((ليس كلما يعجبك يعجب غيرك ..
وليس كلما يطربك يطرب غيرك..
أنها مشارب وأذواق ..
تذوقت لبحتري الباحة هذه القصيدة وزادها جمالا تحليلاتها..
إن أعجبتكم فهذا ما أتمناه ..
وإلا سامحونا
: قصيدة "الجهات الـ26" لحسن الزهراني
حزن لم تخفه الكلمات .. وألم تفرضه حيثيات الواقع
الباحة ـ علي آل صمدة
حسن محمد حسن الزهراني يتنقل بنصه من شاعرية المكان الى شاعرية الزمان مراوحا بين عام مضى بكل تداعياته من خير قليله أو شر كثيره أو عكسهما نقى ألفاظا موغلة مرة ومحلّقة مرات صبّ جام غضبه لأحداث خلت واستحلت واستفحلت وصبغت بلون الارجوان مستلهمة جرعات من الذكريات المآوساوية جمرا حرّي تكوي ضلوعه فإينما يسري الشاعر من جميع الجهات يجد حيرة وغما وهما .. تأتي قصائد حسن محمد حسن الزهراني في الفترة الاخيرة كهذه كلها وجع وألم يميل الى فلسفة وشاعرية الشعر من خلال قصائده المشبعة بالحنين والأنين والفوضي وبعث الاختيار متناقضات بعضها فوق بعض استخدم في هذا النص ألفاظا جزلى من التمازج بين قوافي الدموع وهزيع الوجد ومشنقة العاشق ومقابلة النسمات بالبسمات وجمر الجوى ونثر الهجوع وأجلا في لحظة سجود وتعيد مرحلة الميلاد من خلال العام ..أتى نص الشاعر محملا بالآسى والضنين يطلب المستحيل ويجعلك تعيش مرغما عنك مع عوالم الفضاء ليوقظ الأموات في سهو المشاعر ..يالها من حكمة شاعر فاضت قريحته مشاعر حتى أدمت قوافيه روح قارئ نصه الذي اسميه صرخة بعيدة في عالم مخنوق بالهواجس واحداث دامية حولت ناظرينا الى سواد مستضحل فنكأت الجراح اسى وحرقة فلنحلق معا في جهات شاعراقتبس من ارواحنا قبسا فانثالت مشاعرنا هوسا حدا الاعجاب رغم يقيننا بأنه رغم مرارة النص إلا أن هناك بصيص أمل مبثوث في هذا النص المسجى على حروف الكلمات .
في المقاطع الأولى من النص اشار بالتفات الى هرولة العام مسرعا مهشم الاضلاع في نعش الحقيقة حتى استبيحت ففاضت بقافية الدموع راكنة الى بقية الصحف المكرمة ولكن بأجل بخس فما بقي من النور سوى الشموع بنورها الخافت من الجهات ا لست والعشرين كررالشاعر كلمة الشعراء ..الى الشعراء ، ..على الشعراء بالامداد والسقوط بمصدري الاسماء لزيادة في الوجع فالامداد بجسر قوافي الضلوع وسكب نخب الزفرات معلنة استعادة الروح ووصف الشاعر كلمة " قبل بقبيل " بقرب الظهور وسرعة الاختفاء والزوال اتى الشعر بحرفالنداء بقوله .ايها العام المدون في خضوعي ..للقرب في المعنى والمبنى ويدل على الملازمة والتبدل حتى التشخيص لأي في النص اما المقطع الثاني : فيه اقتباس متناثر في هذا النص المشؤوم الملئ بالهموم من أمثال " الصحف المكرمة .من أعجاز " تحل يرتد طرفك " المن السلوى سلسبيل وهذه سجيه في روح شاعرنا طبع عليها ويدل على تدينه والتزامه بدليل قلائل قصائده الغزليةـ يؤكد الشاعر شنق الحقيقة مشبها إياها بشهقة عاشق الذي لازم المحبة ونماها فأطلق المفرد واراد الجمع وكذلك بهزيع الفراق في لفحات القصيد وهنا صورة فنية جميلة تبشهه بحيد الغانية لجمالها وغنجها وهي تسكن صمت الروع يقول الشاعر :
وأفق قليلا
أيها العام المسجي
وانتظرها قبل أن
يرتد طرفك خاسئ
الشكوى رجوعي
كرر الشاعر النداء ليلازم المعاناة من رحم الذكرى خصوصا إذا طرقت عدة طرقات بيدين هاملتين ونظرة حاسرة مكسرة عبر بكلمتي " يرتد طرفك " ليوهمنا قسرا الولوج في عالم المجهول ثورة الشكوى واستحالة الرجوع يقول :
