أبا الجدايل؛؛ أيها الكريم..
لا أعلم والله.. فما أراني عبر اسطري كلها قد طلبت تصفيقا
ولو كنت ممن ينشد ذلك لعرفته في مظانه فذهبت بحرفي إليه وإلى أهله وموضوعاته..
ولكنما كتبنا ما جاشت به النفس امدا، فأخفته حتى آن لها أن تبعثه..
ولم نكتف بذاك؛؛ وإنما أرسلنا على طول قولنا مطالبنا بالتقويم والتسديد ممن يملك السداد مثلك
سهلٌ أن تصم الفعل بالخطأ وتذهب، ولكن الصعب أن تقف على الخطأ بقلمك فتنحيه جانباً لتثبت صواب ما عندك
فهل أكون مخطئاً لو أملت في كرمك وحسن خلقك أن تهب لنا أحرف سداد؟
هذا رجائي إليك.. وإنما نحن باجتماعنا ليثبت كل حرفٍ أحرف إخوانه..

ولك تقديري أيها الكريم

2/2
.
.

وبعد ما كان واسبقناه..
فلله في الخلق شؤونٌ يديرهم على سننها..
وما نحن وما أحداث أيامنا في ذاكرة الزمان والدهر الأبيد؟.
...

وهو غرور ابن آدم
يمضي يقرع سن فكره فيحسب انه عالم الخفايا والنوايا
وما كان ديننا حين أهاب بنا للظاهر وخص ذو الجلالة بالسرائر إلا سادلاً ستاراً دون مسالك من سعير..
...

وماذا بعد ذاك
حينما اشتعلت أتون الحرب بين المسلم واليهودي
وأبصرت شعوب الإسلام شعباً منها يمد إلى كيان يهودٍ كفاً رادعةً مرعبة..
وأحس ابن غزة والخليل إن ممن حوله من إخوانه من يشاطره حربه ويقتسم الأيام اللاهبة معه..
وفرت جرذان السفينة على أبواب السفارات؛ تبكي وتندب ضياع جهاد المراقص والبارات، والنحور السافرات..
...

حربٌ بين مسلمٍ ويهودي..
هل في هذه جدل؟ وهل أمام صورةٍ كهذه تزيغ الأعين؟

وكان الفنار غافلا؛؛ حينما فتح عينيه على الصفحات وأذنيه على الديوانيات ليجد أن في صورته خللٌ ما!..
نظر، ارجع النظر، وإذ بالصورة هي الصورة الأولى، وحديث المتحدثين لا يبدي شيئاً من أخطائها..
ظل يسمع، وظل يقرأ، حتى أصابه الغثيان لكثرة المدعين، فأسدل ستار نفسه على نفسه، وآب لصورته الأولى بقلبٍ سليم..
ثم انقضى الأمر بما كان، وطويت الفرقة على ما بدأت به..
وأظن أن لي مع نفسي حديثاً حول هاتيك الفرقة، ولعل أعينكم تغفر خطأي إن تحدثت معها على ملأٍ منكم..
...

من مجتمعنا وأحبائنا؛؛
طوائف شتى وقفت خلف راية يهود..
وتساندت بآراء هنا وهناك، تعاضد بها اولمرت وتشد بتوهماتها ساعد موفاز..

تأملوا الثلاثة أسطر أعلاه
ثم تأملوا كيف هي عواطفنا تجرنا خلف سراديب من ظلام
وقفوا اليوم لتسألوا هذه الطوائف: ما غركم بدولة يهود حتى ترجون لها علواً وتسديد؟!.
...

أولى هذه الطوائف تشغل كراسي الحكم والرئاسة..
ولا تثريب على هذه، ولا لرأيها في ميزان الأمة مقام، وكيف نثرب على من تسير آراؤه بإمضاءات خارجية؟
أسموها مغامرةً مجنونه، ثم عادوا فمدوا للمنكوبين يد المعونة، ثم عادوا فلعلعوا بالحرب لعلعة مفشوشة..
وفي كل ذاك تمضي يهود ولا تحس بطنين الذباب على باب الكنيست..
لذلك؛؛ فرأيٌ متذبذبٌ يستوي وجوده وعدمه؛؛ لا نحمل عليه كثير مطالب، وإن كنا نتمنى له السكوت أحيانا.
...

