السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
العقلاء هم أصحاب الرأي والكلمة المؤثرة في المجتمع على رأسهم العلماء
والأدباء والشعراء والكتاب الذين ينطلقون من مبادئ وقيم الدين الحنيف
فيقتدي بهم الناس وينتظرون توجيهاتهم وكلمتهم في المدلهمات ليسيروا
على خطاهم لكن في هذه الأزمنة المتأخرة ظهر من يخالفهم ويصرف الناس
عن قولهم فتعالوا نستعرض ماذا قال العقلاء ؟ وماذا قال غيرهم ؟
قال العقلاء : نحن خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر
فقال غيرهم : هذا هو التطرف والإرهاب والتدخل في خصوصية الآخرين
فأصبحنا نخجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من أن نوصف
بهذا الوصف الذي روجه الآخرون عنا .
قال العقلاء : ديننا دين شامل أخلاق ومعاملات وعبادات لا ينفصل بعضها عن بعض
وقال غيرهم :لا علاقة للدين بالحياة فالدين في المسجد فقط ففصلوا الدين
عن حياة الناس ، فنشروا الربا والزنا والتبرج والسفور وتأثروا بالغرب
عندما عزلوا الكنيسة عن حياة الناس .
قال العقلاء : ينبغي فضح كل فكر وعقيدة مخالفة لثوابتنا وقيمنا
فقال غيرهم : دعوا الناس يختارون ما يشاءون ولا تفرقوا بين أبناء
الوطن الواحد فظهر المكفرون والمرجئون والرافضة والعلمانيون
نتيجة لهذه الدعوة المشئومة .
قال العقلاء : الحذر كل الحذر من تقليد الغرب والسير خلفهم والأخذ
عنهم لكل صغيرة وكبيرة تخالف تعاليم ديننا
فقال الآخرون : هذه هي الرجعية والتخلف والتحجر وسخروا كل جهدهم
ووسائلهم في دعوة الناس لتقليد الغرب والأخذ عنهم .
قال العقلاء : علماء الإسلام هم حماة الدين نقلوه لنا وحفظوا شرع ربنا وسنة نبينا
فلا بد من إجلالهم وتقديرهم لمكانتهم عند ربهم
ففال الآخرون : هم رجال ونحن رجال ومن باب حرية النقد سخروا منهم وبحثوا
عن زلاتهم وصد الناس عنهم بهذه الحجة .
قال العقلاء :ظهور النساء متبرجات مختلطات بالرجال في الأسواق والفنادق
والإعلام والجامعات مخالف لأمر ربنا وشرعه القويم
فقال الآخرون : أنتم عطلتم نصف المجتمع وعقدتم المرأة وهضمتم
حقوقها فدعوها تتحرر من هذه القيود فأدخلوها في الفنادق والمتاجر بل حتى
مدرجات الملاعب وهن كاسيات عاريات بحجة حرية المرأة
وقالوا : هذا هو التقدم والتنوير .
حفظ الله لنا العقلاء وكثرهم في مجتمعنا وهدى الله غيرهم للحق
وردهم إلى طريقه المستقيم .
دمتم في رعاية الله وحفظه
الشعفي 16/1/1428هـ
تعليق