Unconfigured Ad Widget

Collapse

بسمة ...

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابو عبدالمحسن
    عضو مميز
    • May 2002
    • 1041

    بسمة ...

    حاورته وهو على عجالة من أمره .. حاولت أن أثنيه عن الرحيل
    أبى .. فرحل بعيداً عن المكان الذي ولدنا به وعشنا في جنباته طفولتنا
    لكنه وعدني بزيارة .. فأوفى بوعده بعد أكثر من 20 سنه

    إنه صديقي سعود .. ما أن رآني إلا وعانقني لأهمس بأذنيه : يا حرامي الموز .. كيف حالك ؟؟
    أبى إلا أن يجلسني على إحدى محطات السفر نتذاكر أيامنا الغابرة .. وجرم الأبرياء

    رحل هذه المرة وأقسم أن يكون لقاءنا أول جمعة بالشهر الجديد على أن نتساير سوياً لمكة المكرمة وأن يكون قائدها الأوحد .. وكان له هذا
    كان لقاءنا بعد صلاة الجمعة مباشرة .. أجلسني القائد بمطعم تركه قبل 20 سنه عند رحيله ، فكان لقاءنا مليء بالذكريات .. ذكريات الطفولة
    تضمن حديثنا الرحلة المدرسية للزيمة .. تلك الرحلة التي مضى عليها أكثر من 25 سنه .. نذكر منها فقط مجرى الماء الذي أقمنا بجانبه والأحداث المصاحبة لسرقة الموز من إحدى المزارع وما صاحبها من هروبه من كلب صاحب المزرعة .. وكيف أنني قد ضحكت عليه بطريقة بريئة لشكله الذي كان عليه .. تلك الضحكة التي لم تثر غضبه .. بل أضحكته كثيرا كثيرا

    هنا وفي لحظة سرد تلك الذكريات بالمطعم .. قرر سعود الذهاب لصاحب المزرعة لتقديم الاعتذار وطلب الصفح منه أو من أحد ورثته على أن أكون رفيقه بالرحلة ..
    حاولت أن أثنيه كوننا لا نعرف غير الذكريات .. ولا شيء غير تلك الذكريات
    ذكر أن محاولته للتخفيف من ذنبه بالسرقة .. فذهبنا دون تردد بسيارته الفارهة
    ما أن وصلنا إلا وقد خرج الناس من صلاة العصر .. فصلينا وعندما هممنا بالخروج كان معنا أحد السكان يبلغ من العمر عتيا..
    سأله سعود عن مكان الماء بالزيمة .. فأدرك الرجل أننا بغرض الزيارة إضافة لكوننا غرباء فقرر دعوتنا لشرب القهوة بمنزله رغبة في أكرامنا وذكر أنه بانتظار بعض الزوار أيضاً ..

    لم نجد بعد إصراره إلا أن نستأذنه فقط لإيقاف السيارة بمكان لائق .. فأشار لنا عن موقع بيته
    ذهبنا لنوقف السيارة في مكان آمن .. وبعد دقائق عدنا للمكان الذي أشار لنا بأن منزله به .. فوجدنا أمام البيت أناس كثر مرحبين بنا ليفسحوا المجال لنا بالدخول ..
    دخلنا وإذا بنا وسط فناء بني من الطين واللبن قد جلس الناس على أطراف سوره وقد ألتصق نهاية السور بمنزل شعبي .. أشرنا بالسلام على الحضور وجلسنا بآخر السور وكان مكاني الأخير بالقرب من المنزل ،
    بعد لحظات أكتظ المكان بالضيوف فأقفل باب الفناء .. فانتظرنا قليلاً علنا نرى صاحب الدعوة .

    خرج أحدهم من المنزل الشعبي كانت مواصفاته تختلف عن الرجل الذي دعانا لضيافته .. فهذا الرجل أقرب للأربعيني متوسط القامة ممتلي الجسم تتسم ساقاه بكبر الحجم كلما صعدنا للأعلى .
    أخذ هذا الرجل بالقراءة .. قراءة القرآن الكريم
    كانت قراءته سريعة وركيكة وبلغة غير واضحة .. أخذ الرجل ينظر للزوار جميعا وكأنه ينتظر فريسته

    ويحنا ،، لقد أخطأنا المنزل .. نزلنا بمكان يقرأ فيه على الناس .. لم نتمالك أنفسنا من الضحك مما نحن فيه ..

    أستمر الرجل بالقراءة وأخذ برفع الصوت .. كان يقرأ بشكل يثير الشفقة .. فتجده يتنقل بعينيه بين الحضور تارة وبحركاته تارة أخرى .
    وبعد أكثر من عشرين دقيقة من القراءة لم يجد ذلك الرجل من يطلب العلاج .. هنا قرر الرجل المرور على كل شخص ليقف أمام كل فرد ويقرأ وينفث على وجهه " هي أقرب للبصق " أخذ الرجل يزبد من القراءة وبدأ لعابه يخرج من فمه مع قراءته .
    هنا أقترب الرجل منا .. فظهر تطاير لعابه مما جعلني أستعير طرف شماغي كي أقي وجهي من لسعات لعابه

    وقف الرجل أمامي وأخذ يقرأ ويرفع صوته ليتطاير معه اللعاب فأحنيت رأسي للأرض مصدراً ضحكة ساخرة مما نحن فيه وقد هززت راسي يمنة ويسرة في إشارة لاعتراضي عما يحدث ..

