بسم الله الرحمن الرحيم
المليك يتسلم التقرير السنوي الثاني والأربعين لمؤسسة النقد
6.5% معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي و 218 ملياراً فائض الميزانية
واس (الرياض)، عكاظ (جدة)
تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في مكتبه بالديوان الملكي في قصر اليمامة أمس التقرير السنوي الثاني والاربعين لمؤسسة النقد العربي السعودي الذي استعرض أبرز التطورات الاقتصادية المحلية للعام المالى 1425/ 1426هـ الموافق للعام 2005م وأحدث تطورات العام المالي الحالي 2006م. وقام بتسليم التقرير لخادم الحرمين الشريفين أيده الله محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي حمد السياري بحضور وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف. محافظ مؤسسة النقد حمد السياري اكد أن التوجيهات المستمرة للمليك المفدى في اعادة الهيكلة لتحسين وتطوير هيكلة الاقتصاد وتوسيع نشاطه تعزز تطورات اقتصادنا.
وقال في كلمة القاها أمام خادم الحرمين الشريفين أمس بمناسبة تقديم التقرير السنوي الثاني والأربعين لمؤسسة النقد أن فائض المالية العام للدولة بلغ 218 مليار ريال للعام الثالث على التوالي.
وفيما يلي نص الكلمة:
يسعدني يا خادم الحرمين الشريفين أن أقدم لكم حفظكم الله التقرير السنوي الثاني والأربعين لمؤسسة النقد العربي السعودي الذي يستعرض أبرز التطورات الاقتصادية المحلية للعام المالي 1425/1426هـ الموافق لعام 2005م وأحدث تطورات العام المالي الحالي 2006م.
خادم الحرمين الشريفين
واصلت حكومتكم الرشيدة خلال عام 2005م والفترة المنصرمة من هذا العام اتخاذ عدد من القرارات الهامة وتحقيق عدد من الانجازات في مجال تحديث الأنظمة واعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، واقرار عدد من المشاريع التنموية الضخمة، والانضمام الى منظمة التجارة العالمية الذي يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز الاندماج مع الاقتصاد العالمي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وفتح وتوسيع الاسواق، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني. ولذلك يستطيع المتابع أن يقول بأن الاقتصاد المحلي يسير بخطى واثقة وحثيثة في مسار سليم نحو وضع اكثر قوة وتنوعا وتنافسية وتوظيفا للقوى العاملة الوطنية، وكل هذه الجهود ستعزز تحقيق نمو مستدام.
خادم الحرمين الشريفين
استمرارا لجهودكم حفظكم الله في مجال تنظيم وتطوير وتعزيز العمل المؤسسي أقررتم مؤخرا حفظكم الله نظام هيئة البيعة. ولا شك أن بلادنا، ولله الحمد، قد شهدت استقراراً منذ ان وحدها جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الا ان صدور نظام هيئة البيعة سيضفي المزيد من الاستقرار وفق نظام مؤسسي واضح مما يعزز ثوابت الحكم في المملكة وينعكس ايجابا
توجيهات المليك بشمولية جهود التنمية لكافة المناطق تعززت بالزيارات الميدانية لزيادة النمو
تدفق الاستثمارات المباشرة بوتيرة عالية ورفع التقييم الائتماني للمملكة
السياري في كلمته أمام المليك: 338 ملياراً فائض الحساب الجاري لميزان المدفوعات
توجيهات المليك بتعزيز الشفافية في نشر المعلومات
جهود المليك المستمرة في اعادة الهيكلة لتحسين وتطوير هيكل الاقتصاد وتوسيع نشاط القطاع الخاص
على امن ورفاهية الوطن.
خادم الحرمين الشريفين
إننا هذه الايام نلمس نتائج ونجني ثمار جهودكم في المجلس الاقتصادي الاعلى في مجال تنظيم واعادة هيكلة كافة قطاعات الاقتصاد المحلي فمنذ تأسيس المجلس في عام 1999م «1420هـ» سجل الاقتصاد المحلي متوسط نمو سنوي حقيقي مقداره 4.2 في المئة متجاوزاً معدلات النمو السكاني البالغ 2.5 في المئة وحقق القطاع الخص نموا مستمرا خلال الست السنوات الماضية بلغ متوسطه الحقيقي 4.6 في المئة سنويا وفي عام 2005م واصل الاقتصاد السعودي تحقيق نتائج متميزة فاقت متوسط النمو السنوي خلال تلك الفترة حيث نما الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 6.5 في المئة مقارنة بنمو نسبته 5.3 في المئة للعام السابق وقد زاد الناتج المحلي الحقيقي للقطاع الخص 6.6 في المئة والقطاع الحكومي بنسبة 7.2 في المئة وسجلت المالية العامة للدولة فائضا للعام الثالث على التوالي بلغ 218 مليار ريال في توسع رشيد في الانفاق العام اضافة الى ما خصص لتسديد جزء من ملحوظ من الدين العام وادت النتائج الايجابية الى ارتفاع فائض الحساب الجاري لميزان المدفوعات لعام 2005م الى 338 مليار ريال مقارنة بفائض مقداره 195 مليار ريال في العام السابق ومواكبة لتلك التطورات ارتفعت الكتلة النقدية بنسبة 11.6 في المئة وقد حدثت تلك التطورات الاقتصادية في ظل مناخ اتسم باستقرار الاسعار المحلية حيث نما الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة خلال عام 2005م باقل من الواحد في المئة، والمتوقع بمشيئة الله استمرار النتائج الايجابية للاقتصاد هذا العام عند مستويات مماثلة.
