*****
من روائع الأدب العربي
قس بن ساعدة الإيادي
أيها الناس اسمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت , آيات محكمات , مطر ونبات , وآباء وأمهات , وذاهب وآت , ضوء وظلام , وبر وآثام , ولباس ومركب , ومطعم ومشرب , ونجوم تمور , وبحور لا تغور , وسقف مرفوع , ومهاد موضوع , وليل داج , وسماء ذات أبراج ، إن في السماء لخبراً ، وإن في الأرض لعبراً ، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون ؟ ، أرضوا بالمقام فأقاموا ؟ أم تركوا فناموا ؟
يا معشر إياد أين ثمود وعاد ؟ وأين الآباء والأجداد ؟ أين المعروف الذي لم يكشر , والظلم الذي لم ينكر ؟ يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه إن لله ديناً هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه , فطوبى لمن أدركه فاتبعه , وويل لمن خالفه 0
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
لما رأيت موارد للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها يمضي الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
***
ومن روائع الأدب العربي كذلك لـ( قس بن ساعدة الإيادي :
أوصى قس بن ساعدة ولده فذكر الله ثم قال : أما بعد ـ فإن المعا تكفيه البقلة وترويه المرقة ، ومن عيّرك شيئاً ففيه مثله ، ومن ظلمك يجد من يظلمه ، وإن عدلت على نفسك عدل عليك من فوقك ، وإذا نهيت عن شيء فابدأ بنفسك ، ولا تجمع ما لا تأكل ، ولا تأكل ما لا تحتاج إليه ، وإذا أخرت فلا يكونن كنزك إلا فعلك ، وكن عف العيلة ، مشترك الغنى ، تسد قومك ، ولا تشاور مشغولاً وإن كان حازماً ، ولا جائعاً وإن كان فهماً ، ولا مذعوراً وإن كان ناصحاً ، ولا تدع في عنقك طوقاً لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك ، وإذا خاصمت فاعدل ، وإذا قلت فأقصر ، ولا تستودعن سرك أحداً فإنك إن فعلت ذلك لم تزل وجلاً ، وكان المستودع بالخيار إن جنا عليك كنت أول ذلك , وإن وفى لك كان الممدوح دونك 0
*****
من روائع الأدب العربي
قس بن ساعدة الإيادي
قس بن ساعده الأيادي خطيب العرب وشاعرها , وحليمها وحكيمها , يقال انه :
أول من خطب على شرفه
واتكأ عند خطبته على سيف أو عصا
وأول من قال في كلامه ـ أما بعد ـ ( أي بعد دعائي لك )
أدرك الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل النبوة , ورآه بعكاظ فكان يؤثر عنه كلاما سمعه منه , وسئل عنه فقال ( يحشر أمة وحده )
وكان قس على رأس خطباء إياد بل على العرب جميعا , يضر به المثل
وكان يفد على قيصر الروم زائرا , فيكرمه ويعظمه
وهو معدود في المعمرين , توفي نحو 23 فبل الهجرة 600 م
ويقال انه أول من أظهر التوحيد بمكة وما حولها ، مع ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل
ولو لم يكن من فضل قس إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه لكفاه فخراً 0
خطبة قس بن ساعدة الإيادي في سوق عكاظ :
أول من خطب على شرفه
واتكأ عند خطبته على سيف أو عصا
وأول من قال في كلامه ـ أما بعد ـ ( أي بعد دعائي لك )
أدرك الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل النبوة , ورآه بعكاظ فكان يؤثر عنه كلاما سمعه منه , وسئل عنه فقال ( يحشر أمة وحده )
وكان قس على رأس خطباء إياد بل على العرب جميعا , يضر به المثل
وكان يفد على قيصر الروم زائرا , فيكرمه ويعظمه
وهو معدود في المعمرين , توفي نحو 23 فبل الهجرة 600 م
ويقال انه أول من أظهر التوحيد بمكة وما حولها ، مع ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل
ولو لم يكن من فضل قس إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه لكفاه فخراً 0
خطبة قس بن ساعدة الإيادي في سوق عكاظ :
أيها الناس اسمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت , آيات محكمات , مطر ونبات , وآباء وأمهات , وذاهب وآت , ضوء وظلام , وبر وآثام , ولباس ومركب , ومطعم ومشرب , ونجوم تمور , وبحور لا تغور , وسقف مرفوع , ومهاد موضوع , وليل داج , وسماء ذات أبراج ، إن في السماء لخبراً ، وإن في الأرض لعبراً ، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون ؟ ، أرضوا بالمقام فأقاموا ؟ أم تركوا فناموا ؟
يا معشر إياد أين ثمود وعاد ؟ وأين الآباء والأجداد ؟ أين المعروف الذي لم يكشر , والظلم الذي لم ينكر ؟ يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه إن لله ديناً هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه , فطوبى لمن أدركه فاتبعه , وويل لمن خالفه 0
و أنشأ بعد ذلك يقول :
(من مجزوء الكامل المرفل)
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
لما رأيت موارد للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها يمضي الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
***
ومن روائع الأدب العربي كذلك لـ( قس بن ساعدة الإيادي :
أوصى قس بن ساعدة ولده فذكر الله ثم قال : أما بعد ـ فإن المعا تكفيه البقلة وترويه المرقة ، ومن عيّرك شيئاً ففيه مثله ، ومن ظلمك يجد من يظلمه ، وإن عدلت على نفسك عدل عليك من فوقك ، وإذا نهيت عن شيء فابدأ بنفسك ، ولا تجمع ما لا تأكل ، ولا تأكل ما لا تحتاج إليه ، وإذا أخرت فلا يكونن كنزك إلا فعلك ، وكن عف العيلة ، مشترك الغنى ، تسد قومك ، ولا تشاور مشغولاً وإن كان حازماً ، ولا جائعاً وإن كان فهماً ، ولا مذعوراً وإن كان ناصحاً ، ولا تدع في عنقك طوقاً لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك ، وإذا خاصمت فاعدل ، وإذا قلت فأقصر ، ولا تستودعن سرك أحداً فإنك إن فعلت ذلك لم تزل وجلاً ، وكان المستودع بالخيار إن جنا عليك كنت أول ذلك , وإن وفى لك كان الممدوح دونك 0
*****
تعليق