Unconfigured Ad Widget

Collapse

تبــاريـــح..

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الفنار
    عضو مميز
    • Sep 2003
    • 653

    تبــاريـــح..

    .
    ..
    ...

    تبــاريـح


    أطلقي القيد عن القلب المعنى = كي يصوغ الحب للأكوان لحنا
    يا له الله؛ جرى بالصبر شوطاً = وامتطى الأشجان يحدوهن فنا
    أطلقي القيد أيا نفس وخلي = عن فؤادٍ؛؛ شفه الوجد فأنا
    عن فؤادٍ؛؛ كم رمى للهو طرفاً = رجع الطرف وفي الأعماق معنى
    أيها المكلوم دع عيشاً طليقاً = ليس يؤوي من له الآلام سجنا
    من بحور الشعر عن فيه تناءت = فارتضى بحراً من الحزن ووزنا
    ومضى يجتر أوصاب ليالٍ = قد حسا من بؤسها دناً فدنا
    عاثر الآمال يطوي الدرب وهناً = طلباً للراحة الكبرى،، وأنا
    انتضى العود فما أجرى على = وتر العشق بنغمٍ أو تغنى
    أوسد الرأس عليه وبكى = آه يا ثورة وجدان المعنى
    * ** *
    رب إصباحٍ ربيعيٍ تجلى = زغرد الكون به وازدان حسنا
    راقصت أنسامه الأزهار حتى = وشوش الحب؛؛ وضم الخدن خدنا
    ماست الأوراق للقمري لما = أرسل اللحن على غصنٍ تثنى
    فوق أسرابٍ فراشاتٍ تهادت = تلثم الزهر؛؛ وعين العذل وسنى
    أيهذا الصبح ما أدناك منا = وبعيدٌ أنت - لو تعلم- عنا
    ترسم الدنيا جمالاً فمتى = أينع الشوق بصدري،، واطمأنا
    ورمى الطرف لأفلاك الهوى = موطن الشعر، ومثوى قيس لبنى
    حال غيم البؤس ما بين الرؤى = فاستحال الشوق أوهاماً وظنا
    وغدا الحلم أباديد تلاشت = بيد الريح... فهل كانت وكنا؟!
    ابك يا قلب ففي الدمع عزاءٌ = إن قضى صبحٌ،، وإن ليلٌ تجنى
    * ** *
    إيه يا نفس وهذا الصمت يسري = في حناياك؛؛ ألا تلقين أذنا؟
    قد طرحنا بين كفيك أسانا = فأجيبي.. لا تزيد الغبن غبنا
    سرك الثائر إن أخفيته = فحياة القلب للأموات أدنى
    .
    حينها استأذن همسٌ صمتنا = وانبرى الصوت شجياً فاض حزنا
    شاعر الآهات إني أشتكي = صنو شكواك،، وأبغي العيش يمنا
    أنسج الأحلام إذ تنسجها = وأوشيها؛؛ أفانيناً وفنا
    بيد أني أسمع الصوت الذي = طالما أودى بأوهامي وأفنى
    شاعر الأحلام في دنيا الحيارى = من يداوي الجرح لا يهديه غصنا
    .........................

    ...............
    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
  • المجداف
    عضو مميز
    • Apr 2002
    • 4273

    #2
    شكرا لك على هذه الرائعة

    الذي امتعني كثيرا
    ....

    ناس (ن) يجيها المال وناس(ن) بلا مال

    وناس(ن) على جمر الغضا ماسكينه

    يا الله ياربي طلبتك بالآمال

    تعجل لنا بالغيث لو جات عينه


    ... المجداف ...

    تعليق

    • فارس الأصيل
      عضو مميز
      • Feb 2002
      • 3319

      #3
      أخي الفنار ..
      عميقة الوقع ..
      سأعود لها لكن أحتاج لوقت كاف

      تحياتي
      هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
      كالبحر عمقاً والفضاء مدى
      مدونتي
      أحمد الهدية

      تعليق

      • الفنار
        عضو مميز
        • Sep 2003
        • 653

        #4
        المـجداف

        الشكر لتواجدك أخي الكريم
        حي هلاً بقلمك
        وجزاك الله كل خير
        ....