سأعود
في جلباب " خوفو " خائفا
أترقب الوعد المدجج
بالصهيل والصليل
وألبس النسمات
والبسمات والآهات
قسطا من دروعي
هنا يغرق الشاعر بمعاناته ليدخل الى عالم التراث واستلهام خفاياه وقصة الفارس بوعده الواهم المتسلّح " سخرية من الشاعر " بالسلاح وضجيج المعارك بمعنى التساؤل الآتي : " ما لي أسع جعجعة ..ولا أرى طحنا ..؟!"أتى الشاعر بالمقابلات النسمات بالبسمات متوشحة بالآهات واختار سجعا حرف " التاء " لزيادة الوجع وفورة الألم فرغم ثلاثية الدفاع اعتبارها دورعا إلا أنها واهية كبيت العنكبوت سرعان ما تسقط ـ الذي أدهشني " استنبات شخصية " خوفو " في النص الآثار الفرعونية القديمة التي لم تسلم من أيدي البعث بالسرقة والتشويه وتعبيره بكلمة " جلباب " جملّ المعنى رغم ذوبان الرمز فيربطها بالعامين ..؟ قال الشاعر في موضع آخر :
إني أودع وجهك المسودّ
يا عام المآتم
قاحل القسمات
منتصرا لهزائم
مضحمل الصبر
يلبسني خنوعي
في هذا المقطع صدّح الشاعر علانية مآسي العام واصفا أياه بعام المآتم وهنا يشحذ الهمم ويرجع بالذاكرة الى الوراء ولكن قليلا وكأنه يقول لأن أحداث العام ليس بأفضل حالا من العام الجديد فالسيناريو يتكرر والقتل والتعذيب والحرق هي لا تتغير ولكن الاختلاف في الطريقة والحجُج الدامغة لهم والعارية لدينا !!صابرا شاعرنا الجميل بجعل الهزائم تنتصر في شهد الصبر المخنوع المراض مجبرا مطأطئ الرأسي ينتظر الإملاءات متحشرجة في صدره اللاءات؟ ! رغم بادية عليها القسمات !! يأتي الشاعر العذب حسن محمد حسن الزهراني في المقطع الاخير بكثرة التشبيهات ليقرب المعنى في ذهن السامع يقول :
إني أودّع كفك الحمراء
تقطر من دم الإنصاف
تخنق سلسبيل الضوء
تعبير " الكف " يفيد شيئين العطاء المبطن بالغدر الملطخ بالدماء او الكف بمعنى التعطيل وربما أراد المعنيين فالكف صبغت بلون الدم تقطر أسى ولاحول لها ولاقوة معطلة رغم احداث العام المنصفة فالانصاف هي بعض الحقيقة ..الشاعر هنا ذكر ذوبان رمل الأمانة طيران فوق المواجع لا تطفيئها إلا سجدة أو على الأقل تطمئنها هنا الشاعر ذكر مفارقة عجيبة أماني مواجع سواعد فجائع يومئ الى فعل البشر لطّخ صفحة العالم البشري ..في المقطع هذا :
وأقوم أقطف من غصون الصبر
فاكهة اليقين
واطعم التاريخ
يعرج بي إلى سقف المجرة
يوقظ الأجداث
يسمعها خرير مشاعري
أراد السخرية في ثياب المستحيل فبدأ المقطع الأول بعام النعش متسلهما الشعراء سقوط نخب الوجع والثاني الشنق بشهقات عاشق ربط الثريا في جيد القصيدة والثالث استمطار زخما عام المآتم فاضح القسمات ملطخ الكف مخنوق الضوء والرابع والأخير الرحلة الى عوالم أكثر غرابة وأشد بؤسا فأراد الشاعر السباحة في الفضاء ليخلق عاما جديدا مختلفا ألوانه من أول الرحمى الى اخر الرحمى واستحالة الاصول على الفروع ربما !!نص حسن الزهرانيهذا فيه من الأسى والوجع والحرقة والشكوى ..عام بؤس مودعين ونستقبل عاما مابين هذه وربما تلك ولكن أغرق شاعرنا بألفاظ كلها أسى ولكن نحن ندعو إلى التفاؤل مثل ما قال بتصرف وأشكو فوق المواجع سجدتي ـ أو كما قال الشاعر :
جريدة البلاد الصادرة يو الأثنين 31/11/1427 ((الثقافي ))
وليس كلما يطربك يطرب غيرك..
