هي دعوة للتأمل .. للتفكر .. للإبحار في فكرنا ليس إلا
يحكى أن خواجة أتى بلدنا ..
ويحكى أيضاً أن حضرته كان مهووسا بالطبيعة .. فأضفى من موهبته الشيء الكثير على حديقة سكنه الخاص ( أصل الخواجة هاوي رسم ونحت .. وشوفوا عاد شغل الخواجات في تزيين حدائقهم ) .
لكن كان للخواجة أيضاً هواية أخرى وهي حبه الشديد للدواجن .. فقام بعمل حظيرة للدواجن بطرف الحديقة أحضر لها (12) دجاجة يرأسهم ديك عشاري واحد مزركش أحمر اللون يقف صباح مساء على أحد أغصان الشجر ليبدأ بنفش ريشه أولاً فتتبعها رقصات خفيفة لرقبته الرفيعة ليفجّر المكان بـ ( كوكو كوكو ) مكرراً إياها مرات عدة ليعلن بعدها الهبوط بسلام بين دجاجاته وكأنه ملكاً هبط عليهن من السماء ليكرر مرة أخرى على الأرض سيناريو نفش ريشه الأحمر ليسير بعدها بضع خطوات فيها من التمايل ما يثير غيرة نعومي كامبل .
وحيث أن المجاورين والمارين بالقرب من الحديقة أظهروا إعجابهم بهذا العشاري إضافة لاهتمام الخواجة به مما كان له الأثر البالغ في نفسية الديك نتج عنه إحساسه بالمسئولية تجاه محبيه وعشاقه من المارة بالصدح مرة وإبداء غروره بطريقة مشيته مرات .
عندما رأى الخواجة ( صاحب الديك العشاري ) تهافت الأخوة العرب لاختلاس النظر من أجل رؤية دجاجاته الجميلات حتى أدرك مشاركتهم له في حب الطيور مما أضطره لقطع بعض شجيراته التي كانت تعيق ذلك الاختلاس لإتاحة الرؤية لهم بوضوح .
عمد الخواجة بعد ذلك بإخراج بعض مجسماته التي صنعها ( مش الخواجة فنان ) للحديقة لعله يجد من يشاركه تلك الهواية وإعلانه بتكفله تعليم من يرغب فن النحت والرسم كما أبدت زوجة الخواجة استعدادها الكامل بتعليم نساء الحي والأطفال دون سن المدرسة دروس لتعلم اللغة الإنجليزية صباحاً بدون مقابل لكل من تجد في نفسها الرغبة .
وقد وجد الخواجة صدى ذلك واضحاً حيث أزداد عدد الزوار لمنزله وإبداء إعجابهم بلوحاته والمجسمات التي بالحديقة ورغبة بعض منهم في تعلم هذا الفن .. إضافة للزيادة في عدد الراغبات بتعلم اللغة .
لفت انتباه الخواجة أن زوار منزله المعجبين بفنه والراغبين والراغبات بتعلم الفن واللغة هم جميعاً من غير العرب بينما وجد من خطف أبصارهم ذلك العشاري هم جميعاً من العرب ..
لم يخف العرب المتجمهرين حول الديك نظرات إعجابهم بالقوة التي يتمتع بها ذلك العشاري ،، وظهر ذلك جلياً في جحوظ العيون عند تنقله بين دجاجاته بكل خفة ورشاقة حتى أصبح الغذاء الذي يتناوله هذا الديك هاجس المتجمهرين وأملاً لمآرب يستحق من أجلها العناء .
وصل الأمر إلى ما وصل إليه فأضحى ديك الخواجة مثلاً بذاك الحي يضرب به للدلالة على القوة والشهامة والعدل بين الدجاجات .. ( يا عيني على العدل بين الدجاجات يا جماعة ،، ديك عربي أصيل )
حتى أصبح الانتساب لهذا الديك شرفاً يسعى إليه الكثير فلا يجد الشخص حرجاً من إدعاءه أنه عشاري بطبعه .. أو أن فلان من الناس أصبح أقرب للعشاري لاستطاعته تفكيك جزء من شفرة خلطة وجبة ديك الخواجة .
أنهى كثير من أبناء الجاليات الغير عربية تعليمهم واستطاعوا صقل موهبتهم تحت إشراف الخواجة كما أن بعض النساء والأطفال تمكنوا من إنهاء عدد من دورات اللغة الانجليزية تحت إشراف زوجة الخواجة بينما العشاري مازال يخطف العقول والأبصار في الجهة الأخرى وما زال العقل العربي يعلن استمراره بالتفكر في رشاقة الديك والتفكير في غذاءه .
