الذاكرة - وإن تسلل إليها النسيان وعليها أحكم قبضته - إلاّ أن فيها بعض الأحداث التي استعصت عليه إذ لا يكون ذهابها إلاّ بذهاب (الذاكرة) وصاحبها ..!
قرأت كثيرًا وسمعت كثيرًا وذهب كثيرٌ وما بقي غير القليل ..!
حكمٌ ، وعبرٌ ، وطرائفُ ، ومواقفُ ، هي ما كسبته في بدايه الحياة وذهب في منتصفها ولست أدري ماذا سيبقى لآخرها فلله الحمد و له المنة على كل حال ..!
مما بقي قصة ولا تسألوني عن مصدرها فلا أدري والله كيف وصلتني أهي عن طريق القراءة أم السماع ..!
يروى أن حكيمـًا كان لا يسير إلا بصحبة (سفيه ) حتى غدا ملازمـًا له كظله إن جلس فبجواره وإن قام فعن يمينه وإن سار فمعه ..!
استغرابٌ في محله ممن يشاهد ويرى فما كان لحكمة أن تكون والسفاهة جنبـًا إلى جنبٍ ..!
يـُنصح الحكيم ويـُبين له أن مـَن يصحبه لا يعدو كونه ( تشويهـًا ) للحكمة والمكانة ، لكنه صمّ أذنيه أمام هذه النصائح وهذا التبيين ، فالنظرة مستقبلية وبعيدة ..!
يسير الحكيم ومعه بعضٌ من العقلاء وأصحاب الرأي والمشورة ولا يرون من تعكيرٍ لمسيرهم غير وجود (أبي السفاهة ) بينهم ، ومع كل هذا فلا ضير فما داموا (عقلاء ) فسيتحملون حتى وإن طال الطريق ..!
مفاجأة ، رجل يعترض طريقهم ، ويقسم بالله العظيم ، إنه لن يتركهم وشأنهم ما لم يعطوه من المبلغ كذا وكذا..!
أخذوا يناصحون الرجل بكل ما عندهم من حكمة ، لكنه يزداد إصرارًا ومع كل نصيحة يلقونها عليه يزداد طمعه فيهم ..!
يترجل أبو السفاهة ويمسك بتلابيب هذا المعتدي ويرفعه إلى الأعلى ويسقطه أرضـًا ويحمله ثانية فأرضـًا ، وثالثة فأرضـًا ..!
ينظر المعتدي إلى الحكماء بعين الضعيف المنهزم قائلاً : المعذرة ، الطريق طريقكم ، واصلوا وأسأل الله أن يتولاكم ويحفظكم ويجنبكم مخاطر الطريق وأهواله ، واصلوا ..!
فيلتفتُ الحكيم لأصحابه ، ويقول : (لمثل هذا صبرت على هذا ، ذل قومٌ ليس فيهم سفيه ، ذل قوم ليس فيهم سفيه )..!
أحبتي :
ألا ترون أننا نحتاج لوجود مثل تلك (العينة) بيننا كحاجتنا للأدباء والشعراء والحكماء ؟!
ألا ترون ..؟!
السوادي
قرأت كثيرًا وسمعت كثيرًا وذهب كثيرٌ وما بقي غير القليل ..!
حكمٌ ، وعبرٌ ، وطرائفُ ، ومواقفُ ، هي ما كسبته في بدايه الحياة وذهب في منتصفها ولست أدري ماذا سيبقى لآخرها فلله الحمد و له المنة على كل حال ..!
مما بقي قصة ولا تسألوني عن مصدرها فلا أدري والله كيف وصلتني أهي عن طريق القراءة أم السماع ..!
يروى أن حكيمـًا كان لا يسير إلا بصحبة (سفيه ) حتى غدا ملازمـًا له كظله إن جلس فبجواره وإن قام فعن يمينه وإن سار فمعه ..!
استغرابٌ في محله ممن يشاهد ويرى فما كان لحكمة أن تكون والسفاهة جنبـًا إلى جنبٍ ..!
يـُنصح الحكيم ويـُبين له أن مـَن يصحبه لا يعدو كونه ( تشويهـًا ) للحكمة والمكانة ، لكنه صمّ أذنيه أمام هذه النصائح وهذا التبيين ، فالنظرة مستقبلية وبعيدة ..!
يسير الحكيم ومعه بعضٌ من العقلاء وأصحاب الرأي والمشورة ولا يرون من تعكيرٍ لمسيرهم غير وجود (أبي السفاهة ) بينهم ، ومع كل هذا فلا ضير فما داموا (عقلاء ) فسيتحملون حتى وإن طال الطريق ..!
مفاجأة ، رجل يعترض طريقهم ، ويقسم بالله العظيم ، إنه لن يتركهم وشأنهم ما لم يعطوه من المبلغ كذا وكذا..!
أخذوا يناصحون الرجل بكل ما عندهم من حكمة ، لكنه يزداد إصرارًا ومع كل نصيحة يلقونها عليه يزداد طمعه فيهم ..!
يترجل أبو السفاهة ويمسك بتلابيب هذا المعتدي ويرفعه إلى الأعلى ويسقطه أرضـًا ويحمله ثانية فأرضـًا ، وثالثة فأرضـًا ..!
ينظر المعتدي إلى الحكماء بعين الضعيف المنهزم قائلاً : المعذرة ، الطريق طريقكم ، واصلوا وأسأل الله أن يتولاكم ويحفظكم ويجنبكم مخاطر الطريق وأهواله ، واصلوا ..!
فيلتفتُ الحكيم لأصحابه ، ويقول : (لمثل هذا صبرت على هذا ، ذل قومٌ ليس فيهم سفيه ، ذل قوم ليس فيهم سفيه )..!
أحبتي :
ألا ترون أننا نحتاج لوجود مثل تلك (العينة) بيننا كحاجتنا للأدباء والشعراء والحكماء ؟!
ألا ترون ..؟!
السوادي
تعليق