Unconfigured Ad Widget

Collapse

دم المصلين

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • صنيتان
    موقوف
    • Jan 2005
    • 88

    دم المصلين

    هذه القصيدة للشاعر د/ أحمد عثمان التويجري قيلت قبل أكثر من عشرين سنة ..
    وهي من أقوى ما كتب من الأبيات الشعرية المعبرة عن المأساة التي تعيشها أمتنا الاسلامية , خاصة أنها أجادت في التعبير والإيضاح للحل الحقيقي لهذه المآسي التي لا زالت الأمة تكتوي بنارها الشديدة حالياً يوماً بعد يوم.


    دم المصلين في المحراب ينهمر *** و المستغيثون لا رجع و لا أثر

    و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت *** عيونها في عذاب الصمت تنتظر

    تُسائل الليل و الأفلاك ما فعلت *** جحافل الحق لما جاءها الخبر

    هل جُهزت في حياض النيل ألويةٌ *** هل في الحجاز و نجد جلجل الغير

    هل قام بليون مهدي لنصرتها *** هل صامت الناس .. هل أودى بها الضجر

    هل أجهشت في بيوت الله عاكفة *** كل القبائل و الأحياء و الأسر

    تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ *** و نحن بالقولة النكراء نعتذر

    ياليت شعري أضاعت كل عزتنا *** حتى استباح حمانا جهرة قذر

    أين المنادون بالتحرير و يحهموا *** أين الصمود و أين السهل و الوعر

    أين المرابون في أسواق أمتنا *** في كل صقع لهم للخزي مؤتمر

    سيوفهم في سبيل الحق مغمدة *** و في سبيل الخنا يا ويحهم حمر

    سلوا الملايين من أبناء امتنا *** كم ذُبحوا و بأيدي خائنٍ نُحروا

    سلوا حماة سلوا لبنان ما برحت *** دماؤنا في ثراها بعد تستعر

    يا أمة الحق إن الجرح متسع *** فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبر

    قوميةٌ كم نبحنا في مقاطعها *** حتى أنتنت فاشتكت من قبحها مضر

    شعبية كم نعقنا بتسمها زمناً *** بها اقتتلنا فما نبقي و ما نذر

    غربية كم سُقينا من مشاربها *** سمّاً زعافاً به الطغيان يختمر

    شرقيةٌ كم جرعنا من مصائبها *** و جه قبيح للاستعمار مستتر

    يا أمة الحق ماذا بعدُ قد نفدت *** كل الدعاوي و كلت دونها الفِكرُ

    ماذا سوى عودة لله صادقةٌ *** عسى تُبدل هذا الحال و الصور

    عسى يعود لما ماضٍ به ازدهرت *** كل الدُنا و اهتدى من نوره البشر

    على أساس الهدى كانت مدائننا *** و في سبيل العلا لم يُثننا سفر

    لم نفتخر أبداً بالطين أبنية *** كلا و لكننا بالعدل نفتخر

    إذا تطاول بالأهرام منهزم *** فنحن أهرامنا سلمان أو عمر

    اهرامنا شادها طه دعائمه *** وحي من الله لا طين و لا حجر

    أهرامنا في ذرى الأخلاق شامخة *** هي السماحة و هي المجد و الظفر

    أهرامنا في ربى التوحيد راسخة *** غيث النبوة يسقسها فتزدهر

    يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت *** فينا المروءات و استشرى بنا الخور

    أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ *** يجيب صرخة مظلوم و ينتصر

    أما لنا من صلاح الدين يُعتقنا *** فقد تكالب في استعبادنا الغجر

    يا أمة الحق إنا رغم محنتنا *** إيماننا ثابت بالله نصطبر

    فقد يلين زمانٌ بعد قسوته *** و قد تعود إلى أوراقها الشجرُ
    منقول
Working...