محمد يونس.. أبوالفقراء
خليل ابراهيم قريبي
البروفيسور محمد يونس أو أبوالفقراء كما أطلق عليه، إنسان مسلم يحمل الجنسية البنجلاديشية أصلاً ونشأة، فاز مؤخراً بجائزة نوبل للسلام من بين 191 مرشحاً، ولا يعرفه إلا القليل (القليل جدا) من العالم العربي ليس كما يعرفه العالم من حولنا، ولك الفضل في هذا يا إعلامنا العربي، وهنا أدعو إعلامنا العربي للتخلي عن سياسته التي ضاق فيها الخاطر، وهي السياسة التي طالما سمحت بتسليط الضوء على مشاهير العرب والمسلمين، لكن بعد الموت.
وعلى الرغم من كون البروفيسور المسلم من اصول فقيرة جدا فقد عانق وتشبث بما تحت خط الفقر منذ بدايات حياته الأولى في بنجلاديش أفقر دول العالم، وهو الحال الذي دعم مسيرة خروجه من الفقر القاتل مروراً بحالات ومراحل كثيرة في حياته، إلى أن حقق حلمه بتأسيس بنك غرامين عام 1976م كأول مصرف في العالم يمنح قروضا صغيرة للفقراء الكادحين أغلبهم من النساء بدون كفالة أو غرم وأداء كما تفعل بنوكنا، وليتمكنوا من إدارة مشروعات أعمال صغيرة دون ضمان، إلى أن وصل يونس بالبنك ليخدم أكثر من 7 ملايين مقترض بنحو 800 مليون دولار أمريكي كقروض سنوية، وبنك غرامين لمن لا يعرف، عليه أن يسأل من تلقى دعماً مالياً منه من أبناء هذا الوطن الكريم بواسطة الدعم وخادم المجتمع السعودي الشيخ محمد عبداللطيف جميل من خلال برامج خدمة المجتمع الذي يرأسه في شركته.
يقول يونس عن فوزه (انكم تدعمون حلماً بصياغة عالم خال من الفقر) وقال (في بنجلاديش حيث لا ينجح شيء ولا توجد كهرباء، نجح نظام القروض الصغيرة وعمل بانضباط كالساعة).
هل من امثلة أخرى نشهدها في عالمنا العربي والإسلامي مثلما فعله ويفعله الدكتور محمد يونس، فالكثير لا يرضى إلا أن يعيش في أبراج عالية أنشأتها الأحلام والأفكار والخيال الواسع، والنادر القليل جدا من يجعل من أحلامه كياناً ملموساً باقياً بآثاره التي لا تمحى في حياة الناس.
أين الأعلام الإسلامي
تعليق