    كانت هذه آخر حركاتي الإرادية .. لأجد نفسي قد تعلقت بين ذراعيه ليرفعني من مجلسي " سوفلكس " فقدمي في الهواء ورأسي بين ذراعيه ليقذف بي وسط الفناء بين الحضور ويرتمي بجسمه الثقيل على بطني ومقدمة صدري واضعا أحدى فخذيه الثقيلتين على صدري وأخذ بطوق عنقي بين مخلبيه مما أصابني بصعوبة في التنفس ..
    أخذ بالقول :" أخرج يا عدو الله .. أخرج وإلا كويتك بالنار "
    لم أجد فرصة لأبعده عن جسدي النحيل .. فقد بدأت بالاختناق وعدم القدرة على الحركة كونه قد أخفاني تحت جسمه الثقيل .
    هنا تدخل صديقي بعد أن ألجمته الصدمة للحظات ليدفع الرجل عني ويخرجني من تحت براثنه ..

    رأيت شماغي قربي .. إلا أن عقالي قد وصل لباب الفناء إضافة لأناقتي التي أهدرت تحت ذلك الرجل الغثيث

    أخذ الرجل يردد ويطالب سعود بالقول : " خلني أخرج السوء .. خلني أعالجه "
    " أرتفع الأصوات .. ولا داعي لذكر ما حدث بعد ذلك "

    خرجنا من مجلس الرجل ونحن في قمة غضبنا .. لنجد الرجل العجوز الذي طلبنا لضيافته قد لحق بنا ليكرر علينا الدعوة بشرب القهوة بمنزله الذي أضعناه حسب تعبيره .
    اعتذرنا منه أشد اعتذار واعتبرنا ضيافته قد وصلت .. لحق بنا أطفال الحي وهمزاتهم تسبق نظراتهم .

    ركبنا سيارتنا ،، لم يتمالك سعود نفسه من الضحك لتنطلق ضحكاته مدوية ..
    انطلقت منه الضحكات ببراءتها .. ذكرتني بضحكتي البريئة تلك عندما كنا هنا قبل أكثر من 25 سنه ،، فضحكت مما أصابنا كثيرا .

    هنا نظرنا لبعضنا .. فقد ضحكنا هنا مرة وها نحن بنفس المكان مع اختلاف الزمان نضحك مرة أخرى .

    بعد أيام رحل سعود .. على أمل أن يكون لنا لقاء

    شكراً لك يا سعود .. فقد أضحكتني في زمان شحت فيه البراءة
    شكراً لك .. ورافقتك السلامة أينما نزلت


    عساكم دوم بصحة ،،،
    لا تتجاهلن أحداً :
    لقد استمع نبي الله سليمان لحديث نملة .. فلست أنت بنبيٍ لله ولست أنا بنملة
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    أسعد الله أيامك ولياليك يا أبا عبدالمحسن

    استمتعت والله بقراءة هذه التجربة التي أتمنى ألا يعيشها صديق أبدًا ، ولعلك عشتها بسبب شماتتك بسعود ، فالله يمهل ولا يهمل .

    دمت متألقًا وأنيقًا يا أباعبدالمحسن .

    تعليق

    • الغمر
      مشرف منتدى شعبيات
      • Feb 2002
      • 2328

      #3
      نصٌ واسلوب يسلبك من كل ما حولك بمجرد قراءة الكلمات الاولى منه ,وفجأة تجد نفسك واقفا مع نقطة النهاية تدعو لابي عبد المحسن ولسعود بكل خير.

      شكرا ايها الحبيب .
      لعيونك

      تعليق

      • حديث الزمان
        عضوة مميزة
        • Jan 2002
        • 2927

        #4




        رائع .. رائع


        شكراً أبا عبدالمحسن

        لكل بداية .. نهاية

        تعليق

        • ابو عبدالمحسن
          عضو مميز
          • May 2002
          • 1041

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو ماجد
          هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
          تتشمت يا أبو ماجد هاااااااااه .. وش رايك تطلع معي للزيمه



          المشاركة الأصلية بواسطة أبو ماجد

          أسعد الله أيامك ولياليك يا أبا عبدالمحسن
          وأيامك ولياليك يا أبا ماجد

          شكراً لمرورك يا سيدي .. وبارك الله فيك

          عساكم دوم بصحة ،،،
          لا تتجاهلن أحداً :
          لقد استمع نبي الله سليمان لحديث نملة .. فلست أنت بنبيٍ لله ولست أنا بنملة

          تعليق

          • ابو عبدالمحسن
            عضو مميز
            • May 2002
            • 1041

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة الغمر
            نصٌ واسلوب يسلبك من كل ما حولك بمجرد قراءة الكلمات الاولى منه
            أخي الكريم الغمر ..
            أين أنا مما تقول ..



            المشاركة الأصلية بواسطة الغمر
            تدعو لابي عبد المحسن ولسعود بكل خير.
            أشكرك أخي الكريم على دعاءك لنا .. فكم نحن بحاجة لدعاء أمثالك
            وأشكر لك زيارتك الميمونة .. فلا تحرمنا منها أيها الحبيب

            عساكم دوم بصحة ،،،
            لا تتجاهلن أحداً :
            لقد استمع نبي الله سليمان لحديث نملة .. فلست أنت بنبيٍ لله ولست أنا بنملة

            تعليق

            • ابو عبدالمحسن
              عضو مميز
              • May 2002
              • 1041

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حديث الزمان


              رائع .. رائع

              من تقصدين يا حديث ..
              صاحب الساقين الممتلئتين صعودا لفعلته الحمقاء .. أم صاحب الساقين المتطايرتين التي أعتلتا رأسه

              حددي بسرعه :sm49:



              المشاركة الأصلية بواسطة حديث الزمان


              شكراً أبا عبدالمحسن
              الشكر لك أختي الكريمة بزيارتك الرائعة كعادتك

              عساكم دوم بصحة ،،،
              لا تتجاهلن أحداً :
              لقد استمع نبي الله سليمان لحديث نملة .. فلست أنت بنبيٍ لله ولست أنا بنملة

              تعليق

              Working...