إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فنرجو التكرم بزيارة صفحة التعليمات بالضغط هنا
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في المنتدى
إذا رغبت بالمشاركة، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الاخوة والأخوات الكرام أعضاء وزوار منتدى الديرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تلقيت عدة اتصالات تفيد بعدم القدرة على دخول المنتدى والمشاركة، لذلك أرجو من الجميع معرفة التالي:
1- من يريد استعادة العضوية وقد فقد بريده الالكتروني المعتمد في المنتدى فعليه مراسلتي على zahrani@zahrani.com.sa أو الواتس 0505686991.
2- الزوار الذين يريدون المشاركة فيمكنهم ذلك بدون التسجيل على أن يتم عرض المشاركة بعد التأكد من محتواها.
ثائرة ، جامحة ... لا تعترف بالمستحيل ولا يقف في طريقها شيء أبداً ، نشأت في كنف والدها الذي غرس في نفسها الثقة منذ الصغر، تربية نموذجية تعتمد الحوار والمصارحة والوضوح ، يعترف دوماً أمامها بأخطائه ويعتذر عنها ، وبالمقابل تعترف هي بأخطائها وتقدم الاعتذار فوراً ، عبدالرحمن يقبل اعتذارها فوراً فهو يسعده لأن شيهانة باتت ترسم لنفسها الحدود التي يجب ألا تتجاوزها .. كل ذلك دون تدخل منه ، وإن فعلت تتراجع فوراً إلى المسار الصحيح ..
لم يفرض عليها شيئاً أبداً ، ولم ينهها عن شيء عدى ما قد يفسد حياتها بالكلية ، ولكنه يوجهها ويقدم لها النصح والمشورة عندما تطلبها.
وهبها جل اهتمامه ، وميزها كثيراً عن إخوتها الأربعة الذين يكبرونها سناً ( بدر ، سعود ، ناصر وفهد ) ، فقد كان يجد في شيهانة مالا يجده في الأربعة مجتمعين ، يتحدث عنها كثيراً عند اجتماع العائلة ويشيد بجميع تصرفاتها ، يذكرها دوماً أمام أصدقائه ويزهو بها حتى بات فضول أصدقائه يقودهم للسؤال عنها ويتمنى كل منهم أن لديه ( شيهانة ) ، هو أبو بدر إلا أنه يعجبه كثيراً عندما يناديه أحدهم بأبي شيهانة ، يلومه البعض على ذلك ولكنه لا يكترث أبداً بل يقف محاوراً ليثبت لهم أن زمن الجاهلية الأولى انتهى منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ويستدل على ذلك بأسماء بنات الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وزوجاته والصحابيات وغيرهن من النساء وبالكثير مما سجله التأريخ إنصافاً لحواء.
يطلعها على كل أسراره ، لم يكن بينهما حواجز أبداً فقد كانت تمثل الابنة والأخت والصديقة ، يستشيرها في كل شئون حياته وأسرته ويتعمد إعطائها مكانة رفيعة لأن شيهانة باتت تمثل نموذجاً مثالياً لنجاحه هو في التربية وهي بالمقابل تسأل عن كل ما يدور في مخيلتها ولا تجد حرجاً من سؤال والدها ، لا يهمل أسئلتها أبداً بل يؤخر كثيراً من مشاغله الخاصة ليشبع نهم شيهانة المتزايد بمرور الأيام.
هناك ... في مكتبه بالمنزل صورها تملأ المكان ، بصماتها الناعمة تزين المكان ، تشاركه ذات المكتب في الوقت الذي لا يسمح لغيرها بدخوله أصلاً فضلاً عن استخدامه والاطلاع على ما فيه ، كل هذا الاهتمام لم يكن ليمر مرور الكرام فقد كانت أعين أخوتها الأربعة ترقب كل ذلك وتسجله بدقة متناهية حتى أصبحت هذه الثائرة – شيهانة – عقبة تمثل الجزء الأكبر من همومهم اليومية التي يطلعون عليها والدتهم ويتحدثون عنها فيما بينهم ..
