لم يكن صدىً
بل كان صوتاً متميزاً..
ولفرط تميّزه، أصبح في الغياب له حضور..
وفي أفق القلبِ له رائحة الياسمين..
الأصوات أنواع...
فثمة صوتٌ عابرٌ كالغبار..
وثمة صوتٌ هشٌ كعشبٍ يابس.
وثمة صوتٌ ذابلٌ كالضجر..
وثمة صوتٌ ثمينٌ كالذهب..
يمكثُ في الذاكرة كذكرى متكبّرةٍ..
لا تشيخ، ولا تتهدّم..
ماجد الشبل..
ذلك الصوت الذكرى التي لا تشيخ ولا تتهدّم،
ولا تؤول للنسيان..
فعلى الرغم من دخوله خيمة الصمت..
لا أنه لا يزال في وجداننا حياً كالتفاتةِ العشقِ الأول،
وكانتباهةِ قهوةِ الصباح.
ماجد الشبل.. كيف يُنسى؟!
كيف يُنسى مَنْ كان يغترف لنا القصائد الباسقة من (عيون) الشعر العربي، ومن ينابيعه الفاتنة.. لتستحيل الشاشة الصغيرة العمياء برّيةً شاسعةً من الوَرْدِ والودِّ والعشقِ والمسرّات
هكذا قال عنه احد زملائه الاعلاميين
-----------
محمد العبدالله الشبل
يعود أصله إلى مدينة عنيزة.
غادر والده عنيزة مع العقيلات " احد القبائل النجدية التي نزحت للشام "
ستوطن والده دمشق وتوفي ودفن فيها.
والدته من عائلة سورية كريمة.
استوطنت والدته الرياض وتوفيت ودفنت فيها.
سمّاه والده (محمداً) وهو(الاسم الرسمي).
وسمته والدته(ماجداً) فكان اسم الشهرة.
له ابنة واحدة ..ويلقب بأبي راكان.
وجه له سؤال ذات مرة عن بيت ذكره في احد القصائد التي كتبها :
س -" نجدُ أبي ودمشق أمّي وكلاهما شكّل شراييني وأوردتي"، هكذا تقول أنت، فأيهما أثر بك كثيراً؟
فأجاب :
- وهل تحب عينك اليمنى أكثر من اليسرى!
---------
وعن بساطته يقول زملائه في "التلفزيون السعودي "
كان في بعض الاوقات يخرج من نشرة الأخبار ويلعب مع مجموعة الأطفال يقيمون مباراياتهم في الشارع الخلفي الذي يقع خلف التلفزيون "شارع الخزان".
-----------
قال عنه احد الادباء :
(ماجد) لم يلْحن.. ولم يتعتع.. طيلة الثلاثين..!
اي طيلة الثلثين عاما واكثر التي قضاه بالتلفاز ،،،
وقال كذلك :
أبصرناه.. اطفالاً.. يقدم نشرات الأخبار!
ولم يكن يعنينا كثيراً.. وإن استودعناه ذاكرة الطفولة..؟
وإن ألفنا صوته الرخيم.. ومظهره الذي لا يتغير..!
* كان ذلك منذ أيام شاشة بلا ألوان..
وعندما جاء «الملوّن».. كان بذات المستوى
من الصوت الرخيم والملامح الجادة..
الموحية بالعفوية والصرامة..!
أبصرناه بالملون.. رجولة وضاءة.. وقسمات وقورة
. وظل لم يتلوّن..!
الصوت المملوء ثقة.. لا يلحن.. ولا يخطئ..
----------
يقال أنه أول من أذاع خبر اغتيال الملك فيصل - رحمه الله- على التلفاز حتى انه بكا وهو يلقي البيان ، وهي المرة الوحيدة التي بكا فيها على التلفاز ،،
---------
تم توجيه له سؤال ذات مرة :
س : في الإعلام السعودي يحرص البعض على أن يسبق اسمه حرف الدال.. في رأيك لماذا أصبح هذا اللقب العلمي مهماً لهذه الدرجة في إعلامنا؟
فأجاب :
- يصلح حرف الدال لأي مجال، ما عدا الإعلام، إن كنت إعلامياً فإن ذلك يُخلق في داخلك قبل أن تنتهي دراستك الابتدائية
عمل مذيع للنشرات الاخبار ، وتخصص في البرامج الثقافية والادبية
ومن تلك البرامج التي قدمها :
- برنامج "أبناؤنا في الخارج"
- وعدة برامج مسابقات وفي اخرها برنامج المسابقات الشهير في رمضان " حروف "
- عدة برامج شعرية اخرها " همس النسيم "
- كان يقد برنامج " العالم في أسبوع " واعتقد ان الجميع يتذكره .
-------------------------- "صورة له مع أحد احفاده"
في اوائل عام 1420 أصيب بجلطتين أثرت عليه كثيرا وصابت اجزاء من جسمه بالشلل - شفاه الله -
منذ ذلك الوقت توقف اجباريا عن الظهور اعلاميا ،،،
وحاليا انتها به المشوار الى الجلوس بجانب احفاده ، وربما البكاء على اللغة العربية الفصحى التي يتم اغتيالها يوميا على القنوات الفضائية ،،
وهذا احدى القصائد التي قام بكتابتها
لو كان لي جنح أطير به=
هل كان ينسى موعدي القمر؟=
ذابت عيوني وهي تنتظر=
ما رفها هدب ولا وتر=
منذ الصباح هنا واغنيتي=
والان يأتي الاسمر النضر=
الآن تأتي الآن آسرتي=
عين تلمح ثم تعتذر=
والان اختصر الوجود على=
الاك تهزمني وتنتصر=
والآن ما في الكون ناعمة=
اغرى بها في موعدي بشر=
ما للجميلة اخلفت أثرى=
وتميتني الافكار والصور=
قلبي احس به يعذبني=
والقلب مما فيه ينفطر=
وعقارب الوسواس تلدغني=
وهواك لا يبقى ولا يذر=
يا ناحلا وهواك انحلني=
لذهبت استقصي واختبر=
ماجد الشبل =
:
لو كان لي جنح أطير به
هل كان ينسى موعدي القمر؟
ذابت عيوني وهي تنتظر
ما رفها هدب ولا وتر
منذ الصباح هنا واغنيتي
والان يأتي الاسمر النضر
الآن تأتي الآن آسرتي
عين تلمح ثم تعتذر
والان اختصر الوجود على
الاك تهزمني وتنتصر
والآن ما في الكون ناعمة
اغرى بها في موعدي بشر
ما للجميلة اخلفت أثرى
وتميتني الافكار والصور
قلبي احس به يعذبني
والقلب مما فيه ينفطر
وعقارب الوسواس تلدغني
وهواك لا يبقى ولا يذر
يا ناحلا وهواك انحلني
لذهبت استقصي واختبر
ماجد الشبل
--------------
فعلا من منا لا يتذكر ماجد الشبل فذلك الاسم ارتبط كثير بذاكرة السعوديين ، وربما تجد ان الكثيرين قد يمل من سماع "قصيدة بالفصحى "
لكن بالقاء المذيع المتألق "ماجد الشبل " يظهر جمال القصيدة ويجعلك تعشق تلك القصائد
وفعلا كما قال احد الاعلاميين :
(ماجد) لم يلْحن.. ولم يتعتع.. طيلة الثلاثين..!
شفاك الله ياماجد الشبل
ورحم الله وقتنا هذا الذي اصبح فيه المتعتون والمتأتون في واجهة تقديم البرامج التلفزيونية .
منقول
تعليق