Unconfigured Ad Widget

Collapse

طيور ...

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الشدوي
    إداري ومؤسس
    • Jan 2001
    • 1254

    طيور ...

    حاولت ان أجمع شتات هذا الموضوع قبل رمضان فتوفرت لي مادة شعريه تزيد صفحاتها كثيراً عن المتوقع ، فحاولت الإختصار وتركت لنفسي الأختيار ، كلي أمل ان تكون المادة الشعرية المختاره توافق حسن ذوقكم ، وسوف تنشر ان شاء الله في اربع او خمس مواضيع ، لم أحاول الشرح كثيراً حتى لا يطول الموضوع ..
    لكم تحية عطرة
    النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

    sigpic
  • الشدوي
    إداري ومؤسس
    • Jan 2001
    • 1254

    #2
    للطير في حياتنا مُشاركة ً ، نرى على العالي من القمم الروافع طائراً يزهو بإجنحةٍ ترفرف في السماء،قد كان لنا منه المحبة والسلام ، ونرى في بعّضِ الطير صاحب حكمةٍ والبعض منهم ، رمز قوتنا كالصقر حلق عالياً أو كالنسور تحوم في أعلى السحاب ، يقول أبو الفضل الوليد :

    النسر يحتقر البغاث محلقاً *** فتراه في أعلى النجوم ينقر

    ونرى من الأنغام ان الطير صداح بها ويشنف السمع الذي يبقى يردد في قرار النفس ان الله خالقها ومبدعها ، ويجول في أحلامنا عشقاً ، ونبعث بالحمام رسولنا نحو الأحبة أو إذا ما غرد الكروان في روضٍ نخال بأننا عشاق ، قد جاء المساء مع الطيور يزفُ للعشاقِ من ألحان مهجتنا وتراً يردد كل طيرٍ ما تكابده قلوب العاشقين من الغرام ، يرسم العاشق لوحة في مناجاة الحبيب قد يكون الطير من ألهمه الشجو على فرقاه ، يحلق في السماء كما يصف لنا عبدالواحد بن فتوح المعروف بالزقاق المغربي حمامة طائره بقوله :

    يجتاب أردية السحاب بخافق *** كالبرقِ أومض في السحاب فأبرقا
    لو سابق الريح الجنوب لغايةٍ *** يوماً لجاءكَ مثلها أو أسبقا
    يستقرب الأرض البسيطة مذهباً *** والأفق ذا السقف الرفيعة مرتقى
    ويظل مسترق السماع يخافه *** في الجو تحسبه الشهاب المحرقا
    يبدو فيعجب من رآه بحسنه *** وتكاد أيةُ عتقه أن تنطقا
    مترفرفاً من حيث درت كأنما *** لبس الزجاجة أو تجلبب زئبقا

    قد قَرّب العشاق يوماً طائراً وجدوا بأن نواحه اما مشاركةً لهم في حبهم أو كان ملهمهم على الذكرى ، أو كان حسبما زعموا نذير شؤم فرق الأحباب ، واليوم نأخذ من مجاهدة النفوس على الحياة القاسية ، جوله نطوف بها على الطيور فقد تكون لنا مع تلك القصائد ما تسر به الخواطر ، حتى نرى ماذا ترى قد قال في تلك القصائد من رواها ، ونعود نبحث عن بداية ، فربما تتشتت الأفكار بعد الوقفة الأولى فلا ندري كما أن صاحبنا هنا لايدري هل النعامة جمل أم طائر :

    أبا فضالة لا رسمٌ ولا طلل *** مثل النعامة لا طير ولا جمل

    وقبل ان نحلق مع الطيور نتذكر أحد الشعراء وهو الصفاقسي الذي ساق من الأمثال ما صاغ به شعراً بقوله :

    ماذا يضرك لو فاز الغراب بها *** ان الطيور على أشكالها تقع

    وسنبقى محلقين متجاهلين قول الشاعر ابن الهبارية :