يميزها عنا كثيراً ، ويوفر لها جميع طلباتها بلا نقاش في الوقت الذي يحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة .. !! تفرقة وميلان يجب أن نضع له حداً ونرسم له نهاية ... ولكن من يجرؤ على إخبار عبدالرحمن بما تحمله النفوس ؟؟!
روعة تراقب عن كثب ذلك الاهتمام الذي يوليه عبدالرحمن لشيهانة ، وتعلم أن ذلك غرس الحقد في نفوس أبنائها ( الذكور ) الذين ستكون لهم الكلمة من بعد عبدالرحمن ، وهذا الحقد بالتأكيد لن يجلب للأسرة خير ، كانت تحدث زوجها دوما عن الأمر وتحذره مما قد يحدث إلا أن عبدالرحمن لا يهتم لما تتحدث عنه زوجته فهو يرى أن ( أبنائه ) نالوا من الاهتمام والرعاية ما يكفي وقد آن الأوان ليعتمدوا على أنفسهم لبناء حياتهم بعيداً عنه .. فقد أصبحوا رجالاً .
شيهانة مشغولة جداً بنفسها ، ووقتها مليء بتتبع جديد الأزياء ، كما هو مليء بالقراءة التي تعشقها لما غرسها في نفسها والدها ، تحاور ، تناقش وتتحدث بحرية مطلقة ، ثقافتها تسابق سنها ، تدهش عبدالرحمن تلك الثقافة وتعجبه ، وكثيراً ما يحاورها ويناقشها في جميع العلوم والمعارف ، هو أكاديمي بارز يؤمن كثيراً ببناء النظريات وتحليلها ، يميل إلى الفلسفة والمنطق، ينافس شيهانة أحياناً كما تنافسه هي في الحصول على معلومة جديدة في جميع العلوم والمعارف ، يقضيان الساعات ليثبت أحدهما للآخر صحة ما ذهب له ، روعة تكره تلك الحوارات وذلك النقاش فهو يشبه إلى حد بعيد تلك المناظرات العلمية التي تقدمها بعض القنوات وكثيراً ما تطلب منهما تغيير مسار الحديث .. ولكن دون جدوى .
بكره حفلة شيهانة ؟ عبدالرحمن يسأل ..
روعة : إن شاء الله ، أنا مجهزة كل ترتيبات الحفل .
شيهانة : ابوي ودي اعزم صديقاتي للحفلة .
روعة : دعيت خوالك وبناتهم وبنات عمك ، إذا ودك تعزمين صديقتك منال ما عليه ، خلها تجي توسع صدرها
عبدالرحمن : الحفلة عائلية وما نبي أحد من برى ، إذا ودك تعزمين صديقاتك في يوم ثاني أزين لك ولهم
شيهانة : ابوي ، أمي الله يخليكم ابيهم يتعرفون على بنات عمي فيصل وبنات خالاتي .
عبدالرحمن : كيفك ، ما عندي مانع ، لكن شوفي امك تبي توافق ؟؟ وبعدين شوفوا ترتيباتكم للحفلة إذا صديقاتك بيجون احسبوا حسابهم .
روعة : يا بنيتي مين ودك تعزمين ؟
شيهانة : ابيهم يجون كلهم ، الله يخليك يا أحلى أم بها الكون لا تقولين لا .. الله يخليك
روعة : معزمه ؟
شيهانة : إذا رضيتي .. !
روعة : زين بس علميني كم عددهم ؟
شيهانة : اممممم ، يمكن عشر
روعة : يا بنيتي ما صارت حفلة تخرج ، هذا عرس !!
شيهانة : ابيهم يتعرفون على بنات عمي وبنات خالاتي ويشوفون الهدايا
روعة : يا مثبت العقل ، يا مثبت العقل ، هالحين نبي نحتفل ونفرح فيك ولا نستعرض الهدايا ، وبعدين وش هداياه ؟
شيهانة : هديتك انتي وابوي ....
روعة : لا لا لا .. خلنا نعزمهم بوقت ثاني لوحدهم ، أبي آخذ راحتي معهم .
شيهانة : طيب أبوي موافق ... الله يخليك
روعة : بطلي العناد اللي موب وقته ، وبعدين تعالي الحين ساعديني نجهز لبكره.
شيهانة : طيب ولو اني زعلانة منك .
