Unconfigured Ad Widget

Collapse

قراءة في ديوان د.عبد الرزاق بن حمود الزهراني

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو شهاب
    صحفي
    • Mar 2005
    • 244

    قراءة في ديوان د.عبد الرزاق بن حمود الزهراني

    قراءة في ديوان د.عبد الرزاق بن حمود الزهراني

    الضمائر الغائبة" خماسيات تختزل الواقع المُرّ"





    الدكتور عبد الرزاق بن حمود الزهراني الشاعر الحاضر الغائب يستقي حروفه من معاناة التعب والضنى واللوعة والفراق والحنين الى الماضي الجميل بعبقه الرائع وأهازيجه الملأى بتراب الريف وأنفاس طين وحجارة القرية... هذا الهاجس الدائم الذي يختلج مشاعره الفياضة الحالمة بالعودة وهو هناك وقلبه هنا يحلمُ ان تستفيق الأمة من سباتها وان تحرص على الا تنام مرة اخرى. او ان تنفض غبار "الغفوة" وتلْتئم الجراح وتُردم "الفجوة" يهمه حال "المجتمع" بكل فئاته يؤلمه وضع بعض "شبابه" يقلقه سرعة مسايرة "العصر" يخاف من جلد "سياطه"! عبر عن مكنونات اعماقه فكتب وامتع وقصّد وأبدع لا.. لانه الدكتور! لانه كتب وألّف وألقى بإحساس شاعر..... يتلمس الخطى على أرض الواقع لكن آماله وتطلعاته ليست مستحيلة ويعلم يقيناً ان هناك "ضمائر غائبة".. لا بد جازماً أن تعود "حتما" ممكن اليوم.. غداً او بعد غدٍ! فهو يتكئ في عنوان "ديوانه الشعري السابق" "الضمائر الغائبة" على شيئين: الأول: "افتراضية وجود ضمائر" فهو يعلن هنا ان الضمير لا يموت قد يَغيب أو يُغيَّب! ولكن متى ما أوقظ يهرول مسرعاً ولكن تحتاج الى مؤثرات قوية من اشارات ودلالات! الثاني: العودة او اللاعودة! فحتماً الغائب لا بد ان يعود ولكن يعلّق السؤال الآتي: "متى وأين وكيفية العودة"؟! بهاتين الكلمتين صدح الشاعر: عبد الرزاق بن حمود الزهراني في ديوانه الشعري "الضمائر الغائبة" وهنا اشارة "جيدة" من الشاعر في اختيار هذين الاسمين تحفيز وإثارة القارئ على ما هيّة "الضمائر الغائبة" اتى الديوان في تسعة وخمسين نصاً اغلبها من المقطوعات الشعرية القصيرة معظمها خماسيات وكما جاء في تقديمه "لتناسب روح العصر القائمة على السرعة والاندفاع والقلق" ويقول ايضا: "فكثير من الناس يستنكف عن قراءة القصائد الطويلة والمتوسطة بدعوى ان وقته ضيق وعلل ذلك بقوله: "رغم قناعتنا ان معظم الناس يملكون الوقت الكافي للقراءة بصورها واشكالها المختلفة.. ويقول اخيرا " وقد حاولت ان اضغط المعاني واركزها على عدد قليل من الابيات" . هنا أختلف مع الشاعر . قد ساير العصر وكتب خماسيات فهذا وشأنه! ولكن يضغط المعاني ويركزها على هذه الخماسيات فلا.. وألف لا.. ؟! ليست رحلة يا دكتور؟! فإني أجدني في بث تلك المعاني في هذه الخماسيات فهي بلا شك ناقصة وتحتاج إلى مزيد من الابيات على الاقل في وجه القارئ العادي او حتى المتذوق يقول في نصه "عندما تقبح الأيام" ما أقبح الأيام حين يحل بالقمم الهوان أو حين يحكم في رقاب القوم "ناب الأفعوان" أو حين يبحث سيد في بيته عن ترجمان حتى يعلم أهله معنى الفصاحة والبيان ما أقبح الأيام حين نتيه في بحر الزمان!! . فما نعلم يا دكتور: من التائه "القارئ أم بحر الزمان؟!" فأنظر نتيجة هذا "المضغوط"؟! اتى الشاعر في هذا الديوان ب"تسع وخمسين" قصيدة طرز بها هذا الديوان العجيب في طرحه الغريب في اختيار جل خماسيات الديوان والمثير في هكذا نوعيه بين يدي القارئ!