    ما طار طير فارتفع *** إلا كما طار وقع
    النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

    sigpic

    تعليق

    • الشدوي
      إداري ومؤسس
      • Jan 2001
      • 1254

      #3
      بي مِثلُ ما بِكِ يا قُمريةَ الوادي *** نادَيتُ لَيلى فَقومي في الدُجى نادي
      وأرسِلي الشجوَ أَسجاعاً مُفصلةٌ *** أَو ردِّدي مِن وَراءِ الأَيكِ إِنشادي
      تذكري قُبلةً في الشَعرِ حائِرَةً *** أَضَلَّها فمشت في فَرقِكِ الهادي
      وقبلَةً فَوق خَدٍّ ناعمٍ عَطرٍ *** أَبهى مِنَ الوَردِ في ظِلِّ النَدى الغادي
      تَذكري منظر الوادي ومجلسَنا *** على الغديرِ كعُصفورَينِ في الوادي
      والغصنُ يحنو علينا رقةً وجوى *** والماء في قَدَمَينا رائِحٌ غادِ

      يتشارك أحمد شوقي مع القمرية شجوى الحب ولوعته ،يتذكر ما كان منه ويطلب منها ان تتذكر ،وشاعر أخر يدعو على الحمامة التي هيجت هواه فجعلته يزفر ولكن لايدري كيف يجدها غدا :

      ألا قاتل الله الحمامة غُدوةً *** على الغصن ماذا هيَّجت حين غنتِ
      تتغنت بصوتٍ أعجمي فهيَّجت *** هوايَ الذي كانت ضلوعي أَجَنَّتِ
      فلو قطرتْ عين امرئٍ من صبابةٍ *** دماً قطرت عيني دماً وألمتِ
      إذا قلتُ هذي زفرة اليومِ قد مضت *** فمن لي بأخرى في غدٍ إن أطلتِ

      ويمضي بنا الشوق وطيرالحمام من شاعرٍ الى أخر يصفون فيها ما يجدونه من تباريح الهوى ووجده يقول عبدالكريم بن ابراهيم النهشلي :

      أواجدةٌ وجدي حمائمُ أيكةٍ *** تميلُ بها ميل النـزيفِ غُصُونُها
      نشاوَى وما مالتْ بخمرٍ رقابُها *** بواكٍ وما فاضتْ بدمعٍ عيونُها
      أعيدي حماماتِ اللِّوى إنَّ عندنا *** لشجوِكِ أمثالاً يعودُ حَنينها
      وكلُّ غريبِ الدارِ يَدْعُو همومَهُ *** غرائبَ محشودٌ عليها شجونُها

      اما القاضي عبدالرحمن الآنسي فقد سمع طيراً يترنم فهيج لديه اشجان نساها :

      قال المعنى سمعت الطير يترنّم *** فهيّج أشجان كان القلب ناسيها
      عن حب سيدْ الغواني دَرِّي المبسم *** ومن له أعياَن تسبينا سواقيها
      يا خل بادر بوصلك وأحْسِنَ المقدم *** وشتت أشجان كان القلب خافيها
      والله ما اترك غرامك لو يسيل الدم *** او يسمع الكلّ قاصيها ودانيها

      ويتسأل سليمان الصولة وقد تعجب من حمامةٍ حزينة لا تنوح فتسعد قلبه المحزون فيقول :

      أحمامة الوادي بمنعرج اللوى *** مالي‎ ‎أراك حزينة لا تهجعي
      حزني كحزنك لا يزال صبابةً *** إن كنتِ مسعدة الحزين فرجِّعي

      ولكن شوقي يخبره ان الشوق والغرام هما من أسهر هذا الحمام فجعله حيران حيث يقول :

      ذاد الكرى عن مقلتيك‎ حمام‎ *** لباه شوق ساهر وغرام‎
      حيران، مشبوب المضاجع،‎ ‎ليلة‎*** حرب، وليل النائمين سلام‎
      بينَ الدُجى لَكُما وَعادِيَةِ الدُجى ‎*** مهج تؤلف بينها الأسقام‎
      تتعاونان، وللتعاون‎ ‎أمة‎ *** لا الدهر يخذلها ولا الأيام‎
      يا أيها الطير الكثير‎ سميره‎ *** هل ريشة لجناحه فيقام‎
      عانقت أغصانا وعانقت‎ ‎الجوى‎ *** وشكوت، والشكوى علي‎ حرام‎