خادم الحرمين الشريفين
تأتي هذه النتائج الاقتصادية الايجابية رغم التحديات المحيطة سواء كانت خارجية أم داخلية، وتشكل التركيبة السكانية للمملكة أبرز التحديات الداخلية حيث تتجاوز شريحة الشباب السعودي (ذكور واناث) الاقل من 30 عاما نسبة 60 في المئة من السكان السعوديين، مما يعني ضرورة مواصلة الجهود المكثفة لبناء الانسان علميا وصحيا وفكريا من أجل القيام بدوره التنموي المستقبلي على أكمل وجه.
ان اهتمامكم المباشر يا خادم الحرمين الشريفين بتلبية احتياجات المواطن والوطن الحالية والمستقبلية تجسد في توجيهاتكم باستخدام جزء من الايرادات الاضافية المتحققة نتيجة تحسن وضع الميزانية العامة في مجالات حيوية يأتي في مقدمتها تنمية وتطوير العنصر البشري الذي هو محور التنمية الأول وهدفها النهائي.
وتمثل الجهود المرتكزة على زيادة التوسع في فتح الجامعات والكليات الفنية والتقنية ومدارس التعليم العام وزيادة نسب القبول وفتح فرص الابتعاث الخارجي اضافة الى ما خصص للرقي بالخدمات الصحية والاجتماعية، الخيار الاستراتيجي السليم لتعزيز المسار التنموي الصحيح وستؤتي بمشيئة الله ثمارها المرجوة.
خادم الحرمين الشريفين
تشير المؤشرات الاقتصادية التي تراقبها المؤسسة الى استمرار الاستثمارات المباشرة بوتيرة عالية في جميع القطاعات تقريبا وزيادة عمق ومتانة الاقتصاد الوطني وقد انعكس ذلك على رفع التقييم الائتماني للمملكة من قبل مؤسسات التقييم الدولية،واهتمام ملحوظ من كبار المستثمرين العالميين بفرص الاستثمار في المملكة.
وتأتي توجيهاتكم الكريمة بشمولية جهود التنمية والاستثمار لكافة مناطق المملكة معززة برحلاتكم الميدانية لأرجاء الوطن لتزيد من امكانيات النمو والاستثمار وتوسيع القاعدة الاقتصادية.
تدفق الاستثمارات دليل جاذبية
خادم الحرمين الشريفين
ان تدفق الاستثمارات المباشرة الى مختلف القطاعات الانتاجية لدليل قوي على جاذبية الاستثمار في المملكة ورغبة المستثمر المحلي والاجنبي في المساهمة فيها، ويمر جزء من هذه الاستثمارات عبر السوق المالية التي تحظى بأهميةكبيرة للاقتصاد فهي توفر قنوات اضافية لتمويل المشاريع كما انها تقدم في نفس الوقت ادوات استثمار متنوعة للمدخرين.
وقد بذلت حكومتكم الرشيدة جهداً ملموساً لتنمية وتطوير السوق من خلال توظيف احدث تقنيات التعامل وزيادة المؤسسات المالي العاملة في السوق، واستمرار طرح اسهم الشركات المساهمة للمواطنين، مما يدعو الى التفاؤل بأن تلك الخطوات ستؤدي الى زيادة استقراره، وزيادة عمقه، وتعزيز ثقة المستثمرين ووعيهم الاستثماري، الا ان التحدي الذي مازال ماثلاً امامنا هو الحاجة للمزيد من الجهود التوعوية لكافة شرائح المتعاملين في السوق.
خادم الحرمين الشريفين
من اجل حشد كافة الجهود لتسيير عجلة التنمية الاقتصادية، جاءت توجيهاتكم الكريمة بضرورة تعزيز الشفافية في نشر المعلومات والبيانات الاقتصادية وغيرها آنياً لتكون متاحة لكل من ينشدها حيث ان نشر المعلومات الدقيقة يعزز المصداقية ويساعد على تشخيص الحالة الاقتصادية وكلنا ثقة يا خادم الحرمين الشريفين بان جهودكم المستمرة في اعادة الهيكلة لتحسين وتطوير هيكل الاقتصاد المحلي، واستمرار توسيع انشطة القطاع الخاص ستعزز التطورات الاقتصادية المشهودة في الاقتصاد المحلي.
حفظكم الله وسدد على الدرب خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق