بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أتمنى الا يحدث مداخلات حتى تنتهي الرواية , فهل تؤيد الكاتبة ذلك؟ وهل تضمن عدم التأثر بالمداخلات؟ مما قد يحدث تغييرا حتى ولو طفيفا في سير وأحداث الرواية. كنت أريد توقع ماذا سيحدث ,ولكني فضلت المتابعة ,

السلام عليكم ورحمة الله .. ومبارك عليكِ الشهر الفضيل

.

*****


الاخت العزيزه حديث الزمان

اهنيك من كل قلبي , قصه جميله والاجمل قدرتك ( ماشاء الله تبارك الله ) على ربط الاحداث والمواقف

تحياتي وتقديري وبالتوفيق


*****

توفي عبدالرحمن غرقاً ، وربما انتهى معه حلم الشيهانة الذي بات أشبه بالمستحيل ، أصيبت العائلة بذهول وصدمة موجعة سيبقى ألمها في أنفسهم ما بقي الزمان.

شيهانة نقلت للمستشفى - أصيبت بحالة إنهيار حاد - ووالدتها ليست بأفضل حال منها إلا أن دور أم حمد في تخفيف مصابها كان بارزاً فقد كان لتواجدها الدائم معها أثر بالغ في نفسها وتخفيفاً لمصابها .

الأبناء الأربعة أشد جلداً وصبراً من والدتهم وأختهم إلا أن الحزن العميق رسم على وجوههم ما يعجز التعبير عن وصفه ، فقد فقدوا والدهم في الوقت الذي لم يظهروا له نجاحهم في الحياة بعد ، وربما فارقهم وهو غير راض عنهم لتصرفاتهم الطائشة التي كانت تزعجه كثيراً وتسبب له الكثير من المتاعب.


الأيام لا تتوقف ، تمضي بسرعة ، وكذا الحزن لا يستمر .. فهو يتلاشى بمرورها ...


بعد أسبوعين


أم حمد : الله يعينك يالشيهانة ، لو أبوك بعده حي ما صار هذا حالك ..
أبو حمد : وش بلاها الشيهانة ؟
أم حمد : والله يا أبو حمد هالبنية مسيكينة ، مو مكفيها فقدت أبوها .. !
أبو حمد : الحمد لله هذا المقدر ، الله يصبرهم جميع
أم حمد : بلاك ما تدري يا أبو حمد .. !!
أبو حمد : خير .. وش السالفة ؟
أم حمد : كلمتني أم بدر قبل وفاة عبدالرحمن بيومين ، البنية ودها تدرس الطب ، وأبوها رحمة الله عليه كان موافقها ، بس أمها معيية عليها
أبو حمد : ليه ؟
أم حمد : خايفة عليها من حكي الناس .. !
أبو حمد: الله يكون بعونهم .. عقب موت عبدالرحمن رحمة الله عليه أشياء كثيرة بهالبيت تبي تتغير.
أم حمد: شلون ؟
أبو حمد : تبين تعرفين بعدين ... ( بحزن يردد ) رحمة الله عليك يا عبدالرحمن ... رحمة الله عليك