      ثم يعود أحمد شوقي ليقول لنا ويتسأل عن من طارح حمامة الأيك بالشجو :

      سلو كؤوس الطلا هل لامست فاها *** واستخبروا الراح هل مست ثناياها
      باتت على الروض تسقيني بصافيةٍ *** لا للسلاف ولا للورد رياها
      ما ضر لو جعلت كأسي مراشفها *** ولو سقتني بصافٍ من حُمياها
      هيفاء كالبان يلتفُ النسيم بها *** ويلفتُ الطير تحت الوشي عطفاها
      حديثها السحرُ الا أنه نغمٌ *** جرت على فم داودٍ فغناها
      حمامةُ الأيك من بالشجو طارحها *** ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها
      مدت الى الليل جيداً نافراً ورمت *** إليه أذناً فحارت فيه عيناها
      وعادها الشوق للأحباب فنبعثت *** تبكي وتهتفُ أحياناً بشكواها
      يا زهرة الأيك أيّام الهوى ذهبت *** كالحلم واها لأيّام الهوى واها
      النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

      sigpic

      تعليق

      • فارس الأصيل
        عضو مميز
        • Feb 2002
        • 3319

        #4
        أستاذنا ..
        لك الله على هذا الموضوع
        أتمنى أن اعود

        تحياتي
        هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
        كالبحر عمقاً والفضاء مدى
        مدونتي
        أحمد الهدية

        تعليق

        • الشدوي
          إداري ومؤسس
          • Jan 2001
          • 1254

          #5
          حياك الله أخي فارس ..
          أنتظر عودتك قريباً
          شكراً لمرورك الكريم ،،،
          النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

          sigpic

          تعليق

          • الشدوي
            إداري ومؤسس
            • Jan 2001
            • 1254

            #6
            ربما كان الشوق والبكاء من الشاعر هو من أرق الحمامة فتذكرت خليلا لها يقول ابي بكر الشبلي :

            رب ورقاء هتوف في الضحى *** ذات شجو صدحت في فننِ
            ذكرت إلفاً وعيشاً سالفاً *** فبكت حزناً فهاجت حزني
            فبكائي ربما أرقها *** وبكاها ربما أرقني
            وإذا تبدؤني أسعدها *** وإذا أبدؤها تسعدني
            أتراها بالبكاء مولعة *** أم سقاها البين ما جرعني
            ولقد تشكو فما افهمها *** ولقد أشكو فما تفهمني
            غير أني بالجوى أعرفها *** وهي أيضاً بالجوى تعرفني

            وبعض الشعراء ألف نوح الحمام حتى انه يطلب منه ان يعود لكي يحزن بصوتهن يقول عبدالله بن الدمينة:

            ألا يا حمامات اللوى عُدنَ عودة *** فإني إلى أصواتكن حزينُ
            فعُدن فلما عدن كِدنَ يُمتنني *** وكِدت بإشجاني لهن أبينُ
            دعون بترداد الهديل كأنما *** شربن حميا أو بهن جنون

            وقيس بن الملوح له رأي في بكاء الحمامة التي سبقته بالبكاء فكانت أفضل منه :

            لقدْ هتفتْ في جنحِ ليلٍ حمامةٌ *** علَى فننٍ تدعُو وإنِّي لنائمُ
            فقلتُ اعتذاراً عندَ ذاكَ وإنَّني *** لنفسِي فيما قدْ رأيتُ للائمُ
            أأزعمُ أنِّي عاشقٌ ذو صبابةٍ *** بليلَى ولا أبكِي وتبكِي الحمائمُ
            كذبتُ وبيتِ اللهِ لوْ كنتُ عاشقاً *** لمَا سبقَني بالبكاءِ الحمائمُ

            ويشاركه في هذا المبدء ابن الدمينه حيث يقول :

