سيدتي القطة الحلوة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتفق معك في أن من المسلمين اليوم من يؤدي العبادة وكأنها عادة ، لكنه وكما تعلمين فإن التعبد ليس سهلاً وميسرا إلا لمن وفقه الله وهداه ، فالقيام لصلاة الفجر - مثلا - ليس من السهولة بمكان ، إلا عند من يتذوق حلاوة الإيمان ، والصلاة عموما ليست سهلة إلا للخاشعين ، قال تعالى :{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } .

والخشوع في الصلاة مطلب ، بل هو ركن من أركانها ( الطمأنينة ) ، ولكنه ليس متيسرا إلا للمؤمنين ، قال تعالى : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} . جعلنا الله وإياك من الخاشعين .

والصلاة كما نعرف تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ،قال تعالى : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} فلو كان كل من يصلي من المسلمين يؤدي الصلاة كما أمره الله ، لما رأينا فحشاء ولا منكر ولا بغي . ولكن أنظري إلى تصرفات بعض المسلين هداهم الله في العشر الأخيرة من رمضان وهم عند الكعبة المشرفة ، انظري كيف يتدافعون ، ولا يلتزمون السكينة والهدوء الذي يفترض في الإنسان المسلم ، وكيف يؤذون بعضهم بعضا بالتدافع وعدم احترام الدور والنظام ، ثم أنظري إلى حال بعض النساء وهن يطفن بالبيت العتيق ويسعين بين الصفى والمروة . وأنظري إليهم كيف يعبثون بالممتلكات العامة ، التي كان يجب عليهم المحافظة عليها وصيانتها . وانظري وانظري وانظري .... .وهذا مردّه في نظري إلى عدم تأدية الفرائض من البعض كعبادة ، بل كعادة كما ذكرت .


أرجو ألا أكون قد ابتعدت عن موضوعك ، ولكنني أتمنى معك أن نصل إلى التعبد لغرض التعبد وليس لمجرد العادة والتقليد . فإذا وصلنا إلى ذلك فلن يكون حالنا كما هو اليوم ، بل سنكون كما أختار الله لنا ، خير أمة أخرجت للناس .