.
*****
الرعيل الأول
للشيخ الدكتور: سفر بن عبد الرحمن الحوالي
8/8/1423هـ 24/10/2001 م
لما كان الشاعرُ مادحاً ولا بُدَّ ، وكان مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجل من أن يوفى حقه ، جاءت هذه الأبيات في مدح الرعيل الأول على قدر قائلها لا قدر مَنْ قيلت فيه ..
ان كان دينُـك في الصبـابة دينـي = فـدع الحنـينَ إلى الـغواني العِيـنِ
ودع الطلولَ وذكرَهن ومــا حوى = مغنــى العُـذَيْب وواحَتَـيْ يَبْــرِين
وذر الطيوفَ وإن تعاقـب زَوْرُهـا = وتـوسلـت بنـواضـــــر وجفـــون
وأقـم هواك كمـــــــا أقـمتُ فإننـي = بعــــــت الصبـابةَ نــاجزاً بيـقيني
لي في المــــحبة شِرْعـةٌ مـورودةٌ = أعصــي الفؤادَ لـها ولا يـعصيني
شغـــــــفـت فـؤادي أمــةٌ مختـارةٌ = زَكِيَتْ بهـدي المصطفى المسنــون
فإمـامـــــــــهم خيرُ الأنـام وقرنُـهم = في الأمــــة العـصمـاءِ خيرُ قـرون
فلهم وَقَــفْتُ محبــــــــــتي وتتـيمي = ولهـم صـــــرفتُ علاقـتي وحنـيني
الســـــــــــابقـون لـكل خـيـر دائماً = والـجابرون مصـــــيـبةَ المـحزون
والقانتـون إذا النــــــجوم تَـغَـوَّرَتْ = وَسَــجَا الظــــلامُ بـروعةٍ وسكون
والصــابرون إذا الرمـاح تناوشـت = وتـزلزلت مـهـــــجٌ بريــب منــون
والشــاكرون بكـــــــل حـال نـابهم = والفـــــــائزون بـورد خيــر مَـعِيْن
رشـــفوا الحقائقَ من معين صـادق = نَـصِّ الكتاب وسـنـــــــةِ المـأمون
الـزهدُ منـــــــــــهـم آيــةٌ منشورة = والعلمُ مـا في الجـــوهــر المكنون
والنـصــــــر معـقود براية حربـهم = والـــــــذكر يَــغْذُوْهم بكـل هَتُـوْن
سـلكوا إلى الأخـرى الجهادَ جميعَهُ = وتــرفعوا عن فتنـــــــــة المفتـون
عــرفوا حقــــــارة كل عيش زائل = في جـنب جــــــنات ذواتِ فنــون
قـصموا الـطــغاة بـكل أبيض باتر = وسقـــــوا سنـانَ الأزرقِ المسنون
وبنـوا علـى العدل المتين أمورَهـم = إذ كـان أُسُّ الـظلــــمِ غيــرَ متين
المقسطــــون إذا وَلُـوا فِي حكمهم = والماحضـــونَ الحـقَّ نُـصحَ أمين
لا تســأمُ الدنيا حـــــلاوةَ ذكرهــم = مــن كـــلِّ ممتدح وكــــــلِّ أَذُونِ
صــــدعوا بنـورالحق آفاقَ الدُّنى = وغــــزوا نواصيَهـا بـكل صَفُـوْنُ
رفـــدوا الوجــودَ من الحياة برافد = أحيا رمـــيمَ مُـضــــــــــلَّلٍٍٍ ودفين
هــــــدي تخر لـه الجبال تواضعاً = ركـنٌ مـن الإخــــلاصِ جِـدُّ رَكِيْنِ
أخفـوا عـن المـــوتى حياةَ قلوبهم = وحلاوةَ ا لنجــوى وَفَيْـضَ عيون
فالنون في الـقاموس يسمــع قانتـاً = يبـكي ولــــكن لا يــرى ذا النون
لكـنّ نـورَ القـــــربِ أفشى سِرَّهم = مـن هالـة سطــــعت بـكل جبـين
ووضـاءةُ التقـوى تَزين وجوهَهم = صانوا الجميلَ ففاح طيبُ مصون
شهـدت عليهم في الدجى آثارُهـم = والنُّوْرُ أجلــــى شاهـدٍ لغصــون
شادوا على التقوى المساجدَ فازدهت = وقـوامُـــــها سعــفٌ أُنيط بطيـن
لكنـــهـا فــــاقت شموخَ سوامق = ورسـوخ أوتـــــادٍ ذواتِ قــرون
جـلّت مآثــــرهم وطـاب ثناؤهـم = في كـــل صرح للفـخار رصيـن
عــزفوا عن الدنيـا لنصرة دينهم = فأعــــــزَّ دنــياهم ظـهورُ الدين
سادوا الشعــوب بعدلهم فتحنَّفـت = طوعـاً وساســوهـا برأي فطين
هُمْ علموا الأمـمَ الحيـاةَ وأيقظوا = فِطَــــــرَ القـلوبِ بغــاية التبـيين
يمانهـم يــــزن الجبـالَ وأمـرُهم = شـورى وهـمتـــهم وراءَ الصيـن
الليل يحــــدوهـم لـرفع ضـراعة = مــــــن كـل كفٍّ بالعطـاء قمين
يتلون آي الـذكر ما سكن الـدجى = مـــــن ذي أزيـزٍ بينهـم وخنيـن
أنَّى دعا داعي الجهــــاد وجـدته = بالنفــس والأموال غيرَ ضنـيـن
خــرّت لعزمهـم الملوك فما نجـا = ناءٍ ولا مستـــــــعصـمٌ بعــريـن
ركبوا إليهم كــــلَّ أشقــر سابـحٍ = لـم يحفـــلوا بـمعاقلٍ وحصـون
واستنزلــوهم من مكامن عـزهم = مـن كل قصــر بالقلاع حصين
الــبرَُّّ يرميــــــــهم بـكـل كتيـبة = والبــــحـرُ يقـذفهـم بكـل سفـين
تالله ما باعوا الحـيـاة رخيـصةً = إلا بعَقْـدٍ ليــس بـالمــــــغبـون
أوذوا فما وهنوا وكان مصيرَهم = ما بـــــين أهـلِ شـهادة وسجين
مـن سار في الدنيا بغير طريقهم = أفضَت خطاه إلى العذاب الهون
مــــاذا تقول وقد تسامى قدرهـم = مهـــما أجدت وقلت في التأبـين ُ
يفنـى الفنـاءُ ولا يحــــيط بـحقهم = فلـهـم عليـنــــــا رقُّ كل مــدين
صـلّى عـليهم مصـطفيهم للورى = ما غردت ورقٌ بـزهو غصـون
(منقول)
*****
تعليق