            ألا يا صَبا نجدٍ متى هجتِ من نجدِ *** لقد زادني مسراكِ وجداً علَى جدِ
            أإنْ هتفتْ ورقاءُ في رونقِ الضُّحى *** علَى غصنٍ غضِّ النَّباتِ منَ الرَّندِ
            بكيتَ كما يبكي الوليدُ ولم يكنْ *** جليداً وأبديتَ الَّذي كنتَ لا تُبدي

            وبعض الشعراء رفض هذا المبداء فهو يرى ان نوح الحمام غير صادق فلو كان صادقاً لما لبست طوقا وخضبت كفاً يقول عبدالله الخفاجي :

            وهاتفة في البان تملي غرامها *** علينا وتتلو من صبابتها صحفا
            ويشجي قلوب العاشقين حنينها *** وما فهموا مما تغنت به حرفا
            ولو صدقت فيما تقول من الأسى *** لما لبست طوقاً ولا خضبت كفا

            وهذه نقطه يتفق معها شاعر أخر :

            ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر *** وغصنك مياد ففيم تنوحُ

            ويتفق معهم عروة بن حزام في هذا الأمر :

            أحقا يا حمامة بطن وجَّ *** بهذا النوح أنك تصدقينا
            غلبتكِ بالبكاء لأن ليلِي *** أواصله وإنك تهجعينا
            وإني إن بكيتُ بكيت حقاً *** وإنك في بكائك تكذبينا
            فلست وإن بكيتِ أشد شوقاً *** ولكني أسر وتعلنينا

            ويقول ابا تمام ان بكاء الحمامة ما هو الا ضحك فلا تبك عيناك لشجوهن :

            أتَضعضعتْ عبراتُ عينكَ إذْ دعتْ *** ورقاءُ حينَ تضعضعَ الإظلامُ
            لا تنشِجنَّ لها فإنَّ بُكاءهَا *** ضحكٌ وإنَّ بكاءكَ استغرامُ
            هنَّ الحَمامُ فإنْ كسرتَ عَيافةً *** مِنْ حائهِنَّ فإنَّهنَّ حِمامُ

            ويبقى الشوق منبعه القلب وليس شجو الحمام ونوحها وهذا ما يقوله لنا ابا صخر الهذلي :

            وليسَ المعنَّى بالَّذي لا يهجنهُ *** إلى الشَّوقِ إلاَّ الهاتفاتُ السَّواجعُ
            ولا بالَّذي إنْ صدَّ يومَّ خليلهُ *** يقولُ ويُبدي الصَّبرَ إنِّي لجازعُ
            ولكنَّهُ سقمُ الجوَى ومطالهُ *** وموتُ الجفا ثمَّ الشُّؤونُ الدَّوامعُ
            رشَاشاً وتَهتاناً ووبلاً وديمةً *** كذلك تُبدي ما تجنُّ الأضالعُ
            النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

            sigpic

            تعليق

            • الشدوي
              إداري ومؤسس
              • Jan 2001
              • 1254

              #7
              ويبقى حديث المحبوب اعذب من تغريد الطير كما يقول ابراهيم العريض :

              ولما تفيأنا ظلال‎ خميلة‎ *** تساقط مثل الدر فوق خطانا‎
              وحدثتها بالحب وهي‎ ‎مصيخة*** على أمل أن تلتقي شفتانا‎
              أشاحت إلى الأزهار عني‎ ‎بوجهها‎*** دلالاً وقالت لي كفى هذيانا ‎
              أتأمل مني أن أصدق‎ ‎بالهوى‎ *** جزافاً و طرفي لا يراه عيانا‎
              فقلت لها يا مي ما الروض‎ ‎ناظراً‎ *** ولا الطير أحلى ما يكون لسانا‎
              بأحسن من خد توردَ في الصبا *** وأعذب من ثغرٍ يفيض بيانا

              وربما تكون الحمامة رسول محبة كما قال شاعر المهجر اللبناني ألياس فرحات :