وطائفةٌ أخرى غاظهم أن تموت سياحتهم علي يد هذه الحرب
فعادوا لبلدانهم وفي نفوسهم على مشعليها تغيظ وحنق
وكيف وقد أضاعوا عليهم معارك الحانات، وافقدوهم ( بمغامرتهم المجنونة) ليالي البارات..
هلا انتظرت حربهم لما بعد الإجازات؟ وتأخرت إلى حين استمتاعهم بسحر الطبيعة ولطيف الأجواء؟!.
ومن تغيظ هؤلاء؛؛ انبعث الزفير تأييداً لأعداء من افسدوا عليهم متعة صيفهم..
وهكذا؛؛؛ ثوابت تختفي وتتماهى لأجل متع النفوس وراحتها..
ليعادي المسلم أخاه ويناصر أشد أعدائه تبعاً لنزواته ورغباته، ولو خالفت أمر دينه وحمية جنسه..
...

ومن بعد الطائفتين أعلاه..
جاءت طائفةٌ تناصر صهيون لأمرٍ أعجب وأغرب
وتعادي إخوانها بتبريرٍ أسذج من أن يذكر أو ينقل أو يكتب
إذ يرون في إعلام لبنان معول هدم، ويبصرون فيه منجل حصد للأخلاق
ومن هنا؛؛ يستحق أبناء هذا البلد ما يحيق بهم، إذ لا يأتي منهم إلا المطربين والمطربات!!..

وإذا كنا نوافق هؤلاء المساكين على النقطة الأولى ( هدم الإعلام الفاسد للأخلاق)..
فإننا نتساءل على إثر ذلك: ومنذ متى كان إعلام الشعوب الإسلامية ناطقاً عنها ومعبراً لآمالها؟!.
وفي بلدكم أنتم أيها العذال، طبقوا هذه النظرية على أنفسكم ثم انظروا أي حكمٍ سيصدر عليكم قياساً على إعلامكم
بل وأي حكمٍ سيصدر عليكم قياساً على أن أغلب إعلام الفساد العربي مصدره ممولين منكم!..
متى كانت البراءة العامة تؤخذ بجريرة الدنس القليل؟ وفي أي شريعةٍ تبرر المذابح على أساس الذنوب؟.
أسئلة طرحتها بين يدي بعض هؤلاء، ولم أجد لها عندهم من رد..
ولا زلت انتظر، ولازال ولاء الإسلام وبراؤه أكبر ارتباطاً من أن يفسخه تبذل أو تهتك..
...

وتأتي طائفةٌ أخيرةٌ أمام كلامها وجهة نظر..
إلا أنها وجهةٌ قاصرةٌ استندت على فئةٍ قليلةٍ لتحصد في سبيل حقدها عليها طائفةً أعظم..
ونعني بهم من يبغون لدولة يهود نصراً تبريراً أنها تحارب جيشاً شيعيا غير سني..