روعة : كيفك ، هالحين أقول ابي آخذ راحتي معهم تقولين زعلانة ، يعني زين أقول لك موب عازمينهم لا هالحين ولا بعدين .... خلاص رضيتي !!!
شيهانة : شفيك معصبة ، خلاص نعزمهم بوقت ثاني ، كله ولا زعلك ..
روعة : أشوى ، وبعدين انا مو معصبة ... بس طاقة روحي منك ومن طلباتك اللي ما تخلص ، متى تعرسين ونفتك منك ؟
سعود : أحم أحم .. نحن هنا ، سمعتكم ... أكيد لقيتوا لي عروسة مناسبة .
روعة : وش جاب طاري العروسة ؟؟؟ وبعدين خلص جامعتك وبعدها فكر بالزواج
سعود : على أمرك يا قمر الزمان ، على أمرك .. بعد سنتين إن شاء الله أبي أخلص الجامعة ، وبعدها أسافر أكمل الماجستير وهناك ألاقي عروسة تناسبني ثمن أجيبها تقعد على قلبك .. !!
روعة : يا خوفي تسويها وتجيب لنا مسيحية ، تبي تخلص علي .. مو مكفيتني عمايل أختك !!
سعود : أمي ، يعني ما فيه بالخارج إلا مسيحيات ؟ وبعدين وش فيها أختي ( الدلوعة )
روعة : ما فيها شيء ، روح شوف السايق خليه يجيب هالأغراض نبي نخلص عشان الحلفلة بكره
سعود : أي حفلة ؟؟
شيهانة : حفلة تخرجي طبعاً .. !
سعود : عجيييييب ، هالحين كلنا متخرجين من الثانوية ومع ذلك ما سويتوا لنا حفلة ولا حتى فكرتم ... اش معنى شيهانة ؟
شيهانة : ليش الحقد يا أخي ، الله اللي وهبني هالحب من أبوي وأمي ... بتدفع شيء من جيبك ولا بتدفع من جيبك ؟ وبعدين لا تنسى تقديري .... امتياز .. امتياز مو ................. جيد
سعود : زين يا دكتورة ، زين ... بكره نشوف هالتقدير وين يبي يوصلك ، تاليتها تعلقين شهادتك بالمطبخ ...
شيهانة : نشوف مين فينا يعلق شهادته ... بغرفة النوم .. !!
روعة : عن المناجر انت واختك ، روح هالحين شوف السايق خله يجيب الأغراض
سعود : على امرك ، على امرك ..
روعة : متى تحترمين أخوانك وتتكلمين معهم زين ؟
شيهانة : ما قلت شيء ، هو اللي يتحرش فيني
روعة : الله يهديك ، الله يهديك
شيهانة : امي ما سويت شيء ، هو دائماً يحب يثير المشاكل ... وطبعه حقود
روعة : لا تقولين على سعود حقود ، انتي تعرفين إن ابوك مهتم فيك أكثر من أخوانك ، وهالشيء يا بنيتي موب صح ، وبعدين سعود أكثر واحد يحبك من اخوانك وانتي تعرفين هالشيء
شيهانة : موب ذنبي إن أبوي يحبني زيادة عنهم ، وبعدين أنا بنتكم الوحيدة وأنا محتاجة للإهتمام ... ولا ؟
روعة : خلاص خلاص ، لكل واحد منكم حب يكفيه والقلب يا بنيتي ما له حدود .. المهم خلك بشغلك هالحين
عبدالرحمن : سعود ، سعود .. تعال أبيك
سعود : لبيه ، آمر الله يحييك
عبدالرحمن : بكرة مسويين حفلة لشيهانة بمناسبة تخرجها ، أبيكم تكونون موجودين انت وخوانك ، وبعدين كل واحد منكم يجب لها هدية ، ما اوصيكم أبي هدايا تناسبها
سعود : ما عندي دراهم .. !
عبدالرحمن : تلقاها بحسابك ، واخوانك بعد
سعود : أبشر ، أبشر
عبدالرحمن : فهد وينه ؟
سعود : ما أدري .. يمكن بالحديقة
عبدالرحمن : خله يجيني ... أبيه
سعود : أبشر ، تامر على شيء ثاني ؟؟
عبدالرحمن : لا لا
عبدالرحمن : شيهانة ، أبي أقول لك كلمتين حطيهم على بالك زين
أبركها من ساعة ، البنية شاطرة ومتفوقة ، وتستاهل
سعود : أبوي بالسالفة .. ؟؟؟ أنحششششش !!
