وقفتُ أمام محرابِ الجمالِ = أُناجي منْ تفرّد بالكمالِ
أُناجي من تقدّس في عُلاهُ = إله العالمين وذا الجلالِ
وقفتُ وفي لساني ألف شكوى = يضِـجّ بها فؤادي في انعزالِ
وقفتُ كأنّني مأسور قومٍ = توثّق بالحديد وبالنكالِ
تُساقيهِ المنايا كأس هولٍ = قُبيلَ الموتِ تصرعُهُ الليالي
وقُدْ سُدَتْ منافذهُ عليهِ = ولا يرجو خليلاً أو موالي
فقامَ وروحُهُ تشكو هُزالاً = وما أقسى القيام مع الهُزالِ
تدثّرَ بالخضوعِ وقام يبكي = يمُدّ يديهِ يُكثِرُ في السؤالِ
أمام الله يجأر في خشوعٍ = ألا فارحم إله الكونِ حالي
"إله الكون" فانسابتْ دموعٌ = تُطهِّرُ رجس أرواح الرجالِ
هو الله الذي يعطي العطايا = خزائنُهُ تفيضُ بلا زوالِ
ألا يابؤس من يدعو سواهُ = أيُدعى الآلُ في كنفِ الزّلالِ
هو الله الكريمُ وكلّ شهمٍ = كريمٍ عندهُ صفرُ الشمالِ
إلهٌ..غافرٌ.. فردٌ .. قديرٌ = غنيٌّ .. مُنعِمٌ .. برٌّ .. وعالي
بديعٌ .. خالِقٌ .. صمدٌ .. عظيمٌ = لهُ تعنو الوجوهُ بكلِّ حالِ
لهُ نورٌ يحَجِّبٌ كلَّ نورٍ = تُدكُّ لنورِهِ صُمُّ الجبالِ
لهُ وجهُ.. لهُ سمعٌ جليلٌ = لهُ عينٌ تراك بلا مِثالِ
وليس لوصفِهِ أبداً شبيهٌ = تبارك ذو الكمالِ وذو الجمالِ
تفرّد بالبقاءِ فكلُّ حيٍّ = سِواهُ فميِّتٌ .. فانٍ .. وبالي
فلا واللهِ لا حيٌّ سيبقى = " ويبقى وجه ربّك ذو الجلالِ"
تعليق