وأمام هذه لنا وقفات:
1- هل يحق لمسلمٍ أن يكفر شيعي؟ ولطالما وقفت على هذا السؤال، وأمام من استنجد بالقواميس ليستعيد لفظة المجوس وحرب فارس والروم، فقلت لنبحث رأي العلم في ذاك، وإلا فقد قرأت رأي السياسة فيه، وأعرف حق المعرفة تلك الكتب التي ظهرت بفترةٍ معينة، وكفرت ومجست بلا رأيٍ من كبار العلماء. وكان الرأي ممن أعرفه حق المعرفة وأثق بصدقه، حينما استغل زيارةً طلابية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله – وقد كانت تروج في الجامعة فتوى تكفير الشيخ للشيعة- فسأل الشيخ عن صحة ذلك، ليأتي الجواب براءةً الشيخ من ذلك الأمر، ووصية الشيخ للطالب أن يبلغ من خلفه أنه لا يكفر من ينطق الشهادتين.. وعلى هذا الرأي وقفت، وقد ذكرت هنا ذلك المقتول بيد أسامة بن زيد، حين لفظ الشهادة تهرباً فقتله الحب ابن الحب، ليأتي الوعيد من رسول الله مرددا: أين تذهب من لا اله إلا الله يوم القيامة؟
2- في لفظ الإنسان للشهادتين وإقراره بهما سرٌ عظيم، سرٌ يصان به ماله ودمه وعرضه إلا بحق، ليضع حوله الإسلام سياجاً من الأخوة، فأنى اتجهت بالناطق بهما مذاهبه ومشاربه يبقى هو الأقرب لي، ويبقى هو شريكي في عقيدة التوحيد، وفي وصية ديننا بالنصارى الموحدين دلالةٌ كبرى.. لتعلم نفوس الأمة أنها كتلةٌ تضمها الشهادتين لترمي بها وجه أعدائها، وأيما نفسٍ مالت بها شقوتها لتتمنى انكساراً لمن هم في هذه الكتلة على يد عدوٍ خارجيٍ فهي على خطرٍ عظيم..
3- وللشيعة في طرقهم أعمال تنافي صراط الإسلام المستبينن، وتخرج بصاحبها – المعتقد غير الجاهل- عن جادة الحق واليقين، ولكن هل كان هذا مبرراً للتكفير العام والتمجيس؟ وأين هؤلاء المكفرون من شروط التكفير؟ بل وأينهم من معرفة طوائف الشيعة بين المغالين والأقربين؟ ولطالما قرأت فوجدت الأكثرية يتلو التكفير كما يشرب الماء جهلاً بلا تريث، ولا أنسى ذلك الشيخ المحلل حين أتى يلعلع بمقالته وأبسط أخطائه قوله بمولد الشيعة مع مقتل عمر رضي الله عنه، والعجيب أن أرى من يستشهد بمقالته بكل ما حوت من أخطاء تاريخية وتحليلات لا تستند على أساس، وتوقعات أراها الآن بعد هدوء الأمر فأعجب من أين جاءت كما عجبت لها من قبل..
4- للأسف.. أصبحت طائفة السنة التي هي منار الأمة تحمل في جنباتها حقد الطوائف الأخرى، وبعدت عن نهج نبيها في حساب المصالح والمفاسد لتطيش موازينها في عالمٍ يموج بالفتن، وإلا فكيف نجهل عظم شأن يهود وكبر مكرهم – وقد عدهم القران اشد الأعداء- لنتمنى نصرهم على إخوة العقيدة؟ وهل أحقاد الماضي وذكريات الآلام مبرراً لنمضي في كل نازلةٍ نتمنى على طائفةٍ من طوائف الأمة الهلاك؟ وهل مقولة إن الشيعة اشد عداوة على المسلمين من النصارى واليهود ديناً ندين به؟ وهل جاءت عن نبينا الكريم لنمضيها على منتهاها بلا التفاتٍ للأحوال والأزمان؟ وحتام تظل نظرية المؤامرة تصرفنا في كل شؤوننا بلا التفات لاختلاف وتقديرات الأمور؟ وهل أضحت تلك النظرية المتضخمة اكبر من أن نعقل الأقرب لنا والأبعد عنا؟.. أسئلةٌ لم تجد جواباً غلا ذكريات الماضي يسردها البعض ويتجاهلون أن للشيعة مواقف حقٍ لا تنكر، من لم يعرفها فليسأل التاريخ، ومن صعب عليه سؤال التاريخ فليسأل جنوب لبنان.. وليس بذي فضلٍ من ينكر لعدوه فضلا فكيف بابن أمته؟.
5- أفإن أسرت حماس صهيونياً فاشتعلت من حولها النار قلنا بارك الله حركة الخير، وإن أسر حزب الله اثنين فاشتعلت حوله النار كما أشعلها هو حول أعدائه قلنا لا بارك الله حزب الشيطان؟!.. طالما وقفت مع هذا السؤال وهذه المقارنة، ولا أجد في نهايتها لنهايتها جواباً إلا أن سوسة الفرقة قد نخرت الأمة، فأضحت ترى بعين أحزابها وطوائفها ومذاهبها، ومن أين دهيت الأمة إلا من ذلك الشتات والفصام النكد،، وكأنما لم تكف فرقة سايكس بيكو لتتبعها فرقة الفرق والذاهب، في وقتٍ تتجمع أمم الأرض على قصعة أمة الإسلام، ونحن فيه أشد ما نكون عوزاً لكلمة وحدةٍ وراية التفاف..
6- لم يقنعنا كل ذاك، وبقينا على تحليلاتنا المستندة على الفراغ، والمتكئة على أقوال منشقين ومعارضين، فتمنينا للحرب الدوام ولليهود النصر والثبات، هلا ساءلنا أنفسنا كيف تطيق أن تجاهر بأمانيها بعلو اليهود أمام مسامع أطفال غزة والخليل؟ وأين نذهب بوجوهنا الشائهة وقد أبصرتها أعين أبناء القدس تتمنى لعدوهم علواً وتمكين، أين يذهب حياؤنا واللاجئون بخيام الشقاء يبصرون بأحرفنا تتمنى هزيمة من يذيق طاردهم ومشردهم ليل الرعب بهجمات الصواريخ؟.. كلما فكرت في ذلك؛ كلما والله تملكني الخجل، ولست من هذا الرأي ولكنه خجلٌ مما يفعل الأقربون، فعذراً أبا محمد الدرة عذرا..