شفيك ما تردين ؟ وبعدين ليه مقفل على عمرك يا شبيه الريح ؟
لم تدرك شيهانة أن الحياة أكثر تعقيداً من نجاح تحصده في نهاية العام ، وأن هذا النجاح ليس إلا البداية لرحلة طويلة وشاقة ، فالتحديات أكبر من طموحها ، والعقبات تزداد يوماً بعد يوم ، والأيام حبلى بالكثير من المفاجآت ..
وسام شرف جديد تطوق به قلمي ، كما هو حضورك العطر ..
آمل أن أوفق في تقديم ما يحوز رضاك وينال إعجابك ، وإن قصرت فإنني أسوق لكم الإعتذار سلفاً .
دمت في حفظ الله
--------------------
الأستاذ الفاضل الدويهي
لا أريد أن أكشف نهاية القصة الآن لكي لا تفقد قيمتها ، ولكنني سوف أهمس لك بكلمة لكي لا تذهب بعيداً (( لقد حرصت على أن تكون القصة وأحداثها قريبة من الواقع )) ، أسأل الله التوفيق .
فهد : أبوي .. طلبتني ؟
عبدالرحمن : وينك فيه من اليوم ؟
فهد : بالحديقة
عبدالرحمن : سويت اللي قلت عليه ؟
فهد : وش انت قايل لي الله يحييك ؟
عبدالرحمن : ارسلتك لأبو حمد ، ولا نسيت ؟!!!
فهد : إيه صحيح .. !
عبدالرحمن : أدري صحيح ... رحت له ولا لا ؟
فهد : ألحين أروح ، بس أبدل هدومي .
عبدالرحمن : أقول ليه ما تروح له عقب باكر ؟؟!! لعنبو ابليسك ما تسوي الشيء حتى أعيده عليك !!! أبي أفهم متى اقدر اعتمد عليك ؟؟ أبي أفهم بس .. !!
فهد : أبشر ، أبشر هالحين أروح .. أنا كنت بالحديقة وهذا ... ( يقاطعه عبدالرحمن بغضب ) : أي حديقة وأي إهمال هذا اللي انت عايش فيه ، رووووووح ... خلصني .. !
فهد : أبشر أبشر
عبدالرحمن : حسبي الله عليك ، حسبي الله عليك .. !!
التواصل بين عبدالرحمن وابنه فهد كان في أسوأ حالاته ، وكذا الحال مع بدر وسعود وناصر ، حواجز عالية جداً لم يستطع الأبناء الأربعة تجاوزها لنيل رضى والدهم ، أخطاء الأربعة أكثر من حسناتهم ، وعيوبهم أكثر من مزاياهم ، وتصرفاتهم تعكس للأب مدى طيشهم ، فلا يكاد يمر يوم دون وقوع أحدهم في معضلة تتطلب تدخل الأب الذي بات يشعر أنهم يشكلون عبء ثقيل جداً .. ولكنهم أبنائه .
---------------------------
اليوم التالي في حديقة المنزل :
تكاد الدنيا لا تسعها فرحاً ، فقد كان لتخرجها من الثانوي مذاق خاص مطرز باهتمام والدها الذي كان له أثر بالغ في نفسها حتى باتت لا ترى أحد بالمنزل سواها ، إعجابها بنفسها يزداد يوماً بعد يوم كما هو إعجابها بوالدها وتعلقها به .
لم تدرك شيهانة أن الحياة أكثر تعقيداً من نجاح تحصده في نهاية العام ، وأن هذا النجاح ليس إلا البداية لرحلة طويلة وشاقة ، فالتحديات أكبر من طموحها ، والعقبات تزداد يوماً بعد يوم ، والأيام حبلى بالكثير من المفاجآت .. !!!
