إلى رواد الشعر الشعبي وفرسانه
دعوة
لمنازلة فكرية هادئة
بكل الحب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى زملائي كتاب الشعر الشعبي أو ( النبطي ) ... أريدكم أن تعرفوا أولاً .. أنني هنا لا أستعدي أحداً ولا أفرضُ وصايتي أو رأيي ولا أريدُ لكلامي هنا أن يثيرَ حفيظة َ أحدكم ولا أريدُهُ أن يكونَ مدعاة ً للتحزبِ والتعصب... ولكنني أدعوكم بكل الحبِ لأن تتأملوا في مسيرتكم الشعرية والأدبية ومستقبلها ... غيرة ً على لغة القرآن الكريم وانتصاراً لملكاتكم الإبداعية وقدراتكم الشعرية والإنشائية .
. . . أيها الســـادة و الســيدات ... لا أشك أبداً أنكم تملكونَ حساً أدبياً راقياً وتملكونَ أدوات الشِعر كاملة ً ... وأنا مثلما أفعلُ دائماً لا أكتم إعجابي بكثير ٍ من القصائد الشعبية التي تستهويني ... فكرة ً وفنا .. ولكن ... باستخدامكم اللهجة العامية في التعبير أنتم تخسرون الكثير ... لماذا ؟ .. لأن الشعر العامي أو الشعبي أو النبطي هو شعر مواطنة ومزامنة ... كيف ؟
. . . مواطنة : الشعر الشعبي محدودٌ إقليمياً ... فالشعر الذي يُكتب في الخليج مثلاً لا يفهمه المصري أو المغربي أو السوري أو السوداني أو اللبناني والعكسُ صحيح ... فكثيرٌ من الكلمات في شعر الشاعر المصري " نجم " أو " بيرم التونسي " لا يفهمها الخليجيون ، والقصائد المغاربية العامية المغناة .. ربما تطربنا لحناً بينما تستعصي علينا منها كثيرٌ من المفردات العامية ، خذ على سبيل السياق في بلاد الشام وليبيا كذلك ... بينما الشعر بلغة القرأن يقرأه كلُ عربي في أي مكان ويفهمه ، فاللغة ُ العربية لغة ٌ لا حدَّ لها .
( مايكتبُ بالعامية هنا لا يُفهمُ إلا هنا ، وما يكتبُ بالعامية هناك لا يُفهمُ إلا هناك )
. . .مزامنة : الشعرُ الشعبيُ أيضاً محكومٌ بالزمن ... فالذين كتبوا بالعامية منذ خمسين سنة مثلاً لا يُـقرأ لهم الآن وإن قـُريءَ لهم فكثيرٌ من الكلمات كتبوها يصعب فهمها ... فشاعرٌ مثلُ " القاضي " أو " ابن مناور" أو " ابن لعبون " أو " الهزاني " أو " السديري " قدَّموا إبداعاتٍ كثيرة ... ولم يعد لهم اليوم ذكرٌ ولا وجود ... ولكـُم أن تتصوروا أن شاعراً مثل " القاضي " تزخرُ إبداعاته بالحكمة والصور البديعة وكان معاصراً لـ " أحمد شوقي " و" حافظ إبراهيم " ... وفي رأيي أن القاضي أفضل من أحمد شوقي فكراً وشعراً .. ولم تكن تنقصه سوى لغة الخطاب الفصيحة .. ومع ذلك اختفى القاضي .. بينما لا يزال أحمد شوقي بشعره ملءُ سمع الدنيا وبصرها ويدرَّس شعره في المقررات التعليمية والجامعات ... والبقية الباقية من شعر القاضي اليوم ستزولُ غداً ... ومـَن مِـن شعراءِ العاميَّةِ اليوم سيكونُ لهُ وجودٌ بعدَ مئةِ عام ٍ إذا بقيت أسماءٌ كـ " نزارقباني " و " البردوني " و " الجواهري " وغيرهم من الذين كتبوا بلغةِ الخلودِ الأزلية ... وهكذا فالشعرُ العامي الذي نكتبه اليوم سيهتريءُ لاحقاً ويزول ... بينما اللغة الفصيحة باقية بقاءَ القرآن خالدة ٌ مدى الزمان .
