الصفعات في مجملها مؤلمة مهما كان مصدرها ، لكن تبقى (صفعة) الحليم هي الأشد ألمـًا والأكثر تأديبـًا ، إذ يتعذر على (المصفوع ) نسيانها ، ويستحيل معها العودة أخرى إلى ما أوجبها ، فهو- أي الحكيم - إن صفع صفع ..!
دليلي وحجتي ما سمعته من كبار السن عن قصة ذلك الرجل الذي بذر حبوب الفتنة في أرض تأبى أن يشق ترابها مثل تلك البذور ..!
هو رجل أتى إلى صفٍ ( ملتحم ) كل فرد في هذا الصف يقدم النفس في سبيل ألا يخترق من قـِبـَله ..!
قوبل بالترحيب ، لا سيما وأنه أوهمهم بكرمه وبعض الوجبات الدسمة التي كان يقدمها ويدعو إليها كبار القوم وصغارهم ، تلك الوجبات التي اتضح فيما بعد أنها لم تكن من( حر ماله ) بل كانت مسروقة من هنا وهناك ولا عجب أن يتحمل وزر الناس الطيبين الذين اعتادوا أن يكون مطعمهم حلالاًً خالصـًا ..!
اغتاظ الرجل لما رأى من قوة التماسك والتلاحم والترابط بين أفراد هذا المكان ..!
حاول أن يشق ، فكل ما أوهمه عقله (الصغير ) بأن هنالك ثغرة يمكن عن طريقها الدخول يصطدم بالواقع المرير فيجدها (صخرة ) لا حيلة له بزحزحتها ، وأنى له وجهده قليل ؟
أخذ يبحث عمن يساعده في عملية الاختراق (المبجلة ) ولا غرابة في أن يجد ضالته فالجحور موجودة في أي مكان وأي زمان ولا تحتاج غير الفرصة السانحة لدفع من بداخلها إلى الخروج كي يخربوا ويعكروا ويشعلوا ..!
انكشف أمره فأخذ (الكبار ) ينصحونه بالتي أحسن دافعهم الخوف عليه لا منه ، فما يقوم به يعتبر جريرة وكبيرة وخاصة في مثل هذا المكان ..!
لم تجدِ المحاولة ولم تفلح معه ، فكان العرض المغري الذي يدل على أن السبل في الإقناع لا تزال موجودة .
ناقة يأخذها منهم ويتركهم وشأنهم ، لكن هيهات أن يقبل فالطمع أعمى كما يقال ..!
يعرضها عليه حليم ذلك المكان : يا ولدي خذ (ناقة) ودع ما أنت فيه من تيه وغي ، فمهما حاولت ومن معك لن تحقق غايتك ، لكنك ستشغلنا بمتابعتك ومناصحتك وخلفنا ما هو أهم ، خذها تكفى وهذا (عقالي ) وعمامتي على الأرض ، قل تم وأنا عمك ، قل تم ..!
قهقه الغبي ، فلم تخمد تلك القهقه غير صفعة من الحليم الحكيم على وجهه ، دار حول نفسه مرتين وفي الثالثة يتلقى (هراوةً ) على قفاه ويخر على الأرض ليمتلئ ( فمه ) بأشياء وأشياء لست على علمٍ بمكونتها ، إنها غضبة الحليم ..!
إن هي إلا هنيهة حتى رفع رأسه وخاطب الحليم بقوله : ( احثوني الناثة ) ، يقصد (اعطوني الناقة ) لكن منعه من نطقها الصحيح مانع ..!
كاد الحليم أن يدعو بالناقة ، فالحليم وإن فعل ما فعل ، فالأصل أنه حليم ..!
أقول كاد أن يدعو بالناقة لولا تدخل من يتصف بالبلاغة و الفصاحة بقوله : ( أما (الحثوة )فهي بين شدقيك ، وأما (الناثة ) فلم نسمع بهذا المصطلح من قبل ، قم وابحث عنه عند غيرنا ..!
