تأملوا هذه المقاله جيدا
كاتب يهودي يتوقع نهاية إسرائيل وتشتت شعبها
ترجمة – د. بشرى الفاضل
أثار مقال للكاتب النرويجي "جوستن قادار" بعنوان " شعب الله المختار" غضب اليهود داخل إسرائيل وفي النرويج وفي كل انحاء العالم. وجوبه الكاتب بحملة سافرة ضده الزمته الصمت واختفى عن الأنظار وامتنع عن اجراء مقابلات صحفية ويبدو أنه بات يخاف على حياته من المتطرفين اليهود.
المقال نشرته صحيفة " آفتين بوستن" النرويجية وهي إحدى كبريات الصحف النرويجية والموضوع الرئيسي في هذا المقال يشير إلى ان إسرائيل قد فقدت حقها في الوجود في هيئتها الحالية. ولأن الكاتب قادار كاتب مشهور في النرويج حيث بلغت نسخ كتابه الأخير (25 مليون نسخة) فإن مقاله أثار ايضاً عاصفة وسط المثقفين النرويجيين والشعب النرويجي قاطبة.
ربط "قادار" الذي اشتهر بكتابه " عالم صوفي" بين الجيش الإسرائيلي وعملياته الوحشية في لبنان وبين التاريخ اليهودي وتكهن بتفكك الدولة الإسرائيلية الماثلة في عالم اليوم حيث ان اليهود سيصبحون على اثر هذا التفكك لاجئين.
ويقارن الكاتب "قادار" في مقاله بين الحكومة الإسرائيلية ونظام طالبان في افغانستان ونظام الفصل العنصري "الابارتايد" في جنوب افريقيا. وقال في مقاله وهو اليهودي .. اننا لم نعد نعترف بدولة إسرائيل وان دولة إسرائيل اصبحت من الماضي .. من التاريخ..
وقال انه يجب ان نطلق على قتلة الأطفال مسمى "قتلة الأطفال" وانه لا يجب ان نقبل بمقولة ان لهم مبررات دينية أو تاريخية لارتكاب مثل هذه الممارسات الوحشية. وكتب قادار يقول الخزي للتطهير العرقي والعار لكل ضربات ارهابية ضد المدنيين سواء إذا ارتكبت مثل هذه الممارسات بواسطة حماس أو حزب الله أو دولة إسرائيل.
واشار قادار مراراً في مقاله للدور السلبي الذي لعبته الديانة اليهودية في احتلال الاراضي وفي الأعمال العدوانية في تلك الاراضي وقال انهم لا يؤمنون بفكرة شعب الله المختار اننا نضحك على خيالات وخطرفات هذه الدولة ونبكي على ما ترتكبه من جرائم.
وما ان نشر قادار مقاله حتى وردت للصحيفة اعداد هائلة من التعليقات والردود الغاضبة وكالعادة في مثل هذه الحالات اتهم يهود في النرويج وداخل إسرائيل جوستن قادار بمعاداة السامية.
وتحدثت الناقدة والصحفية (موناليفين) ضد قادار وقالت انها أصيبت بالصدمة جراء صمت الحكومة النرويجية وإدانة مجلس الوزراء النرويجي نظراً لعدم استجابته والتصريح بشيء ضد كتابة قادار التي وصفتها بأنها أكثر الكتابات استفزازاً، وقالت ليفين في مقابلة أجرتها معها الصحافة الإسرائيلية من أوسلو.. ان قادار شخص جاهل ومليء بالكراهية وهو يهاجم اليهودية.. وواضح من نبرة ليفين انها هي التي توجه الإساءات إذ كيف يمكن وصف كاتب روائي مشهور بلغت مبيعات آخر كتبه 25 مليون نسخة بأنه جاهل. ويتضح من الربط بين الإساءة لليهودية وبين الكاتب محاولة استعداء غلاة معتنقي الديانة اليهودية ضد هذا الكاتب النرويجي. انه هو التحريض نفسه القديم الجديد ضد الرأي الحر. وقالت ليفي انه من غير المقبول ان يقوم شخص كاتب كهذا يحظى بسمعة عالمية بمهاجمة مجموعة اثنية بكاملها فيما يقابل الصحفيون ذلك بالصمت.
اما البروفيسور دينا بورات رئيسة معهد دراسات معاداة السامية والعنصرية بجامعة تل أبيب فقد وصفت أقوال قادار بأنها بيان (مانيفستو) كلاسيكي تقليدي معروف عن معاداة السامية، ولا يمكن اعتبار هذه الأقوال نقداً لإسرائيل ليس الا فوراءها ما وراءها من معاداة للسامية، وقالت دينا ان الكاتب قادار لم يقم بمناقشة الأزمة في سياقها الراهن لكنه عاد لآلاف السنوات ليصل إلى نتيجة تقول ان اليهود لديهم تاريخ من القسوة وان هذه القسوة ظلت كما هي عبر التاريخ دون تغيير وهذه الممارسات القاسية العنيفة هي المسؤولة عن ما ارتكبته القوات الإسرائيلية من فظائع في لبنان، وقالت البروفيسور بورات انه وبناء على قوانين الاتحاد الأوروبي فان القول بحرمان إسرائيل من حقها في الوجود يعتبر مسألة عنصرية وهكذا نلمح في تصريح بورات تهديداً جديداً للكاتب، وأضافت البروفيسور تقول بحنق ضد الكاتب قادار بأنها ظلت تعمل في أبحاث معاداة السامية لمدة 15 عاماً ولم يمر عليها نص كنص الكاتب النرويجي جوستن قادار فيما يتصل بمحتواه المعادي لإسرائيل وفيما يتصل بأسلوب الخطاب.
ومن ضمن ما أورده قادار في المقال قوله.. اننا لا نعتقد ان إسرائيل قامت بالبكاء على الـ40 طفلاً الذين قتلوا في لبنان فنحن نلحظ ان النصر في إسرائيل هو وحده الذي يهم الدولة الإسرائيلية لا مصير الأطفال المذكورين.
وكتب قادار يقول ان أول إرهابيين صهيونيين بدأوا عملهم في عهد المسيح (عليه السلام) ورفض قادار في مقابلته مع صحيفة هارتيس ان يكتب مقالاً آخر ينفي فيه أقواله الحالية لكنه تمنى الا يترجم المقال للغات أخرى. وذكر رئيس القسم السياسي بصحيفة آفتين بوستن بأنه لم يجد شيئاً يمنع نشر المقال وان صوت قادار مهم في النرويج ويجب ان تسمع وجهة نظره، ويجئ نشر مقال قادار مع شواهد أخرى معادية للسامية في النرويج شهدت إغلاق معبد يهودي والاعتداء على شاب يهودي بسبب زيه اليهودي.
جريدة المدينة عدد 15827
ص 22 تاريخ 29/7/1427هـ