( كثيرٌ من الكلمات العامية تكلمَها أباؤنا لا نفهمها نحن ، وكثيرٌ من ألفاظنا العامية لن يفهمَها أبناؤنا )
إذاً فالشعرُ باللهجة المحلية محكومٌ عليه بالإعدام منذ الميلاد
- ( ونحن إذ نرفضُ الإغراب في اللغة واستخدام الألفاظ المعجمية الصعبة ، فإننا ننادي باعتماد اللغة البسيطة المتداولة الأصيلة ) -
وعقلاء الشعر الشعبي كما تعلمون يدركونَ خطورة ذلكِ ويتركون لهم بصماتٍ خالدة فيكتبون بالعربية قليلاً بُغية َ خلودِ فنِّهم وبقاءِ ذكرهم ... وهذه دعوة ٌ لرواد الشعر الشعبي لأن لا يغفلوا ذلك وأن لا يؤخذوا بالتصفيق والبهرجة الإعلامية الزائفة المتمثلة في الفضائيات والمجلاتِ المختصة ... مثلَ كل ِ شيءٍ زائفٍ في عصرنا المشؤم ... إن هي إلا ذكرى لمن شاءَ أن يتنبه ..
. . . أؤكد في ختام ِ مقالي على أن كثيراً من أطروحاتكم تعجبني فكرة ً وفنا ... وما عزاني لطرح هذا المقال إلا الغيرة ُ على إبداعكم والحرصُ على خلودِ أسمائكم وبقاءِ ذكركم .
ختاماً لكم من الشكر أجزلهُ ومن التقدير أوفرهُ و ... دمتم بخير .
أخوكم / عبدالله بن عبدالكريم الخميس
دعوة
لمنازلة فكرية هادئة
بكل الحب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى زملائي كتاب الشعر الشعبي أو ( النبطي ) ... أريدكم أن تعرفوا أولاً .. أنني هنا لا أستعدي أحداً ولا أفرضُ وصايتي أو رأيي ولا أريدُ لكلامي هنا أن يثيرَ حفيظة َ أحدكم ولا أريدُهُ أن يكونَ مدعاة ً للتحزبِ والتعصب... ولكنني أدعوكم بكل الحبِ لأن تتأملوا في مسيرتكم الشعرية والأدبية ومستقبلها ... غيرة ً على لغة القرآن الكريم وانتصاراً لملكاتكم الإبداعية وقدراتكم الشعرية والإنشائية .
. . . أيها الســـادة و الســيدات ... لا أشك أبداً أنكم تملكونَ حساً أدبياً راقياً وتملكونَ أدوات الشِعر كاملة ً ... وأنا مثلما أفعلُ دائماً لا أكتم إعجابي بكثير ٍ من القصائد الشعبية التي تستهويني ... فكرة ً وفنا .. ولكن ... باستخدامكم اللهجة العامية في التعبير أنتم تخسرون الكثير ... لماذا ؟ .. لأن الشعر العامي أو الشعبي أو النبطي هو شعر مواطنة ومزامنة ... كيف ؟
. . . مواطنة : الشعر الشعبي محدودٌ إقليمياً ... فالشعر الذي يُكتب في الخليج مثلاً لا يفهمه المصري أو المغربي أو السوري أو السوداني أو اللبناني والعكسُ صحيح ... فكثيرٌ من الكلمات في شعر الشاعر المصري " نجم " أو " بيرم التونسي " لا يفهمها الخليجيون ، والقصائد المغاربية العامية المغناة .. ربما تطربنا لحناً بينما تستعصي علينا منها كثيرٌ من المفردات العامية ، خذ على سبيل السياق في بلاد الشام وليبيا كذلك ... بينما الشعر بلغة القرأن يقرأه كلُ عربي في أي مكان ويفهمه ، فاللغة ُ العربية لغة ٌ لا حدَّ لها .
