يقال إن كريمـًا حل إلى جوار كريمٍ مثله ..!
حق الجار قديمـًا مقدم على حقوق الأهل وذوي القربى ، فأذيته وتنغيص عيشه معيبة ومصيبة ..
الوقت متأخر ، وبناء بيت الجار الضيف سيكون مع طلوع فجر يوم غدٍ ..
إذًا ، خيمة تخلى مؤقتـًا هذه الليلة ولتكن الخيمة التي لا يحلو نوم زوجة الجار المضيف إلاّ في داخلها ..!
تخرج الزوجة وتترك لضيفتها الخيمة ، ولم تنس أن تقول لها ولدي ذهب إلى (القنص ) ، وهو اعتاد عند رجوعه أن ينام إلى جواري هاهنا ، وعودته ستكون الليلة لا تنامي حتى يحضر ؛ لتخبريه أن يأتي إليّ ..!
الضيفة متعبة فالمشوار كان طويلاً ، وللنوم الغلبة ..
يعود الابن يسوقه قدره ، وإلى جوار الضيفة ينام ، ابن بارٌ بوالدته لم يشأ إزعاجها..!
يلمح الضيف ذلك الفتى فيتلبسه الشيطان في ثوب دفاعٍ عن عرض ، وتكون المصيبة ، طعنة في الصدر وخروج روح بريئة ..!
صياح مدوٍّ من الزوجة ماذا فعلتَ ، قتلتَ ولد جارنا قتلك الله ..
فتحوا بيتهم ، وأخلوا خيمتهم ، ونذبح ابنهم ، أي عارٍ هذا ، وأية كارثة حلت ؟
الجار المضيف رغم اللوعة ورغم الحزن على فراق ولدٍ ما سعى يومـًا إلى الرذيلة ، إلاّ أنه حين يضع نفسه مكان القاتل يجد أن قتل ولده له ما يبرره ، حتى وإن تحملت العجلة قليلاً من اللوم ..!
تمضي الأيام ، ويهب الله للضيف الذكور ، وللمضيف البنات ..
يدعو الجار المضيف جاره إلى لعبة ( القطرة ) ، ظاهرها رغبة في (التسلي ) وفي باطنها ما هو أعظم ..!
عبارة لم تفارق (شفتي ) الجار المضيف مع نقل كل حجر : ( ارحل يا جار وإلاّ رحلنا ) ..!
ما عاد يميز الضيف ، هل المقصود هو ( الرحيل ) في نقل ( حصى ) القطرة ، أم أنه يقصد الرحيل الحقيقي ..!
يعود إلى زوجته ، ويخبرها بما حدث من جاره اليوم ، وكانت مشورتها ، ومشورتها الصواب ، أن يستأذن جاره صبيحة الغد في الرحيل ، فإن وافق فليعلم أن في الأمر شيئـًا ..!
- الديار اشتاقت إلى أهلها يا جارنا ونطمع في الإذن منك ..!
- وبلا تردد : الله معكم ولا تنسوا جيرتنا ...
- لا، الأمر عظيم ..
يرحل الجار وفي النفس ما فيها ، فكريمٌ يتمسك به بعد قتل ابنه ، ويسمح له اليوم فلا بد وأن الأمر جلل والمصيبة عظيمة فالسبب يتعلق بهتك عرض ولا غيره ..!
لهذا الرجل ثلاثة من الأبناء ، والشكوك الآن تساوره نحوهم ..
يجمعهم ، ويقول لهم بئس الشباب أنتم يوم كنت في سنكم ما بنت تستعصي عليّ ، بنت جارنا القديم (صبية ) جميلة ، ألم تتحرك الرغبة لديكم نحوها ؟
فيرد عليه الابن الأكبر والله لو لم تكن أبي لأجبتك بهذا الخنجر ..!
ويقول الثاني : ما هكذا ربيتنا يا أبي ..!
الابن الثالث أعور ، وشر كل ذي عاهة يتقى ، يضحك ويقول دعك منهما لا خير فيهما ، أقسم بالله لو صبروا عليّ يومين ، يومين فقط ؛ ليصلك خبرها ..!
اتضحت الأمور عـُرِفَ السبب ، كما توقع ..
يرتعش الأب (ارتعاشة ) المطعون في ظهره فيقطع الرأس الفاسد ويضعه في عمامته ويبعث به مع ابنه الأكبر إلى جاره الكريم الطيب الذي تحمل ( غثاه ) مرتين ، عند قتل ابنه ، وعند محاولة (الأعور ) هتك عرضه ..!
أعجبتني القصة ، وأعجبني فيها التلميح من الجار المضيف لجاره بالرحيل ، وما أجمل أن يرحل المرء بطوعه واختياره ، دون أن يقال له ارحل ..!
رشيد الزلامي ، ذهب إلى الكويت ، والتحق بجيشها ، ولم تكن خدمته في حماية ثرى الكويت مانعة له من سماع كلمة ارحل في قول شاعرهم له بعد الاختلاف معه :
إن كان حبّـه محرقا قلبك احراق **** شد الرحال ودرب عمك تدله
رحل وهو يردد :
هـــذي هــويتكم وهذي بدالي **** جميــع مـا فـي عهـدتي تاجـدونه
والجيش يلقى عسكريا بدالي **** رزقي على اللي ما تغمض عيونه
السوادي
حق الجار قديمـًا مقدم على حقوق الأهل وذوي القربى ، فأذيته وتنغيص عيشه معيبة ومصيبة ..