أعلاه أحبتي وإن أطلت...
نقاطٌ طالما تمليتها ووقفت معها ومع آراء الآخرين على حيرة، فأي النجدين كان على سداد؟؟..
........

أخيراً وبعيداً عن حديث الافتراق؛؛
أمتي يا أمة الإسلام، وأنت على ثغور الجراح بين أكف أمم الظلام
أمتي يا أمة شهادة التوحيد وجسدك تتعاوره رماح من يكرهون كل ناطق لها ورافع سبابته بذكرها
أيتها الشهيدة في مذبح الفرقة والاختصام؛؛ أما آن لك أن تعودي لحظيرة الوحدة كما كنت ذات زمنٍ من ضياء؟
حين كانوا تتوالى مناظراتهم في شؤون العقيدة بين يمينٍ ويسار، سني وشيعي، معتزلي وصوفي
ثم هم إن دعا داعي الحق وأذن مؤذنه أن أمة الإسلام في موقع الخطر
رصوا صفوفهم، وساووا أقدامهم، ونسوا فرقتهم
ووقفوا كما وقف ابن حنبل ذات يومٍ يدعوا بالنصر والتمكين لمن عذبه وآذاه ليقول بقولٍ يخالف مذهبه وطريقته..

من هؤلاء نقتبس
فادفنوا الفرقة أحفاد عمرٍ وعثمان وعلي
لتمدوا سيوفكم لعدو دينكم موحدةً كما مددتكم أصابعكم لرب السماء موحدة

والله غالب على أمره
.....

أستاذي وأخي/ الشعفي..

وفيك وفي قلمك بارك الرحمن..
لا أحب أن أغضي بطرفي وأمضي سائراً خوف أن أجرح شعور فلان أو علان
والأسئلة الثائرة إن لم تجد لها جوابا عادت فيما بعد لتكون أقوى وأشد..
لهذا... طرحت ما في جعبتي وألقيت تساؤلي

وما أسعد إلي ولا أحب من أن أرى حرفك المشرق مغرداً معنا برأيٍ وفكرةٍ وعطاء
فشد قوس قلمك؛؛ وأمطرنا بغيثك الهتان

وإنما مسيرنا – إن شاء الله- واحدٌ إلى نصر الإسلام واعزاز المسلمين..

.
أيها الكريم/ أبا الجدايل..

سعيدٌ بعودتك المجددة
وسعيدٌ بصراحتك المجردة، وسعيدٌ بصدقك نصحاً وعطاء
وقد أثقلت كاهل الصفحات بما ليس لي ببال، ورميت عليها الكثير مما كانت إشارةٌ بسيطةٌ إليه تكفي..

وقد عجبت لك تسأل إن كنت أكتب للأدب أم للبحث والتبيان !!.
ولا أدري.. متى حل هذا الفصام النكد بين الأدب وبين الموضوعية حتى أصبح حرف الأدب مرفوعاً عنه القلم؟..
كلا عزيزي.. للاثنين أكتب.. الأول للنفس والقلب.. والثاني للعقل والفكر.. وإن شئت العكس فقل.
...

والأمر فيما ذكرت يطول..
بيد أني سأطير لسؤالك الذي علقته بآخر الأمر ليكون مثار حديث..
( هل تعرف شيئا عن المذهب الشيعي؟)
ولا أدري كيف أجيبك..
لكني لا أجد حرجا أن أزعم أني بدأت قراءاتي عن الشيعة ومذاهبها ولما أتجاوز العاشرة من العمر..
وأحسب عندي من الخلفية ما يؤهلني أن أقول جواباً على سؤالك: نعم..
...

هل نكفر الشيعة؟؟..
واحسبني في النقطتين الأولى والثالثة قد تناولت الأمر من المفصل الذي يهمنا ونريد..
وإذا كنت أخي الكريم تكفر الشيعة تكفيرا عاما؛؛ وتخرجهم من دين الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين
فهذا شانك وما تريد.. ولا أملك على البعد حاجزاً لقلمك.. وكم عثرت بمثلك ممن لا يكتفي بالتكفير
وإنما يذهب إلى استحباب إساءة معاملتهم، والتضييق عليهم!..

