Unconfigured Ad Widget

Collapse

في قصص (السعلي حضور لحكاية المكان الجنوبي وشخوص البساطة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    في قصص (السعلي حضور لحكاية المكان الجنوبي وشخوص البساطة

    في قصص (السعلي) لعلي بن حسين الزهراني:
    حضور لحكاية المكان الجنوبي وشخوص البساطة
    عبدالحفيظ الشمري ا
    لمجموعة القصصية الجديدة للكاتب علي بن حسين الزهراني جاءت بعنوان (السعلي)، حاملة بين طياتها إضمامة من القصص القصيرة.. تلك التي تستمد مادتها ووجودها من فيض الحكاية في بيئتنا الجنوبية المكتنزة - دائماً - بصور مؤثرة، تغلب عليها طباع العفوية، والبساطة.
    منذ القصة الأولى في مجموعة الزهراني يلتقط القارئ دون عناء رغبة الراوي في سرد أظرف الحكايات وأكثرها تأثيراً، لنراه وقد زاوج بين صورة السرد بمعناه الكتابي، وبين الحكاية حينما تظهر دون عناء من ذاكرة حكاء مفوه، ليصبح هذا الاندماج وحدة فاعلة في بناء مفردة القصة في المجموعة بشكل واضح.
    شخوص القصص أبناء منطقة جنوبية نائية عن كل شيء، لهم رؤيتهم الخاصة للأشياء - على حد وصف الراوي - بل نراهم متوجين بعفوية واضحة على نحو قصة (عيد الدم) حينما اقتص (هلال) من أهل قريته - بإثبات رجولته، ومن ثم دحر الغزاة واستعادة ممتلكاتهم المسلوبة، لتأتي القصة على هيئة مشهد كاريكاتوري معبر.
    قصة (عروس الثعبان) اعاد صياغتها من منطلق خاص بالمرأة هذه المرة لأن الاسفلت وهو المرموز له بالثعبان في هذه القصص يتكرر أذاه في كل مكان وزمان إلا أنه استطاع أن ينقله إلى أقرب نقطة حزن ممكن في قلب تلك الشابة التي ترملت في يوم زفافها فالقصة هنا مدورة في ذاكرة حكاية الاسفلت المألوفة لدينا إلا أن الزهراني برع في رسم تفاصيل المعاناة من الأسفلت بشكل آخر يخدم الحكاية ويحقق الهدف.
    شخوص القصص في مجموعة (السعلي) يخرجون من رحم الحكاية المحلية، إلا أن لهم شخصيتهم الخاصة بهم.. تلك التي تذهب إلى تفاصيل حزن الجنوب الخالص، إذ لا يشابه أحزاناً ريفية أخرى حتى وإن التقى في حالة الألم اليومي لبلادنا جنوبها وشمالها، وشرقها وغربها.. مسحة الحزن الخاصة بنا لها ما يميزها حينما يكون المنغص واحدا يتمثل في ألم أهل الريف وشقائهم.. ذلك الذي يتشابه دائماً.
    في قصص الزهراني ميل شديد نحو الايجاز والتكثيف تلمحه دون عناء في أي قصة من قصص المجموعة، لنراه في قصة (السعلي) مثلاً يبرع في رسم تفاصيل المعاناة الانسانية حينما يصبح العالم أسيراً لفضاء حكاية يجزمون جميعاً بعدم قدرتهم على حلها إلا أن الراوي البطل في القصة يحاول أن يتصدى لهذا المارد الذي قد نسقط أبعاده النفسية والدلالية على أخطار محدقة يجب أن نتصدى لها جميعاً، على نحو ما فعل البطل رغم محاولات صديقه ابعاده عن المحاولة حتى تحت تهديد السلاح، إلا أن الصديق سقط قبل أن يكمل مهمته لأن الفتنة قد اشتعلت فعلاً فلا قدرة لأحد أن يوقف هذا المارد (السعلي) المخيف في بحيرة الحياة.
    في الفقرة الأولى من القصة ورد اضطراب في الوصف، حيث صور البحيرة بالهدوء إلا أنه استثنى ما يسمعه من (نقيق الضفادع وهدير السواني، وأشجار تحركها ريح عاتية) لنرى أن الاضطراب يكمن في التناقض بين الهدوء في السطر الأول، والهدير في السطر الثاني وهذا قد أراه مأخذاً على الفقرة الأولى في القصة التي تحمل دلالات وايماءات مهمة جداً وإلا ما حملت اسم المجموعة.
    لغة القصص في المجموعة سليمة، ومتميزة وقد برع القاص الزهراني في الفصل بين ما هو فصيح أصيل وبين ما هو عامي يتدارج على ألسن العامة، كما نراه وقد انتقى مفردة الخطاب السردي الموائم لكل قصة، لاسيما ما له علاقة في البيئة الموغلة في محليتها، أضف إلى هذا الأمر أن القاص عهد إلى شخوصه في أهمية الظهور على سجاياهم على نحو ما ورد في قصص (الزير) و(مزحة ثقيلة) و(القرار الأخير) و(لعبة الموت)، فهذا الظهور العفوي للشخوص هو تجسيد لرؤية الكاتب في أن تخرج هذه الإضمامة من القصص إلى القارئ بنمط سردي يؤصل للحكاية البسيطة في حياتنا.. تلك التي يجدر بنا تدوينها وتخليدها في الذاكرة لمن بعدنا من أجيال.
    في القصص ميل شديد نحو التكثيف والإيجاز
    إشارة:
    - السعلي (قصص)
    - علي حسين الزهراني
    - النادي الأدبي بالباحة 1427هـ
    - تقع المجموعة في نحو (124 صفحة) من القطع المتوسط
    - لوحة الغلاف والرسومات الداخلية للفنان علي مهدي




    لأثنين 19 ,ذو الحجة 1427
Working...