لست أدري عن نهاية هذا الرجل لأن الكبار كانوا يقصون علينا القصة إلى هنا فيتوقفون ، ولست مزورًا حتى أتمها من نسج الخيال ..!
السوادي
دليلي وحجتي ما سمعته من كبار السن عن قصة ذلك الرجل الذي بذر حبوب الفتنة في أرض تأبى أن يشق ترابها مثل تلك البذور ..!
هو رجل أتى إلى صفٍ ( ملتحم ) كل فرد في هذا الصف يقدم النفس في سبيل ألا يخترق من قـِبـَله ..!
قوبل بالترحيب ، لا سيما وأنه أوهمهم بكرمه وبعض الوجبات الدسمة التي كان يقدمها ويدعو إليها كبار القوم وصغارهم ، تلك الوجبات التي اتضح فيما بعد أنها لم تكن من( حر ماله ) بل كانت مسروقة من هنا وهناك ولا عجب أن يتحمل وزر الناس الطيبين الذين اعتادوا أن يكون مطعمهم حلالاًً خالصـًا ..!
اغتاظ الرجل لما رأى من قوة التماسك والتلاحم والترابط بين أفراد هذا المكان ..!
حاول أن يشق ، فكل ما أوهمه عقله (الصغير ) بأن هنالك ثغرة يمكن عن طريقها الدخول يصطدم بالواقع المرير فيجدها (صخرة ) لا حيلة له بزحزحتها ، وأنى له وجهده قليل ؟
أخذ يبحث عمن يساعده في عملية الاختراق (المبجلة ) ولا غرابة في أن يجد ضالته فالجحور موجودة في أي مكان وأي زمان ولا تحتاج غير الفرصة السانحة لدفع من بداخلها إلى الخروج كي يخربوا ويعكروا ويشعلوا ..!
انكشف أمره فأخذ (الكبار ) ينصحونه بالتي أحسن دافعهم الخوف عليه لا منه ، فما يقوم به يعتبر جريرة وكبيرة وخاصة في مثل هذا المكان ..!
لم تجدِ المحاولة ولم تفلح معه ، فكان العرض المغري الذي يدل على أن السبل في الإقناع لا تزال موجودة .
ناقة يأخذها منهم ويتركهم وشأنهم ، لكن هيهات أن يقبل فالطمع أعمى كما يقال ..!
يعرضها عليه حليم ذلك المكان : يا ولدي خذ (ناقة) ودع ما أنت فيه من تيه وغي ، فمهما حاولت ومن معك لن تحقق غايتك ، لكنك ستشغلنا بمتابعتك ومناصحتك وخلفنا ما هو أهم ، خذها تكفى وهذا (عقالي ) وعمامتي على الأرض ، قل تم وأنا عمك ، قل تم ..!
قهقه الغبي ، فلم تخمد تلك القهقه غير صفعة من الحليم الحكيم على وجهه ، دار حول نفسه مرتين وفي الثالثة يتلقى (هراوةً ) على قفاه ويخر على الأرض ليمتلئ ( فمه ) بأشياء وأشياء لست على علمٍ بمكونتها ، إنها غضبة الحليم ..!
إن هي إلا هنيهة حتى رفع رأسه وخاطب الحليم بقوله : ( احثوني الناثة ) ، يقصد (اعطوني الناقة ) لكن منعه من نطقها الصحيح مانع ..!
كاد الحليم أن يدعو بالناقة ، فالحليم وإن فعل ما فعل ، فالأصل أنه حليم ..!
أقول كاد أن يدعو بالناقة لولا تدخل من يتصف بالبلاغة و الفصاحة بقوله : ( أما (الحثوة )فهي بين شدقيك ، وأما (الناثة ) فلم نسمع بهذا المصطلح من قبل ، قم وابحث عنه عند غيرنا ..!
لست أدري عن نهاية هذا الرجل لأن الكبار كانوا يقصون علينا القصة إلى هنا فيتوقفون ، ولست مزورًا حتى أتمها من نسج الخيال ..!
السوادي
تعليق