أما عني فأبرأ إلى الله أن أتخذ التكفير درباً فأصوبه لمن ينطق بالشهادتين
أنكر عمله؛ وأبرأ على الله منه، وفي قلبي يقينٌ إنه – إن كان معتقداً ما يقول غير جاهل- خارج عن الملة..
أما التكفير العام، والانطلاق في الأحكام الكبيرة بلا تثبت ولا تورع ولا تفريق فليس لي بالمسلك..
وإجماع الأمة لا ينقص الشيعة من الحسبان.. ولو سألتك عن عدد المسلمين لقلت ملياراً ونصف. دون أن تنقص الشيعة منهم..

هذا رأي عامٌ حول مسألة التكفير.. بعيداً عن مسألة الحرب والسياسة..
...

لم يعجبك البتة أن نقول: اشتعلت الحرب بين المسلم واليهودي!..
حسناً عزيزي.. إن كان هذا هو الأمر فدعنا نستبدل الألفاظ بما أردت، وبما هو الواقع ولا نستطيع نكرانه..

حينما اشتعلت الحرب بين القائل بوحدانية الله والقائل عزير ابن الله
حينما اشتعلت الحرب بين القائل بتحريف القران، والقائل بكذب القران وكذب من جاء به
حينما اشتعلت الحرب بين القائل بسب عائشة، والقائل بسب الإله ( تعالى عما يقولون)

ولك أن تنطلق حيث شئت في المقارنات
...

المغامرة المجنونة...
وحول هذه يطول الحديث..
إذ أن لنا – ولا نبالي بحديث نصر الله أو سواه- رأيٌ إن كانت مغامرةً أم لا؟
والأمة المستضعفة، الأمة المنتهكة مقدساتها، لا تحسب حسابات حروبها بالمغامرات..
وإنما حساباتها بالجولات والمحاولات، حساباتها بإذكاء روح العزة في أبنائها حتى لا تتبلد ذات يوم
حساباتها بأن عرضها يهان، وصاحب العرض يدافع عنه ولو لم يملك إلا نفسه
حساباتها بألا تنتظر اليوم الذي تصبح فيه أقوى من عدوها،، وتاريخ أمتها يخبرها أن القوة لا بالعدد ولا بالعدة..

وافرضها مغامرة مجنونة..
وقد آمنا أنها كذلك وأيقنا بها..
فهل كان هذا مبرراً لنتمنى لإخوة القرود أن يزدادوا قوة؟!..
وهل يصح هذا استدلالا لنريد لإخواننا في لبنان ذلاً وهزيمة؟!..
بدأت المغامرة ولم يعد لرد اللبن المسكوب من سبيل؛ فهل نظن بتوهيننا لإخواننا وشد عضد يهود أننا نفعل شيئا؟!
...

أخيراً أخي..
لم يقل الفنار على مدار حديثه أن نصر الله هو عماد الدين زنكي قادمٌ براية العز للإسلام..
وما ذكرته أنت واستشهدت به عن حزب الله وحركة أمل؛؛ كلامٌ صائبٌ تخبرنا الشواهد كل يومٍ بصحته..
ولكن التساؤل المنصب هنا..
هل معرفة هذه المؤامرات الخمينية مبررٌ لأن نتمنى نصر اليهود على حزب الله؟
وهل نغلق أعيننا عن الخطر الصهيوني الأكيد ونفتحها فقط على الخطر الشيعي المحتمل؟

آمنا بالله وقلنا ويلٌ للعرب من مؤامرات الشيعة
فما بالنا نكفر اللحظة التالية ولا نقول بالويل من مؤامرات يهود؟
...

" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"
...

افهمني أيها الحبيب جيدا..
لا ألمع حسن نصر الله ولا حزبه المذكور
ولكني مسلمٌ يقف فيلقي أنظاره صوب الحرب الدائرة بين هذا الحزب وبين يهود
استدعيت عقيدتي فقالت لي بأن الحزب المذكور أقرب لها من اليهود
استدعيت تاريخي فقال لي إن الحزب المذكور اقرب إليه من اليهود
استدعيت واقعي المزري فقال لي بان الحزب اقرب إليه من اليهود

وبعد ذاك
أتيت لأسباب هذا التفضيل فنشرتها على هذه الصفحات
وقلت رأيي كما اعتقده
فهل أخطأت؟
...

تقديري لكرمك..