    لتبدأ اولى قصائده "بلدي الخماسيه" بقول: يا منبع الخير يا قتَّالة الحسد يا من أعز على نفسي من الوالد يا موطن العدل يا نجماً تألقه فاق النجوم وعن مجراه لم يحد واختتم بقوله: سيري ولا تمنعي المعروف عن أحدٍ فأنت أكرم ارض الله يا بلدي هذه المقطوعة من اجل بلدي كانت جيدة تعبر عن عاطفة جياشة شاركه فيها كل سعود غيور بل اقحم الاماكن المقدسة لجلب القاريء بطريقة "مستحسنة" بقوله: يا مهبط الوحي يا أرضاً تفردها بالمسجدين وبالتوحيد والرشد وتأتي بعض النصوص الهدف منها اختزال كل الافكار والمعاني في خمسة ابيات من امثال "تعاقب" و"رحلة الحياة" و"حوادث وكوارث" و"رجال وآمال" و"شباب وشيوخ" و"القوة العادلة"... وسجع العناوين من خلال "سفر في ؟؟؟" لكن السؤال نعيده مرة أخرى هل وفق؟ وأختزال آلام وآمال الطفولة "نم يا صغيري" وتعداد الشباب واندفاعهم وبين حكمة الشيوخ وصواب قراراتهم ولكن حتى هذه تحتاج الى وضوح اكثر!! هناك ابتهالات وجدانية جيدة في نصي "دعاء" و"ابتهال" منها: احب الى نفسي من المن والسلوى شعور إلى الاعماق ترسله التقوى إله السماوات العلا ومليكها له تشخص الأبصار في ساعة البلوى ولكن ما لفت انتباهي غير اقتباسه التصريح بذكر الاعداء في مناجاة الإله بقوله: اعتقد ايها الشاعر "طاشت منك؟!" ومهما قلت من اجل الوزن او حتى القافية * يشفع لك!! حتى في نص "دعاء" ولو انه مقبول بعض الشيء تغيرتْ يا رب احوالنا فلا نميز المدعي والمصيب؟! فيه نص جيد وتحقق الخيال فيه وخماسية بحق اكتملت في كل شيء يقول في "السابحون في الفضاء" شاهدت قوماً يعبرون الفضاء ناديت ان عوجوا فبح النداء سوابح الأفلاك ما همها إن كانت الأرض تبيح الشقاء!! أو أن إنساناً بلا منزل معذب في صبحه والمساء!! أو أن قوماً سلبت أرضهم وجربوا فيها صنوف البلاء لا تطلبي يا نفس عدلاً فما يتم عدل في غياب الحياء!! هنا نصان صيغ "بقضايا اجتماعية فلسفية" اتكأ على التخصص في " القوة العادلة" و"حوار" يقول: حنانيك ماذا منطق العلم والفكر ولكن هذا منطلق الظلم والقهر وقارع بفكر من أتاك بفكرة وسافر مع الآراء في مركب الصبر ولا تحسبن الصمت عنك تخاذلاً إذا كنت ثرثاراً تقول ولا تدري!! وكذلك يجري فيها نص "غربة" يقول: لا تعجبي فأنا ما عاد يطربني شيء ولا عدت أشكو ساعة الخطر تعطلت ملكات الحس في بدني فلا أصدق لا سمعي ولا بصري وكذلك "قلق" يقول: ردي إليك رداء الموت وارتحلي لا فرق يا نفس من السمِّ والعسلِ؟! هنا "نص" فيه من الرمزية الكثير بعنوان "إلى متى..!!!" وقد يتبادر السؤال الآتي لماذا يلجأ بعض الشعراء إلى "الغموض والإغراق في الرمزية"؟ هل هو الهروب من الواقع "جبناً" والعودة إليه عن طريق "الرمزية" هل هو ضرب من الابداع في مسيرة "الشعر العربي" اسئلة حائرة في تقبل وتلقي قارئ الرمزية

    ولكني أميل الى الأخير ولكن وفق عدم الاغراق فيه . يقول: إلى متى القرد يعلو هامة الأسد ويقتل الوغد ابطالاً بلا قود؟!! الى متى يستمر الظلم منتعلاً وجه الحياة وعيش الحر في نكد؟!! وختم بقوله: وجدت حولي من الاقزام طائفة عاشت على الغدر والتضليل والحسد.. وربما يجري مجراها "اللاهثون خلف السراب" يقول: خلف السراب يلهثون كأنهم لم يأخذوا الدروس والعبر ويضحكون وربما في لحظة يبكون إلى أن قال: وفي العقول والقلوب ينحتون ويخلقون الفرصة الثمينة من العدم وفي البحار وفي فجاج الارض والقمم الصبغة "الدينية" وجدت وتجلت في نص "ما قيمة الإنسان"؟! يا سادتي ما قيمة الإنسان ان لم يكن في قلبه ايمان في أرضه أمان!! أمن التجهيل والتهجير والعدوان..!! من أين أمه من ابن عمه أمن من الجيران!! يا سادتي: ما قيمة الإنسان؟!! إن كان شره إن كان داؤه يأتي من الإخوان..!! إلى ختم فلسفة الإنسان بطريقة "ابهرتني" قوموا اكسروا الأغلال وحرروا الإنسان..!! من خوفه الكبير من عقله الأسير .......

    هنا "نصان" فيهما حنين إلى البيت القديم وسمر أهالي الريف ترى بعجب حنين الشاعر مع اللهفة واللوعة واستلهام الماضي مراتع الصبا يقول: إذا فكرت في العمر الصريم أحن لرؤية البيت القديم ففي زمن الضياع حنا علينا حنو المرضعات على الفطيم "تتجلى مقدرة الشاعر في اقتباسه لهذا البيت" وفيه الذكريات وفيه عمر ومن نص "سمر" غيب الليل النجوم الزاهرة واختفت فيه العيون الساهرة غاب أهل الحي في احشائه في أحاديث السنين الغابرة الى ان قال: وأتى الصبح على احلامهم وتنادوا في ركاب حائرة وختم بمقطوعة "غزلية" ربما الوحيدة في هذا الديوان "الضمائر الغائبة" يقول في "أين ألقاك" يستوي الليل عندنا والنهار..!! "كأنه يرمز إلى قاعدة "امرئ القيس" ألا ايها الليل الطويل ألا أنجلي يصبح وما الإصباح منك بأمثل" يا حبيباً تحفه الأنوار أين ألقاك؟؟ لا يهم المكان المهم الحديث والأخبار..!!
    الرابط :
    aboshhab@hotmail.com
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    #2
    أخي العزيز وصديقي الصحفي والناقد ابو شهاب قراءة جميلة الله يعطيك العافية

    تعليق

    Working...