بعض الدروس تحتاج إلى تكرار أشد..!!
بعد خسائر أسهم الصيف الماضي لماذا عاد الناس للمضاربة فيها؟
تحقيق - فاطمة الغامدي
كثيرون تضرروا من سوق الأسهم وتحملوا خسارة ارباحهم ومعها رأسمالهم وضياع أحلامهم وتردي وضعهم الاقتصادي وما يصاحب هذا من الشعور المؤلم الذي يهاجمهم كل فترة بسبب "السهم الأحمر"..
غير ان العجيب ان ما تعرض له السوق قبل فترة من هزة اطاحت بالكثير من المساهمين خاصة الصغار منهم لم تمنعهم من معاودة الكرة وللاسف معاودة الخسارة.. لماذا؟ وكيف يفكر هؤلاء؟ هذا ما حاولنا الوقوف عليه في هذا التحقيق..
شح قنوات الاستثمار
وأول المتحدثين معنا من معاودي التداول رغم الخسارة السابقة المواطن بدر الهريسان الذي تحدث بمرارة ذاكرا في أول حديثه أن سوق الأسهم أصبح مطلب الجميع خاصة في ظل انعدام قنوات الاستثمار الاخرى أو عدم فعاليتها من حيث المردود المادي وأكمل حديثه إن الكثير يخطئ عندما يظن ان السوق هو سوق استثمار لان الاستثمار اندثر منذ فبراير الماضي وانتهى وأصبحنا مجرد مضاربين يوميين أو في أحسن الأحوال مضاربين أسبوعيين
وتساءل عن سبب اختيار الصباح وقت التداول الجديد الذي يرى انه مجرد محاولة لتطفيش المتداولين من سوق الأسهم وانهم اضحوا غير مرغوب بهم خاصة إذا علمنا أن نسبة سبعين في المائة منهم هم من موظفي الدولة وبالتالي تم اختيار وقت التداول الجديد لإرسال هذه الرسالة المشفرة والتي عجز الكثير عن فهمها
وأشار إلى أن النظرة المستقبلية بالنسبة لسوق الأسهم والعلم عند الله غير مبشرة بالخير فجراحه لن تندمل بسهولة إذا ماقورن بالأسواق المالية للدول الاخرى حيث بدأت بالفعل رؤوس الأموال الصغيرة بالهجرة إلى دبي وقطر خصوصا لتدني مستوى الأسعار هناك ووجود الكثير من الشفافية التي يفقدها المتداول في سوقنا وعلى الرغم من هذا فاني مستمر في التداول كمحاولة لاسترداد رأس مالي قبل الخسارة على اقل تقدير.
وفي ختام حديثة أكد إن الكثير يحاول جاهدا الانضمام لما يسمى ب "القروبات" والتي ترفع السهم إلى أسعار خيالية وبالتالي تحقق الكثير من المكاسب بينما لا يتحصل المتداول الذي اشترى أسهما قيادية على سبيل المثال سوى على ربع أو حتى اقل من ذلك إذا ما قارناهم بما يحققه المتداول والذي دخل في سهم انضم إليه قروب معين والمقصد من هذه النقطة أن الأسهم القيادية أصبحت غير مرغوب فيها والكل يبحث عن شركة قل عدد أسهمها وخفت حركتها للربح السريع.
استرجع رأسمالي
اما محمد بن حمد السيف وكيل مدرسة ثانوية فبدأ حديثه قائلا: عدت إلى الأسهم لاسترجاع رأس مالي الذي وصلت الخسارة فيه الى عشرين في المائة".
وارجع محمد سبب تمسكه بالأسهم إلى ان الاستثمار في الأسهم ممتاز على مدى الستة أشهر القادمة بإذن الله وكذلك على المدى الطويل وخاصة أن الأسهم الان أكثرها في الحضيض.
كما اشار السيف الى ان الأسهم للموظف تعتبر ميزة استثمارية أكثر من الاستثمار في إي مشروع آخر مثل فتح محل حيث سيحتاج عندها الى مراجعة البلدية والغرفة التجارية و"إجراءات اخرى طويلة ومعقدة" كالاستقدام ومشاكله والعمال والمتابعة الدقيقة وغيرها من المشاكل وإذا احتاج ان يبيع المحل فسيجد أمامه عقبات كثيرة اخرى ابسطها الخسارة..