        الفارس الأصيل

        بإنتظار عودة قلمك
        مع المحبة والتقدير
        " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

        تعليق

        • العقرب
          عضو مميز
          • Dec 2004
          • 1835

          #5
          رائعة اخرى من روئع ايها الفنار فصح لسانك
          لقد استمتعت بكلماتها الرائعة فلك شكري واحترامي

          دمت بخير
          [align=center][/align]
          [poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
          أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا=فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ ألجاهلينا[/poem]

          تعليق

          • حديث الزمان
            عضوة مميزة
            • Jan 2002
            • 2927

            #6


            الأستاذ الفاضل الفنار

            لأنها رائعة سوف أطلب منك ما يلي


            متى كتبتها ؟


            ولماذا اخترت هذا العنوان تحديداً ؟

            متى يكتب الفنار الشعر ، وما مصدر إلهامه ؟

            لماذا الشعر الفصيح فقط ؟



            وأسئلة أخرى قريباً إن شاء الله أخصصها للقصيدة وبعض كلماتها التي استوقفتني .


            لكل بداية .. نهاية

            تعليق

            • الفنار
              عضو مميز
              • Sep 2003
              • 653

              #7
              .
              أخي العقرب

              رفع الله قدرك، وجزاك خير الجزاء
              انما حرفك المنسكب هنا بشير خير لي

              لا حرمنا قلمك الباحث
              ــــــــــ

              الفاضلة حديث

              ألمح هنا استجوابا.. هل من سبيل للتفلت؟
              أعدك بالعودة، وسأجيب بقدر الإستطاعة، وكان الله في عون الفنار

              ولكن،، بعد نومٍ أجدد فيه نشاط العقل

              اما الآن
              تظهرون على خير
              " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

              تعليق

              • أبو باسل
                عضو
                • Sep 2005
                • 25

                #8
                رائعة بروعة النهر المنساب على جدائل الأرض الصادئة
                أردتها نائية في بحر من الحزن لا ينقطع موجه فأشرقت في جبين المنتدى رائعة فريدة.
                شكرا لك أيها المبدع وسأحتفظ بنسخة بين أوراقي

                تعليق

                • الفنار
                  عضو مميز
                  • Sep 2003
                  • 653

                  #9
                  وها قد جئنا لأسئلة الأستاذة حديث الزمان
                  لنقول مستعينين بالله
                  ...

                  متى كتبت هذه القصيدة؟

                  كتبتها فيما أحسب قبل ما يقارب السبعة أشهر
                  في حالةٍ نفسيةٍ تحكيها الأبيات، والعجيب أني بعد شهرٍ رميتها بعواطفها مسابقاً
                  لأنال بها المركز الأول في مسابقة الشعر وللمرة الثانية على مستوى جامعة الملك سعود
                  بالمناسبة؛ ربما أنت عاشر من يعلم بهذا! أو ربما أقل من العشرة، لا أدري..

                  كيف تغدو التباريح جائزةً وتصفيقاً؟؟ قدر الله وسارت الأمور بغير ما كتبنا لأجله!..
                  ...

                  لماذا اخترت هذا العنوان تحديدا؟

                  لأنه مناسب لأمرين
                  أما الأول فهي الحالة النفسية للشاعر وقت كتابة القصيدة
                  والثاني هو ما تحكيه القصيدة في ثناياها، وإنما العنوان صورةٌ تلخيصيةٌ للموضوع
                  ...

                  متى يكتب الفنار الشعر؛ وما مصدر إلهامه؟

                  ليس للشعر ساعةً معلومة
                  لكني لا أدعي أن كل قصائدي أكتبها في حالةٍ نفسيةٍ مؤاتية مثل القصيدة أعلاه
                  إنما بعضها أكتبها برغبةٍ في لبس أحاسيسها، كبعض قصائد الغزل، وبعض القصائد الاجتماعية
                  والأمر الآخر، أني متى وجدت المعاني والأفكار تضطرم في وجداني
                  أحسست أن الشعر يقصر عن وصفها، وأنه يضعني في قيودٍ تحتم على بعض قولي الحذف والإزالة
                  لأجل هذا، أصبحت مؤخراً أتجه للمقالة كتعبيرٍ عن النفس، ولا أحضر للشعر إلا قليلا