وكما هي العادة بأن النكبات العربية تأتي بغتة ، فلم يترك فيروس أنفلونزا الطيور العقول العربية دون أن يترك بها جرحاً غائراً بظهوره المباغت وإصابة الطيور بجمهورية مصر العربية به ليدب الرعب بقلب الخواجة فلم يجد مفراً من طلب العذر من الأخوة العرب عشاق حظيرته بوجوب التخلص من جميع الدواجن منعاً لإصابتهم واستجابة للواجب البيئي .
وقع هذا الإعلان على عشاق الديك وقع الصاعقة حيث أن الديك قد وصل لأن أصبح رمزاً عربيا يشار له بالبنان أضف لذلك المكانة الاجتماعية المرموقة التي تحلى بها كما أنه أصبح الملهم الأول للكفاح والمثابرة للوصول إلى الليالي الهانئة والأحلام الوردية .. مما حدا بهم بالمطالبة لإبقاء هذا الرمز بالتفاوض مع الخواجة إلا أن مفاوضاتهم لم تفلح كما لم تنجح جميع وسائلهم لإثبات قوة هذا الرمز في تصديه لأي فيروس بغية إثناء الخواجة عن عزمه في إتمام رغبته .
أسدل الخواجة الستار على آخر فصول المسرحية ليكتب بذلك نهاية لا تليق ببطل الملاحم العربية ..
أسدل الستار دون تقدير منه للفكر أو إبداء احترامه لبحث مضني للوصول لما تقر به الأعين ..
أسدل الستار ليمحى بذلك جهد جهابذة المفكرين في فك طلاسم السر العظيم ..
فسحقاً لهذا الخواجة .. الذي بفعلته هذه قد ضرب بالفكر العربي عرض الحائط
سحقاً لهذا الخواجة ... الذي بفعلته قتل فينا الأمل بالنوم في أحلام وردية
سحقاً لهذا الخواجة .. فقد كان أحد أسباب محاربة تجمع الفكر العربي
إخوتي الكرام ..
كنت آمل أن نفيق من غفوتنا عند موت ديك الخواجة .. لكن العادة العربية تأبى أن تلامس الهزيمة فحولتنا .
لذا فقد خرج علينا بعض المفكرين العرب مطالباً المناداة بوجوب استقلالية الفكر العربي عن الفكر الأجنبي مبرراً ذلك باختلاف مفهوم الفحولة وأهميتها بين الثقافتين .
وأخيــــــــــــــراً .. كان لهم ما أرادوا من الاستقلالية بشراء ديك عشاري آخر وصل سن البلوغ وبأموال عربية وهاهم الآن قد جندوا جهابذة المفكرين للإيحاء بأن نصر هذه الأمة في خلطة غذاء الديك .
أمهاتنا .. زوجاتنا .. أخواتنا .. بناتنا الأفاضل ..
أعتذر منكن أشد الاعتذار إن وجد في كلماتي ما خدش حياؤكن أو أثار تحفظكن .. فآمل أن بمبرراتي ما يغفر لي زلتي .
القراء الكرام ..
لقد تعودت أن أسمع بأن سبب تأخر أحد الموظفين يعود لمجهوده الليلي .. " في إشارة صريحة لـ......... " ..
كما قد تعودت أن أسمع عمن يكثر الحديث عن الأطعمة التي تلم العظم وتزيل السقم وتشعل بالليل الشموع ..
كما أنني قد ألفت سماع شكوى المصابين بالسكر وتأوههم ..
كل هذا لم يكن المبرر لي في كتابة الموضوع ..
إنما المبرر هو ما أظهرته لنا إحدى القنوات السعودية في المطالبة بأداء الواجب
مـ ـلاحـ ـظـ ـة :
أخوتي الأعضاء الكرام ..
كما ذكرت سابقاً .. هي دعوة للتأمل .. للتفكر .. للإبحار في فكرنا ليس إلا
لذا فلا تطالبوني بالرد على المشاركات ( إن حدثت لأحدكم مشاركة ) .. لأنني قد أكون حينها في أداء صلاة الميت الغائب على الفكر العربي .