و اضاف: كذلك الأسهم أفضل من الاستثمار في الأراضي أو العمائر ومن مشاكل المستأجرين وتعبهم وعدم تسديدهم أو تخريبهم للعقار وغيرها أضف إلى ذلك إذا احتاج أن يبيع لا بد ان ينتظر زبونا مناسبا أما الأسهم لا تكلف شيئا بيعها في ثوان وشرائها كذلك.
احلام الناس
وبدوره قال عبد الرحمن بشار ان هناك إقبالا على الأسهم رغم خسارتها لأن هناك منتفعين بقوة كبار المساهمين في سوق الأسهم لا يودون أن تتوقف أرباحهم رغم خسارتهم غير المسبوقة في الأسهم، والبعض الآخر من متداولي الأسهم يدفعون جزءا من أرباحهم التي يمتصونها من الضحايا لوسائل الإعلام والمحللين لإشغال الناس بالأحلام القادمة، ويقوم المحللون والقنوات بتسمية الانتكاسات بغير اسمها مثل جني أرباح وحالة إعادة التوازن وغيرها..
واتبع بشار حديثه قائلا: كنت على علم بانهيار سوق الأسهم منذ مدة وهذا بسبب الارباح غير المنطقية فمصنع الاسمنت مثلا قيمة أصوله الثابتة مليار ريال ويربح ربع مليار في السنة وهذا منطقي ويعتبر شيئا طبيعيا تماما، فماذا حدث بعد إدخال المصنع سوق الأسهم ليصبح بعد سنة مجموع قيمة الأسهم سبعة مليارات ريال
والأرباح تبقى كما هي ربع مليار ريال !!
ولا بد يوما ما أن يصحو المساهمون فيه ليدركوا أن تضخم قيمة السهم هو تضخم كاذب كالحلم الكاذب وانه لا يتناسب مع الأرباح السنوية التي لم تزيد.
عوامل مطمئنة
وهذه منى محمد الزهراني ولها تجربة طويلة مع الأسهم اخبرتنا أنها عادت للمساهمة لانها مقتنعة بأن الخسارة في الأسهم لن تعود إلا عن طريق الاستثمار في الأسهم نفسها وان الهبوط الحاصل بالأسهم ماهو إلا عارض ولن يستمر فضلا عن ان تدخل الشركات الكبيرة وسحب أموالها شجع على الرجوع وتدخل الدولة في حل الأزمة وقانون حوكمت الشركات جاء نوعا من التطمين لصغار المساهمين وهذه العوامل وغيرها أبقت كثير من المساهمين على امل ارجاع بعض أموالهم التي "طارت مع ما طار من أحلامهم" وتمنت ان يكون السوق في الأيام القادمة أكثر ثباتا واقل خسارة.
لايوجد خيار آخر
أما المساهمة حنان عبد الغني فذكرت أنه لا يوجد لديها خيار آخر للاستثمار غير الأسهم لأنه يساعدها على تحقيق معادلة الربح مع البقاء في المنزل وتدبير شؤونه وانجاز أعمالها المنزلية ومن جهة أخرى يمثل دخلا ماديا مقبولا.... والخسارة صحيح مؤلمة لكن لاتوجد رؤية واضحة حتى يكون هناك قرار مبني على قناعة أو على وضوح وإذا افترضنا ترك هذه السوق التي نخسر أموالنا فيها "وأعصابنا" فما هو البديل....... وهل يعقل أن نخرج من استثمار بربع مالي أو اقل؟ على الأقل أحاول استرجاع رأس المال....... وحتى لو استرجعت رأس المال خروجي من السوق لا يتبادر لذهني لان سوق الأسهم أصبح أشبه باللعبة التي لا استطيع أن اتركها لأنها أصبحت جزءا من اهتمامي.