                  أما مصدر الإلهام
                  فقد يكون بالنفس لواعج وأفكار تثيرها فتكون هي مصدر إلهامها؛ كما في قصيدتنا أعلاه
                  وقد يكون فيما تدركه الحواس ( سمعاً أو بصراً) ما يبني الإلهام، كما في قصيدة ( أختان على الدرب)
                  وأظنها موجودة في المنتدى، وهي من القصائد الحبيبة إلي
                  وأخيراً؛ قد لا يكون هناك مصدر إلهام، وإنما هي النفس تتلبس مشاعر مختلفة لتقول بها الشعر
                  مثل من يقول شعراً على لسان أرملةٍ مثلاً، أو أسير، أو غير ذلك
                  ...

                  لماذا الشعر الفصيح تحديدا؟

                  هذا السؤال أتبعته الأستاذة حديث الزمان بابتسامةٍ ماكرة
                  والحقيقة أن الأمر فيه يطول، لكننا نقول اختصاراً أن الفنار لا يجيد الشعر العامي
                  ثم إن محفوظاتي منذ الطفولة كانت أشعاراً فصيحة، ولا أذكر يوماً أني حفظت قصيدةً عامية
                  والثالث؛؛ أن محبتي للفصحى أكبر من أن أخالفها، وهيهات للمحب أن يدع محبوبته ليسير لسواها منشدا

                  وأخيراً وليس آخرا
                  لي في الشعر العامي والإفراط فيه رأيٌ قد لا يعجب الكثير هنا فدعيه ضميراً مستترا
                  وإن كنت أستمتع ببعض الصور فيه، وأتذوق منازلات الرد والبدع التي تمارس عبره
                  وهذه تطوراتٌ حدثت للفنار مؤخرا
                  الحديث حول أسباب حصولها يطول، ولا أظنها تتعلق بإجابة السؤال
                  ...

                  انتهى الاستجواب الأول
                  أتمنى أن يكون بسلام، وأن أخرج بريئا
                  وعموماً؛ إن يُسأل الفنار؛ فقد سؤل أستاذي ابن مرضي من قبل

                  شكراً أستاذتنا حديث
                  شكراً عميقا
                  " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                  تعليق

                  • حديث الزمان
                    عضوة مميزة
                    • Jan 2002
                    • 2927

                    #10


                    الأستاذ الفاضل الفنار

                    أشكر لك اهتمامك واستعدادك ( للاستجواب ) كما تسميه على العكس من الأستاذ الفاضل بن مرضي الذي آثر ألا يواجه أسئلة محبي قلمه لأسباب لا تخفى عليك قطعاً.


                    الابتسامة ليست ماكرة ولكنها ترمي إلى موضوع سبق أن ناقشنا فيه قضية النبطي والفصحى وقد كان لك آنذاك رأي متعصب جداً للفصحى التي نعشقها جميعاً .. هذا كل ما في الأمر


                    أشكرك مرة أخرى فقد اسعدتني إجابتك كسعادتي بخبر استحقاق هذه القصيدة للمركز الأول في مسابقة الشعر بجامعة الملك سعود


                    إن كتبت لي الحياة سوف أعود لطرح ما تبقى من اسئلة ، أرجو أن تكون خفيفة على قلبك.



                    دمت في حفظ الله

                    لكل بداية .. نهاية

                    تعليق

                    • ابن مرضي
                      إداري
                      • Dec 2002
                      • 6171

                      #11
                      كنت أول من علّق على هذه التباريح ..! لكن الذي حصل والله أعلم أنها لم تنجح في الظهور لخلل في الشبكة التي غالباًُ ما تفعل ضد مانريد . وقد كنت أظن أنها أرسلت ، وتفاجأت بعد عودة الموضوع أنها ليست هنا .