عساكم دوم بصحة ،،،
أخوكم وصديقكم وابنكم .. أبو عبد المحسن
يحكى أن خواجة أتى بلدنا ..
ويحكى أيضاً أن حضرته كان مهووسا بالطبيعة .. فأضفى من موهبته الشيء الكثير على حديقة سكنه الخاص ( أصل الخواجة هاوي رسم ونحت .. وشوفوا عاد شغل الخواجات في تزيين حدائقهم ) .
لكن كان للخواجة أيضاً هواية أخرى وهي حبه الشديد للدواجن .. فقام بعمل حظيرة للدواجن بطرف الحديقة أحضر لها (12) دجاجة يرأسهم ديك عشاري واحد مزركش أحمر اللون يقف صباح مساء على أحد أغصان الشجر ليبدأ بنفش ريشه أولاً فتتبعها رقصات خفيفة لرقبته الرفيعة ليفجّر المكان بـ ( كوكو كوكو ) مكرراً إياها مرات عدة ليعلن بعدها الهبوط بسلام بين دجاجاته وكأنه ملكاً هبط عليهن من السماء ليكرر مرة أخرى على الأرض سيناريو نفش ريشه الأحمر ليسير بعدها بضع خطوات فيها من التمايل ما يثير غيرة نعومي كامبل .
وحيث أن المجاورين والمارين بالقرب من الحديقة أظهروا إعجابهم بهذا العشاري إضافة لاهتمام الخواجة به مما كان له الأثر البالغ في نفسية الديك نتج عنه إحساسه بالمسئولية تجاه محبيه وعشاقه من المارة بالصدح مرة وإبداء غروره بطريقة مشيته مرات .
عندما رأى الخواجة ( صاحب الديك العشاري ) تهافت الأخوة العرب لاختلاس النظر من أجل رؤية دجاجاته الجميلات حتى أدرك مشاركتهم له في حب الطيور مما أضطره لقطع بعض شجيراته التي كانت تعيق ذلك الاختلاس لإتاحة الرؤية لهم بوضوح .
عمد الخواجة بعد ذلك بإخراج بعض مجسماته التي صنعها ( مش الخواجة فنان ) للحديقة لعله يجد من يشاركه تلك الهواية وإعلانه بتكفله تعليم من يرغب فن النحت والرسم كما أبدت زوجة الخواجة استعدادها الكامل بتعليم نساء الحي والأطفال دون سن المدرسة دروس لتعلم اللغة الإنجليزية صباحاً بدون مقابل لكل من تجد في نفسها الرغبة .
وقد وجد الخواجة صدى ذلك واضحاً حيث أزداد عدد الزوار لمنزله وإبداء إعجابهم بلوحاته والمجسمات التي بالحديقة ورغبة بعض منهم في تعلم هذا الفن .. إضافة للزيادة في عدد الراغبات بتعلم اللغة .
لفت انتباه الخواجة أن زوار منزله المعجبين بفنه والراغبين والراغبات بتعلم الفن واللغة هم جميعاً من غير العرب بينما وجد من خطف أبصارهم ذلك العشاري هم جميعاً من العرب ..
لم يخف العرب المتجمهرين حول الديك نظرات إعجابهم بالقوة التي يتمتع بها ذلك العشاري ،، وظهر ذلك جلياً في جحوظ العيون عند تنقله بين دجاجاته بكل خفة ورشاقة حتى أصبح الغذاء الذي يتناوله هذا الديك هاجس المتجمهرين وأملاً لمآرب يستحق من أجلها العناء .
وصل الأمر إلى ما وصل إليه فأضحى ديك الخواجة مثلاً بذاك الحي يضرب به للدلالة على القوة والشهامة والعدل بين الدجاجات .. ( يا عيني على العدل بين الدجاجات يا جماعة ،، ديك عربي أصيل )
حتى أصبح الانتساب لهذا الديك شرفاً يسعى إليه الكثير فلا يجد الشخص حرجاً من إدعاءه أنه عشاري بطبعه .. أو أن فلان من الناس أصبح أقرب للعشاري لاستطاعته تفكيك جزء من شفرة خلطة وجبة ديك الخواجة .
أنهى كثير من أبناء الجاليات الغير عربية تعليمهم واستطاعوا صقل موهبتهم تحت إشراف الخواجة كما أن بعض النساء والأطفال تمكنوا من إنهاء عدد من دورات اللغة الانجليزية تحت إشراف زوجة الخواجة بينما العشاري مازال يخطف العقول والأبصار في الجهة الأخرى وما زال العقل العربي يعلن استمراره بالتفكر في رشاقة الديك والتفكير في غذاءه .