              يا عروس الروض يا ذات الجناح يا حمامه
              سافري مصحوبة عند الصباح بالسلامه
              واحملي شوقَ محبٍ ذا جراح وهُيامه
              سافري قبل ان يشتد الهجير بلنـزوحي
              واسبحي ما بين امواج الأثير مثل روحي
              فأذا لاح لكِ الروضُ النضير فاستريحي
              خبريها ان قلب المُستهام ذاب وجدا
              واسئليها كيف ذياك الغرام صار صدا
              فهُيامي لم يعد بعد هُيام بل تعدى
              ذكريها بي إويقات اللقاء والتصابي
              يوم كنا كل صبحً ومساء في اقترابي
              علَ بالتذكار لي بعض الشفاء من عذابي
              فإذا ما اظهرت عطفًا وليناً واشتياقا
              فاجعلي ما بيننا عهداً وثيقاً واتفاقا
              واسئليها رأيها في اي حينٍ نتلاقى
              فإذا ابدت جفاءاً وصدوداً واعتسافا
              فاترُكيها انها في ذا الوجود ستكافا
              سوف يأتيها زمانً تريد فتجافا
              فإذا ما اقبلَ الفصلُ المخيف برعوده
              ما الذي يبقى من الغصن الوريف غير عوده
              ان للفصلِ ربيعً وخريف في وجوده

              وشدو البلابل ماهو الا فرحة ولكن ليست لمن يشتكي هم الفراق كما يصف علي محمود طه :

              يا حبيبي أقبل‎ ‎الليل وناداني الغرام‎
              أي سر لمحب لم يصوره الظلام‎
              كل نجم‎ ‎مهجة تهفو وعين لاتنام‎
              وشعاع البدر معشوق به جن الغمام‎
              يا حبيبي‎ ‎كل عيش ما خلى الحب حرام‎
              وحرام يا حبيبي ‎
              يا حبيبي غنت الفرحة في كل‎ ‎مكان‎
              فهنا البلبل يشدو وهناك العاشقان‎
              غير اني أشتكي الوحشة في ظل التداني
              إنما روحك‎ ‎في الكون وروحي توأمان‎
              لا تدعني أقطع الأيام وحدي‎ ‎وأعاني‎
              وحرام يا حبيبي

              و ابن زيدون يتمنى الطيران ولكنه مقصوص الجناح ولكن يكتفي بإهداء الشوق مع انفاس الرياح :

              ولما أن جلتك لي اختلاساً *** أكفّ الدهر للحين المتاح
              رأيت الشمس تطلع في نقابٍ *** وغصن البان يرفل في وشاح
              فلو أستطيع طرت إليك شوقاً *** وكيف يطير مقصوص الجناح
              على حالي وصال واجتناب *** وفي يومي دنوٍّ وانتزاح
              وحسبي أن تطالعك الأماني *** بأفقك في مساءٍ أو صباح
              فؤادي من أسىً بك غير خالٍ *** وقلبي من هوىً لك غير صاح
              وأن تهدي السّلام إليّ شوقاً *** ولو في بعض أنفاس الرياح
              النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

              sigpic

              تعليق

              • رعــد الجنـــوب
                مشرف منتدى الشعر النبطي
                • Aug 2004
                • 4075

                #8
                لازلنا ننتظر بقية الحديث !!!

                حتى يتم حفظ الموضوع الرائعه حفظك الله

                شكري وتقديري لشخصك الكريم

                تعليق

                • الفنار
                  عضو مميز
                  • Sep 2003
                  • 653

                  #9
                  أطرب روحي الملاح التائه.. علي محمود طه
                  وأطرب عقلي أبو صخر الهذلي
                  ......

