السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
( الَمَـنَّجَف ) ( النَّـثَلة ) ( المَنَـثل )
مصطلحات من تراثنا القديم الذي اندثر
وطوته الأيام والسنون مع أولئك الآباء والأجداد رحمهم الله
وفي رفقة بعض الأصدقاء في إجازة هدا العام دار الحديث
حول هده المصطلحات وحرصت على معرفتها وتبين لي
أن هده المصطلحات كان يستعملها المزارعون في مزارعهم
التي تعتمد على مياه الأمطار والسيول.
فالنثلة : هي القيام بتنظيف واصلاح الركيب "المزرعة"
مما حملته السيول عبر ( الخُلج ) جمع خليج وهو مجرى مياه
السيل من حصى ورمال وغثاء وغيرها وكذلك ينثلون
الآبار التي تجمع فيها ما تقدم.
والمنجف : هي حفرة تقع عند مصب مياه الخلج في (الركيب)
لتترسب وتتجمع فيها الرمال والحصى حتى لا تفسد المحصول
وتفسد التربة الصالحة للزراعة ثم تنثل بعد دلك فهي بمثابة
الصفاية في مغسلة المطبخ
هذه الأعمال على بساطتها تدل على الحرص على إتقان العمل
والإنتاجية من أولئك الشرفاء رحمهم الله .فكم جدوا وتعبوا وسعوا
في الأرض ولم تتوفر لهم سبل الراحة التي توفرت لجيلنا اليوم
الذي هجمت عليه الآفات والسموم من كل حدب وصوب فلا يعرف
كيف يتقيها ويحمي نفسه وقلبه وأسرته من خطرها
وما أحوجنا اليوم أن نعيد هده المصطلحات في حياتنا
والقيام بإصلاح أخلاقنا وقلوبنا وأنفسنا أولاً ثم أسرنا ثانياً التي
هجمت عليها الرواسب والآفات من كل خليج ومصب ومن كل
حدب وصوب وران على قلوبنا وأخلاقنا كثير
من الرواسب والغثاء وأصبحت في أمس الحاجة إلى
(المنجف) ليحميها و(النثلة)
لتطهيرها وتنقيتها وكذلك بيوتنا وأسرنا تعددت وسائل الهدم والتخريب
والتغريب فتارة من فضائيات ماجنة وتارة من مجلات وصور خليعة
ونارة من رفقاء سوء فاسدبن فتأكد على كل عاقل ووجب عليه يبذل الجهد
لتنظيف ما علق من رواسب وأن يقوم (بالنثلة) ويبادر بالتطهير
والتنظيف لقلبه وأسرته مما أفسدها من سموم وأدواء
عديدة والرجوع إلى (المنجف)
الحقيقي الذي يحمي الأخلاق والقلوب والأسر من كل آفة
وفساد وهذا المنجف الواقي الحامي الغاصم بأمر الله من كل شر
هو الكتاب والسنة فمن تمسك وعمل بهما كانا له بمثابة
(المنجف) الذي يحمي به المزارع مزرعته
من الآفات والترسبات وعندها تسمو الأخلاق الحميدة وتصفو القلوب
السليمة وتنعم وتسعد الأسر المسلمة النقية فكم نحن في أمس الحاجة أن نعيد
(للنثلة) مكانتها ونحرص على (المنجف)
لحمايتنا حتى يتحقق لنا الأمن والسعادة في الدارين .
دمتم في رعاية الله وحفظه
الشعفي 8/8/1427هـ
تعليق