قبل اجتماع العائلة تجلس مع والدها يتجاذبان أطراف الحديث عن مستقبلها ، أرادت أن تكشف رغبته والدها أولاً فطلبت رأيه .. أي تخصص ينصحها به ؟
قال عبدالرحمن : شيهانة ، أبي أقول لك كلمتين حطيهم على بالك زين ، من كنتي بالمتوسط ، عمري ما فرضت عليك شيء ولا نهيتك عن شيء إلا اللي أشوفه غلط ، بعد هالعمر يا بنتي لا تتوقعين مني أغير أسلوبي أو أفرض عليك شيء وأنا أعرف أنك كبرتي وجاء الوقت اللي تحددين فيه اختيارك ورغبتك وميولك بدون ما أحد يفرضه عليك ، قرري واختاري بنفسك ما أبي أحد يؤثر عليك لا أنا ولا أمك ولا حتى أحد من خوانك ، أبيك تاخذين راحتك بالتفكير وتختارين التخصص اللي يناسبك ولك علي أوفر لك اللي تحتاجين له .
شيهانة : جعلني ما انحرم منك ، أبوي أنا أفكر بالطب ؟
عبدالرحمن : طب ؟؟
في هذه الأثناء تأتي والدتها ..
شيهانة : أبوي هذي رغبتي وأتمنى أصير طبيبة تفتخر فيني ، وأمي تعرف هالرغبة .
روعة : لا والله ما أعرف رغباتك اللي ما لها طعم ؟؟ عاد ما لقيتي غير الطب ؟؟؟
شيهانة : أمي ، وش فيه الطب ، كل الناس يتمنون بناتهم يصيرون طبيبات ؟
روعة : ما علي من الناس ، أنا ما أبيك تصيرين طبيبه تطلعين من الصبح وما تردين إلا بنص الليل ، يا بنتي مجتمعنا ينظر للطبيبة على أنها ... استغفر الله العظيم ..! قلت لك .. ما أبيك تصيرين طبيبة وخلاص ... !!
شيهانة : أمي ، فهميني ليه ؟
روعة : يا بنيتي بعدك صغيرة ما تفهمين بهالسوالف وما تعرفين المجتمع كيف ينظر للطبيبات ... ! شيلي من راسك دراسة الطب وشوفي أي تخصص ثاني .
شيهانة : أمي ، كلامك غريب ؟
روعة : مو غريب ولا شيء ، انسي هذا التخصص .
شيهانة : أمي حرام عليك تحرميني من تحقيق طموحي ، أمي نظرة المجتمع ما تهمني .... ( تقاطعها ) يا بنيتي طموحك يجيك ابن الحلال إن شاء الله قبل تعنسين ، هذا اللي تفكر فيه البنت السنعة ، والطب يا بنيتي اتركيه لغيرك ، ما ابيك تصيرين مثل بنت جيراننا الدكتورة ... أماني ، عمرها 28 سنه وللحين ما أحد دق بابهم ................ اللهم لا شماته !!
شيهانة : أمي ، الدكتورة أماني ... ( يقاطعهم عبدالرحمن ) : شيهانة روحي داخل
شيهانة : أبوي الله يخليك قول شيء ، فهمها
عبدالرحمن : روحي داخل يا بنت ، خليني مع أمك ..
تغادر شيهانة ويبدأ نقاش حاد بين عبدالرحمن وزوجته ، ترتفع الأصوات ليضع عبدالرحمن حداً للنقاش ويصدر قراره بدعم شيهانة بكل ما يملك لتحقق رغبتها وطموحها ويؤكد على زوجته أن النقاش في هذا الموضوع مرفوض ولن يسمح به مجدداً ، الناس يفرحون إذ صاروا بناتهم طبيبات وانتي تعترضين على بنتك ؟ انتي وين عايشه فيه وبأي عصر ؟؟
يزداد غضب روعة وتترك المكان ، تتجه للمنزل وهي تردد ( لا والله إلا ضاعت البنت ، حسبي الله عليك .. حسبي الله عليك ) .. !
سعود : أمي ، شفيك معصبة ...
روعة : خليني بحالي يا سعود ماني ناقصتك ..
سعود : مين مزعلك ، مين يا قمر ؟ علميني حتى أتفاهم معاه ... ( يداعبها )
روعة : أبوك خلا فيها قمر ، ما عاد لي كلمة بها البيت .