                  واصل أستاذنا الشدوي
                  واسكب أحرفك الجميلة على أسماعنا

                  فقد حلقت بنا بعيدا
                  جزاك الله خير الجـزاء
                  " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                  تعليق

                  • الشدوي
                    إداري ومؤسس
                    • Jan 2001
                    • 1254

                    #10
                    حياك الله أخي العزيز رعد الجنوب ، مرورك الكريم أسعدني ، لك مني جزيل الشكر .
                    النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

                    sigpic

                    تعليق

                    • الشدوي
                      إداري ومؤسس
                      • Jan 2001
                      • 1254

                      #11
                      قد يكون من المناسب ان يأتي يوم نورد فيه من أشعار علي محمود طه .
                      أخي العزيز الفنار شكراً لك ، تسعدني دوماً مواضيعك وردودك .
                      النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

                      sigpic

                      تعليق

                      • الشدوي
                        إداري ومؤسس
                        • Jan 2001
                        • 1254

                        #12
                        قيس بن الملوح يصف فراق ليلي بقطاة علقت في شباك ولها فرخان فقال :

                        كأن القلب ليلة قيل يُغدَى *** بليلى العامرية أو يراحُ
                        قطاةٌ عزها شَرَكٌ فباتت *** تُعالجهُ وقد عَلقَ الجناحُ
                        لها فرخانِ قد تُرِكا بوَكْرٍ *** فعشهماَ تصفقهُ الرياحُ
                        فلا بالليل نالتْ ما تُرجّى *** ولا بالصبحِ كان لها بَرَاحُ

                        اما المعتمد بن عباد فيتذكر سجنه وفراق اهله ويدعو الله ان يعصم القطا من الفرقة :

                        بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي *** سوارح لا سجن ولا كبلُ
                        هنيئاً لها أن لم يفرق جميعها *** ولا ذاق منها البعد عن أهلها أهل
                        وإن لم تبتَّ مثلي تطير قلوبها *** إذا اهتز بابُ السجن أو صلصل القفل
                        ألا عصم الله القطا في فِراخها *** فإن فراخي خانها الماء والظل

                        والعباس بن الأحنف يتمنى ان يستعير جناح القطا ليطير به الى من يهوى :

                        بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي*** وقلت ومثلي بالبكاء جدير
                        أسرب القطا هل من معير جناحه *** لعلي الى من قد هويت أطيرُ
                        فجاوبنني من فوق غصن أراكة *** ألا كلّنا يا مستعير معير
                        وأي قطاة لم تعرك جناحها *** فعاشت بضيرٍ والجناح كسير

                        ثم يعود بنا قيس بن الملوح ليصف الوجد والإشتياق والفراق كعصفور في كف طفل فقال :

                        مَتى يَشتَفي مِنكَ الفؤادُ المُعذَبُ *** وسهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقرَبُ
                        فبُعدٌ وَوَجدٌ واشتِياقٌ ورَجفةٌ *** فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقربُ
                        كَعُصفورَةٍ في كفِّ طِفلٍ يَزُمُّها *** تَذوقُ حِياضَ المَوتِ وَالطِفلُ يَلعَبُ
                        فَلا الطِفلُ ذو عَقلٍ يَرِقُّ لِما بِها *** وَلا الطَيرُ ذو ريشٍ يَطيرُ فيذهبُ
                        ولي أَلفُ وَجهٍ قَد عرَفتُ طريقهُ *** ولكن بِلا قَلبٍ إلى أَينَ أَذهَبُ

                        وهل أقسى على قلب قيس ان يكون في مخلب طير :

                        كأن فؤادي في مخالب طائرٍ *** إذا ذكرت ليلى يشد بها قبضا
                        كأن فجاجَ الأرضِ حلقةُ خاتمٍ *** عليَّ مما تزدادُ طولاً ولا عرْضا
                        النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

                        sigpic

                        تعليق

                        • الشدوي
                          إداري ومؤسس
                          • Jan 2001
                          • 1254

                          #13
                          يقول الجاحظ في كتاب الحيوان :

                          ( وأصل التطيُّر إنما كان من الطّير ومن جهة الطير، إذا مرَّ بارحاً أوْ سانحاً، أو رآه
                          يتفلى وينتَتِف، حتى صاروا إذا عاينوا الأعورَ من النّاس أو البهائم، أو الأعضب أو الأبتر،
                          زجروا عند ذلك وتطيَّروا عندها، كما تطيَّروا من الطير إذا رأوها على تلك الحال، فكان
                          زجر الطّير هو الأصل، ومنه اشتقوا التطيّر، ثمَّ استعملوا ذلك في كلِّ شيء.
                          قاعدة في الطيرة
                          ويَدُلُّ على أنهم يشتقُون من اسم الشيء الذي يعاينون ويسمعون، قولُ سَوّار ابن المضرّب:
                          تغنّى الطائران ببينِ ليلى ..... على غصنين من غَرْبِ وبانِ
                          فكان البانُ أن بانتْ سُليمى ..... وفي الغَرْب اغترابٌ غيرُ دانِ
                          فاشتقَّ كما ترى الاغتراب من الغَرْب، والبينُونة من البان.)