اسأل خبيرا
اذن وحول بقاء المستثمرين في سوق الأسهم رغم تردي أوضاع سوق الأسهم توجهنا إلى الدكتور إبراهيم بن عيسى العيسى عضو مجلس الشورى/ محام ومستشار قانوني الذي افادنا قائلا: المستثمرون في الأسهم منهم من هو عارف بالسوق والتوقعات التي يحتمل حصولها من المضاربين برفع السعر أو خفضه بوسائل احتيالية أو بمضاربات وهمية ومثل هذا المستثمر يكون حذرا ومتيقظا قلما يكون عرضة للخسائر فإذا حصل التخفيض ولديه أسهم لا يستعجل في بيعها بل يبقيها لديه حتى يرتفع السعر بالشكل الذي يقتنع بأنه مربح له فيبيع، وقد يستغل انخفاض السعر لبعض أسعار الأسهم في الشركات الرابحة فيشتري، أما من يدخل في التعامل في الأسهم وليس لديه خلفية أو معلومات عن السوق وتقلبات الأسعار فانه يكون ضحية للخسارة واعتقد أن مثل هذا قد لا يعود للاستثمار بعد الخسارة، وبعضهم يكون قد تملك الأسهم بموجب تسهيلات من البنوك، مما يعرضه للخسائر لأنه لم يكن مؤهلاً للاستثمار في الأسهم بمتابعة تحركات السوق
وبالتالي لا يبيع ولا يشتري الأسهم إلا وهو عارف بكل التوقعات والاحتمالات فلا يستعجل بالبيع إلا إذا ارتفع السعر ولا يشتري إلا في حالة انخفاض السعر ويبتعد عن التعامل في أسهم الشركات غير الرابحة والتي توصف (بأسهم الخشاش) لأن المضاربين المتحايلين يستغلونها برفع السعر وخفضه لاستغلال صغار المساهمين الذين ليس لهم خلفية ومعلومات تامة عن أساليب التعامل بالأسهم.
ولذلك فأكثر المتعاملين بالأسهم هم من المستثمرين بعضهم يتمتع بخبرة ويقظة وفطنة فلا يكون عرضة للخسائر وبعضهم متلاعب ومخادع وهؤلاء هم السبب في التذبذبات والتقلبات الحاصلة، وهم مثل من يمارس لعبة القمار.
وسبب وجود هذه الفئة هو عدم وجود رقابة جادة وحازمة من قبل الجهات المعنية بالرقابة في هيئة السوق المالية أو مؤسسة النقد العربي السعودي، ومسألة التقنين فهناك لوائح قد صدرت منظمة للتعامل وتحظر المضاربات التي يحصل فيها التلاعب والخداع، وهناك عقوبات ولجان للحكم فيما لو تم ضبط أشخاص يزاولون هذه الأساليب المحظورة في التعامل بالأسهم لكن ما تم ضبطه من حالات يعطي دلالة على ضعف الرقابة كما ذكرت آنفاً.
بعد خسائر أسهم الصيف الماضي لماذا عاد الناس للمضاربة فيها؟
تحقيق - فاطمة الغامدي
كثيرون تضرروا من سوق الأسهم وتحملوا خسارة ارباحهم ومعها رأسمالهم وضياع أحلامهم وتردي وضعهم الاقتصادي وما يصاحب هذا من الشعور المؤلم الذي يهاجمهم كل فترة بسبب "السهم الأحمر"..
غير ان العجيب ان ما تعرض له السوق قبل فترة من هزة اطاحت بالكثير من المساهمين خاصة الصغار منهم لم تمنعهم من معاودة الكرة وللاسف معاودة الخسارة.. لماذا؟ وكيف يفكر هؤلاء؟ هذا ما حاولنا الوقوف عليه في هذا التحقيق..
شح قنوات الاستثمار
وأول المتحدثين معنا من معاودي التداول رغم الخسارة السابقة المواطن بدر الهريسان الذي تحدث بمرارة ذاكرا في أول حديثه أن سوق الأسهم أصبح مطلب الجميع خاصة في ظل انعدام قنوات الاستثمار الاخرى أو عدم فعاليتها من حيث المردود المادي وأكمل حديثه إن الكثير يخطئ عندما يظن ان السوق هو سوق استثمار لان الاستثمار اندثر منذ فبراير الماضي وانتهى وأصبحنا مجرد مضاربين يوميين أو في أحسن الأحوال مضاربين أسبوعيين
وتساءل عن سبب اختيار الصباح وقت التداول الجديد الذي يرى انه مجرد محاولة لتطفيش المتداولين من سوق الأسهم وانهم اضحوا غير مرغوب بهم خاصة إذا علمنا أن نسبة سبعين في المائة منهم هم من موظفي الدولة وبالتالي تم اختيار وقت التداول الجديد لإرسال هذه الرسالة المشفرة والتي عجز الكثير عن فهمها
وأشار إلى أن النظرة المستقبلية بالنسبة لسوق الأسهم والعلم عند الله غير مبشرة بالخير فجراحه لن تندمل بسهولة إذا ماقورن بالأسواق المالية للدول الاخرى حيث بدأت بالفعل رؤوس الأموال الصغيرة بالهجرة إلى دبي وقطر خصوصا لتدني مستوى الأسعار هناك ووجود الكثير من الشفافية التي يفقدها المتداول في سوقنا وعلى الرغم من هذا فاني مستمر في التداول كمحاولة لاسترداد رأس مالي قبل الخسارة على اقل تقدير.