الوقت متأخر ، وبناء بيت الجار الضيف سيكون مع طلوع فجر يوم غدٍ ..
إذًا ، خيمة تخلى مؤقتـًا هذه الليلة ولتكن الخيمة التي لا يحلو نوم زوجة الجار المضيف إلاّ في داخلها ..!
تخرج الزوجة وتترك لضيفتها الخيمة ، ولم تنس أن تقول لها ولدي ذهب إلى (القنص ) ، وهو اعتاد عند رجوعه أن ينام إلى جواري هاهنا ، وعودته ستكون الليلة لا تنامي حتى يحضر ؛ لتخبريه أن يأتي إليّ ..!
الضيفة متعبة فالمشوار كان طويلاً ، وللنوم الغلبة ..
يعود الابن يسوقه قدره ، وإلى جوار الضيفة ينام ، ابن بارٌ بوالدته لم يشأ إزعاجها..!
يلمح الضيف ذلك الفتى فيتلبسه الشيطان في ثوب دفاعٍ عن عرض ، وتكون المصيبة ، طعنة في الصدر وخروج روح بريئة ..!
صياح مدوٍّ من الزوجة ماذا فعلتَ ، قتلتَ ولد جارنا قتلك الله ..
فتحوا بيتهم ، وأخلوا خيمتهم ، ونذبح ابنهم ، أي عارٍ هذا ، وأية كارثة حلت ؟
الجار المضيف رغم اللوعة ورغم الحزن على فراق ولدٍ ما سعى يومـًا إلى الرذيلة ، إلاّ أنه حين يضع نفسه مكان القاتل يجد أن قتل ولده له ما يبرره ، حتى وإن تحملت العجلة قليلاً من اللوم ..!
تمضي الأيام ، ويهب الله للضيف الذكور ، وللمضيف البنات ..
يدعو الجار المضيف جاره إلى لعبة ( القطرة ) ، ظاهرها رغبة في (التسلي ) وفي باطنها ما هو أعظم ..!
عبارة لم تفارق (شفتي ) الجار المضيف مع نقل كل حجر : ( ارحل يا جار وإلاّ رحلنا ) ..!
ما عاد يميز الضيف ، هل المقصود هو ( الرحيل ) في نقل ( حصى ) القطرة ، أم أنه يقصد الرحيل الحقيقي ..!
يعود إلى زوجته ، ويخبرها بما حدث من جاره اليوم ، وكانت مشورتها ، ومشورتها الصواب ، أن يستأذن جاره صبيحة الغد في الرحيل ، فإن وافق فليعلم أن في الأمر شيئـًا ..!
- الديار اشتاقت إلى أهلها يا جارنا ونطمع في الإذن منك ..!
- وبلا تردد : الله معكم ولا تنسوا جيرتنا ...
- لا، الأمر عظيم ..
يرحل الجار وفي النفس ما فيها ، فكريمٌ يتمسك به بعد قتل ابنه ، ويسمح له اليوم فلا بد وأن الأمر جلل والمصيبة عظيمة فالسبب يتعلق بهتك عرض ولا غيره ..!
لهذا الرجل ثلاثة من الأبناء ، والشكوك الآن تساوره نحوهم ..
يجمعهم ، ويقول لهم بئس الشباب أنتم يوم كنت في سنكم ما بنت تستعصي عليّ ، بنت جارنا القديم (صبية ) جميلة ، ألم تتحرك الرغبة لديكم نحوها ؟
فيرد عليه الابن الأكبر والله لو لم تكن أبي لأجبتك بهذا الخنجر ..!
ويقول الثاني : ما هكذا ربيتنا يا أبي ..!
الابن الثالث أعور ، وشر كل ذي عاهة يتقى ، يضحك ويقول دعك منهما لا خير فيهما ، أقسم بالله لو صبروا عليّ يومين ، يومين فقط ؛ ليصلك خبرها ..!
اتضحت الأمور عـُرِفَ السبب ، كما توقع ..
يرتعش الأب (ارتعاشة ) المطعون في ظهره فيقطع الرأس الفاسد ويضعه في عمامته ويبعث به مع ابنه الأكبر إلى جاره الكريم الطيب الذي تحمل ( غثاه ) مرتين ، عند قتل ابنه ، وعند محاولة (الأعور ) هتك عرضه ..!
أعجبتني القصة ، وأعجبني فيها التلميح من الجار المضيف لجاره بالرحيل ، وما أجمل أن يرحل المرء بطوعه واختياره ، دون أن يقال له ارحل ..!
رشيد الزلامي ، ذهب إلى الكويت ، والتحق بجيشها ، ولم تكن خدمته في حماية ثرى الكويت مانعة له من سماع كلمة ارحل في قول شاعرهم له بعد الاختلاف معه :
إن كان حبّـه محرقا قلبك احراق **** شد الرحال ودرب عمك تدله
رحل وهو يردد :
هـــذي هــويتكم وهذي بدالي **** جميــع مـا فـي عهـدتي تاجـدونه
والجيش يلقى عسكريا بدالي **** رزقي على اللي ما تغمض عيونه
السوادي
تعليق