سعود : أبوي بالسالفة .. ؟؟؟ أنحششششش ... !! بس ودي أعرف وش الموضوع
روعة : ابعد عني يا سعود .. ابعد ...
.
.
.
.
يتجه لغرفته : ناصر تعال ، أبوي وأمي شفيهم ؟ على أيش متهاوشين ؟
ناصر : سمعتهم يصارخون بسبب ..................................( شيهانة ) تبي تصير طبيبة .
سعود : طبيبة مرة وحده ، أدري ما تجي المشاكل بها البيت إلا بسببها ، وينها فيه بغرفتها ؟ تعال خلنا نتشمت .
ناصر : لا لا روح انت ، أنا ما أبي أبوي يزعل مني ، أبوي هو زعلان مني بدون ، كيف لو أزعل المدللة .. !!
سعود : هذا انت !! ... ذروق
.
.
.
سعود : يطرق الباب ، شيهانة افتحي الباب ...
: لا ترد
: شوفي الهدية اللي جبتها ..
: شفيك ما تردين ؟ وبعدين ليه مقفل على عمرك يا شبيه الريح ؟
لا ترد
يحدث نفسه : البنية معزمة ، شيهانة افتحي الباب ، شوفي أبوي وأمي معلنين حالة الطوارئ تحت ..!!
: لا ترد أيضاً ، بعد عدة محالاوت يغادر سعود إلى غرفته .
فقدت شيهانة نكهة الحفل ولم يعد للهدايا عندها قيمة تذكر ، فقد تلقت صدمة موجعة من والدتها لم تتوقعها أبداً فأصبحت في حيرة من أمرها بين الإصرار على موقفها والمضي قدماً وبين التنازل عن رغبتها وطموحها الذي بذلت كل جهد لتحقيقه مقابل نيل رضى والدتها .
شيهانة تفكر فيما قالت والدتها عن مهنة الطب ونظرة المجتمع للطبيبات التي لم تخفها روعة عن ابنتها ...
سادي : ماما تلفون
روعة : مين ؟
سادي : أم حمد
روعة : جيبي التلفون أشوف ..
أم حمد : السلام عليكم ، شلونك يا أم بدر
روعة : بخير الله يعافيك ، وينك ما لك حس ، من يومين ما سمعنا صوتك قلنا يمكن عزلتوا ...
أم حمد : عزلنا مرة وحده ، ودك تفتكين مني .. هين ، قاعدين على قلوبكم .
روعة : أمزح معاك ، اشلونهم بنياتك ؟
أم حمد : هذي أم راكان عندي ، زوجها مسافر لجده يقول عنده دورة أسبوعين ، نبيكم تسيرون انتي وشيهانة توسعون صدوركم ... وأم راكان ودها تشوفكم .
روعة : والله مشتاقين لها من سنة ما شفناها ، الليلة عندنا ناس لكن باكر نجيكم إن شاء الله
أم حمد : زين إن شاء الله ...... أقول شيهانة شلونها ، متفشلين منها ما باركنا لها بالنجاح ؟
روعة : والله يا ام حمد هالبنية ودها تجنني ، راكبه راسها
أم حمد : وشهو عليه ؟
روعة : تقول تبي تدرس طب .. واللي مجنني أبوها موافق ... !
أم حمد : أبركها من ساعة ، البنية شاطرة ومتفوقة ، وتستاهل ، يا حليلك يا شيهانة تبين تصيرين طبيبة
روعة : أي أبركها من ساعة يا ام حمد كنك ما انتي عايشة بالدنيا ، شوفي الناس وش يقولون عن الطبيبات !!
أم حمد : الله يهديك يا أم بدر ، الزمن تغير وانتي بعدك ما تغيرتي ، يا بنت الحلال هذاك أول ، هالحين تغيرت الدنيا والبنية ما شاء الله عليها عاقلة ومؤدبة ورزينة ومتربية زين وما ينخاف عليها.