وفي ختام حديثة أكد إن الكثير يحاول جاهدا الانضمام لما يسمى ب "القروبات" والتي ترفع السهم إلى أسعار خيالية وبالتالي تحقق الكثير من المكاسب بينما لا يتحصل المتداول الذي اشترى أسهما قيادية على سبيل المثال سوى على ربع أو حتى اقل من ذلك إذا ما قارناهم بما يحققه المتداول والذي دخل في سهم انضم إليه قروب معين والمقصد من هذه النقطة أن الأسهم القيادية أصبحت غير مرغوب فيها والكل يبحث عن شركة قل عدد أسهمها وخفت حركتها للربح السريع.
استرجع رأسمالي
اما محمد بن حمد السيف وكيل مدرسة ثانوية فبدأ حديثه قائلا: عدت إلى الأسهم لاسترجاع رأس مالي الذي وصلت الخسارة فيه الى عشرين في المائة".
وارجع محمد سبب تمسكه بالأسهم إلى ان الاستثمار في الأسهم ممتاز على مدى الستة أشهر القادمة بإذن الله وكذلك على المدى الطويل وخاصة أن الأسهم الان أكثرها في الحضيض.
كما اشار السيف الى ان الأسهم للموظف تعتبر ميزة استثمارية أكثر من الاستثمار في إي مشروع آخر مثل فتح محل حيث سيحتاج عندها الى مراجعة البلدية والغرفة التجارية و"إجراءات اخرى طويلة ومعقدة" كالاستقدام ومشاكله والعمال والمتابعة الدقيقة وغيرها من المشاكل وإذا احتاج ان يبيع المحل فسيجد أمامه عقبات كثيرة اخرى ابسطها الخسارة..
و اضاف: كذلك الأسهم أفضل من الاستثمار في الأراضي أو العمائر ومن مشاكل المستأجرين وتعبهم وعدم تسديدهم أو تخريبهم للعقار وغيرها أضف إلى ذلك إذا احتاج أن يبيع لا بد ان ينتظر زبونا مناسبا أما الأسهم لا تكلف شيئا بيعها في ثوان وشرائها كذلك.
احلام الناس
وبدوره قال عبد الرحمن بشار ان هناك إقبالا على الأسهم رغم خسارتها لأن هناك منتفعين بقوة كبار المساهمين في سوق الأسهم لا يودون أن تتوقف أرباحهم رغم خسارتهم غير المسبوقة في الأسهم، والبعض الآخر من متداولي الأسهم يدفعون جزءا من أرباحهم التي يمتصونها من الضحايا لوسائل الإعلام والمحللين لإشغال الناس بالأحلام القادمة، ويقوم المحللون والقنوات بتسمية الانتكاسات بغير اسمها مثل جني أرباح وحالة إعادة التوازن وغيرها..
واتبع بشار حديثه قائلا: كنت على علم بانهيار سوق الأسهم منذ مدة وهذا بسبب الارباح غير المنطقية فمصنع الاسمنت مثلا قيمة أصوله الثابتة مليار ريال ويربح ربع مليار في السنة وهذا منطقي ويعتبر شيئا طبيعيا تماما، فماذا حدث بعد إدخال المصنع سوق الأسهم ليصبح بعد سنة مجموع قيمة الأسهم سبعة مليارات ريال
والأرباح تبقى كما هي ربع مليار ريال !!
ولا بد يوما ما أن يصحو المساهمون فيه ليدركوا أن تضخم قيمة السهم هو تضخم كاذب كالحلم الكاذب وانه لا يتناسب مع الأرباح السنوية التي لم تزيد.
عوامل مطمئنة
وهذه منى محمد الزهراني ولها تجربة طويلة مع الأسهم اخبرتنا أنها عادت للمساهمة لانها مقتنعة بأن الخسارة في الأسهم لن تعود إلا عن طريق الاستثمار في الأسهم نفسها وان الهبوط الحاصل بالأسهم ماهو إلا عارض ولن يستمر فضلا عن ان تدخل الشركات الكبيرة وسحب أموالها شجع على الرجوع وتدخل الدولة في حل الأزمة وقانون حوكمت الشركات جاء نوعا من التطمين لصغار المساهمين وهذه العوامل وغيرها أبقت كثير من المساهمين على امل ارجاع بعض أموالهم التي "طارت مع ما طار من أحلامهم" وتمنت ان يكون السوق في الأيام القادمة أكثر ثباتا واقل خسارة.
