على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ *** وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

وعلى قدر طموح المتنبي الباحث عن المجد المعتز بنفسه لم يتم له ما أراد من تحقيق أحلامه ، لكنه وجدها قائمة ماثله في شخص سيف الدولة ، والبداية كانت شوقاً للقاء

سلكت صروف الدهر حتى لقيتهُ *** على ظهر عزم مؤيداتٌ قوائمه
مهالك لم تصحب بها الذئب نفسه *** ولا حمَلت فيها الغراب قوادمه
فأبصرت بدراً لم ير البدر مثله *** وخاطبت بحراً لا يرى العبَر عائمه

ذلك الأمير العربي الشجاع ، المعتز بعروبته ، الفارس المقدام ، الذي خاض المعارك تلو الأخرى حتى وطد دعائم إمارته بعزم ماضيٍ دون كلل أو ملل

وصولُ الى المستصعبات بخيله *** فلو كان قرن الشمس ماءً لأوردا

جمع في إمارته أرباب العلم والقلم والثقافة والفكر ،فكان بحرا في السخاء وفي العلم ، أحب المتنبي سيف الدولة فقد رأى حلمه تحقق في شخصه ووجد ان إحسانه وحبه قيداً تقيد به

وقيدت نفسي في ذراك محبة *** ومن وجد الإحسان قيداً تقيدا

لقد فرحت نفس المتنبي عندما التقا سيف الدولة فنسى نفسه واحب نفسه الأخرى وهكذا هي النفوس الكبار

واذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام

وتمضي الأيام بشاعرنا ابو الطيب في بلاط سيف الدولة متلمساً طريق الغنى متفتقاً في شاعريته ، ولكن عندما يرى ان سيف الدولة خفتَ وده ، وطال جفاه وصده ، عندها ايقن ان ما كان يخشاه حدث ، فما بين واش وحاسد جاء أوان الرحيل فخلد لنا شعرا رائعا اخرجه من قلب يتلظى

واحر قلباه ممن قلبه شبمُ *** ومن بجسمي وحالي عنده سقمُ

هنا يطغى اليأس
وهنا تنطلق العبرات
وهنا تتضح قسوة الفراق

يا من يعز علينا أن نفارقهم *** وجداننا كل شيئ بعدكم عدمُ

إن كنت ترى مثل هذه المقطوعة الأدبية الجميلة (شخبطاتٍ ) فأنت مفترٍ على نفسك ظالمٌ لها ..!

أبو عبدالرحمن
جعل الله أيامك كلها سرور ومتعك بالصحة والعافيه ، سرني مرورك الكريم

----
السوادي
الأمر نوع من الأحتجاج على الجدل الدائر لتغيير مسمى الفراهيدي ، أشكر لك حضورك

-----
ابن مرضي
هي مجرد إعادة ترتيب لأفكار سبق وان طرحت ، ماذا نقول بعدما جاوز ماكتب عن المتني الألفين عنوان ، حضورك تميز وتشريف يسعدني دوماً .

-----
ابو انس
حياك الله والحقيقة سرني انظمامك للمنتدى ، كما سرني جميل قولك فيما كتبت ، شكراً لك.