                      تباريح ؛ عنوان جميل معبّر ، وقد كتبت تحته في هذا المنتدى ؛ الفراهيدي ، قبل عدة سنوات . وكان يكتب تحته الأستاذ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري . وأعتقد أنها مشتقة من الفعل برّح . فنحن في منطقتنا نقول نبّرح عن الشيء أي نزيل ماحوله أو مافي طريقه ، وهناك البرحة التي تكون أمام المنازل أوفي أي مكان آخر . والمقصود أن المرء يعبر بتباريح كما عبر أستاذنا الفنار هنا ليزيل شيئا مما يعتلج في نفسه أو يعبر عن مشاعر غير عادية ، كالمعاناة مثلا من ظلم أو مرض أو نكران أو غيره ..! والله أعلم .

                      تباريح أستاذنا الفنار هنا أخذت مساحة شاسعة ، مما سيعطينا فرصة التجوال فيها مرة بعد مرة . فله الشكر والتقدير ، وإلى الأمام إن شاء الله .
                      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                      تعليق

                      • الفنار
                        عضو مميز
                        • Sep 2003
                        • 653

                        #12
                        .
                        أبا باسل

                        بل الشكر لك ولقلمك أيها الكريم
                        وحق الآن لقصيدتي الفخر؛ أن وجدت نسختها بين أوراقك المحفوظة

                        ( اشتقنا لهواطلك)
                        ...

                        حديث الزمان

                        تقديري لإهتمامك باستجواب قلمي الضعيف
                        وإجابتنا أقل ما نقدمه لأستاذةٍ مثلك أثرت المنتدى عطاءً وفنا

                        أما عن الإبتسامة الماكرة وذكراها لديك
                        فذلك تعصب للفصحى حين كان الإقتراح بأن تكون العامية مقرراً أكاديمياً
                        ولا زلت حول ذلك لم أختلف، إنما التحول في الإهتمام الشخصي بالعامي فقط

                        بارك الله فيك وأسعدك
                        ...

                        استاذي بان مرضي

                        مرحباً بزرقة أحرفك هنا
                        وقد أتت بأمواجها الهادئة لتعطينا مساحةً أخرى شاسعة - كما أسميتها- حول البرحة والتباريح
                        بانتظار عودتها أخرى لنسعد بها
                        فتلك أحرفٌ تكتسي في كل خطوةٍ ثوباً أجمل من سابقه
                        " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                        تعليق

                        • حديث الزمان
                          عضوة مميزة
                          • Jan 2002
                          • 2927

                          #13
                          عدنا ..


                          الأستاذ الفنار عدنا بأسئلة أرجو أن تكون خفيفة ..


                          1- معنى ( تباريح ) ؟ هل هي كما ذكر بن مرضي ؟

                          2- أي حب تتحدث عنه في القصيدة ( البيت الأول الشطر الثاني ) ؟ من خلال متابعتي لمواضيعك وقصائدك وجدتها تتحدث عن قضايا الأمة وحب الآخرة والسعي لها ..

                          3- تخاطب النفس أن تطلق القيد للفؤاد ، وفي البيت الثالث تقول ( كم رمى للهو طرفاً ) ، هل هناك تناقض ؟

                          4- من هو المكلوم في القصيدة ؟

                          5- أيهذا الصبـح مـا أدنـاك منـا .. وبعيدٌ أنت - لـو تعلـم- عنـا ، كيف يكون قريباً وبعيدا ؟


                          وكما ذكرت لك من قبل فهناك كلمات استوقفتني في القصيدة لا أعرف معانيها وهل هي فصحى أم لا ؟


                          انتضى العود فما أجـرى علـى

                          وشوش الحب؛؛ وضم الخدن خدنا

                          ماسـت الأوراق للقمـري لمـا

                          وغـدا الحلـم أباديـد تلاشـت


                          دمت بخير

                          لكل بداية .. نهاية

                          تعليق

                          • أبو ماجد
                            المشرف العام
                            • Sep 2001
                            • 6289

                            #14
                            أخي الكريم الأستاذ الفنار

                            إشادتي بهذه الرائعة لن تزيد من قيمتها ، ففوزها وبجدارة ( كما أجزم ) بمسابقة الشعر بجامعة الملك سعود ، يجعلني أخجل من مجرد تسطير إعجابي هنا .

                            أستاذ عبدالله

                            وهبك الله هذه الموهبة وأكرمك بها ، وأرجو أن يتم فضله عليك بأن تصل إلى المكان اللائق بك وبموهبتك في هرم الشعر العربي ، وقريبًا بإذن الله .