لايوجد خيار آخر
أما المساهمة حنان عبد الغني فذكرت أنه لا يوجد لديها خيار آخر للاستثمار غير الأسهم لأنه يساعدها على تحقيق معادلة الربح مع البقاء في المنزل وتدبير شؤونه وانجاز أعمالها المنزلية ومن جهة أخرى يمثل دخلا ماديا مقبولا.... والخسارة صحيح مؤلمة لكن لاتوجد رؤية واضحة حتى يكون هناك قرار مبني على قناعة أو على وضوح وإذا افترضنا ترك هذه السوق التي نخسر أموالنا فيها "وأعصابنا" فما هو البديل....... وهل يعقل أن نخرج من استثمار بربع مالي أو اقل؟ على الأقل أحاول استرجاع رأس المال....... وحتى لو استرجعت رأس المال خروجي من السوق لا يتبادر لذهني لان سوق الأسهم أصبح أشبه باللعبة التي لا استطيع أن اتركها لأنها أصبحت جزءا من اهتمامي.
اسأل خبيرا
اذن وحول بقاء المستثمرين في سوق الأسهم رغم تردي أوضاع سوق الأسهم توجهنا إلى الدكتور إبراهيم بن عيسى العيسى عضو مجلس الشورى/ محام ومستشار قانوني الذي افادنا قائلا: المستثمرون في الأسهم منهم من هو عارف بالسوق والتوقعات التي يحتمل حصولها من المضاربين برفع السعر أو خفضه بوسائل احتيالية أو بمضاربات وهمية ومثل هذا المستثمر يكون حذرا ومتيقظا قلما يكون عرضة للخسائر فإذا حصل التخفيض ولديه أسهم لا يستعجل في بيعها بل يبقيها لديه حتى يرتفع السعر بالشكل الذي يقتنع بأنه مربح له فيبيع، وقد يستغل انخفاض السعر لبعض أسعار الأسهم في الشركات الرابحة فيشتري، أما من يدخل في التعامل في الأسهم وليس لديه خلفية أو معلومات عن السوق وتقلبات الأسعار فانه يكون ضحية للخسارة واعتقد أن مثل هذا قد لا يعود للاستثمار بعد الخسارة، وبعضهم يكون قد تملك الأسهم بموجب تسهيلات من البنوك، مما يعرضه للخسائر لأنه لم يكن مؤهلاً للاستثمار في الأسهم بمتابعة تحركات السوق
وبالتالي لا يبيع ولا يشتري الأسهم إلا وهو عارف بكل التوقعات والاحتمالات فلا يستعجل بالبيع إلا إذا ارتفع السعر ولا يشتري إلا في حالة انخفاض السعر ويبتعد عن التعامل في أسهم الشركات غير الرابحة والتي توصف (بأسهم الخشاش) لأن المضاربين المتحايلين يستغلونها برفع السعر وخفضه لاستغلال صغار المساهمين الذين ليس لهم خلفية ومعلومات تامة عن أساليب التعامل بالأسهم.
ولذلك فأكثر المتعاملين بالأسهم هم من المستثمرين بعضهم يتمتع بخبرة ويقظة وفطنة فلا يكون عرضة للخسائر وبعضهم متلاعب ومخادع وهؤلاء هم السبب في التذبذبات والتقلبات الحاصلة، وهم مثل من يمارس لعبة القمار.
وسبب وجود هذه الفئة هو عدم وجود رقابة جادة وحازمة من قبل الجهات المعنية بالرقابة في هيئة السوق المالية أو مؤسسة النقد العربي السعودي، ومسألة التقنين فهناك لوائح قد صدرت منظمة للتعامل وتحظر المضاربات التي يحصل فيها التلاعب والخداع، وهناك عقوبات ولجان للحكم فيما لو تم ضبط أشخاص يزاولون هذه الأساليب المحظورة في التعامل بالأسهم لكن ما تم ضبطه من حالات يعطي دلالة على ضعف الرقابة كما ذكرت آنفاً.
تعليق