وكما هي العادة بأن النكبات العربية تأتي بغتة ، فلم يترك فيروس أنفلونزا الطيور العقول العربية دون أن يترك بها جرحاً غائراً بظهوره المباغت وإصابة الطيور بجمهورية مصر العربية به ليدب الرعب بقلب الخواجة فلم يجد مفراً من طلب العذر من الأخوة العرب عشاق حظيرته بوجوب التخلص من جميع الدواجن منعاً لإصابتهم واستجابة للواجب البيئي .
وقع هذا الإعلان على عشاق الديك وقع الصاعقة حيث أن الديك قد وصل لأن أصبح رمزاً عربيا يشار له بالبنان أضف لذلك المكانة الاجتماعية المرموقة التي تحلى بها كما أنه أصبح الملهم الأول للكفاح والمثابرة للوصول إلى الليالي الهانئة والأحلام الوردية .. مما حدا بهم بالمطالبة لإبقاء هذا الرمز بالتفاوض مع الخواجة إلا أن مفاوضاتهم لم تفلح كما لم تنجح جميع وسائلهم لإثبات قوة هذا الرمز في تصديه لأي فيروس بغية إثناء الخواجة عن عزمه في إتمام رغبته .
أسدل الخواجة الستار على آخر فصول المسرحية ليكتب بذلك نهاية لا تليق ببطل الملاحم العربية ..
أسدل الستار دون تقدير منه للفكر أو إبداء احترامه لبحث مضني للوصول لما تقر به الأعين ..
أسدل الستار ليمحى بذلك جهد جهابذة المفكرين في فك طلاسم السر العظيم ..
فسحقاً لهذا الخواجة .. الذي بفعلته هذه قد ضرب بالفكر العربي عرض الحائط
سحقاً لهذا الخواجة ... الذي بفعلته قتل فينا الأمل بالنوم في أحلام وردية
سحقاً لهذا الخواجة .. فقد كان أحد أسباب محاربة تجمع الفكر العربي
إخوتي الكرام ..
كنت آمل أن نفيق من غفوتنا عند موت ديك الخواجة .. لكن العادة العربية تأبى أن تلامس الهزيمة فحولتنا .
لذا فقد خرج علينا بعض المفكرين العرب مطالباً المناداة بوجوب استقلالية الفكر العربي عن الفكر الأجنبي مبرراً ذلك باختلاف مفهوم الفحولة وأهميتها بين الثقافتين .
وأخيــــــــــــــراً .. كان لهم ما أرادوا من الاستقلالية بشراء ديك عشاري آخر وصل سن البلوغ وبأموال عربية وهاهم الآن قد جندوا جهابذة المفكرين للإيحاء بأن نصر هذه الأمة في خلطة غذاء الديك .
أمهاتنا .. زوجاتنا .. أخواتنا .. بناتنا الأفاضل ..
أعتذر منكن أشد الاعتذار إن وجد في كلماتي ما خدش حياؤكن أو أثار تحفظكن .. فآمل أن بمبرراتي ما يغفر لي زلتي .
القراء الكرام ..
لقد تعودت أن أسمع بأن سبب تأخر أحد الموظفين يعود لمجهوده الليلي .. " في إشارة صريحة لـ......... " ..
كما قد تعودت أن أسمع عمن يكثر الحديث عن الأطعمة التي تلم العظم وتزيل السقم وتشعل بالليل الشموع ..
كما أنني قد ألفت سماع شكوى المصابين بالسكر وتأوههم ..
كل هذا لم يكن المبرر لي في كتابة الموضوع ..
إنما المبرر هو ما أظهرته لنا إحدى القنوات السعودية في المطالبة بأداء الواجب
مـ ـلاحـ ـظـ ـة :
أخوتي الأعضاء الكرام ..
كما ذكرت سابقاً .. هي دعوة للتأمل .. للتفكر .. للإبحار في فكرنا ليس إلا
لذا فلا تطالبوني بالرد على المشاركات ( إن حدثت لأحدكم مشاركة ) .. لأنني قد أكون حينها في أداء صلاة الميت الغائب على الفكر العربي .
عساكم دوم بصحة ،،،
أخوكم وصديقكم وابنكم .. أبو عبد المحسن
تعليق