روعة : أخاف عليها كلام الناس ، وش يقولون عنها لما تطلع بانصاص الليالي ؟
أم حمد : الله يهديك .. يعني وين ودها تروح ؟ وبعدين مو كل الطبيبات يشتغلون بالليل ، هذي الدكتورة أماني بعيادتها ما شاء الله عليها بالنهار ، السايق يوديها ويجيبها وكلنا محترمينها وعارفين قيمتها ، وهي بعد مو مقصرة ما احد يحتاج لها إلا وتجي ركض ، الله يوفقها ويرزقها بابن الحلال اللي يسعدها ويهنيها.
.
.
روعة : بلاك ما تدرين عن شيء يا ام حمد ...
سادي : ماما .. ماما
روعة : شفيك ، شفيك روعتيني
سادي : بابا .. بابا ... ممكن موت
روعة : موووت !!! وينه فيه ؟
سادي : في المسبح ..
روعة : لحقي علي يا أم حمد .... لحقي علي
.
.
أم حمد : شفيكم ، أم بدر ردي علي ... أم بدر ..
روعة : سعود الحق على أبوك ... بدر ناصر وينكم لحقوا على أبوكم
صرخة واحدة تطلقها العائلة متجهين للمسبح .................. !
الله ... الله ... الله ... يا حديث الزمان ..
بكل أمانه اندمجت بالقصه لدرجة أحساسي بحركات وهمسات واصوات العائله !
حديث الزمان ..
لا اود معرفة نهاية القصه الان بقدر تلهفي على التفاصيل الدقيقه للقصه
التي نقلتيها بكل ( احتراف وتمكن ) ....!!!
إذا لم تستطع ان تنظر امامك لان مستقبلك مظلم..
ولم تستطع ان تنظر خلفك لان ماضيك مؤلم..
فانظر الى اعلى تجد رباً يحبك..يحميك..
يسمعك..يراك..ينصرك..يعتنى بك..ما اخذ منك إلا ليعطيك..
وما حرمك إلا ليتفضل عليك.. وما ابكاك إلا ليضحكك..
وماابتلاك إلا لأنه يحبك
وش رأيك ، أخلص على عبدالرحمن وانهي القصة ( يعني نقلبها غم ) ؟ طبعاً مو عبدالرحمن المشرف العام ... لا عبدالرحمن القصة .
دمت بخير
تصدقين يا حديث إني فصلت بيتهم وحديقتهم ، وغرفة شيهانه ، وحتى أشكالهم رسمتها براسي ، وتخيلت عبدالرحمن ( أصلع وجسمه ضخم ووسيم ) ....والظاهر إنه راح فيها ( الله يستر ) ..، وشيهانه رشيييييقه ونعومه ، وأخوانها جلوف شوي ، والأم كشخه وحركات ، بس ولو ترجع لعلومها اللي تأسست عليها ..
المهم تكفين لا تبطين حاولي تكملين بشكل يومي لو ماعليك كلافه ...أنا متحمسه مرررررررررره وقلبي مع شيهانه ..
هههههههههههههههه( ترى ماتطلع عندي أيقونة الإبتسامه )
تلقين عبدالرحمن مشرفنا العام اختض قال وش هالفال ؟ ..!! الله يطول بعمره ويصبره على مشاكل المنتدى والأعضاء ويجعل عمله في موازين حسناته ( والله إنه يتعب الله يجزاه خير ).
الإبداع هو الإبداع بأي لغة كـُـتـِبَ أو لهجة ..!
مشاهد جميلة ، وأحداث متوالية ومفاجآت تعقبها مفاجآت ..
قصة مكتوبة ، تتحول إلى مشاهدة حية بالنسبة لنا..!
تمرد منها ، وتمييز منه ، وشعور بالغيرة قد يؤدي إلى حقد منهم لها ..
لا يـُستغرب منها تحطيم القيود التي يفرضها المجتمع - وكأنه يريدها أن تظل في ديمومة لا نهاية لها – ما دام أن لها أبـًا تقذف العسير عليه ومن حبٍّ لها يسكن قلبه يتحول إلى يسير ..!
اضمنوا لي خروج عبدالرحمن من المسبح سالمـًا أضمن لكم التحاق (شيهانة ) بكلية الطب ومن ثم مراجعة ( أم أحمد ) لعيادتها طلبـًا للعلاج ..!
حديث ، واصلي فربما كان لك عندي مفاجأة بعد نهاية القصة ، أقول ربما ..!
تعليق