                          يدعو قيس على غراب صرخ فقال :

                          أَلا يا غُراب البينِ هيجت لوعَتي *** فوَيحكَ خبِّرني بما أنت تصرخُ
                          أبالبينِ من ليلى فإن كُنت صادقاً *** فلا زالَ عظمٌ من جناحكَ يُفسَخُ
                          ولا زالَ رامٍ فيك فَوَّق سهمهُ *** فلا أنت في عُشٍ ولا أنت تُفرِخُ
                          ولا زِلت عن عذبِ المياه مُنفراً *** ووكركَ مهدوماً وبيضك يُرضخ
                          فإن طِرت أردتك الحُتوفُ وإن تقع *** تقيض ثُعبانٌ بِوجهِك يَنفخُ

                          و عروة بن حزام يسلك هذا المسلك ولكن يفضل ان يأكله الطير على فراق عفراء :

                          ألا يا غُرابيْ دمنةِ الدَّارِ بيِّنا *** أبالصَّرمِ من عفراءَ تنتحبانِ
                          فإنْ كانَ حقّاً ما تقولانِ فانهضا *** بلحمي إلى وكْرَيكما فكُلاني
                          ولا يدرينَّ النَّاسُ ما كانَ ميتتي *** ولا يأكُلنَّ الطَّيرُ ما تذرانِ
                          فعفراءُ أصفى النَّاسِ عندي مودَّةً *** وعفراءُ عنِّي المُعرضُ المُتواني

                          وقال قيس بن ذريح في غراب طار :

                          ألا يا غرابَ البينِ قد طرتَ بالذي *** أُحاذرُ من لُبنى فهل أنتَ واقعُ
                          أتبكي علَى لُبنى وأنتَ تركتَها *** فقد ذهبتْ لُبنى فما أنتَ صانع
                          وطارَ غرابُ البينِ وانشقَّتِ العصا *** بلُبنى كما شقَّ الأديمَ الصَّوانعُ

                          ويبقى الزجر والعيافة والتشاؤم في نظر الكميت بن زيد أمور غير مهمه :

                          ولا أنا ممن يَزْجُرُ الطير هَمّهُ *** أصاخ غُراب أم تعرض ثعلبُ
                          ولا السانحاتُ البارحاتُ عشيةٌ *** أمر سليمُ القرنِ أم مر أعضبُ

                          أما الراعي فقد وجد ان العقاب والهدهد والدم ما هي الى أمور تدعو الى التفائل:

                          جرى يومُ رُحنا عامدينَ لأهلِها *** عُقابٌ فقالَ القومُ مرَّ سنيحُ
                          وكرَّ رجالٌ منهمُ وتراجعوا *** فقلتُ لهمْ طيرٌ إليَّ بريحُ
                          عقابٌ بأعقابٍ من الدَّارِ بعدما *** مضتْ نيَّةٌ تُقصي المحبَّ طروحُ
                          وقالوا نراهُ هُدهداً فوقَ بانةٍ *** هدًى وبيانٌ والطَّريقُ تلوحُ
                          وقالوا دمَ دامتْ مودَّةٌ بيننا *** ودامَ لنا صفوٌ صفاهُ صريحُ

                          لعل من المفيد هنا القول ان الشعر في الطير كثير ، ولم أورد كثير من القصائد ، فرائعة ابو فراس الحمداني (أقول وقد ناحت بقربي حمامة ....) مما سبق نشره في مواضيع أخرى.
                          تحية عطره للجميع ... شكراً
                          النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

                          sigpic

                          تعليق

                          Working...