أنها مشارب وأذواق ..
تذوقت لبحتري الباحة هذه القصيدة وزادها جمالا تحليلاتها..
إن أعجبتكم فهذا ما أتمناه ..
وإلا سامحونا
: قصيدة "الجهات الـ26" لحسن الزهراني
حزن لم تخفه الكلمات .. وألم تفرضه حيثيات الواقع
الباحة ـ علي آل صمدة
حسن محمد حسن الزهراني يتنقل بنصه من شاعرية المكان الى شاعرية الزمان مراوحا بين عام مضى بكل تداعياته من خير قليله أو شر كثيره أو عكسهما نقى ألفاظا موغلة مرة ومحلّقة مرات صبّ جام غضبه لأحداث خلت واستحلت واستفحلت وصبغت بلون الارجوان مستلهمة جرعات من الذكريات المآوساوية جمرا حرّي تكوي ضلوعه فإينما يسري الشاعر من جميع الجهات يجد حيرة وغما وهما .. تأتي قصائد حسن محمد حسن الزهراني في الفترة الاخيرة كهذه كلها وجع وألم يميل الى فلسفة وشاعرية الشعر من خلال قصائده المشبعة بالحنين والأنين والفوضي وبعث الاختيار متناقضات بعضها فوق بعض استخدم في هذا النص ألفاظا جزلى من التمازج بين قوافي الدموع وهزيع الوجد ومشنقة العاشق ومقابلة النسمات بالبسمات وجمر الجوى ونثر الهجوع وأجلا في لحظة سجود وتعيد مرحلة الميلاد من خلال العام ..أتى نص الشاعر محملا بالآسى والضنين يطلب المستحيل ويجعلك تعيش مرغما عنك مع عوالم الفضاء ليوقظ الأموات في سهو المشاعر ..يالها من حكمة شاعر فاضت قريحته مشاعر حتى أدمت قوافيه روح قارئ نصه الذي اسميه صرخة بعيدة في عالم مخنوق بالهواجس واحداث دامية حولت ناظرينا الى سواد مستضحل فنكأت الجراح اسى وحرقة فلنحلق معا في جهات شاعراقتبس من ارواحنا قبسا فانثالت مشاعرنا هوسا حدا الاعجاب رغم يقيننا بأنه رغم مرارة النص إلا أن هناك بصيص أمل مبثوث في هذا النص المسجى على حروف الكلمات .
في المقاطع الأولى من النص اشار بالتفات الى هرولة العام مسرعا مهشم الاضلاع في نعش الحقيقة حتى استبيحت ففاضت بقافية الدموع راكنة الى بقية الصحف المكرمة ولكن بأجل بخس فما بقي من النور سوى الشموع بنورها الخافت من الجهات ا لست والعشرين كررالشاعر كلمة الشعراء ..الى الشعراء ، ..على الشعراء بالامداد والسقوط بمصدري الاسماء لزيادة في الوجع فالامداد بجسر قوافي الضلوع وسكب نخب الزفرات معلنة استعادة الروح ووصف الشاعر كلمة " قبل بقبيل " بقرب الظهور وسرعة الاختفاء والزوال اتى الشعر بحرفالنداء بقوله .ايها العام المدون في خضوعي ..للقرب في المعنى والمبنى ويدل على الملازمة والتبدل حتى التشخيص لأي في النص اما المقطع الثاني : فيه اقتباس متناثر في هذا النص المشؤوم الملئ بالهموم من أمثال " الصحف المكرمة .من أعجاز " تحل يرتد طرفك " المن السلوى سلسبيل وهذه سجيه في روح شاعرنا طبع عليها ويدل على تدينه والتزامه بدليل قلائل قصائده الغزليةـ يؤكد الشاعر شنق الحقيقة مشبها إياها بشهقة عاشق الذي لازم المحبة ونماها فأطلق المفرد واراد الجمع وكذلك بهزيع الفراق في لفحات القصيد وهنا صورة فنية جميلة تبشهه بحيد الغانية لجمالها وغنجها وهي تسكن صمت الروع يقول الشاعر :
وأفق قليلا
أيها العام المسجي
وانتظرها قبل أن
يرتد طرفك خاسئ
الشكوى رجوعي
كرر الشاعر النداء ليلازم المعاناة من رحم الذكرى خصوصا إذا طرقت عدة طرقات بيدين هاملتين ونظرة حاسرة مكسرة عبر بكلمتي " يرتد طرفك " ليوهمنا قسرا الولوج في عالم المجهول ثورة الشكوى واستحالة الرجوع يقول :