في المنزل


شيهانة : أقول بدر ، الله يعافيك بكره موعد التقديم بالجامعة ، ممكن توصلني ؟
بدر : أي ساعة ؟
شيهانة : الساعة عشر
بدر : زين
روعة : الله يوفقك يا بنيتي ، لكن وش قررتي تدرسين ؟
شيهانة : طب إن شاء الله
روعة : ردينا للسوالف اللي ما لها طعم ؟!!
شيهانة : أبوي رحمة الله عليه كان موافق ، الله يخليك لا تحرميني من هالرغبة إذا مو عشاني عشان رضى أبوي
روعة : أبوك رحمة الله عليه ما كان وده يزعلك وإلا هذي مو رغبته
بدر : شيهانة .. أمك مو موافقة ، وأنا بعد مو موافق .. لا تصيرين عنيدة إذا ودك نساعدك
شيهانة : ( تصرخ ) يعني أيش تساعدني ؟؟ بدر رغبتي أصير طبيبة وهذي رغبة أبوي بعد !!
بدر : لو ما بقى بالدنيا غير الطب ... ريحي عمرك وخذيها من قاصرها أزين لك
شيهانة: حرام عليكم ليش تحرموني أحقق رغبتي
روعة: يا بنيتي وش ودك يقولون عنك الناس .. !!
شيهانة: الدكتورة شيهانة .. الدكتوووووووورة .. سمعتيها ولا أعيدها ؟
بدر: أمي اتركي هالموضوع لي ، أنا اتفاهم مع الشيهانة ، يهديها الله وتقتنع
شيهانة: وش تقنعني فيه يا بدر ؟ أقول لك هذي رغبتي .. وموب دارسة غير الطب ، ليش واقفين بطريقي ؟
بدر : أمي لا تهمك الشيهانة ، ما راح تدرس طب وراسي يشم الهواء ، إذا ودها تركب راسها ترى ما فيه جامعة لا طب ولا غيره . المهم خلونا نتكلم بالمفيد
شيهانة : ليش تغير الموضوع ، تبي تحرمني من الجامعة يا بدر !! غيران مني وما تبيني أدرس طب لأنك فشلت ؟؟
لا يمهلها بدر وعلى الفور يصفعها .. ( يصرخ ) قليلة أدب ومنتي متربية ، والله لو تعيدينها مرة ثانية غير تشوفين مني شيء عمرك ما شفتيه بحياتك
شيهانة: الله ينتقم منك ، الله لا يوفقك .. حسبي الله عليك حسبي الله عليك .. ليش تضربني ؟؟ أمي شوفي بدر
روعة : تستاهلين اللي يجيك ، شلون تتكلمين مع أخوك بها الطريقة
شيهانة : أبوي ما ضربني يجي هالفاشل يضربني .. !!!
بدر: انكتمي يا بنت .. لا يطلع صوتك اخلص عليك وافتك منك
يدخل سعود : ( يصرخ ) شفيكم ؟ تخلص عليها ..؟!! وش هي مسوية ؟؟
بدر : لا تصارخ يا سعود ...! الشيهانة طولت لسانها علي وخذت جزاها ويبي يجيها زود لو ترفع صوتها مرة ثانية
شيهانة: ضربني يا سعود .. ضربني .........
سعود : اكيد منت بصاحي .. ما لقيت غير اختك تفرد عضلاتك عليها ؟
روعة: مو شغلك يا سعود ، هذا أخوها الكبير وحسبة أبوها .
سعود : لا مو حسبة أبوها وأقسم بالله لو يمد يده مرة ثانيه غير يشوف مني شيء ما يرضيه ، توها المسكينة ما نسيت حزن أبوها المفروض يراعيها ، يواسيها ، يصبرها ... يصير في مقام أبوها لمصلحتها مو يضربها جعل يده تنشل
بدر : لا تكثر يا سعود .. الشيهانة من زمان شايفة عمرها وجاء الوقت اللي أعلمها حدودها اللي ما تتعداها
سعود : طلع اللي بنفسك على الشيهانة يا بدر .. طلعه خلنا نشوف تاليتها معاك
بدر: بعدها ما شافت شيء ..
سعود: لا هين .. أنا موجود إذا ودك تعرف ، احذر تسوي شيء تندم عليه طول عمرك يا بدر .. وحط كلامي على بالك زين
بدر : تتحداني يا سعود ؟
سعود : إذا وصلت للشيهانة أبي أصير خصمك وبتشوف مني شيء ما يرضيك
روعة: الله لا يوفقك يا الشيهانة .. خلاص عجبك قامت بينهم
شيهانة : أمي حرام عليك لا تدعين علي ، ليش كلكم علي أنا وش مسوية ( تهرب لغرفتها )
سعود : ( يرفع صوته ) لا يهمونك يالشيهانة .. لا يهمونك أبد
بدر : زين يا سعود نشوف .. نشوف تاليتها .. والأيام جايه


في المساء

سعود : شيهانة ، ودي أعرف وش صاير اليوم بينك وبين بدر بالتفصيل
الشيهانة : طلبت منه يوصلني للجامعة بكرة وقلت له أبي أدرس طب
سعود : وبعدين
الشيهانة : رفض ، سألته ليش غيران مني ( يقاطعها ) : ولها السبب مد يده عليك ؟
الشيهانة : لا .. قلت له فاشل .. الله لا يسامحه ..... تبكي
سعود : لا يهمونك .. ما عليك منهم ... أنا أوصلك للجامعة .. متى موعدك ؟
شيهانة : الساعة عشر
سعود : زين .. إن شاء يقبلونك بالطب وبعد التخرج تعلقين شهادتك ... بالــــ ...... ( تقاطعه الشيهانة : بالمطبخ ؟؟!!
سعود : لا .. بالعيادة إن شاء الله .. ههههههه ، يالله ننزل تحت نشوف آخر أخبار ربعنا
شيهانة : الله يوفقك يا سعود خليني بغرفتي ما أبي أجلس معاهم الحين
سعود : ما عليك منهم .. تعالي ناظري وش أسوي فيهم


