا بل قبل أن تسترد أنفاسك.
وهذه الكلمات لها ارتباط بعقلك الباطن , وتقول لك بمعنى أخر غني ياليل ما أطولك
طبعا تصدم وتحبط
وتقرر مرغما أن ........ ترمي الجوكر
تسأله بشيء من الاستعباط .... الأخ فلان ؟
طبعا تزوغ عيناه وتصول وتجول في جحورها مستعربا سؤالك ومجاوبا في نفس الوقت : نعم أش عندك
أنت بكل بثقة : أنا من طرف أبو فلان
فجأة , تنفرج أساريره .....وتصبح بسمته متر في متر , يقوم , يفز من على كرسيه , ويسلم عليك بحرارة , يرحب بك , يبدي خجله
ويبادرك : استرح , تفضل اجلس , أش فيك واقف .........
ينادي ...... ميمون - بالصوت + جرس طويل
يأتي ميمون يهز رأسه .... يس سير ......
هات القهوة
ويبدأ يحادثك بكل ود يا حي الله من جا .... آمر ... أنت غالي من عند غالي ... أش نخدمك فيه أنت وأبو فلان
أنت : ما تقصر بس زي ما تفضلت أنت , يبدو أن الموضوع معقد
هو .... من قال ... أبدا .... هات أشوف المعاملة
تمدها له , يقلب في أوراقك , ويسترسل .... هذا الإجراء غير ضروري , وهذه الورقة ممكن نستغني عنها , والقسم الثاني نمون عليهم ... ما عندك مشكلة
ما تخلص قهوتك إلا وهي خالصة
يبدأ ينادي فلان وفلنتان , ويعطيهم بعض التوجيهات السريعة
دقائق , وإذا به يعطيك إياها
تصافحه شاكرا , ويحملك توصية السلام على أبو فلان
تخرج وهي في يدك , اوقد ختزلت في دقائق جهد أسابيع
والبركة في ابو فلان
تسال نفسك هو نفس الشخص , ما الذي غيره؟ , مجرد عبارة أنا من طرف أبو فلان
بالتأكيد , هذه القصة لا تخلو من المبالغة لكنها رغم ذلك قريبة من الواقع اليومي المؤلم
جالت في خاطري عدة تساؤلات , حاولت من خلالها أن أجد تفسيرا لهذه الظاهرة , لماذا هي منتشرة بيننا انتشار النار في الهشيم , بل إنها أصبحت شيا أساسيا , تعقدت كل أمورك إن لم توفق بها.
هل هذا الموظف , يتجاوز الروتين والنظام العقيم على مسئوليته الخاصة خدمة لك؟
هل هو يقوم بعمل المفروض أن يقوم به , الذي يهمله دائما ويتكاسل عنه كلما أتاه مراجع , لكنك من طرف أبو فلان فلا مانع من أن يتعب قليلا لعيونه؟
هل يتخذ قيمته من مركزه , لذلك يجب أن تبدو الأمور عسيرة , كي يظهر ان ما يقوم به هو خدمة لك ؟
هذا الأسلوب مشهور لدى إخوتنا المصريين وربما ورثناه عنهم , أي أن أهمية العمل تعتمد على تعقيده ومدته , وان العمل الذي ينجز في وقت بسيط يعتبر عمل تافه.
هل هذا الموظف يتخذ من الوظيفة , غاية لمصلحته الخاصة , فهو يخدمك لتخدمه أنت في مصلحة أخرى أو لتكون سابقة خدمة على من أرسلك ليه؟
لذلك نجد أن من يملك الواسطة لا يتوسط لكل من هب ودب , فهو يجعلها محصورة على قدر ما أمكن , إضافة إلى ذلك فبعض مدراء الإدارات الحكومية خاصة , يجعلوا من الواسطة , امسك لي واقطع لك , حتى أن احدهم إذا أراد أن يتوسط عند مدير مصلحة أخرى أرسل له التوصية على ظهر ورقه قديمة كان قد أرسلها ذاك يوما ما طالبا خدمة , أي بمعنى تذكر.
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ل
تعليق