السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0 وبعد :
قتل صدام حسين يوم عيد الأضحى وكان مقتله حديث وسائل الإعلام وقد تباينت
ردود الأفعال على المستوى العالمي بين مؤيد ومعارض ومتوقف وكلنا يعلم تاريخ
هذا الرجل خلال فترة حكمه التي استمرت ما يقارب من ثلاثين سنة فالرجل تاريخه
دموي وسجله أسود لا مجال لذكره هنا ولكن أحببت
أن أشير إلى فائدتين من مقتل صدام .
الفائدة الأولى تتعلق بالمسلمين في شتى الأرض فقد كان اختيار
وقت مقتله مثار غضب المسلمين وكانت هذه الغضبة بسبب وقت مقتله
صبيحة عيد الأضحى المبارك يوم فرح
وبهجة المسلمين ففي ذلك يتضح جلياً الحقد والبغض والعداء الشديد من الصليبيين
والرافضة لأهل السنة فكان هذا الحدث بمثابة عود ثقاب أشعل في قلوب المسلمين
زيادة المعرفة والحذر الشديد من أعدائهم وعدم الثقة بهم .
فكثير من السنة لم يكن يعلم بالرافضة وتاريخهم وحقدهم على السنة
فأجج هذا الحدث الغضب والحقد والبحث في عقائد القوم وتاريخهم الأسود
ضد أهل السنة وهذه فائدةلم تكن تتحقق لولا مقتل صدام في مثل هذا اليوم
الفائدة الثانية تتعلق بصدام نفسه فكان اعتقاله ومقتله سبب ربما في تغيير من حاله
ومراجعة لنفسه وربما كان تنفيذ حكم الإعدام كفارة عن الذنوب
التي ارتكبها في السابق ولكل إنسان ذنوبه وسيئاته والأعمال بالخواتيم
وقد سمعنا منه تلفظه بالشهادة قبل مقتله مرتين وهذه علامة طيبة للرجل
لعلها تنفعه عند الله كما أن إعلان مقتله وتصويرهكان سبب في تأثر كثير
من المسلمين بعد سماعهم لصوته وهو ينطق بالشهادة
فكان الدعاء له والترحم عليه وهذه فائدة أخرى للرجل الذي أفضى إلى ما ماقدم
ونكل أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفرله .
واختم بكلام للحسن البصري قاله في الحجاج بن يوسف الثقفي
مع الفارق بين الرجلين فقد قال : حينما سمع أحد جلساه يسب الحجاج بعد وفاته
فأقبل مغضباً و قال : يا ابن أخي فقد مضى الحجاج إلى ربه و إنك حين تقدم
على الله ستجد إن أحقر ذنبٍ ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنبٍ اجترحه
الحجاج و لكل منكما يومئذٍ شأن يغنيه و اعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف
يقتص من الحجاج لمن ظلمهم كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه فلا تشغلن نفسك
بعد اليوم بسب أحد.
الشعفي
الثلاثاء 13/12/1427هـ
تعليق