                            أمنياتي لك بالمزيد من التألق والتوفيق .

                            تعليق

                            • الفنار
                              عضو مميز
                              • Sep 2003
                              • 653

                              #15
                              العــود أحمــد

                              الأستاذة حديث/ أهلاً بأسئلتك ثانية..
                              واسمحي لي قبل تسطير إجابتي أن أسطر بعض أمور جالت في ذهني

                              منها أن لي في العلوم اللغوية رأيٌ خاص
                              وهو أن دراستها والطراد خلفها قد يكون سبباً إلى إخراج الشخص من حالة المعاني لحالة الألفاظ
                              وإلى رمي الإنسان من مقام الشاعرية لمقام النظم، ومن تتبع المعاني لتتبع المحسنات
                              ولو قيل لي أن أدخل قسم اللغة العربية أو الأدب والبلاغة لما فكرت في ذلك الأمر مهما كان
                              وإنما مثلي ومثل الشعر كمثل الشاعر الكبير محمود البارودي رحمه الله
                              فبكل عظمته وعظمة شعره وجلاله؛ كان بعيداً عن المعرفة اللغوية والعروضية
                              وإنما علمه مما يقرؤه من الشعر وما يحفظه من دواوين لقدماء الشعراء وفحولهم

                              ويذكر أحدهم أن البارودي قرأ يوماً بيتاً من الشعر فأخطأ فيه خطأ نحوياً
                              فلما رد عليه؛ اعترض البارودي بأن استشهد ببيتٍ لشاعرٍ قديمٍ يتفق معه في القول
                              وأحسب أن الفنار هكذا، فهو أكره القوم للفاعل والمفعول، والعروض والبحور، والمعاجم والقواميس
                              بل إني لا أعرف من البحور إلا أسماءها، ولم اسع يوماً إلى تعلمها، فإنما وجدت العروض لتصنع النظامين فقط
                              .
                              .

                              ثاني ما جال بالذهن ونسطره
                              ليس الشعر الملتزم المحافظ هو شعر الأمة الإسلامية وحياة الآخرة فقط
                              وليس الشعر النقي في معانيه وألفاظه هو ذلك الذي خلق لينوح على جراحات الأمة فقط
                              هذا معنى سطحي خدع به الكثير، فالنظرة الإسلامية للشعر أرقى وأشمل بكثير
                              وأحسب أن بعض الشعراء الإسلاميين الذين حولوا شعرهم لمناحات وجراحٍ فقط هم سبب هذه الرؤية
                              وقد ألمح بعضهم فأراهم تحولوا شعراء مناسبات، حتى لا ترى على أكثر قصائدهم من عاطفة
                              وإنما تقودهم أحداث الأمة من شرقٍ وغربٍ، وفي كل حادثةٍ ينشرون شعرهم للجمهور
                              فيجيء شعرهم متكلفاً، إذ ليس كل حادثةٍ تهز النفس أو تثمر بالشعر، ومع ذاك يتهافت الجمهور خلفهم

                              الشعر النقي الطاهر لا يمانع أن يشدو قصائد الغزل العفيف البريء في غير افتتان ولا فتنه
                              وليس عليه حرجٌ أن يغني للطبيعة وأن ينشد للعواطف الذاتية
                              وأعني بها عواطف النفس من تقلبها بين فرحٍ وترحٍ، بين كآبةٍ وسرور، وإنما الشعر مرآة صاحبه
                              قل الشعر بكل لفظٍ طاهر، وقل النثر بكل حرفٍ سليم، في شتى المواضيـع، ثم أنت أديب إسلامي
                              ـــــــــــــــــــــــــ

                              ودعيني أعود للأسئلة
                              .

                              معنى ( تباريح ) ؛ هل هي كما ذكر بن مرضي ؟

                              كلا؛ فالتباريح التي كانت عنوان القصيدة مأخوذةٌ من الفعل برح يبرح
                              برحه الشيء أي أجهده، والتباريح هي شدة الشوق وتوهجه
                              أما ما ذكره أستاذي ابن مرضي فهو اقتناص من البيئة المحلية لمعنىً ظريفٍ لا أمانع فيه
                              فحقيقة الأمر، أن القصيدة كانت ( برحة) أمام العواطف المسكوبة فيها
                              .