سأعود
في جلباب " خوفو " خائفا
أترقب الوعد المدجج
بالصهيل والصليل
وألبس النسمات
والبسمات والآهات
قسطا من دروعي
هنا يغرق الشاعر بمعاناته ليدخل الى عالم التراث واستلهام خفاياه وقصة الفارس بوعده الواهم المتسلّح " سخرية من الشاعر " بالسلاح وضجيج المعارك بمعنى التساؤل الآتي : " ما لي أسع جعجعة ..ولا أرى طحنا ..؟!"أتى الشاعر بالمقابلات النسمات بالبسمات متوشحة بالآهات واختار سجعا حرف " التاء " لزيادة الوجع وفورة الألم فرغم ثلاثية الدفاع اعتبارها دورعا إلا أنها واهية كبيت العنكبوت سرعان ما تسقط ـ الذي أدهشني " استنبات شخصية " خوفو " في النص الآثار الفرعونية القديمة التي لم تسلم من أيدي البعث بالسرقة والتشويه وتعبيره بكلمة " جلباب " جملّ المعنى رغم ذوبان الرمز فيربطها بالعامين ..؟ قال الشاعر في موضع آخر :
إني أودع وجهك المسودّ
يا عام المآتم
قاحل القسمات
منتصرا لهزائم
مضحمل الصبر
يلبسني خنوعي
في هذا المقطع صدّح الشاعر علانية مآسي العام واصفا أياه بعام المآتم وهنا يشحذ الهمم ويرجع بالذاكرة الى الوراء ولكن قليلا وكأنه يقول لأن أحداث العام ليس بأفضل حالا من العام الجديد فالسيناريو يتكرر والقتل والتعذيب والحرق هي لا تتغير ولكن الاختلاف في الطريقة والحجُج الدامغة لهم والعارية لدينا !!صابرا شاعرنا الجميل بجعل الهزائم تنتصر في شهد الصبر المخنوع المراض مجبرا مطأطئ الرأسي ينتظر الإملاءات متحشرجة في صدره اللاءات؟ ! رغم بادية عليها القسمات !! يأتي الشاعر العذب حسن محمد حسن الزهراني في المقطع الاخير بكثرة التشبيهات ليقرب المعنى في ذهن السامع يقول :
إني أودّع كفك الحمراء
تقطر من دم الإنصاف
تخنق سلسبيل الضوء
تعبير " الكف " يفيد شيئين العطاء المبطن بالغدر الملطخ بالدماء او الكف بمعنى التعطيل وربما أراد المعنيين فالكف صبغت بلون الدم تقطر أسى ولاحول لها ولاقوة معطلة رغم احداث العام المنصفة فالانصاف هي بعض الحقيقة ..الشاعر هنا ذكر ذوبان رمل الأمانة طيران فوق المواجع لا تطفيئها إلا سجدة أو على الأقل تطمئنها هنا الشاعر ذكر مفارقة عجيبة أماني مواجع سواعد فجائع يومئ الى فعل البشر لطّخ صفحة العالم البشري ..في المقطع هذا :
وأقوم أقطف من غصون الصبر
فاكهة اليقين
واطعم التاريخ
يعرج بي إلى سقف المجرة
يوقظ الأجداث
يسمعها خرير مشاعري
أراد السخرية في ثياب المستحيل فبدأ المقطع الأول بعام النعش متسلهما الشعراء سقوط نخب الوجع والثاني الشنق بشهقات عاشق ربط الثريا في جيد القصيدة والثالث استمطار زخما عام المآتم فاضح القسمات ملطخ الكف مخنوق الضوء والرابع والأخير الرحلة الى عوالم أكثر غرابة وأشد بؤسا فأراد الشاعر السباحة في الفضاء ليخلق عاما جديدا مختلفا ألوانه من أول الرحمى الى اخر الرحمى واستحالة الاصول على الفروع ربما !!نص حسن الزهرانيهذا فيه من الأسى والوجع والحرقة والشكوى ..عام بؤس مودعين ونستقبل عاما مابين هذه وربما تلك ولكن أغرق شاعرنا بألفاظ كلها أسى ولكن نحن ندعو إلى التفاؤل مثل ما قال بتصرف وأشكو فوق المواجع سجدتي ـ أو كما قال الشاعر :
جريدة البلاد الصادرة يو الأثنين 31/11/1427 ((الثقافي ))
تعليق