( مايكتبُ بالعامية هنا لا يُفهمُ إلا هنا ، وما يكتبُ بالعامية هناك لا يُفهمُ إلا هناك )
. . .مزامنة : الشعرُ الشعبيُ أيضاً محكومٌ بالزمن ... فالذين كتبوا بالعامية منذ خمسين سنة مثلاً لا يُـقرأ لهم الآن وإن قـُريءَ لهم فكثيرٌ من الكلمات كتبوها يصعب فهمها ... فشاعرٌ مثلُ " القاضي " أو " ابن مناور" أو " ابن لعبون " أو " الهزاني " أو " السديري " قدَّموا إبداعاتٍ كثيرة ... ولم يعد لهم اليوم ذكرٌ ولا وجود ... ولكـُم أن تتصوروا أن شاعراً مثل " القاضي " تزخرُ إبداعاته بالحكمة والصور البديعة وكان معاصراً لـ " أحمد شوقي " و" حافظ إبراهيم " ... وفي رأيي أن القاضي أفضل من أحمد شوقي فكراً وشعراً .. ولم تكن تنقصه سوى لغة الخطاب الفصيحة .. ومع ذلك اختفى القاضي .. بينما لا يزال أحمد شوقي بشعره ملءُ سمع الدنيا وبصرها ويدرَّس شعره في المقررات التعليمية والجامعات ... والبقية الباقية من شعر القاضي اليوم ستزولُ غداً ... ومـَن مِـن شعراءِ العاميَّةِ اليوم سيكونُ لهُ وجودٌ بعدَ مئةِ عام ٍ إذا بقيت أسماءٌ كـ " نزارقباني " و " البردوني " و " الجواهري " وغيرهم من الذين كتبوا بلغةِ الخلودِ الأزلية ... وهكذا فالشعرُ العامي الذي نكتبه اليوم سيهتريءُ لاحقاً ويزول ... بينما اللغة الفصيحة باقية بقاءَ القرآن خالدة ٌ مدى الزمان .
( كثيرٌ من الكلمات العامية تكلمَها أباؤنا لا نفهمها نحن ، وكثيرٌ من ألفاظنا العامية لن يفهمَها أبناؤنا )
إذاً فالشعرُ باللهجة المحلية محكومٌ عليه بالإعدام منذ الميلاد
- ( ونحن إذ نرفضُ الإغراب في اللغة واستخدام الألفاظ المعجمية الصعبة ، فإننا ننادي باعتماد اللغة البسيطة المتداولة الأصيلة ) -
وعقلاء الشعر الشعبي كما تعلمون يدركونَ خطورة ذلكِ ويتركون لهم بصماتٍ خالدة فيكتبون بالعربية قليلاً بُغية َ خلودِ فنِّهم وبقاءِ ذكرهم ... وهذه دعوة ٌ لرواد الشعر الشعبي لأن لا يغفلوا ذلك وأن لا يؤخذوا بالتصفيق والبهرجة الإعلامية الزائفة المتمثلة في الفضائيات والمجلاتِ المختصة ... مثلَ كل ِ شيءٍ زائفٍ في عصرنا المشؤم ... إن هي إلا ذكرى لمن شاءَ أن يتنبه ..
. . . أؤكد في ختام ِ مقالي على أن كثيراً من أطروحاتكم تعجبني فكرة ً وفنا ... وما عزاني لطرح هذا المقال إلا الغيرة ُ على إبداعكم والحرصُ على خلودِ أسمائكم وبقاءِ ذكركم .
ختاماً لكم من الشكر أجزلهُ ومن التقدير أوفرهُ و ... دمتم بخير .
أخوكم / عبدالله بن عبدالكريم الخميس
تعليق