في الصالون

بدر : أمي .. هالحين وش رأيك نبي نقسم الإرث ؟
سعود : ابوي تو متوفي ما صار له اسبوعين .. على أيش مستعجل ؟؟؟
بدر : ما جبت شيء من عندي ، هذا شرع الله
سعود : أدري شرع الله لكن موب الحين .. أصبر
بدر : لي متى طال عمرك .. !! ( بسخرية )
سعود : خلنا ننسى الحزن وعقب يصير خير ..
بدر : ما درينا عنك يالمرهف ، خلاص أبوك .. قضى ، يعني مات وشبع موت الله يغفر له ، وشو له ننتظر ؟
سعود : شبع موت .. !! كنك ما صدقت يموت ..!! ، زين .. هات أشوف وش عندك ؟
بدر : رصيد أبوي بالأهلي 400 ألف ، وبالراجحي مليون غير الأسهم ، وعمارة التخصصي يمكن يوصل سعرها 900000 وهالفلة
سعود : أشوفك مضبط حساباتك ..!! يعني مبيت النية ... والمطلوب ؟
بدر : نقسم الإرث حسب الشرع بالمحكمة ، ولا اش رأيكم ... ؟ ناصر فهد ما قلتوا شيء !
فهد : أنا موافق
ناصر : كيفكم
بدر : أمي .. وش رأيك ؟
روعة : يا ولدي ليه ما تتفقون وتخلون حلالكم مع بعضه أبرك
الشيهانة : ما خذيتو رأيي ... شلون يعني مو من العائلة ؟؟؟!!



يتبع إن كتبت لنا الحياة


دمتم بخير

سعود لم يكن قادراً على مواجهة بدر وناصر وفيصل ووالدته ، فقد كانت محاولاته جميعاً فاشلة وغالباً ما تنقلب ضده ، واجه بسبب الشيهانة الكثير من المشاكل مع إخوته حتى استسلم لهم في النهاية.

لم يكن لشيهانة رأي حتى في أمورها الشخصية فقد كانت التعليمات تصدر عن إخوتها وعليها التنفيذ دون نقاش ، ومع كل ذلك فهي لم تستلم أبداً بل كانت دوماً تواجه لتتحمل دوماً العقاب والضرب والتحقير والإهانة.


قضية الإرث كانت أكبر العقبات التي واجهت العائلة وساهمت في تمزيقها ، فقد اختلف الإخوة الأربعة حول كيفية تقسيمه كما اختلفوا على حصة شيهانة ، إلا إنهم اتفقوا جميعاً على مساومتها عليها ومنحها أقل ما يمكن منها .

شيهانة فهمت اللعبة مبكراً ، رفضت منح أي منهم وكالة شرعية لتقسيم المال وقررت أن يكون لها بمفردها القرار في حصتها ، وكثيراً ما جعلت من هذا الحق عقبة لتعطيل أي اتفاق يتم بين إخوتها الأربعة ولذلك حرمت من دراسة الطب كما حرمت من دخول الجامعة رغم تدخل عمها وكذلك الجار أبو حمد الذي أخبر إخوتها بسر الرسالة التي بعثها له والدهم قبل وفاته بيوم واحد فقط ، لقد كانت تحمل شيك وطلب من عبدالرحمن لشراء سيارة والبحث عن سائق يخصصه لتوصيل شيهانة للجامعة لتكمل دراسة الطب بالجامعة .

عقوق الأبناء الأربعة تجاوز كل الحدود إذ لم يهتموا لرغبة والدهم بل طالبوا أبو حمد بقيمة الشيك الذي أعطاه له والدهم ثمناً للسيارة ولكنه لم يسلمه إلا للشيهانة.

القدر لم يمهل روعة كثيراً، فقد فارقت الحياة بعد أشهر قليلة لما رأت من حال أبناءها الأربعة الذين جعلوا من المال همهم الأول، فكل منهم يريد أن يحصل على أكبر قدر منه.

رفعت شيهانة قضية على أخوتها الأربعة بمساعدة الجار أبو حمد لحرمانها من الدراسة وضربها وتعذيبها وكذلك حرمانها من الزواج وأخبرت القاضي بجميع تصرفاتهم المشينة وانحرافهم وتركهم للصلاة حتى صدر الحكم بأن يكون القاضي ولياً لها بعد أن حكم عليهم بالسجن والاستتابة ، وقد قام القاضي بتزويج الشيهانة بعد أشهر قليلة.


------------------------

بعد ثلاث سنوات

بدر صرف حصته كاملة في العبث والسفر للخارج وكذلك سعود.

ناصر أراد استثمار حصته في الأسهم ولكنه خرج من سوق الأسهم مثقلاً بالديون حتى أودع السجن.

فهد الأوفر حظاً منهم فتح مشروع تجاري متواضع

شيهانة أم لولدين عبدالرحمن وراكان ، تسكن في منزل والدها الذي اشترته من إخوتها بمساعدة زوجها وحصتها من الإرث .

خسرت شيهانة الكثير ، الكثير جداً .. ولكنها تعملت أن الحياة ليست بأحلام أو أماني .. بل طريق طويل وشاق مليء بالكثير من الأذى حتى من أقرب الناس.



انتهت ،،،



ختام


أعتذر للجميع عن التقصير والتأخير

جميل جميل جميل جدًا
قصة قد تحدث عشرات المرات وبصور لا تبتعد كثيرًا عما صورت كاتبتنا القديرة حديث الزمان .

فقط تساؤل لا يشوه ما أبدعتي ياحديث ، ما ذا كان حال ( سعود ) المتعاطف الوحيد مع بطلة قصتنا شيهانة ؟؟

يهمني أن أعرف .

دام عطاؤك ياحديث .