بسم الله الرحمن الرحيم
توقعات بجني ارباح اليوم
غموض يكتنف السوق ومخاوف من كسر حاجز الـ8 آلاف نقطة
علي الدويحي (جدة)
لم يجد المتعاملون في سوق الأسهم السعودية صعوبة اكثر مما يجدونها في الفترة الحالية في فهم سلوك السوق وكيفية الطريقة المثلى للتعامل معه وذلك لعدة اسباب ومنها ماهو معلوم لدى المراقبين والمحللين الفنيين مثل انتهاء السوق من دورة اقتصادية بدأت في عام 2001م وانتهت في عام 2005 م والان يعد نفسه للبدء في دورة جديدة لم يتم تحديد البداية والنهاية لها رغم ان بعض المؤشرات اعطت اشارة الى ان موعد الانطلاقة بدأ ،ولكن بسبب تأخر بعض صناع السوق في المشاركة في اجندتها لم تكن واضحة المعالم وبشكل دقيق نتيجة عدم تمكن جميع صناع السوق من الخروج في الوقت المناسب. مازال هناك بعض كبار المستثمرين والمضاربين (متعلقين ) بداخل السوق وبأسعار مختلفة ، حيث نشاهد السيولة الراغبة في البيع اكثر من سيولة الشراء اضافة الى جدية هيئة السوق المالية لاخضاع جميع اسعار الشركات للتحليل الاساسي ومكررات الارباح العادلة لتلافي الاخطاء السابقة وفي مقدمتها القضاء على المضاربات العشوائية ، ومسح الصورة التي تكونت في ذهن المستثمر الاجنبي عن عدم منطقية السوق السعودي.
من الناحية الفنية يدخل السوق اليوم السبت تعاملاته وكل الاحتمالات واردة نظرا لوقوفه في المنطقة المحيرة مع نهاية تعاملات الاسبوع الماضي ،فمن الناحية الفنية والنفسية مازالت الامور معقدة ومن الصعب التكهن بمعرفة تحديد مسار السوق على صعيد التعاملات اليومية لاعتبارات كثيرة ومن ابرزها تزايد فقدان الثقة ،واستمرار عمليات البيع في الشركات القيادية ، وانتشار الشائعات المحبطة وهذه تؤدي الى إحجام دخول السيولة المستثمرة وهي اساس تقييم السوق فيما يظل على مستوى الحالة الاساسية جيد نوعا ما ، فكثير من الاسعار اصبحت مغرية ولكن تغلب العامل الاول على الثاني حال دون دخولها ، واستمرارتكون نموذج القمم والقيعان الهابطة والتي يرى التحليل الفني انها الطريقه الاسرع لفك اختناقات السوق.
السوق بشكل عام لم يستقر بعد، ومازال سوق مضاربة بحتة نظرا لاحترام حواجز القمم اكثر من احترام القيعان، وهذا اجراء غالبا يتم حدوثه اذا كان المتعلقون اكثر من المنتظرين خارج السوق ومثال ذلك مايحدث حاليا فبعد تحديد الهدف المرسوم الاول عند قمة 8512 نقطة وهي تمثل نسبة 23% من حسبة (فيبوناشي) والهدف الثاني عند 8940 نقطة وبينهما يقع مستوى 8740 كمنطقة جني ارباح أي هناك ثلاث قمم متقاربة تدعو عند الاقتراب من احدها القيام بجني الارباح على افتراض عدم تجاوزها ، والاصعب انه في حالة عدم تجاوز الهدف الاول والوصول الى حاجز على من 9230 نقطة ، احتمال ان يدخل في موجة هابطة هدفها اقل من اخر قاع سجله مؤخرا عند 7868 نقطة ، وهذا يتأكد عند كسر حاجز 8 الاف نقطة ومراقبة اسعار اسهم الشركات القيادية وبالذات الراجحي وسابك اللذان يقومان الان بدور مزدوج ومكمل لبعضهما البعض ، فمن المهم عدم كسر سابك لسعر 95 ريالا والراجحي 195 ريالا الى اسفل فهما من سيجر السوق الى القاع الذي سيحدده المستثمرون وليس غيرهم.
على صعيد التعاملات اليومية وبالنسبة للمضارب اليومي يستحسن متابعة النصف الساعة الاولى اليوم السبت ففي حالة الافتتاح على هبوط وهذا متوقع ثم العودة الى اعلى وعدم كسر حاجز 8056 نقطة والثبات فوق حاجز 8250 في اغلب فترات التداول وبحجم سيولة تزيد عن 3 مليار ريال في النصف الساعة وتدخل بشكل متدرج يتناسب مع تحرك القطاعات والمؤشر أي تتوقف عن الدخول عند الارتفاع بشكل متسارع وتدخل بعد اجراء كل عملية جني ارباح ، واخذ الحذر عند كسر حاجز 8140 نقطة اكثر من مرة ، مع الاخذ في الاعتبار ان جميع المؤشرات الفنية الاسبوعية والشهرية مازالت تميل الى السلبية ، مما يعني ان أي اختراق لقمة 8870 وعدم الاغلاق فوقها سوف يعرض السوق لهزة قوية وقاسية تؤكد ان ماحدث يوم الاربعاء الماضي هو ارتفاع للتصريف ، وربما يعود الى المنطقة الواقعة بين 7230 الى 7481 نقطة في الايام القادمة ، اما في حالة تماسكه بين القاع السابق 7886 والقمة 8870 اشارة ان ماكان يحدث هو تجميع ، وهذا يمكن معرفته في حال توقف اسهم المضاربة عن التسابق للاغلاق على النسب السفلى وانعدام الطلبات وثبات القطاع الزراعي وبعض اسهم قطاع الخدمات وان يتسم السوق بالهدوء ويغلق فوق اخر قمة يصل اليها ولمدة اسبوعين متتالين وبحجم سيولة تزيد عن 18 مليار ريال ، والتذبذب العالي يدل على ان السوق مضاربة وليس تجميعا.
الخلاصة تفيد لابد ان ينهي السوق دورته الاولى ويدخل الدورة التي تليها جاهزا وهي تمر ايضا بعدة مراحل ، فبعد ايقاف التراجع تأتي دورة التهدئة والخمول ثم دخول السيولة الذكية بشكل تدريجي ثم تبدأ عملية الصخب وكثرة الشائعات التي ارى انها من ابرز الاسباب التي الحقت بكثير من المتعاملين خسائر فادحة واخيرا على الراغبين في المتاجرة في سوق الأسهم المحلية ، ان يتسلحوا بسلاح العلم والمعرفة ، فالمرحلة القادمة تختلف عن المرحلة السابقة شكلا ومضمونا.
تعليق