                              أي حبٍ تتحدث عنه القصيدة؟ ومن خلال تتبعي لقصائدك وجدتها تتحدث عن قضايا الأمة وحب الآخرة؟

                              للنفس البشرية في حياتها غايات وأمنيات وأحلام
                              ولا يدعي الفنار ذوبانه الكامل في المجتمع حتى يصبح هم المجتمع هو همه الوحيد
                              ففي النفس من التطلعات والأماني ما هو عندي بقدرٍ عظيم، وفيها من الحب لغاياتٍ أخرى الشيء الكثير
                              ولا ريب في تطلع كل نفسٍ مسلمةٍ لسعادة الآخرة كما هو تطلعها لنصرة الأمة
                              ولكن؛؛ القلب يتسع لأمور أخرى، والدنيا تحفل بالكثير مما يجذب النفس، ومما ينادي العواطف نداءً ملحاح

                              أما الحب الذي أعنيه، فهو حب الانطلاق إلى المسرات بلا منغصات
                              وذاك أن أمراً من أمور الدنيا قد وقف بدرب الشاعر، فهو مانعٌ عنه اكتمال سعادته بما يلقى من أفراح
                              وأنا من قومٍ يفلسفون عواطفهم، فمتى رأيتني في قمة الفرح، وقف عقلي وقال: لماذا تفرح؟ وهل فرحك حقيقة؟
                              ثم يبدأ في سوق المنغصات، وعلى رأسها ذاك المنغص الأكبر، والباعث إلى نسج القصيدة
                              ليحتضر الفرح، ويموت على أعتاب المكدرات والهموم الذاتية
                              .

                              تخاطب النفس أن تطلق القيد للفؤاد، وفي البيت الثالث تقول ( كم رمى للهو طرفا) هل هناك تناقض؟

                              نظرةٌ متمعنةٌ جميلة
                              كلا أستاذتنا الكريمة، فلو نظرتِ لشطر البيت الثالث؛ لوجدت الطرف يعود وفي أعماقه معنى يذكره البيت الرابع
                              فهو كطرف السجين ينظر عبر نافذة زنزانته للحرية بالخارج، ثم يعود كسيراً حزينا
                              وشتان بين انطلاق القلب والنفس فيما تهوى، وبين اكتفائها بالنظر البعيد ثم الرجوع دون ما تحب
                              .

                              من هو المكلوم في القصيدة؟

                              المكلوم هو الشاعر، وهل أشد كلْماً من رؤية البهجة دون مقدرة الوصول إليها؟
                              .

                              أيهذا الصبح ما أدنا ك منا/ وبعيدٌ أنت لو تعلم منا.. كيف يكون قريباً وبعيداً؟

                              هو قريبٌ برؤية الطرف لمباهجه، وبجولة العينين في محاسنه وأفنانه
                              فقربه قربٌ من الحواس فقط، تبصر أزهاره، وتحس نسيمه، وتسمع طيوره، وترقب فراشاته
                              أما بعده فهو البعد عن البهجة التامة به، واغتيال الفرحة على أعتابه
                              ليغدو جماله إلى ذبول، ويستحيل حسنه وسروره إلى حزن، وإلى أحلامٍ يحطمها الواقع المرير
                              .

                              انتضى/ يقال انتضى السيف إذا سله من غمده

                              وشوش/ الوشوشة هي الهمس الخفيف

                              ماست/ من الميس، وماس الرجل أي تبختر

                              أباديد/ متفرقة... وأذكر قول أبي القاسم الشابي: كأباديد من نثار الورود..
                              ــــــــــــــ

                              أرجو أن أكون أوصلت قولي
                              وتبقى أمورٌ من خلف الشاعر ومن شأنه الخاص، يضمها في قلبه سواءً مبعث ألمٍ أو أمل
                              فاعتذاري إن قصر ردي عن ما تريد أستاذتنا الكريمة

                              مرةً أخرى
                              شكراً عميقاً حديث
                              ومرحباً بحرفك سائلاً أو موجها
                              " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                              تعليق

                              Working...