Unconfigured Ad Widget

Collapse

مقال الأمير عمرو الفيصل القديم المتجدد

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • قينان
    أدعو له بالرحمه
    • Jan 2001
    • 7093

    مقال الأمير عمرو الفيصل القديم المتجدد

    بدون زيادة أو نقصان

    جريدة المدينة الأحد 21 ربيع الآخر1246هـ
    مقال
    عمرو محمد الفيصل
    السياحة السعودية
    منذ أيام وأنا أشاهد مجموعة من أفلام الفيديو التي صورتها لرحلاتي الصين وإيران. لقد استعدت عبر هذه الأفلام ذكريات جميلة لتلك الدولتين والأشخاص الذين تعرفت عليهم بهما ,في هذه الأثناء قرأت بالصدفة عن مشروع سياحي ضخم تود مجموعة سعودية القيام به في المملكة وبتشجيع من الهيئة العليا للسياحة.لا أخفي عليكم أيها الإخوة والأخوات أن هذا الخبر أزعجني كثيرا. إن مملكتنا الحبيبة تحتاج إلى فترة طويلة لكي تصبح مؤهلة لاستقبال الزوار الأجانب خارج منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وربما إلى أجيال. إن ثقافتنا بصفة عامة تشجع على أن ينظر إلى الزائر الأجنبي بنظرة شك وريبة ،وإلى افتراض سوء النية في القادم من الخارج. هذه النظرة تجعل هذا البلد يبدو منفردا للغريب. وهذا عكس تماما ما يجب أن تكون عليه الدولة السياحية من الترحيب بالغريب و إشعاره بسعادتنا لقدومه لنا وإقامته معنا.
    سأضرب لكم بعض الأمثلة:
    في رحلاتي في الصين الشعبية، وهي دولة شيوعية كما يعرف الجميع وسمعتها أن الحضور الأمني بها واضح، بل ربما طاغ.. إلا أن الحق يقال بأن الحضور الأمني في كثير من بلداننا العربية أضعاف ما هو موجود بالصين ،فلم أشاهد نقطة تفتيش واحدة داخل أو خارج أي من المدن الصينية التي زرتها ،مع العلم بأنني سافرت بالبر ما أمكن ذلك.
    كنت أصور بكمرتي الفيديو والعادية كما أشاء، ولم يحاول احد منعي اللهم إلا داخل معابدهم لأسباب معروفة. لقد اعترضني في الطريق كثير من الصينيين العاديين ليسألوني من أين أنا؟ فعندما أجيبهم بأني من المملكة العربية السعودية يبتسمون لي و يقولون مرحبا بك في بلدنا، ونأمل أن تستمتع بزيارتك لنا. انظروا إلى أخلاق هؤلاء الناس.
    بالله عليكم لو أن سائحا صينيا زار مناطقنا السياحية .هل كان سيعامل بمثل هذه الرحابة والكرم ؟أم أنهم كانوا سيصرخون في وجهه ممنوع التصوير!؟
    مثال آخر، إيران حيث كانت تجربتي هناك قريبة لتجربتي الصينية .لم ألق من موظفي المطار إلا الابتسامة الجميلة والسرعة في ختم جوازي، ثم بعد ذلك لم يطلب مني احد أن ابرز هويتي اللهم إلا عند التسجيل في احد الفنادق ،أو عند دخول بعض المناطق الأثرية والمتاحف، حيث عندهم سعر خاص لتذاكر الأجانب. أما أن يوقفني احد ويطلب مني بجفاف أن ابرز جوازي فهذا لم يحدث أبدا. في إيران أيضا استوقفني كثير منهم ليسألوني من أين أنا؟ فعندما أجيبهم يبتسمون ويقولون مرحبا بك في إيران!
    يا سلام!
    ثم يأتونا في هيئة السياحة ويحسبون أننا أصبحنا دولة سياحية ،ويشجعون بعضا من المستثمرين في هذا البلد أن ينفقوا عشرات و ربما مئات الملايين في مشاريع سياحية مآل كثير منها مع الأسف للفشل والإفلاس، لأنه لا يكفي لكي تنشط السياحة أن تبني بها منتجعات سياحية، بل لابد من التغيير أساسي في ثقافة الناس لكي يتقبلوا الزائر الغريب ببشاشة ويشعروه بالترحاب الحقيقي وهذا أمر لا زال مفتقدا إلى حد كبير عندنا .
    لهذا أنبه القائمين على صناعة الاستثمار عندنا إلى هذه العوائق خاصة وأن هناك بدائل عديدة حولنا بدءا من دبي إلى تونس الخضراء، حيث يجد السائح في تلك البلاد الترحاب من أهلها ولا يسأله أحد هناك عن الإقامة، ولا يهجم عليه احد لينزع منه آلة التصوير.
    أما نحن فننتظر من الهيئة العليا للسياحة أن تضع من مالها هي في مشاريع سياحية, فان نجحت فلا بأس من أن ينضم إليهم القطاع الخاص بعد ذلك، حتى لا يكون القطاع الخاص حقل تجارب.
    sigpic
  • دايم الستر
    عضو مشارك
    • Dec 2004
    • 365

    #2
    "ثم يأتونا في هيئة السياحة ويحسبون أننا أصبحنا دولة سياحية ،ويشجعون بعضا من المستثمرين في هذا البلد أن ينفقوا عشرات و ربما مئات الملايين في مشاريع سياحية مآل كثير منها مع الأسف للفشل والإفلاس، لأنه لا يكفي لكي تنشط السياحة أن تبني بها منتجعات سياحية، بل لابد من التغيير أساسي في ثقافة الناس لكي يتقبلوا الزائر الغريب ببشاشة ويشعروه بالترحاب الحقيقي وهذا أمر لا زال مفتقدا إلى حد كبير عندنا "

    موضوع يستحق التأمل

    الله يعطيك العافيه يا عمنا الفاضل وفي إنتظار جديدك
    "من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحب لهم ما يحب لنفسه "
    علي رضي الله عنه

    تعليق

    Working...